أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سليم يونس الزريعي - قوى الإسلام السياسي.. بين تداول السلطة واحتلال الدولة














المزيد.....

قوى الإسلام السياسي.. بين تداول السلطة واحتلال الدولة


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 6999 - 2021 / 8 / 25 - 21:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يطرح قرار السودان تسليم رئيسه السابق البشير الذي حكم السودان لمدة ثلاثة عقود لمحكمة الجنايات الدولية جراء جرائم ارتكبت في السودان أثناء حكم المؤتمر الوطني الإسلامي ذو المرجعية الإخوانية، وهو الحكم الذي سقط جراء تحرك شعبي شامل، وما يجرى في تونس هذه الأيام، وما سبق أن حدث في مصر مع تجربة الإخوان في الحكم وما تمارسه حركة حماس الإخوانية في غزة التي تحاول تغيير بنية قطاع غزة في مجالات عدة وفقا لأيديولوجيتها بعد انقلابها الدموي الذي نفذته عام 2007 .. ليكون السؤال لماذا تواجه حركات الإسلام السياسي هذا الانفصام وعدم القدرة على التكيف الطبيعي مع بنية الدول التي تقبض على رقبتها في لحظة تاريخية معينة ما، بصرف النظر عن طريقة هذا القبض؟
في تقديري أن ذلك ربما يعود إلى ازدواجية تعيشها تلك القوى وكشفتها تجاربها في السودان ومصر وفلسطين وتونس وفي تركيا كذلك، ولها علاقة بالتباين بين خطابها الشعبوي المعلن، وسلوكها السياسي في الممارسة عندما تمسك بمقاليد السلطة.
ذلك أن أي قوى أو أحزاب سياسية مهما كان لونها الفكري، من الطبيعي أن يكون الهدف الأساسي لها هو الوصول إلى الحكم، وفق برامجها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ضمن محددات الدولة القائمة التي ينظمها دستور وقوانين تلك الدول، وهي برامج واضحة ومعلنة، ولذلك تعمل هذه الأحزاب والقوى بكل إمكانياتها في سياق المنافسة السياسية والفكرية إلى الوصول إلى السلطة وفق آلية التداول السلمي لها، قياسا بتجارب دول مستقرة سبقتنا بعقود، وهو ما يجري في العديد من الدول العالم.
لكن في حضور التقية وغياب النزاهة بمعناها الفكري والسياسي، هناك من القوى والأحزاب التي تعلن شيئا وتضمر شيئا آخر، لأن جوهر مشروعها يقول أنها لن تقف عن عند حدود تسلم الحكم فقط، ولكن تسلم الحكم هو بمثابة نقطة انطلاق نحو التمكين واحتلال الدولة، وصولا إلى جوهر مشروعها الأيديولوجي، حيث تبدأ عندئذ العمل وفق أجندتها الخفية غير المعلنة للسيطرة على الدولة، عبر إعادة تشكيلها- أي الدولة- وفق أفكارها الأيديولوجية غير المعلنة، ومثال ذلك ما حصل في تركيا عبر حزب العدالة والتنمية الإسلامي، وذلك باحتلال الدولة في كل مفاصلها عبر التسرب إلى كل أجهزتها وفق سياسة التمكين لتحكم قبضتها عليها تماما.
في حين أن تلك القوى تقول إنها قوى ديمقراطية وتقبل بالآخر وفق برامجها المعلنة، لكن المشكلة هي في سياسات تلك القوى غير المعلنة، التي تغطيها بـ"سياسة التضليل" التي تمارس وبرداء أيديولوجي، مستغلة تعاطف جماهير واسعة معها كونها سوقت نفسها على أنها كانت ضحية، ما تسميها أنظمة الاستبداد، وهي الجماهير التي سرعان ما تكتشف أنها ضُللت باسم الدين ليكون رد هذه الجماهير عاملا مقررا في التصدي لتغول هذه القوى كما حدث في السودان ومصر وتونس بعد أن اكتشفت الجماهير أن تجربة هذه القوى في الحكم ليست أفضل من تجربة الأنظمة الاستبدادية السابقة، وأن هذه القوى وظفت الدين لتحقيق مصالحها الخاصة ضمن ثقافة الغنيمة كأحد تجليات مفهوم الغزو، التي تسعى تلك القوى من خلاله للسيطرة واحتلال الدولة كبنية ومؤسسات حكم.
