أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالكريم ابراهيم - (لنكة) الامس و(بالة) اليوم














المزيد.....

(لنكة) الامس و(بالة) اليوم


عبدالكريم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 7197 - 2022 / 3 / 21 - 22:15
المحور: المجتمع المدني
    


ماركات واسعار مناسبة وامراض ومفاجآت واشياء اخرى
أبستم الحظ هذه المرة لمحمد خلف (35) عاما بعد ان عثر على مبلغ مالي من فئة المئة دولار في جيب البدلة الرجالية التي اشتراها من بالة باب الشرقي. ويقول خلف " اسمع عن مثل هذه الحكايات ولكنها اصبحت حقيقة ومفاجأة سعيدة غير متوقعة لي " ويضيف " برغم من اني اشتري اشياء كثيرة من البالة ،لم اعثر سوى على اشياء لا قيمة لها، يبدو ان الحظ ابتسم لي لأن هذه الورقة يمكن ان يحل بعض مشاكلي مالية ". بائع البالات سجاد علي ( 25) عاما من نفس السوق يقول " العثور على بعض الاشياء سمة تميز ملابس البالات " ويضيف علي " غير النقود، يتم العثور على قطع ذهبية وساعات وخواتم وميداليات وقداحات وغيرها من الاشياء التي نساها اصحابها في جيوب ملابسهم". احياناً يلجأ سجاد الى تفتيش بعض الملابس على امل العثور على ما غلا ثمنه، ولكن اغلب تم العثور عليه اشياء ليست ذات قيمة ولكنها ماركات عالمية يمكن بيعها بسرعة.
ولا يقتصر سوق البالات على الملابس فقط، بل امتد ليشمل الاحذية ولعب الاطفال وصولاً إلى المواد المنزلية والكهربائية كما يقول وهب ناصر(36) عاماً من سوق الكاظمية المقدسة، ويضيف " كانت البالة مقتصرة على الملابس، ولكن اليوم شملت جميع المواد مثل الاحذية والفرش ولعب الاطفال والحقائب حتى المواد المنزلية، وكل ركن في السوق يختص بنوعية البضاعة". الحاج المتقاعد سعدون والي ( 70) عاما اخذ يقلب حذاءً في محاولة اظهار بعض غيوبه لأجل خفض سعره، ولكن البائع يصير على السعر الذي حدده له لأنه ماركة عالمية، وهو يساوي اكثر من هذا السعر. ويستعيد والي بعض ذكرياته عن البالة، فيقول" كنا نسمي البالة فيما مضى اللنكة واغلب موادها من الملابس والمواد المستعملة التي يتخلى عنها اصحابها لقاء التبديل بمادة جديدة لاسيما الاواني المنزلية ". وعن امكان تواجد البالات أو (اللنكة) يقول سعدون " اتذكر ان والدي رحم الله صبحني إلى منطقة النهضة وباب الشيخ وسط بغداد القديمة حيث تباع اللنكة، ولم تكن بهذه النوعية والكمية كما هي اليوم ". كما للبالة فوائد فان لها اضراراً قد لا يدركها بعضهم لأنها يمكن ان تكون واسطة لنقل بعض الامراض لاسيما الجلدية كما يقول الدكتور مهند اللامي اختصاص الامراض الجلدية " يجب غسل الملابس بدرجة حرارة أكثر من ثمانين درجة، وهو امر كفيل بالقضاء على بعض الامراض ويفضل تطهيرها بالمواد المعقمة ايضاً". ويضيف اللامي " يجب التعامل من مثل المواد بحذر حيث يمكن ان تستغل للانتشار بعض الامراض البايلوجوية كما يطلق غيرها الحرب البايلوجية ،وانا افضل الجديد على البالة ".
يعمد اصحاب البالات على تقسيم المواد المباعة حسب نوعها وقيمتها المادية كما يقول وهاب صديق(40) عاما من سوق بغداد الجديدة " يتم فرز البالة حسب نوعية السلعة وجودتها". تحت صوت صديق العالي وهو ينادي " كسر بالة جديد " اجتمع عدد من النساء حول بضاعته حيث يقول " انا اكسر البالة أمام الزبون ،وعليه اختيار السلعة المناسبة". المعلمة ام احمد استطاعت ان تحصل على غايتها كما تقول" اغلب ملابس الاطفال غير مستعملة وجديدة واسعارها مناسبة وهي تدوم اكثر مما هو موجود في السوق الآن" وتضيف ام احمد " أنا بين مدة واخرى اذهب الى البالات واحصل على نوعيات جيدة واصبحت ذات خبرة في المجال".
المواد المنزلية والكهربائية التي يطلق عليها العراقيون البضاعة الاوربية هي الاخرى منافس للمواد الجديدة فهي تفوق مثيلاتها من حيث الجودة والنوعية والضمان كما يقول كريم محمد(52) عاما صاحب محل في سوق الظلال وسط بغداد ،ويضيف" المواد المباعة شرط الفحص وهي افضل من الموجود في السوق ،واسعارها مقاربة للجديد واحياناً تفوقها سعراً، لان البضاعة الجديدة بعضها غير معروفة المنشأ ، ولا تدوم طويلا " ويقول محمد عن البضاعة الاوربية" اغلب مما موجود درجة اولى (باب اول ) ان كانت صينية لأنها صنعت بمواصفات تلك الدول".
فتح سوق البالات منافسة بين الجديد والمستعمل لدرجة ان بعض العراقيين يفضلونها على غيرها بعد سادت الاسواق نوعيات رديئة ولا تعمر طويلا، مما رجح كفة البالات على اختها الجديدة، ومحى النظرة السلبية التي كانت سائدة عن (لنكة ) الماضي القريب.



