أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد راشد صالح - الجهل المقدس / قراءة في سفر التكوين














المزيد.....

الجهل المقدس / قراءة في سفر التكوين


أحمد راشد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 7197 - 2022 / 3 / 21 - 12:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وفق الكتاب المقدس فان الله لم يكن يريد لآدم وحواء ان يكونا عارفين للخير والشر، ولا أبديان مثله، ولهذا حينما كانا في الجنة سمح لهما بالاكل من ثمار كل الاشجار، إلا شجرة واحدة ، دون ان يوضح لهما صراحةً ان تلك الشجرة هي شجرة المعرفة، محذرا من ان الاكل من تلك الشجرة يقود الى الموت . الا ان ابليس المتجسد بالحية من جهته تمكن من اقناع كل من حواء وآدم في الاكل من تلك الشجرة ، مبيناً لهما ان تلك الشجرة لا علاقة لها بالموت وان الاكل منها يقود الى المعرفة، وان الله لا يريد لهما ان يكونا عارفين مثله، وبالفعل وبحسب الكتاب المقدس فان آدم وحواء وبعدما اكلا من ثمار تلك الشجرة ادركا انهما عريانان فخاطا لانفسهما مآزر من ورق التين كي لا يراهما الله عريانان، والكتاب المقدس من جهته يؤكد على ان ادم وحواء بعد الاكل من تلك الثمار امتلكا المعرفة، فصار بامكانهما التمييز بين الخير والشر. واستنادا الى الكتاب المقدس ذاته وبعيدا عن التأويلات فان طردهما من الجنة لم يكن بسبب عصيان اوامر الله مثلما تبرر لنا الدوائر المسيحية ذلك، وانما خوفا من ان تمتد ايديهما الى ثمار الابدية فيكونان ابديان مثله، فصفة المعرفة والابدية بحسب الكتاب المقدس انما هي صفات يتصف بها الله وحده.
3/22 وقال الرب الاله : هوذا الانسان قد صار كواحد منا عارفا الخير والشر . والآن لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضا ويأكل ويحيا الى الابد .
3/23 فأخرجه الرب من جنة عدن وليعمل الارض التي أخذ منها .
فالنص اعلاه يؤكد على ان الطرد من الجنة في اساسه جاء للحيلولة دون وصول ادم لشجرة الحياة كي لا يكون ابديا مثل الله، وهذا ما من شأنه ان يؤكد بطلان القول من ان ادم وحواء كان من الممكن ان يكونا خالدين في الجنة لوا لا ارتكابهما المعصية ! والدليل على ذلك ان الله وبعد ان طرد ادم وحواء من الجنة وضع وسائل حماية لضمان عدم تسلل الانسان الى الجنة والاكل من ثمار شجرة الحياة كما في النص التالي:
3/24 فطرد الانسان واقام شرقي جنة عدن الكروبيم، ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة .
والسؤال الذي يطرح نفسه ، متى امتلك كل من ادم وحواء صفة التمييز بين الخير والشر ؟ هل كان ذلك قبل الاكل من ثمار شجرة المعرفة ام بعده ؟ فإن كان الجواب قبل الاكل من تلك الثمار فذلك من شأنه ان يبطل المروية الدينية تلك برمتها، باعتبار ان الاكل من ثمار تلك الشجرة لم يغير من الحال شيئا ،لانهما اساساً عارفين التمييز بين الخير والشر وبالتالي سواء اكلا من تلك الشجرة او لم يأكلا فانهما لن يكونا منافسين لـ الله، وعليه لا تستوجب كل تلك العقوبات! وان كان الجواب ان التمييز بين الخير والشر جاء بعد الاكل من تلك الثمار وهو ما يؤكده الكتاب المقدس، اي ان حواء وآدم لم يعرفا التمييز بين الخير والشر قبل الاكل من ثمار تلك الشجرة فهنا نضع اكثر من علامة استفهام ؟ ذلك ان عدم التمييز بين الخير والشر يعني عدم التمييز بين الخطأ والصواب وكذلك عدم التمييز بين ما هو صالح وما هو طالح فكيف يحق للرب ان يعاقبهما على فعل لا يدركان نتائجه ؟
المسألة الاخرى والتى لا تقل اهمية عما ذكر في اعلاه: من الذي اغوى حواء وآدم ؟ هل هي الحية ذلك الكائن الزاحف ام ان ابليس تلبس بهيئة الحية فاغواهما ؟ والجواب التقليدي والجاهز هو ان ابليس قد تجسد بالحية وهذا ايظا يقودنا الى تسائل آخر :
اذا كان ابليس هو من تجسد في الحية فلماذا نرى الله يعاقب الحية ويجعلها تأكل التراب وتزحف على بطنها دون ان نرى اي ذكر لمعاقبة الشيطان ؟
الاصحاح الثالث 14
فقال الرب الإله للحية : لأنك فعلت هذا، ملعونة انت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية . على بطنك تسعين وترابا تأكلين كل ايام حياتك.
ثم حتى لوا استثنينا اشكالية العلاقة بين ابليس والحية، الم يذكر لنا بطرس الرسول في رسالته الثانية وكذلك يهوذا ان ابليس واتباعه مسلسلين بسلاسل في جهنم ؟ فكيف تمكن ابليس من دخول الجنة ؟
رسالة الرسول بطرس الثانية 4:2
لأنه ان كان الله لم يشفق على ملائكة قد أخطأوا ، بل في سلاسل الظلام طرحهم في جهنم وسلمهم محروسين للقضاء .
يهوذا آية 6:1
والملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم ، بل تركوا مسكنهم حفظهم الى دينونة اليوم العظيم بقيود ابدية تحت الظلام .
مما تقدم يتبين لنا ان قصة الخطيئة بمجملها تنقصها الحبكة الدرامية، ففي الوقت الذي نرى فيه الله يوصي ادم وحواء بعدم الاقتراب من شجرة المعرفة الا اننا لا نرى ذكرا ولوا من باب التوصية في عدم الاقتراب من الشجرة الابدية! في الوقت الذي نرى فيه ان الطرد من الجنة كان خوفا من ان تنال ايديهما من ثمار الشجرة الابدية؟ اي ان ثمار الابدية هي الاكثر خطورة كون النيل منها يجعل ادم نظيرا لـ الله ! كما ان مسألة الخطيئة برمتها يشوبها الكثير من الغموض ، فما الضير من المعرفة التي من خلالها يتمكن الانسان من التمييز بين الخير والشر؟ ثم كيف له ان يكون صالحا ما لم يمتلك آلية التمييز بين الخير والشر ! كما ان نتائج الاكل من ثمار شجرة المعرفة هي ان ادم وحواء امتلكا الضمير وصارا يخجلان من عريهما الامر الذي جعلهما يبحثان عن ما يستر عورتهما فغطيا انفسهما بما هو متوفر من اوراق التين، وهذه امور تؤشر على الرقي في الانتقال من عالم الحيوان الى عالم اكثر تحضرا، والسؤال هنا ما المعيب في تغطية الاعضاء التناسلية؟ هذا الا اذا كان الله شاذا يبتهج في النظر الى عري إنسانٍ اهبلْ لا يميز بين الخير والشر!



