أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - عندما يخدم خطاب الفصائل الفلسطينية العدو















المزيد.....

عندما يخدم خطاب الفصائل الفلسطينية العدو


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 7205 - 2022 / 3 / 29 - 15:40
المحور: القضية الفلسطينية
    


في مباراة إعلامية تتسم بالتعجل تسابقت الفصائل الفلسطينية وحزب الله اللبناني والإعلام القريب منها في اِلإشادة بعملية الخضيرة العسكرية ضد الكيان الصهيوني في المناطق المحتلة من فلسطين عام 1948، بأن جعلت من منفذي الهجوم عنوانا كفاحيا للشعب الفلسطيني.
المفارقة أن هذا التوصيف المتسرع للعملية ومنفذيها عبر الترحيب والإشادة سبقت إعلان الجهة التي تبنتها عن نفسها، وهو إعلان يكشف خفة تلك الفصائل، كون تسرع البعض منها خاصة تلك القوى التي تصنف كقوى ديمقراطية ممن تؤمن أن هناك فرق بين رصاصة ورصاصة، فالمضمون الكفاحي والفكري والسياسي هو الذي يميز رصاصة عن أخرى، وفي الحالة الفلسطينية فإن الرصاصة التي لا يقف وراءها هدف التحرير، هي رصاصة مشكوك في نواياها، ومن السذاجة أن يحجب الحماس والعواطف لدى الفصائل الفلسطينية ما يمكن اعتباره من البديهيات. أي الهدف النهائي للرصاصة لأن مشروعية الهدف هي التي تقرر ما إذا كان يجب الاحتفاء والترحيب بها من عدمه.
هذا الذي هو من البديهيات، إذا جاز أن يفوت للوهلة الأولى على المواطن العادي المحكوم بعواطفه، فإنه بالنسبة للقوى السياسية وخاصة غير الدينية، هو تعبير عن خلل في القراءة السياسية والفكرية ومن ثم التقدير.
هذا الخلل في التقدير يساهم في خلط الأوراق، وهو خلط من شأنه أن يربط النضال الفلسطيني بالإرهاب، كما أن داعش لا تدعي ذلك، فهدفها ليس التحرير وإنما إقامة الخلافة الإسلامية حيث يمكن لها أن تتواجد , وإذا كانت بعض الفصائل الفلسطينية من قوى الإسلام السياسي تتفق معها في هذا الهدف بالمعنى الاستراتيجي، إلا أن شرط اللحظة لا يجعلها تجاهر بذلك، فإن القوى السياسة الوطنية والديمقراطية كان يجب أن لا تفقد بوصلتها اتجاهها، كون أي عمل كفاحي فلسطيني يجب أن يكون في خدمة الهدف النهائي، الذي هو تحرير فلسطين من الوجود الصهيوني وإقامة دولة فلسطين الديمقراطية ، وهي سيرورة تتناقض حتى النفي مع مشروع داعش.
إن مشروع داعش الذي عاش العالم نموذجه التكفيري الدموي غير الإنساني الذي أقيم على أجزاء من العراق وسوريا وفي سرت الليبية، هناك إجماع عالمي رسمي ولدى الهيئات الإنسانية والقانونية العالمية على وسم من تبنى عملية الخضيرة بأنها جماعة إرهابية، وعلى ذلك، فإن العملية التي نفذها منتمون لداعش في مدينة الخضيرة في مناطق فلسطين المحتلة عام 1948، ليس لها علاقة بكفاح الشعب الفلسطيني. حتى وفق معايير بعض القوى الفلسطينية ومنها حزب الله اللبناني باستثناء الحركات الفلسطينية الإسلامية التي يلتقي مشروعها السياسي في بعده الاستراتيجي مع مشروع داعش.
ومع ذلك إذا كان من الطبيعي أن يرحب أي فلسطيني بكل فعل مسلح أو غيره يمكن أن يؤلم الاحتلال الصهيوني في أي مكان من فلسطين المحتلة، إلا أنه يصبح خلطا للأوراق بالنسبة للقوى السياسية الفلسطينية، ارتباطا بأنه ما من عمل دون هدف نهائي، ليكون السؤال هنا: ما هو هدف من هذه العملية أو غيرها لاحقا؟ وهل من قواسم مشتركة على الأقل بين الفصائل الوطنية والديمقراطية الفلسطينية التي حملت العملية أبعادا هي نقيض لسلوك داعش وأهدافها الآنية والاستراتيجية.
وإنه لـ"عسْر في القراءة لدى تلك القوى أن تنسب لعناصر داعش مالا تقوله داعش عن نفسها، ذلك من شأنه أن يعطي لذوي النوايا السيئة مبررا للربط بين سلوك داعش بوصفها تنظيما إرهابيا وبين النضال الوطني الفلسطيني، وهو بذلك يرتكب خطيئة في حق الشعب الفلسطيني. وهو للأسف ما أقدمت عليه الفصائل الفلسطينية بأن قدمت الذريعة للقوى المعادية بربط الكفاح الفلسطيني بما سمتها داعش هجوم انغماسي مزدوج لمقاتلي الدولة الإسلامية".
