أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - شيطنة روسيا..وما هو أبعد من ذريعة أوكرانيا















المزيد.....

شيطنة روسيا..وما هو أبعد من ذريعة أوكرانيا


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 7144 - 2022 / 1 / 24 - 20:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فيما يتصاعد الضغط السياسي والعسكري على روسيا من قبل أمريكا والدول الأوروبية وأداتهما العسكرية حلف الناتو، عبر خلق حالة فزع عالمية من اندلاع حرب ستعيد صياغة العالم من جديد، الذي ربما تتحول بعض دوله إلى ركام إذا ما تجاوزت هذه التهديدات النطاق النظري إلى فعل، ليس باحتواء روسيا ولكن تدميرها وإعادة صياغتها وفق رؤى أمريكا وأوروبا، كون روسيا الجديدة تشكل سدا ذو أبعاد جيو استراتيجية أمام امتداد النفوذ الأمريكي تحديدا في الفضاء الأوراسي.
لكن السؤال لماذا هذه العدائية من روسيا؛ يبدو أن الموقف الأمريكي ودول حلف الناتو من شيطنة روسيا، ومن ثم عدوانيتها المتأصلة كتهديد أمني وثقافي للغرب الحضاري الإنساني، ليس معزولا عن النظرة الاستعلائية التي تتكئ على الموروث الثقافي والفكري والسياسي لتلك الدول التي ترى أن شعوب روسيا، هي شعوب شرقية همجية متخلفة وغير ديمقراطية، وهذه النظرة لا يمكن حصرها زمنيا وتاريخيا بحقبة الاتحاد السوفيتي، ارتباطا بموقفه من نمط الإنتاج الرأسمالي وتجلياته السياسية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية، السائد في تلك الدول، وإنما إلى ما قبل حقبة الاتحاد السوفيتي بكثير.
من ذلك أن الاقتصادي البريطاني جون مينارد كينز قال عن روسيا، إن "الظلم المتأصل في البلاد، يعود بجذوره إلى الثورة الحمراء، لربما كان حصيلة توحّش الطبيعة الروسية، كما ينسب القسوة والغباء إلى الطغيان الحاصل في كل من روسيا القديمة (القيصرية) وروسيا الحديثة (السوفيتية)، هذا التوصيف للشعب الروسي بالتوحش بكل دلالاته ومخرجاته يفضح نظرة الغرب الاستعلائية إلى روسيا وموقفه المسبق منها.
ويعيد إنتاج هذا الموقف النازي هتلر في كتابه "كفاحي الذي قال فيه "إن الروس "عرق أقلّ شأنًا"، فيما خاطب في 13 يوليو عام 1941، قائد الجيش النازي هاينريش هيملر مجموعة من رجال جيشه قائلا: "هذه معركة أيديولوجية وصراع بين الأعراق لديهم أسماءٌ صعبة اللفظ، ببنية جسدية تجعلك تطلق النار على أي منهم دون شفقة أو رحمة. هؤلاء الوحوش الذين يعذبون كل سجين ورجلٍ جريح من طرفنا يمر أمامهم ..أيها الرجال، عندما تقاتلون هناك في الشرق، فأنتم تقدمون على الصراع ضد أشباه البشر، وأعراق دونية ظهرت ذات يومٍ تحت مسمى «الهون»، هم يظهرون اليوم باسم الروس".
هذه الخلفية الثقافية الفكرية التي تصف الشعب الروسي بأنهم "أقل شأنا" وأنهم وحوش، وأشباه يشر، وأعراق دونية، إضافة إلى عمليات الضخ الدعائي ضد روسيا، أنتجت وعيا ومعرفة مشوهة لدى الأمريكيين والأوروبيين من جدية وجود خطر وتهديد أمني روسي أنتج حالة من الفزع الوهمي لدى الأوروبيين والأمريكيين، يهيئ في حالة عدم رضوخ روسيا إلى تبعية الغرب بخلق ذرائع تبرر استهدافها عسكريا.
وقد مهد لهذا الوضع الذي يضع العالم على حافة الهاوية على مدى سنوات، سعى الناتو منذ انهيار الاتحاد السوفييتي الى إحكام الحصار على روسيا وإجهاض أي محاولة لإعادة بناء تحالف لها داخل أوروبا، أو على حدودها ، وذلك من خلال التوسع جغرافيا نحو دول أوروبا الشرقية والاتحاد السوفييتي السابق.
بل إنه أسس لمقاربة جديدة انتقل فيها الناتو من مرحلة الدفاع عن أراضي دول الحلف إلى الدفاع عن المصالح المشتركة خارج أراضيها، أي إلى الهجوم والعمل ضد أي أخطار يتخيل أنها تهدد هذه المصالح في أي مكان.
وهذه الاستراتيجيه العسكرية الجديدة حسب أمين عام حلف الناتو ينيس ستولتنبرغ هي لمواجهة الخطر النووي الروسي الذي بات يخيم على الدول الغربية. مثلما صرح بذلك لصحيفة ” ويلت أم زوتناغ” الألمانية بتاريخ 25 مايور2019م في مقال بعنوان ” الخطر النووي الروسي، يفرض استراتيجية جديدة على الناتو”ورسم الحلف سياسة أمنية أكثر صلابة تجاه أعداء المعسكر الغربي الذين يرى فيهم الناتو تهديداً وجودياً له"، وهو يقصد بذلك روسيا والصين.
هنا تحضر قضية أوكرانيا لتتصاعد حمي المزاعم بأن روسيا ستغزوها، ارتباطا بتحريك بعض قطاعاتها العسكرية داخل حدودها، في الوقت الذي يتمدد حلف الناتو شرقا ليصبح على حدود روسيا بعتاده وعديده. وكأن على روسيا أن تقبل باحتوائها وتبعيتها للغرب، وهي الدولة النووية الكبرى بثقلها العالمي العسكري والسياسي والاقتصادي، وهو ما لن تقبل القيادة الروسية، وهي على استعداد للدفاع عن أمنها ومصالحها.
ومع ذلك تتصاعد التحذيرات الغربية لموسكو من مغبة قيام روسيا بأي عمل عسكري لا تحمد عقباه في أوكرانيا فيما ترد روسيا مطالِبة بمحادثات فورية وضمانات تسمح بمنع التوسّع المستقبلي لحلف شمال الأطلسي “الناتو” نحو الشرق أو نشر منظومات أسلحة تهدّد روسيا انطلاقا من الأراضي الأوكرانية وفي دول أخرى مجاورة. كما طالب في لقاء عبر الفيديو، نظيره الأميركي جو بايدن بالتزامات قانونية بهذا الشأن.
وترى موسكو أن الغرب انتهك وعودًا إثر انهيار الاتحاد السوفياتي، كانت تقضي بعدم توسيع حدود “الناتو” لتشمل دول أوروبا الشرقية والجمهوريات السوفياتية السابقة. وهي لذلك تصرّ على أنها لن تقبل بانضمام كييف إلى الحلف الغربي وتعتبر ذلك خطاً أحمر، بيد أن الدول الغربية ترفض استبعاد توسع “الناتو” شرقًا.
ومن ثم فإن الإصرار على اتهام روسيا. يشن عدوان على أوكرانيا وتحديد موعدة، ربما يعيد إنتاج كذبة أسلحة الدمار الشامل العراقية التي اخترعتها أمريكيا بريطانيا، لكن المستهدف هذه المرة هي روسيا النووية وذات القدرات العسكرية بالغة التطور، وهنا يجب أن تكون في حسابات من سيشعل الفتيل أنه لن يكون هناك منتصرا فيها، لأن أي حرب نوويه بين دول حلف الناتو وروسيا سيسفر عنها أن تصبح بعض الدول الأوروبية أثرا بعد عين كونها في نطاق السلاح الروسي.
وربما أبلغ توصيف لذلك هو في تكثيف الرئيس الروسي لنتائج أي عدوان أطلسي على بلده بقوله في مقطع فيديو: "إذا هاجمونا فسنموت شهداء لأننا لم نعتد على أحد، أما هم فسيموتون قبل أن تتاح لهم فرصة التوبة – لأن الرد سيكون خلال ثواني".
فهل تنتصر الحكمة والعقل لدى من لا يرون في العالم سوى أنفسهم ومصالحهم وفق ثنائية إما معنا أو ضدنا؟ أم يغيب العقل وتحضر الحسابات الخاطئة وتحل الكارثة؟