#أحمد_راشد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة في الديانات الابراهيمية
- جبل المندائيين(طورا اد ماداي) ومكتشفات كابادوكيا
- المسيحية القانونية / من كتاب صابئة فلسطين والغنوصية المحدثة ...
- هجرة مندائيوا اورشليم الى بلاد الرافدين / من كتاب صابئة فلسط ...
- هجرة مندائيوا اورشليم الى بلاد الرافدين / من كتاب صابئة فلسط ...
- هجرة مندائيوا اورشليم الى بلاد الرافدين ؟ من كتاب صابئة فلسط ...
- النبي يحيى بين بُصرى الشام وبصرة العراق
- المسيحية الغنوصية
- أسباب ظهور الطوائف الغنوصية / الجزء الخامس
- أسباب ظهور الطوائف الغنوصية / الجزء الرابع
- أسباب ظهور الطوائف الغنوصية / الجزء الثالث
- اسباب ظهور الطوائف الغنوصية /الجزء الثاني
- اسباب ظهور الطوائف الغنوصية/الجزء الاول
- بيوت العبادة وبيوت الدعارة
- صابئة فلسطين والغنوصية المحدثة
- العلاقة الجدلية بين النبي يحيى والنبي عيسى وفق المفهوم المند ...
- العلاقة الجدلية بين النبي يحيى والنبي عيسى وفق المفهوم المند ...
- الاسينيون خلافا لما هو سائد / سلسلة صابئة فلسطين والغنوصية ا ...
- الاسينيون خلافا لما هو سائد / سلسلة صابئة فلسطين والغنوصية ا ...
- الأسينيون خلافا لما هو سائد/ سلسلة صابئة فلسطين والغنوصية ال ...


المزيد.....




- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد راشد صالح - الجهل المقدس / قراءة في سفر التكوين