أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - خالد محمد جوشن - ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة الخامسة والأربعون















المزيد.....

ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة الخامسة والأربعون


خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)


الحوار المتمدن-العدد: 7175 - 2022 / 2 / 27 - 18:05
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


أهتم بكل الحرف المساندة لكتابتك

لتعطى أفضل ما لديك ، ساعد الأخرين ليعطوا أفضل ما لديهم

أمقت صورة الكاتب المنعزل فى برجه العاجى . تلك الصورة النمطية الرومانسية ، المرتبطة بالوحدة والمعاناة ، قد أقصت كثير من الكتاب الواعدين ، وحجبت واحدة من أكثر الحقائق سطوعا فيما يتعلق بحرفة الكتابة . هى أن الكتابة ممارسة تعاونية .

أتذكر أول عمل نشرته . قصيدة لعيد الميلاد كًتبت لصحيفة مدرسية فى العام 1958 :

" ذات ليلة باردة وثلجية

فى ارض قصية البُعد

طفل ولد فى بيت لحم

ولد فى يوم الكريسماس

وضعوه فى مذود

موضع لايليق بملك

لكنه حتما بدا قصرا

لما صدحت الملائكة بالغناء " .

لقد كنت شاعرا فخورا فى العاشرة من عمره ، حين رأيت اسمى مزخرفا فوق النص المنشور .

إلا أن هذا المجد اقتضى تدخل بلدة صغيرة فى ( لونغ ايلاند ) بأكملها كى ينُشر ذلك النص الإنشادى .

واقتضى معلما يدعونا للكتابة ، واقتضى مساعدة والدتى التى اعتصرت ذهنا معى واقتضى تلميذا اخر عزز قصيدتى برسمة صغيرة .

واقتضى موظفا فى المدرسة ليطبع قصصنا على اًلة ناسخة ، واًخر ليسحبها ويوزعها .

كما اقتضى الأمر إطراء تلاميذ اًخرون وذويهم . وبكل الزخم الذى شكلت به تلك التجربة المبكرة روحى ، أطلب المغفرة على رفضى الدفين لصورة الكاتب المسكون بالهم ، المنعزل فى منسكه القصىً.

إن كنت تطمح لأن تتطور ككاتب ، اهتم بما يخدم مصلحتك الشخصية : إن كانت قصتك محررة جيدا ، ومصحوبة بلقطة فوتوغرافية مؤثرة ، وعلى صفحة مصممة تصميما موفقا ، فإنها ستبدوا أكثر أهمية وستحظى بمزيد من القراء . ومن الحمق تجاهل هذا

الأثر أو التقليل من شأنه .

فى الحقيقة ، إنك لن تصل لأقصى مداك ككاتب مالم تهتم بكل الحرف الأخرى المواكبة للكتابة .

نم هذه العادة : اطرح أسئلة عن مهارة تحرير الصور ، التصوير ، الأيضاح البيانى ، الرسم، التصميم وانتاج مواقع الويب .

ليس عليك أن تغدو خبيرا فى كل تلك المجالات ، لكن يجدر بك أن تكون فضوليا وأن تتفاعل .

يوما ما ستصير لك اًراء وجيهة فى كل منها كما لو كنت مختصا . وعلى نفس القدر من الأهمية عليك – ككاتب – أن تقدر الأخرين الذين يهبون لمساعدتك .

إن لم تكن قد بدأت ممارسة الكتابة بعد بنية النشر ، أو كمحترف ، عليك بالتعاون مع أولئك الذين سيساعدوك الأن : الأصدقاء ، المعلمون ، الطلاب ، أعضاء مجاميع الكتابة أو أندية القراءة ، تابع المدونين أو محررى ومصممى مواقع الإنترنت .

لتضبط مزاجك التعاونى ، تخيل أنك مؤلف رواية بديعة رُشحت للإنتاج السينمائى تخيل أنك قد حزت مُقدم عقد وفير كى تكتب السيناريو . والأن فكر فى كل الحرف والمهارات المتصلة بكمال إنتاج هذا العمل . فكر بالمخرجين والممثلين ، والمصورين
السينمائيين ، وفنيى المونتاج ، ومصممى الديكور ، والمؤلفين الموسيقيين ، وغيرهم .

احمل هذه الصورة الثرية بالشركاء الاخرين إلى كل مشاريعك الكتابية .

خلال تقدم مسيرتى كمؤلف وكاتب صحفى ، ساهم هؤلاء فى تجويد عملى :

المحررون : تجاهل العدائية التى يمارسها الكتاب ضد المحررين بوصفهم مصاصى دماء يعملون فى الظلام ليفرغوا النصوص من الحياة .

على النقيض ، فكر بهم كفرسان للمعيارية ، كقراء اختبار لاغنى عنهم ، كخط دفاعك الأخير .

ذات مرة كتبت قصة صحفية عن أخوين مصابين بإصابة شنيعة . فتيان انفصلا عن بعضهما البعض سنوات طويلة .

وصفت لقاءهما الرائع مجددا . وكيف باتا يشاهدان الرسوم المتحركة معا ويطعمان بعضهما حلوى رقائق الفاكهة .

اتصل بى محرر اسمه " إدميرك " ، ليراجع القصة . قدم أولا مديحه لنص كُتب جيدا .