ومن ثم فإن هذه القوى لها وجهان أحدهما هو واجهتها الإعلامية والسياسية تسوقه للكسب السياسي والشعبي، والآخر هو الوجهة الحقيقي الذي يمثل بصمتها الإيديولوجية، وتظهير هذا الوجه ربما يتأخر حتى تُكمل تلك القوى عملية التمكين، وهو أمر سبق أن تحقق في السودان وغزة وفشل في مصر وربما هو على طريق الفشل في تونس، إذا نجح الرئيس التونسي إذا ما استمر توفر الحاضنة الشعبية، في تطويق تلك السياسيات ورد حالة التغلغل تلك، التي كانت قد قامت بها حركة النهضة الإسلامية منذ عام 2011 في بنية الدولة التونسية وشملت القضاء والمؤسسة الأمنية، وأشار لها الرئيس التونسي وقوي سياسية والصحافة التونسية.
وما كشفت عنه تجربة وصول أحزاب الإسلام السياسية للحكم أو مشاركتها فيه، أن تلك القوى فقدت ثقة الجماهير الشعبية بها، جراء سلوكها في الحكم، كون تلك القوى غلبت الولاء لها في إدارة شؤون السلطة على الكفاءة، بما يعنيه ذلك من وجود بيئة مناسبة للفساد وشراء الولاءات على حساب قيم العدالة والمساواة، مما شكل صدمة لدى الجماهير التي سبق أن أعطت صوتها لتلك القوى ولكنها خذلتها بامتياز.
مرارة التجربة مع قوى الإسلام السياسي لا يعني بحال الذهاب نحو نفي هذه القوى كونها موجودة في الواقع السياسي، والسؤال هو كيف تستعيد تلك القوى نفسها، من ذلك الطريق الذي أرادته عن وعي ومع سبق الإصرار وأثبتت التجربة بؤسه؟
ويمكن القول أن الكرة الآن هي في مرمى تلك القوى، التي عليها أن تدرك أنها ليست وكيلة الله في مجتمعات إسلامية، وإنما هي قوى سياسية مثل غيرها فهي ليست ربانية حسب توصيف حركة حماس لنفسها، ولذلك فإن عليها أن تعي الشرط التاريخي الذي تعيشه تلك الدول والشعوب في القرن الحادي والعشرين، بكل متطلباته السياسية والاقتصادية والاجتماعية في عالم بات قرية صغيرة، وهذا يتطلب منها التكيف الإيجابي، أي بضرورة التغير وليس التلون؛ بأن يكون هذا التغيير في الجوهر، وليس تغيير الاسم إذا ما أرادات أن تكون جزءا من الحالة السياسية في دولها ولكن تحت سقف الدستور والقانون.
فهل تستوعب تلك القوى الدرس؟ .. ذلك هو السؤال.. والمستقبل كفيل بمنحنا الإجابة.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدول الخليجية.. استجداء العلاقة مع الكيان الصهيوني
- مشاكسات.. خوف على التنسيق الأمني.. بومبيو يكتشف الصين شيوعية
- تقاسيم
- جائحة -كورونا-.. توازن قوى جديد.. فشل نموذج ومخاض لبديل
- مشاكسات / -صح النوم-.. / هزيمة غير معلنة
- تحدي- كورونا- يكشف هشاشة الاتحاد الأوروبي
- مشاكسات // إنسانية المافيا ... طرد الأجانب
- مشاكسات // أي ثمن...؟ // بنية فاسدة
- أردوغان...أوغلو... باباجان...تنافس سياسي أم كسر عظم؟
- مشاكسات // كورونا مسلمة...! مملكة تجريم الشكوى..!
- انتخابات الحزب الديمقراطي التمهيدية...ومحاولة وأد حظوظ ساندر ...
- مشاكسات ... استراتيجية...! / غضب...!
- نتنياهو يعري بعض العرب ...خطة ترامب إسرائيلية بامتياز
- مشاكسات ...التباس المفاهيم... أي دولتين...؟!
- مشاكسات // انفصام...! // الاستخذاء...ّ!
- مقاربات يهودية لصفقة ترامب...لكنها كاشفة
- مشاكسات / صلاة استخارة...!/ الواقعية المعكوسة
- البرهان...خطوة لقاء نتنياهو بلا برهان
- الصفقة المستحيلة... -فلسطين ليست عقارا يسوقه السمسار الرئيس- ...
- مشاكسات أيهما الأحمق؟ .... -لعم- للتنسيق الأمني...!


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سليم يونس الزريعي - قوى الإسلام السياسي.. بين تداول السلطة واحتلال الدولة