أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذري مازغ - مجتمع -الزطلة-















المزيد.....

مجتمع -الزطلة-


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 7207 - 2022 / 3 / 31 - 17:26
المحور: الادب والفن
    


ياو جوناس، مقيم بشكل رسمي بإسبانيا، ينتمي إلى شبكة دولية في الإتجار بالمخدرات بشكل جمع ثروة كبيرة، ثروة غير مصرح بها لكن تكفيه قرنا لأجل العيش في مستوى اجتماعي ويستطيع أيضا أن يورثها لنسله وهذا ما كان يحيره، ويعرف أن هناك ألف طريقة لتبييض أمواله، وهناك دول عملت لذلك تخريجة قانونية مثل دفع نسبة مئوية لخزينة الدولة لتبييضها وهناك أيضا طرق أخرى من خلال التحايل على القانون من خلال فتح مشاريع صغيرة مثل المتاجر والحانات و"السيبرات"، هذه المشاريع الصغيرة لا يهم ما إذا كانت مربحة أم لا، يكفي ان مداخيلها تكفي لحالها، بمعنى أن خدماتها يمكن أن تكفي بأداء أجر العاملين بها ودفع الضرائب المتحصلة منها وإن انعدمت الفائدة لمالكها فأموال المخدرات كفيلة بأن تحدث فائدة مميزة وانا أتذكر قصة سعيد العامل في حانة ببلباو حين سألته عن كرمه مع بعض الزبناء، قال بأنهم أصدقاؤه بالبلد: "لقد مرت مدة طويلة دون رؤيتهم، ومن العيب أن تلتقيهم بالصدفة ولا تستضيفهم..
ــ صحيح لكن الإستضافة لا تكون بالكرم الذي شاهدته، تقديم فذاء لهم او شراب أمر عادي لكن إخمارهم حتى الثمالة أمر مثير! كيف تبرر ذلك لصاحب الحانة؟
ضحك قليلا ثم سألني: هل لا تعرف صاحب الحانة؟
ــ لا!
ــ إنه تاجر مخدرات، وهذا البار فتحه لتبييض امواله، شروطه علينا هو الإكتفاء بذاتنا، أجور العاملين، دفع كراء المحل وضمان مواد الإستهلاك التي نقدمها للزبائن وحتى الضريبة العامة يدفعها هو من جيبه.. في كل مساء يأتي إلى البار، يأخذ منا مداخيل اليوم ويضيف إليها كمية كبيرة من ماله الخاص ويقدمها للبنك على أنها مداخيل البار، وحتى إذا مضى يوم بدون زبائن، نحن دائما لدينا اعداد افتراضية للزبائن..!
ــ فكرة جميلة!
شخصيا طرحت علي نفس الفكرة لكن بشكل مختلف عندما كنت في ألميريا، كنت اريد فتح بار بمنطقة إلخيدو، اتفقنا على الكراء الشهري وبقي فقط أن أعرف كم قيمة فائض الإنتاج، كان المحل صغيرا وموقعه متطرف وهذا جعلني أتردد، فحساب ضريبة البلدية وأجر الكراء قد يخل بحساب الرأسمال الذي سأضعه، بمعنى سأخر بالتدريج، في نقاشي مع المالك الأصلي للمحل الذي يريد كراءه لي وهو إسباني بالمناسبة، ولما قدمت له كل الحساب على ان الأمر غير مربح بالنسبة لي، اقترح علي أن نلتقي في المساء ليقدم لي "خبير اقتصادي" ليساعدني في جلب الزبائن من جهة ومن جهة اخرى سيضع لي حوافز مربحة لن تتخيلها في رأسك.
في المساء التقينا وكان هو مصحوبا بالخبير الإقتصادي الذي لم يكن إلا مغربي أعرفه وهو من من الشمال أيضا، أخبرني أن البار برغم صغره يمكنني أن أقدم فيه الوجبات السريعة إذا عرفت كيف أستغله، ولما اخبرته بان الأمر سيستغرق وقتا طويل لكسب الزبائن بسبب تطرفه وان ذلك سيجعلني أخسر وليس أربح.. صمت قليلا ثم قدم إلي حوافزه المربحة.
سألني عما إذا كان صاحب المحل المالك الأصلي سيربح لولا مساعدتي لي، فسألته عما هي مساعدته له، قال لي: " ساقترح عليك حلا تربح انت منه واربح انا منه أيضا"
ــ تقصد "رابح رابح" الشعار المغربي، ضحك قليلا ثم أخبرني: " ما يعجبني فيك تلك اللمسة الساخرة منك، تذكرني بأيام الجامعة..!"
كان حسن طالبا بجامعة فاس، هاجر دون أن يكمل دراسته إلى إسبانيا وهو من الجيل الأول للهجرة إلى إسبانيا، التقيته اول مرة في إسبانيا بمنطقة كليمانتيس بمنطقة كاستييا دي لامانتشا حيث موطن الأسطورة الجميلة لسيربانتيس الذي ابدع شخصية دون كيخوتي، كنت تائهاهناك في ساحة كليمانتيس انتظر بداية موسم البصل وكان هو أيضا المغربي الوحيد في الساحة، كان يحمل جعة بيده حين مر من جانبي، عرفت أنه مغربي ونطقت جملة خرجت من فمي بشكل تلقائي، قلت:
ــ "مغربي في بلاد النصارى"، نطقتها هكذا بالعربية الفصحى، فرد علي هو: "أول مرة أسمع هذه الجملة في هذه البلاد"،
"أول مرة اسمع العربية في هذه البلاد!" ردد مرة اخرى.
تعارفنا وقدم إلي نفسه، أخبرني أنه خارج منذ أسبوع من السجن بمدريد وانه هنا في زيارة لأخته، وأنه يريد ان يستمتع براحة هنا عند اخته قبل السفر إلى ألميريا ثم اخبرني ان سبب سجنه كان هو ضبطه بمحطة لامانديس بمدريد مع شحنة طازجة من الحشيش المغربي كلفته ثلاث سنوات سجنا، اخبرته أين أبيت في الخلاء وأني جئت إلى المنطقة للعمل في موسم البصل، تشاركنا بعض الجعة واخبرني أن الموسم لا زال تفصلنا عنه مدة شهرين على الأقل وأنه يستحسن علي أن أذهب إلى لاس بيدرونيراس حيث سيبدأ موسم الثوم، أخبرني أن موسم البصل غير مذر للأعمال كما الثوم، تكلمنا كثيرا في السياسية في المغرب وعن ذكرياته بفاس حين كان طالبا قبل أن نفترق، كان سعيد بلقائنا في بلاد النصارى، مدني بورقة نقدية ناصحا إياي أن أسافر إلى لاس بيدرونيراس واخبرني بانه لا يتوفر على مال كثير ليساعدني أكثر.
في ألميريا اقترح علي حسن المغربي في بلاد النصارى أو "الخبير الإقتصادي حسب تقديمه لي من طرف المالك الإسباني أن آخذ المحل وسيساعدني هو في دفع الكراء مقابل ترك عماله السريين ببيع الحشيش من داخل الحانة: " الحشيش يجلب الزبائن إلى الحانة وانت ستقدم الوجبات السريعة "الطابات" والمشروبات، انت رابح وانا رابح"، كانت فكرة ملهمة لكن تعذرت له برصيدي النضالي مع العمال المزارعين متسائلا: كيف سيقبلون أن نقابيا كان يدافع عن حقوقهم يبيع الحشيش في حانته ثم ركبت على خاصية له كونه مومن بالله، قلت له بأني من قبيلة "شريفة" في المغرب أفرادها يصابون بلعنة ما حين يمارسون أمور محرمة كالقمار وبيع المخدرات أو السرقة".
ــ نحن قبيلة ممنوع عليها هذه الممارسات، قلتها وانا أبتسم ساخرا
ــ أنت احمق، هكذا رد علي وهو يضحك .
ياو جوناس الإفريقي لا يعرف هذه الطرق من تبييض الأموال، كان يعتمد طريقة متخلفة في التبييض عادة تكلفه أكثر مما يربحه، كان يكتري شققا ثم هو يكتريها بالتقسيط لزبناء محتملين وهوأمرمقنن بشكل كبير في الباسك وكان له في كل شقة "زوجة" لا تعرف ان لها ضرة بشقة أخرى، وكانت هذه الزوجات هن من يتكلفن بالقباضة، كانت كلهن إفريقيات وكلهن حاملات منه وكلهن يعتقدن انه يعمل ببرشلونة في الوقت الذي هو ببلباو، كنت حين ألتقيه أكلمه كيف يجمع في ذاته هذه التناقضات! كان هو من أخبرني بأنه لا يعمل صراحة ببرشلونة، اخبرني أن عامل البعد أمر جيد ليحتفظ بالعلاقات مع كل زوجاته، قال بانه يحبهن كلهن وكلهن حاملات وانه هو بما له من تجربة في المغرب يتاجر ب"الزطلة" وأنه غني لكن أمواله سوداء وأنه يستطيع أن يتكلف بكل أبنائه وبناته رغم تعدد الإنجاب وأن الأمر الذي يحيره هو كيف يستطيع تبييض أمواله، سكت حينا ثم قال بأن كل زوجاته لا يشكن فيه وأنه الرجل الإفريقي المثالي عندهن.
اقترحت عليه الطريقة المغربية في تبييض الأموال واخبرته بأنها تسمى عندنا "رابح رابح" وتقوم اساسا على تبييض "الزطلة" وان نسله من كل تلك النساء سيجعله يفكر في المستقبل في تشكيل مجتمع جديد اسمه "مجتمع الزطلة"



