أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم ابراهيم - الاغنية وتاريخ الصلاحية














المزيد.....

الاغنية وتاريخ الصلاحية


عبدالكريم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 7197 - 2022 / 3 / 21 - 00:04
المحور: الادب والفن
    


اختلاف الاجيال حركة لابد ان تدور رحاها في الزمن، وان تلقي بتأثراتها على جميع نواحي المجتمع. فلكل جيل مؤيد ومعارض ينطلق وفق مقايس يؤمن بها، ويريد أن يعممها على الآخرين تحت سطوة المغايرة أو المحافظة على التراث.
هذا الصراع السرمدي يلقي بظلاله على مفاصل الحياة ، ولعل الاغنية كونها أداة للتعبير الذوقي من الحتمي أن تطالها حركة التغير هذه سلباً أو إيجاباً. ومع إيمان الكثير بضرورة التحول الايجابي، فان هناك قواعد اساسية تكون قاعدة، وأساس ومنطلق لكل تغير يحدث. الاغنية تحكمها ثلاث قواعد لا يمكن فصلها عن بعضها بعضا، لأنها سلسلة لا تستطيع قطع أحدى حلقاتها. الكلام واللحن والصوت: الثلاثي الذي يتحكم في وجودة أي أغنية، وفي حالة فقدان أي جزء من هذه الأجزاء تصبح العملية عرجاء ويصيبها الخلل بفقدان أحدى أركانها.
عاشت الأغنية العراقية الحديثة، مراحل تطور حتى وصل إلى مرحلة النضوج الأنموذجي في الأغنية السبعينية، واصبحت هي المثال التي يمكن يعول عليه في القياس في الفترات اللاحقة. عوامل عديدة جعلت من الأغنية السبعينية تتسيد المشهد العراقي، ولعل تلاشي ملاحم الاغنية البغدادي، وطغيان اللهجة الجنوبية المحسنة على اجواء الأغنية العراقية من خلال سيطرة كتاب وشعراء وملحين ومطربين ينحدرون من أصول الجنوبية؛ جعل الاغنية السبعينية تبرز بشكل تدريجي لملأ الساحة العراقية التي كانت مهيأة لمثل هذا التحول ، ولعل الهجرة الى العاصمة بغداد ساهم في تعزيز وتجذير هذا التحول الذوقي. اختلف الوافدين الجدد عمّا سبقهم من الذين سحرتهم اضواء بغداد، وجذبتهم لأغراض الشهرة وكسب العيش. المطربون الاوائل كداخل حسن وخضيري أبوعزيز وناصر حكيم وغيرهم من رواد الاغنية الريفية حافظوا على اصول الأغنية التي نشأوا عليها، وقدموا فناً فطرياً لم تمسه أدوات التغير، فغنوا الاطوار الريفية كما عرفوها في مهدها الاول. رواد الاغنية الريفية يختلفون عن الوافدين الجدد الذين كانوا يحملون رؤية جديدة حول مفهوم الأغنية العراقية، ولعل ثقافة هؤلاء الاكاديمية ساهمت إلى حد ما في بلورت هذه الطرح، فكان جيل رياض احمد وقحطان العطار وحسين نعمة وياس خضر وغيرهم. ساعد هؤلاء وجود كتاب وشعراء مهدوا للذاقة الجديدة ، وكسروا الباب امام المفردة الجنوبية في دخول إلى مسامع العراقيين بعد أن مُزجت المفردة بنوع من الترف المدنية، وتحقق هذا على يد شعراء أمثال عريان السيد خلف وناظم السماوي وجبار الغزي وزامل سعيد فتاح وحتى مظفر النواب البغدادي الذي انغمس في اللهجة الجنوبية لدرجة التخمة. وزاد من سطوة الاغنية السبعينية ان اغلب الملحنين ينحدرون من نفس المكان بحيث شكلوا نقطة تحول مع الشعراء والمطربين كمحمد جواد اموري وطالب القرغولي ومحسن فرحان وغيرهم من ملحني الفترة السبعينية، وفي حين غاب الملحنين البغداديين عن المعترك بعد رحيل ، واعتزال كبار هذا النوع من الاغنية العراقية كناظم الغزالي وسليمة مراد وعفيفة اسكندر.
بعد أن اكتمل نضوج الاغنية العراقية على يد جملة من المطربين في سبعينيات القرن الماضي ،امتلكت الاغنية مقومات البقاء لأكبر فترة من الزمن فكانت أغاني ( ياحريمة، الريل وحمد، ياطيور الطايرة ،موغريبة، نخلة السماوة ..الخ) وغيرها من مئات الأغاني حظيت باهتمام المتلقي العراقي باختلاف أجياله. وبعد ذلك سار بعض المطربين الشباب على خطى أسلافهم لكنهم لم يقدموا للأغنية اضافة جديدة سوى تقليد من سبق ،سلوتهم في الجمود الغنائي، أنهم يريدون البقاء على الموروث الاصيل ، والمحافظة عليه من الدخلاء حسب اعتقادهم مما جعل أغنية الثمانينات والتسعينيات امتداد طبيعي لمن سبق حتى اصيبت الأغنية العراقية بالمحلية بسبب اللهجة ،وقواعد الغناء الصعبة التي أساسها المقام العراقي والاغنية الريفية بأطوارها المتعددة.
أذن اصبحت الاغنية العراقية أمام تحدٍ لانطلاق في رحاب أوسع بعد انتشار الفضائيات ومواقع التواصل .ولكن كيف السبيل إلى هذه الغاية في ظل لهجة واصول صعبة، ولاسيما أن المتلقي العربي يفضل الأغنية المصرية على حد بعيد لأنها طرح نفسها عبر جملة من الافلام والمسلسلات التي كانت تدخل كل بيت عربي.
يمكن القول أن الفنان كاظم الساهر ادرك هذه الحقيقة وسعى الى حد ما للتغلب على مشكلة اللهجة العراقية .ربما يكون المطرب سعدون جابر سبقه في طرق هذا الموضوع ، ولكنه لم يحظى بتلك الميزة لأسباب عديدة ولعل مقدمتها التطور التكنلوجي . ولكن الساهر استطاع من ترويض الاغنية العراقية كما فعل ناظم الغزالي من قبل، وتحولها الى لغة طيعة سلسلة. كما يحسب لكاظم الساهر نقل الاغنية من عوالم الحزن إلى عوالم الفرح ساعده في التحول والانقلاب الجذري شعراء نأوا بأنفسهم في الخوض في الحسكة الموغلة في الشعبية ؛فجاءت اشعارهم لذيذة ،سلسلة، مفرحة تستطيع الذاقة العربي هضمها دون تردد. وقد يكون الشاعر كريم العراقي صاحب الفضل الكبير في مساعدة الساهر في غايته هذه مما جعل الكثير من المطربين العرب يسعون أن تكون أغانهم من كتاب عراقيين.
بعد مرحلة الساهر التي لاحقت روجاً كبيراً حتى وصلت العالمية ، اصيبت الاغنية العراقية بحالة التشظي، فلم يستطع الجيل الجديد أن تكون له بصمة واضحة ،وأيضا هم لم يسيروا على خطى الرواد. كأنهم فقد المشيتين ،الكلام واللحن والصوت نفسه يتكرر ان اختلفت الاسماء ،حتى بعض الاغاني التي كتب لها النجاح لمدة زمنية محدودة كأنها اغاني ( EXP).



