أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - لغة بيانات الفصائل الفلسطينية.. و-تهشيم- المفاهيم















المزيد.....

لغة بيانات الفصائل الفلسطينية.. و-تهشيم- المفاهيم


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 7037 - 2021 / 10 / 4 - 20:43
المحور: القضية الفلسطينية
    


يمكن للمراقب أن يلحظ بسهولة أن المشهد السياسي الفلسطيني العام، الذي تشكل السلطة الفلسطينية وحاملها الحزبي حركة فتج وحركة حماس كممثل للإخوان المسلمين في فلسطين ومعها فصائل أخرى تتوزع على ألوان الطيف السياسي وربما تتكئ على شيء من بقايا فكر، من اليسار واليمين وما بينهما، لزوم التواجد الشكلاني لدى البعض وهو ما يؤكده الواقع، أن تلك القوى تعيش أزمة بنيوية.
حتى بدا أن هذا الشعب العظيم قد ابتلي بهكذا مستوى من القوى السياسية إما العاجزة وتجاوزت حتى مرحلة الشيخوخة، أو تلك التي تكثر من الجعجعة والخطاب الدعائي خدمة لمشروعها الفكري والاجتماعي مستثمرة حالة التناقض التناحري والصراع الدائم بين الشعب الفلسطيني والمستجلبين اليهود من أربعة أرجاء الدنيا إلى فلسطين، الذين ما تزال القوى الإمبريالية والرجعية العربية والمتهافتين من العرب، تمكنهم من هذا الاحتلال. وذلك من خلال ركوب بعض تلك القوى الفلسطينية موجات الصعود الكفاحي للشعب الفلسطيني الذي يتقدم بأشواط عن كل القوى السياسية التي تقول أنها تمثله، في إطار اشتباك هذا الشعب المكافح المتواصل مع الاحتلال بكل تجلياته، فيما يستثمر البعض دمه وصبره وصموده من أجل مصالحهم الحزبية الضيقة.
ويمكن للمراقب عند التدقيق في ردود فعل تلك القوى على الجريمة المستمرة عبر بياناتها وتهديداتها ووعيدها وخطابها المكرر أن يكتشف بسهولة أنها ربما لا تعي معنى المفاهيم في أبعادها السياسية والفكرية والكفاحية، هذا إذا ما افترضنا حسن النية أو ربما يقول البعض أنها تمارس عن عمد( الديماغوجيا) أي التضليل، إذا ما قلنا بسوء النية.
إن ردود فعل تلك القوى لا يتعامل مع الاحتلال بكل عدوانيته على أنه جريمة مستمرة بكل أبعادها تستوجب ليس رد الفعل وإنما الفعل ابتداء، ولذلك فإن حديث من نوع (نحذر، أو تغوّل العدو على أبناء شعبنا الآمنين بهذا الشكل الخطير سيستدعي ردودا قاسية من نوعٍ خاص"). فإن لغة هذا الخطاب للأسف تمثل إساءة لتضحيات الشعب وإصراره على اقتلاع الاحتلال وهي تهشيم فكري ومعرفي للمفاهيم يصب بالمعنى التراكمي في مصلحة ثقافة التخاذل، فما معني تغول العدو، إذا كان وجود العدو في الجوهر هو وجود عنصري إحلالي، ومن قال إن الشعب آمن والاحتلال جاثم على صدره يمارس عدوانه على مدار الساعة؟ وهل هناك أمن وأمان في ظل مثل هذا الاحتلال الذي يمارس عمليا النفي المادي للشعب الفلسطيني؟! وهل هناك تغول خطير يستدعي الرد القاسي، وآخر أقل خطورة ولكن يمكن التسامح معه؟ ثم ما هو مفهوم التغول لدى تلك القوى؟ وبماذا توصف الاستباحة اليومية لقطعان المستوطنين وجيش الاحتلال للمدن الفلسطينية المحتلة في الضفة الفلسطينية بما فيها القدس والأقصى والحصار على غزة؟ ألا يعتبر تغولا مستمرا؟ ثم ألا يستحق ذلك عملا أو ردا كما يقولون ولو أقل قسوة؟!!
إن هذا الخطاب المفارق الذي يعكس قصورا فكريا وسياسيا لا يليق بهذا الشعب، وهو يظهر كم هو بائس خطاب بهذا المستوى السياسي الفلسطيني الذي يتصدر المشهد، ويمكن توصيفه بأنه خطاب منفعل يبتعد عن مخاطبة العقل، كون تأثيره لا يتجاوز لحظة صدوره ، إذا ما دققنا في كل هذه الهبات الخطابية العاطفية الانفعالية سواء كانت مفصودة أو غير ذلك ، لربما اكتشفنا في الغالب أن ردود الفعل الخطابية هذه، تمثل نوعا من إرضاء الذات وللاستهلاك السياسي، عدا عن كونه مكررا ومعادا لغة ونتيجة , بل وربما يراكم وعيا سلبيا مع الوقت.
