أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - عبدالكريم ابراهيم - الحدائق المنزلية والعامة صراع من اجل البقاء














المزيد.....

الحدائق المنزلية والعامة صراع من اجل البقاء


عبدالكريم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 7203 - 2022 / 3 / 27 - 19:03
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


اضطرت أزمة السكن محمد نهاد (29) عاماً من أهالي منطق المشتل ببغداد إلى قطع النخلة التي زرعها جده بمناسبة ولادته كما جرت العادة في السابق،ويقول وليد " اشعر أنني تجاوزت على شيء غالي على نفسي، ويذكرني بأيام طفولتي، ولكن ماذا افعل ؟ أزمة السكن جعلتني أضحي بجزء من حديقة المنزل، ولابد من قطع أشجارها وان كانت عزيزة".أما والده نهاد سعد فيقول " لقد كبر ابني محمد وعليه أن يتزوج والدار ليست واسعة، فقررت أن أعطيه حديقة المنزل كي يبني عليه بيته الجديد"، ويؤكد سعد أن ما قام به سبق إليه الكثير من العراقيين لاسيما في بغداد نتيجة أزمة السكن وارتفاع أسعار العقارات التي وضعت حديقة منزل ذكرى من الماضي.
الحدائق العامة،لم يكن حالها أفضل من أختها المنزلية، فقد شيدت عليها أبنية تجارية وسكنية مما جعل بغداد تفقد الكثير من مساحاتها الخضراء التي كانت متنفساً للعوائل العراقية كما يقول المهندس الزراعي وهاب الشمري " كانت الحدائق العامة تغطي مساحات واسعة من بغداد، واليوم طالتها يد التجريف فحولتها إلى كتل خرسانية صماء لا حياة فيها " ويضيف الشمري" أن بعض المنشآت التجارية أقيمت على الحدائق العامة، ولكن كيف حصلت على الموافقات القانونية التي تمنع تحويل المناطق الخضراء وتغيير جنسها ".
تعد بساتين أطراف بغداد رئتها التي ترفدها بالهواء العليل، ولكن مع كل الأسف أن هناك من قام بتجريف هذه البساتين، وحرقها وتحويلها إلى سكنية مع تدخل خجول من قبل السلطات الحكومية كما يقول عمران العيثاوي من أهالي الدورة " كانت بساتين منطقتنا خاصرة بغداد الخضراء ولكن مع كل الأسف تحولت إلى بنايات سكنية وتجارية مع عدم قدرة الدولة على منع هذه التجاوزات".
الغبار وارتفاع درجات الحرارة هي السمة التي تغلف أجواء العراق في السنوات القادمة، ونحتاج إلى حلول سريعة لمواجهة هذا التحول الخطر الذي قد لا يدركه بعض البغداديين اليوم كما تقول المهندسة الزراعية منتهى الساعدي " هناك ظاهرة التصحر بدأت تقترض أجزاء كبير من مساحات الأراضي الزراعية وحولتها إلى ارض يباب، ربما قلة الأمطار، وانخفاض مياه نهري دجلة والفرات ساهمت في زيادة هذه الحالة ". وتطرح الساعدي مجموعة من الحلول لمواجهة التصحر في العراق " لابد من زيادة الأحزمة الخضراء حول المدن، وزراعة أشجار دائمة الخضرة تلائم جو العراق، واعتماد طرق السقي الحديثة، ومنع تجريف الأراضي ،و تقليل التلوث البيئي".
لوسائل الأعلام دور كبير في توعية الناس حول مخاطر التغيير المناخي كما تقول نرجس مراد " بث برامج إعلامية توعية تشجع على الزراعة والقيام بحملات تشجير حكومية وشعبية، فضلا على إلقاء محاضرات في المدارس والكليات عن مخاطر التي يواجها العراق من مشكلة قلة الغطاء النباتي, وعدم التجاوز عليه ".في حين يؤكد سعد وهاب أن معالجة أزمة السكن يمكن أن تسهم في تقليل المخاطر البيئية لاسيما في بغداد،كما يقول وهاب " دفعت أزمة السكن العراقيين في التجاوز على الغطاء النباتي، والدولة اليوم مطالبة في إيجاد البدائل، وتوفير قطع أراضي تكون مستوفية للشروط البيئية، وان تكون خارج الزحام السكني والتركيز على أطراف العاصمة مع العمل على توسيع المساحات الخضراء، ومحاسبة المتجاوزين من خلال تفعيل القانون".
يبدو أن الحلول متواضعة ولا تلبي حجم المعضلة التي قد لا يدركها بعض العراقيين اليوم، ولكن آثارها في المستقبل القريب ستكون شاخصة للعيان. والثمن أن المنازل أصبحت بلا حدائق،وحتى العامة تحولت إلى كتل إسمنتية هجرتها الطيور والورد حتى نفعل الحلول.



#عبدالكريم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (لنكة) الامس و(بالة) اليوم
- الاغنية وتاريخ الصلاحية
- درس مدرسي يومي على أنغام باعة الجوالين
- عيد المعلم وبريق الماضي
- محاولة فاشلة
- السينما والدراما العربية تفقد سحرها الأنثوي
- من يعد لبغداد رونقها الأخضر ؟
- (طيبة ) و (هستيريا) ... وحدة الفكرة واختلاف الأداء
- ( ُحب برائحة الكافور) وعودة إلى عوالم الرومانسية
- لعبة المكان في رواية (بين أمريكا وبغداد)
- الفنان سليم البصري بين (جراوية حجي راضي) و(سدارة غفوري أفندي ...
- مسجل ( السانيو) بين جيلين
- ( بيت بيوت ) ثنائية الحرب والحياة
- ( بوصلة القيامة ) دمعة حزن على خد وطن
- (سمايل ) والسير في درب البرامج المقلدة
- السيرة الذاتية في رواية ( نيران ليست صديقتي)
- رواية ( طائر التلاشي ) والبحث عن الغرائبية
- كهرباء نجم
- سأقول : كرواتيا، كرواتيا لأجل هذه المرأة
- (عطشة علوش)


المزيد.....




- سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك ...
- شاب يبلغ من العمر 18 عامًا يحاول أن يصبح أصغر شخص يطير حول ا ...
- مصر.. أحمد موسى يكشف تفاصيل بمخطط اغتياله ومحاكمة متهمين.. و ...
- خبير يوضح سبب سحب الجيش الأوكراني دبابات أبرامز من خط المواج ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف أهدافا لـ-حزب الله- في جنوب لبنان (فيد ...
- مسؤول قطري كبير يكشف كواليس مفاوضات حرب غزة والجهة التي تعطل ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع ومظاهرات في إسرائيل ضد حكومة ن ...
- كبح العطس: هل هو خطير حقا أم أنه مجرد قصة رعب من نسج الخيال؟ ...
- الرئيس يعد والحكومة تتهرب.. البرتغال ترفض دفع تعويضات العبود ...
- الجيش البريطاني يخطط للتسلح بصواريخ فرط صوتية محلية الصنع


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - عبدالكريم ابراهيم - الحدائق المنزلية والعامة صراع من اجل البقاء