#عبدالكريم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درس مدرسي يومي على أنغام باعة الجوالين
- عيد المعلم وبريق الماضي
- محاولة فاشلة
- السينما والدراما العربية تفقد سحرها الأنثوي
- من يعد لبغداد رونقها الأخضر ؟
- (طيبة ) و (هستيريا) ... وحدة الفكرة واختلاف الأداء
- ( ُحب برائحة الكافور) وعودة إلى عوالم الرومانسية
- لعبة المكان في رواية (بين أمريكا وبغداد)
- الفنان سليم البصري بين (جراوية حجي راضي) و(سدارة غفوري أفندي ...
- مسجل ( السانيو) بين جيلين
- ( بيت بيوت ) ثنائية الحرب والحياة
- ( بوصلة القيامة ) دمعة حزن على خد وطن
- (سمايل ) والسير في درب البرامج المقلدة
- السيرة الذاتية في رواية ( نيران ليست صديقتي)
- رواية ( طائر التلاشي ) والبحث عن الغرائبية
- كهرباء نجم
- سأقول : كرواتيا، كرواتيا لأجل هذه المرأة
- (عطشة علوش)
- رأس الحربة بين الرياضة السياسة
- حلم لمْ يتحقق


المزيد.....




- حضور وازن للتراث الموسيقي الإفريقي والعربي في مهرجان -كناوة- ...
- رواية -سماء القدس السابعة-.. المكان بوصفه حكايات متوالدة بلا ...
- فنانون إسرائيليون يرفضون جنون القتل في غزة
- “شاهد قبل أي حد أهم الأحداث المثيرة” من مسلسل طائر الرفراف ا ...
- تطهير المصطلحات.. في قاموس الشأن الفلسطيني!
- رحيل -الترجمان الثقافي-.. أبرز إصدارات الناشر السعودي يوسف ا ...
- “فرح عيالك ونزلها خليهم يزقططوا” .. تردد قناة طيور الجنة بيب ...
- إنتفاضة طلاب جامعات-أمريكا والعالم-تهدم الرواية الإسرائيلية ...
- في مهرجان بردية السينمائي.. تقدير من الفنانين للدعم الروسي ل ...
- أوبرا زرقاء اليمامة.. -الأولى- سعوديا و-الأكبر- باللغة العرب ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم ابراهيم - الاغنية وتاريخ الصلاحية