فمثلا جاء في بيان مشترك صادر عن الغرفة المشتركة للفصائل في غزة " أننا نحذر الاحتلال المجرم بأن الجريمة النكراء الأخيرة المتمثلة في إعدام الشهيد محمد عمار على السياج الفاصل شرقي البريج هي تجاوزٌ لكل الخطوط الحمراء". المفارقة هنا أنه إذا كان الصهيوني محتلا لكل فلسطين ويمارس جرائمه كل يوم على الأقل في المناطق المحتلة عام 1967 ، فالسؤال هنا هل بعد واقعة فعل الاحتلال، واستمرار جرائمه اليومية في الضفة والقطاع على مدى عقود من خطوط أكثر احمرارا من ذلك؟ ثم ما هي هذه الخطوط الحمراء التي تجاوزها العدو، لتعتبر أن استشهاد مواطن فلسطيني هو أعلاها؟ أليس الاحتلال في حد ذاته هو الخط الأحمر الذي لا تعلوه خطوط وهو الذي يوجب سياسيا وفكريا ووطنيا وقانونيا ديمومة حالة المواجهة معه، كون زوال هذا الخط الأحمر؛ أي الاحتلال، يعني زوال كل مفاعليه الأمنية والسياسية والقانونية.
ومن ثم يحضر السؤال .. هل هناك من تغول أكثر من أن يكون العدو إحلاليا بنفي وجودك كشعب، كأفراد ومجموع ويقتلع شعبك ويدمر مدنك وقراك ويعتدي على مقدساتك، ويحل الأسطورة (الخرافة) محل تاريخك الممتد لآلاف السنيين كما يؤكد ذلك علماء الآثار والمؤرخين اليهود..؟
إن القصور الفكري والسياسي والمعرفي عندما يصبح هو اللعة السائدة يصبح طبيعيا أن نسمع " وحذّر البيان من "أن تغوّل العدو على أبناء شعبنا الآمنين بهذا الشكل الخطير سيستدعي ردودا قاسية من نوعٍ خاص"". دون أن نعرف كيفية قياس درجة هذا التغول الذي يستوجب الأفعال لا الأقوال.
ولذلك فإنني أقدر أن مثل اللغة من شأنها أن تضع كل من يقول بذلك الخطاب وتلك اللغة المفارقة لجوهر المفاهيم في إطار حالة فقر سياسي وفكري، بما يعني ذلك أن من يقول بذلك قد فقد صلته بالواقع. كون البديهة الأولى في الحالة الفلسطينية التي يجب أن تكون منطلقا لأي خطاب فكري وسياسي، هو أن الاحتلال الصهيوني يمثل جريمة مستمرة أي تغولا مستمرا، وهو لذلك يواصل التنكيل بالشعب الفلسطيني، ومن ثم فإن سقوط كوكبة من الشهداء خلال الأسابيع الماضية وحملة الاعتقالات التي طالت المئات يأتي في ذات السياق، ذلك يجري للأسف، فيما بقي حديث البعض من أن العدو قد تجاوز الخطوط الحمراء.. مجرد دعاية.. كوننا للأسف سمعنا جعجعة لكننا لم نرى طحنا يترجم هذا الخطاب.
كل ذلك يجري في حين يعيد منطق السلطة الوطنية الفلسطينية إنتاج العجز، كونها بعد كل الذي جرى ما تزال تراهن على الحل السياسي دون اتخاذ خيارات سياسية جذرية تمثل قطعا مع ما يسمى بالحل السياسي، لأنه لم يبق على ضوء سياستها التي مارستها بوعي وعناد فصائلي منذ أوسلو وحتى الآن، أي إمكانية لحل سياسي في حدة الأدنى بعد أن أفرغ الكيان الصهيوني- لو صدقنا ابتداء أن العدو مستعد لحل سياسي- مكنة أي حل من محتواه ، ولعل السؤال وهو موجه لحركة فتح صاحبة مشروع أوسلو، متى تستيقظ من غيبوبتها؟ وتدرك أن الحل السياسي التي حشرت الفضية والشعب الفلسطيني داخله لما يقارب الثلاثة عقود هو سراب ووهم، كون الحل المنشود وعنوانه التحرير تفرضه موازين القوى وليس التنسيق الأمني ونوايا هذا العدو الكولنيالي ،
ومن ثم فإنه من غير المقبول أن تقول الآن شبيبة حركة إنها ستصلب عود المقاومة الشعبية، متجاهلة أنها لم تقطع الصلة مع خيارها السياسي وهو أوسلو بكل كوارثه الأمنية والاقتصادية، لتصبح رافعة كفاحية ونستفيق من غيبوبة الحل السياسي الوهمي الذي كان خدمة للاحتلال ومشروعه في التهويد وضم القدس طوال تلك السنوات،
ومن ثم متى تدرك تلك القوى أن المفاهيم واللغة يجب أن تدل على معناها كونها تراكم وعيا يسمي الأشياء بأسمائها ولأن الجبهة الثقافية هي صمام الأمان على طريق التحرير والعودة..