لكنه ذكر أرسل موظفا مستجدا لمتجر البقالة ( كان ذلك قبل نعيم الإنترنت ) ليتأكد من التهجئة الإنجليزية ل رقائق الفاكهة . فى الحقيقة كانت التهجئة المعتمدة هى رقائق الفاكهة .

كانت تلك صدمة موفقة من قبله . وكان اًخر ما أردته أن يلتقط قارىء ما هذه الغلطة ، لا سيما فى هذا الجزء الحميمى من القصة .

بقيت ، لسنوات تلت ، أرفع إبهامى - لإيد – كلما التقيت به تقديرا له على انقازى . تحدث – أيها الكاتب – مع المحررين .

اعرف أسمائهم ، احتضنهم كرفاق فى حرفة الكتابة وكمحبين للغة ، قدم لهم الشوكلاته عرفانا وتقديرا .

المصورون الفوتوغرافيون : احرص على توظيف المادة الفوتوغرافية مبكرا فى مراحل كتابتك ، وليس كتحصيل حاصل .

وكما هو الحال فى نموزج الصحافة التليفزيونية ، ابحث عن متسع للعمل جنبا إلى جنب مع المصور الفوتوغرافى .

ساعده على فهم رؤيتك للعمل . أسأله عما يراه هو . استخدم عمله لتوثيق القصة .اسمح له بأن يلقنك دروسا بخصوص بؤرة التركيز ، حدود الكادر ، تركيب المشهد والإضاءة . اسأله عما يسعك أن تقدمه لمساعدته .

المصممون : فيما يتطور مشروعك الكتابى ، احرص على إشراك فنانى التصاميم الرسومية فى الحوار الخاص بعملك مبكرا .

تعلم منهم ما الذى يجدر بك أن تراه وتريه للقارىء فى المشهد العام . وما هى الأجزاء التى تستحق أن تُحول إلى عناصر بصرية خلابة . اسأل محررك وفنى صحيفتك كيف أن تساعدهم سواء خلال مرحلة البحث ، أو أثناء كتابتك للمسودة الأولية .

تذكر أن العمل الجيد يستغرق وقتا ليظهر . وهذا لا ينطبق عليك وحدك . تعلم أن تلتزم بمواعيد تسليمك الخاصة كى تتيح للأخرين متسعا ليمارسوا عملهم .

حتى لو افتقرت للسلطة اللأزمة لإقناع الفريق كله بالاستماع لك ، فعليك أن تشجع الجهود المبكرة والتى تضمن أن يشارك كل اللاعبون الأساسيون فى التخطيط .

كلما أبديت اهتماما أكبر بمهام الًاخرين ، كلما لقى رأيك بخصوص كيفية صياغة وتعديل المادة النهائية مزيدا من الترحيب .

بين العامين 2001 و 2005 كتبت أكثر من خمسمائة عمود ومقالة لموقع معهد بوينتر على الإنترنت .

لست خبيرا فى كيفية إنتاج قصة عبر منصات الإعلام . لكنى أُكيف أدوات وعادات كتابتى لتتوائم مع عالم جديد شجاع فى التعاطى مع تقنيات الإعلام بأكثر من صوت والتواصل المفتوح مع القراء .

لهى مغامرة تتجاوز الحدود القديمة ، وكل ذلك يتطلب مخيلة أكثر ثراء ومستويات تكاتف مع زملاء المهنة تفوق ما عرفته المرحلة السالفة .

إن كنت تعمل بجد فى عملية التعلم متعددة الجبهات هذه ، داعما المزاوجة بين المقروء والمرئى ، فستهيىء نفسك لمستقبل من الإبداع الخلاق .

وسيتحقق ذلك دون التضحية بالقيم الأساسية لحرفتك الكتابية . ذلك كله لا يتطلب تطبيق القاعدة الذهبية :

عامل الاًخرين كما تحب أن يعاملوك – وحسب . بل يتجاوزه إلى تطبيق ما يسميها زميلى القديم " بيل بويد " القاعدة البلاتينية ؛ عامل االاًخرون كما يحبون هم أن يُعاملوا .

كيف يحب المحرر أن يُعامل ؟ وما الذى يحقق رضى المصمم ؟ إن السبيل الاًكيد لمعرفة الإجابة هو عبر المبادرة بالسؤال .

والى الأداة السادسة والأربعون فى مقال قادم



#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة الرابعة والأربعون
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة الثالثة والأربعون
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة الثانية وا لأربعون
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة الواحد وا لأربعون
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة لأربعون
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة االتاسعة والثلاثون
- وإحنا مالنا ، خلينا فى حالنا
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة االثامنة والثلاثون
- مسدس بلا فائدة
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة السابعة والثلاثون
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة السادسة والثلاثون
- اتفضل بيع عمرك كله ؟
- الاسانسير899
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة الخامسة والثلاثون
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة الرابعة والثلاثون
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة الثالثة والثلاثون
- الجنس مع الموتى
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة الثانية والثلاثون
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة الواحد والثلاثون
- ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الاداة الثلاثون


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - خالد محمد جوشن - ادوات الكتابة - روى بيتر كلارك - الأداة الخامسة والأربعون