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خبراء في ترنيم الثرثرة
- نقض أونيدوس بوديموس في قضية الصحراء
- الصفيق على تراكم الجثث
- الهوية والعلاقات الجنسانية
- اليسار نعم لكن بأي وجه
- الموقف من الحرب الروسية الأوكرانية
- حول الحرب الروسية الأوكرانية
- أول احتكاك لي باليسار الاوربي
- مزار بنات اخنيفرة
- الأغاني في مجال أغبال
- تتمة: مجال أغبال (ظهور العمل الماجور)
- مجال أغبال الثقافي: تامزوزرت وداء الكلب
- طريق -أغبال-
- تاقاريط (الخبيزة)
- لعبة الإبتزاز السياسي، حول قضية الصحراء المغربية
- السنة الامازيغية لا تصلح للأدلجة
- زمن الكوارث
- لاول مرة في الحوار اتكلم عن كرة القدم
- اليسار والثورة
- تحرير ماركس من الخرافات..! تحرير أم تفهرس؟


المزيد.....




- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...
- ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ ...
- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
- -أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل ...
- طنجة تستضيف الاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز 20 ...
- -لم أقتل زوجي-.. مسرحية مستوحاة من الأساطير الصينية تعرض في ...
- المؤسس عثمان الموسم 5.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 باللغة ...
- تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 على النايل سات وتابع أفلام ال ...
- وفاة الكاتب والمخرج الأميركي بول أوستر صاحب -ثلاثية نيويورك- ...
- “عيد الرّعاة” بجبل سمامة: الثقافة آليّة فعّالة في مواجهة الإ ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذري مازغ - مجتمع -الزطلة-