ويبدو أن التكييف.الإرادوي..القسري البعيد عن القراءة الموضوعية هو الذي وقف وراء ما جزم به القيادي في حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب،من أن "هذه العملية هي رد باسم كل الشعب الفلسطيني، وكل أحرار الأمة على قمة الشر التي يشارك بها وزراء خارجية عرب إلى جانب بلينكن ولابيد"، وهو جزم يفتقد للصدقية بالمعني الوطني الفلسطيني العام لأن داعش ومن يمثلها لا تمثل الشعب الفلسطيني ككل حتى ترد باسمة، ولا بأس أن تعتبرها الجهاد وحماس كذلك، لكن ليس الشعب الفلسطيني، لكن المفارقة تأتي من الجبهة الشعبية التي تمثل التناقض مع سلوك وفكر داعش عندما تقول إن"هذه العملية البطولية رد عملي على "قمة التطبيع" التي يُشارك فيها وزراء خارجية عرب على أرض النقب في الداخل الفلسطيني المحتل، توجّه رسائل قويّة للعدو الصهيوني وحكومته الفاشية بأنّ الشعب الفلسطيني مُصممٌ على التصدي له والرد على جرائمه المتواصلة بحق شعبنا"، ذلك أن الجبهة وهي تصور عملية داعش في الخضيرة بأنها رد باسم الشعب الفلسطيني، هذا التوصيف إنما يناقض في الجوهر مع موقف الجبهة الفكري والسياسي، فيما جاءت ثالثة الأثافي من حزب الله اللبناني الذي اعتبر أن "هذه العملية “هي عملية القرار الفلسطيني المقاوم والمستقل”.
وإنه لمؤسف أن يصل الأمر هذه السيولة العاطفية في توصيف ما جرى حتى يعتبر حزب الله الذي يحارب داعش في سوريا ولبنان أن عملية داعش هي " عملية القرار الفلسطيني المقاوم والمستقل” ، في حين أن رد رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة على الفصائل بقوله "بما أننا لا نبشرهم بالأخلاق فلا يجب أن يعظوا لنا.. داعش هو عدونا كعرب قبل أن يكون عدوا لأي شعب آخر". وأنه "ليس من دور الفصائل الفلسطينية في غزة والضفة الغربية تحية أو إدانة الهجمات الإرهابية التي تستهدف العرب المواطنين في إسرائيل ".
وبدوره قال أحمد الطيبي عضو القائمة العربية المشتركة في الكنيست الإسرائيلي إن “هذا التنظيم المجرم القاتل، هو عدو للإسلام، لقد أضر بعشرات الآلاف من المسلمين، وبصورة الدين، ولا يمكن أن نتجاهل حقيقة وقوفه خلف العمليات الأخيرة التي ندينها بشكل واضح”.
إن مواقف الفصائل من عملية الخضيرة تكشف أن البعض قد أساء لنفسه وأضر بمعنى النضال الوطني الفلسطيني، عندما جعل داعش المصنفة منظمة إرهابية حاملا ومدافعا عن المشروع الفلسطيني بما يناقض أقوال وأفعال داهش..بما يمكن أعداء الشعب وما أكثرهم في ظل هذا التهافت من قبل دول عربية على الكيان الصهيوني مع سبق الإصرار والترصد.أن يتاجروا بهذه المواقف التي هي في الحد الأدنى لم تكن في محلها.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معركة أوكرانيا.. وتدشين عالم متعدد الأقطاب
- الناتو.. حصار روسيا..أم دفاعا عن أوكرانيا..؟
- مشاكسات.... -أمن روحي-.. ! مجرد كلام..!
- الصهاينة العرب واليهود.. وشرط التصدي الفلسطيني
- مشاكسات.. من بدأ العدوان؟/ نفاق..!
- شيطنة روسيا..وما هو أبعد من ذريعة أوكرانيا
- مشاكسات سطوة..الدرهم/ مفارقة..الموقفين!
- التنسيق الأمني مع الاحتلال.. أي دور وظيفي لأمن السلطة
- مشاكسات.. الأجانب الأكثر عروبة.. والحوثيون.. حماس أولا..!
- جريمة وعد بلفور.. ونهاية الخرافة
- تصريح -قرداحي-.. يظهّرِ ثقافة البيعة
- مشاكسات / حماس والجهاد جيش إيراني..!
- لغة بيانات الفصائل الفلسطينية.. و-تهشيم- المفاهيم
- قوى الإسلام السياسي.. بين تداول السلطة واحتلال الدولة
- الدول الخليجية.. استجداء العلاقة مع الكيان الصهيوني
- مشاكسات.. خوف على التنسيق الأمني.. بومبيو يكتشف الصين شيوعية
- تقاسيم
- جائحة -كورونا-.. توازن قوى جديد.. فشل نموذج ومخاض لبديل
- مشاكسات / -صح النوم-.. / هزيمة غير معلنة
- تحدي- كورونا- يكشف هشاشة الاتحاد الأوروبي


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - عندما يخدم خطاب الفصائل الفلسطينية العدو