#عبدالكريم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاغنية وتاريخ الصلاحية
- درس مدرسي يومي على أنغام باعة الجوالين
- عيد المعلم وبريق الماضي
- محاولة فاشلة
- السينما والدراما العربية تفقد سحرها الأنثوي
- من يعد لبغداد رونقها الأخضر ؟
- (طيبة ) و (هستيريا) ... وحدة الفكرة واختلاف الأداء
- ( ُحب برائحة الكافور) وعودة إلى عوالم الرومانسية
- لعبة المكان في رواية (بين أمريكا وبغداد)
- الفنان سليم البصري بين (جراوية حجي راضي) و(سدارة غفوري أفندي ...
- مسجل ( السانيو) بين جيلين
- ( بيت بيوت ) ثنائية الحرب والحياة
- ( بوصلة القيامة ) دمعة حزن على خد وطن
- (سمايل ) والسير في درب البرامج المقلدة
- السيرة الذاتية في رواية ( نيران ليست صديقتي)
- رواية ( طائر التلاشي ) والبحث عن الغرائبية
- كهرباء نجم
- سأقول : كرواتيا، كرواتيا لأجل هذه المرأة
- (عطشة علوش)
- رأس الحربة بين الرياضة السياسة


المزيد.....




- ثاني إعدام بنفس اليوم بقضية -خيانة- السعودية.. المملكة تنفذ ...
- السعودية: العفو الدولية تطالب بالإفراج عن مواطنة محكوم عليها ...
- اليونسكو تمنح جائزتها لحرية الصحافة للصحفيين الفلسطينيين في ...
- اليونسكو تمنح جائزتها لحرية الصحافة للصحفيين الفلسطينيين في ...
- لاوغاي.. معسكرات الاعتقال في الصين (الجزء الثاني)
- قانون تجريم المثلية الجنسية.. التمييز ومطالبات الإلغاء
- اليونيسكو تمنح جائزة حرية الصحافة للصحافيين الفلسطينيين في غ ...
- حرب غزة: قصف متواصل على القطاع واعتقال مشتبه به حاول مهاجمة ...
- -اليونيسكو- تمنح جائزتها لحرية الصحافة للصحفيين الفلسطينيين ...
- لاوغاي.. معسكرات الاعتقال في الصين (الجزء الأول)


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالكريم ابراهيم - (لنكة) الامس و(بالة) اليوم