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوى الإسلام السياسي.. بين تداول السلطة واحتلال الدولة
- الدول الخليجية.. استجداء العلاقة مع الكيان الصهيوني
- مشاكسات.. خوف على التنسيق الأمني.. بومبيو يكتشف الصين شيوعية
- تقاسيم
- جائحة -كورونا-.. توازن قوى جديد.. فشل نموذج ومخاض لبديل
- مشاكسات / -صح النوم-.. / هزيمة غير معلنة
- تحدي- كورونا- يكشف هشاشة الاتحاد الأوروبي
- مشاكسات // إنسانية المافيا ... طرد الأجانب
- مشاكسات // أي ثمن...؟ // بنية فاسدة
- أردوغان...أوغلو... باباجان...تنافس سياسي أم كسر عظم؟
- مشاكسات // كورونا مسلمة...! مملكة تجريم الشكوى..!
- انتخابات الحزب الديمقراطي التمهيدية...ومحاولة وأد حظوظ ساندر ...
- مشاكسات ... استراتيجية...! / غضب...!
- نتنياهو يعري بعض العرب ...خطة ترامب إسرائيلية بامتياز
- مشاكسات ...التباس المفاهيم... أي دولتين...؟!
- مشاكسات // انفصام...! // الاستخذاء...ّ!
- مقاربات يهودية لصفقة ترامب...لكنها كاشفة
- مشاكسات / صلاة استخارة...!/ الواقعية المعكوسة
- البرهان...خطوة لقاء نتنياهو بلا برهان
- الصفقة المستحيلة... -فلسطين ليست عقارا يسوقه السمسار الرئيس- ...


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - لغة بيانات الفصائل الفلسطينية.. و-تهشيم- المفاهيم