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاكسات سطوة..الدرهم/ مفارقة..الموقفين!
- التنسيق الأمني مع الاحتلال.. أي دور وظيفي لأمن السلطة
- مشاكسات.. الأجانب الأكثر عروبة.. والحوثيون.. حماس أولا..!
- جريمة وعد بلفور.. ونهاية الخرافة
- تصريح -قرداحي-.. يظهّرِ ثقافة البيعة
- مشاكسات / حماس والجهاد جيش إيراني..!
- لغة بيانات الفصائل الفلسطينية.. و-تهشيم- المفاهيم
- قوى الإسلام السياسي.. بين تداول السلطة واحتلال الدولة
- الدول الخليجية.. استجداء العلاقة مع الكيان الصهيوني
- مشاكسات.. خوف على التنسيق الأمني.. بومبيو يكتشف الصين شيوعية
- تقاسيم
- جائحة -كورونا-.. توازن قوى جديد.. فشل نموذج ومخاض لبديل
- مشاكسات / -صح النوم-.. / هزيمة غير معلنة
- تحدي- كورونا- يكشف هشاشة الاتحاد الأوروبي
- مشاكسات // إنسانية المافيا ... طرد الأجانب
- مشاكسات // أي ثمن...؟ // بنية فاسدة
- أردوغان...أوغلو... باباجان...تنافس سياسي أم كسر عظم؟
- مشاكسات // كورونا مسلمة...! مملكة تجريم الشكوى..!
- انتخابات الحزب الديمقراطي التمهيدية...ومحاولة وأد حظوظ ساندر ...
- مشاكسات ... استراتيجية...! / غضب...!


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - شيطنة روسيا..وما هو أبعد من ذريعة أوكرانيا