أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صادق العلي - الملحدون والتنوير العربي .















المزيد.....

الملحدون والتنوير العربي .


صادق العلي

الحوار المتمدن-العدد: 7195 - 2022 / 3 / 19 - 14:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تعريفات لابد منها
عصر التنوير الاوربي : مرحلة زمنية شهدتها اوربا في القر الثامن العشر شهدت حراك فكري وفلسفي وعلمي .
الالحاد : هو مصطلح اسلامي يُطلق على الشخص غير المصدق بالله او بالرسول او بأحدهما ايضاً يرفض هذا الشخص عالم الغيب بكل اشكاله .
,,,,,
يتردد مصطلح التنوير العربي بكثيرة , ايضاً يتردد مصطلح ( انا تنويري ) والمقصود به على ما اعتقد ان شخص يؤمن بتعدد السلطات في المجتمع او انه يؤمن بالعلمانية كنظام يحدد واجبات وحقوق الافراد يتم هذا بعيداً عن الدين وعن السلطة الدينية ربما يقصد انا التنويري اشياء اخرى لم اتوصل لها بعد .
الملفت للنظر في موضوع التنوير العربي ان اغلب من تناولوه قد اعتنقوا الالحاد واصبح وكانه ( فكرة جماعية او ايدولوجية ) وعليه فهم بالضرورة متنورين بحسب ادعائهم على اعتبار انهم تخلصوا من الدين ومن الرب ومن ظلامهما الدامس , على هذا الاساس وكنتيجة حتمية للتخلص من الدين لابد من نشر الافكار الجديدة القديمة ( الالحاد )بين افراد المجتمع كي يصبحوا متنورين بعد ان يتخلصوا من الرب والدين .
اسئلة اعتراضية :
1-هل لعنة الالحاد مشابهة للعنة الدين ام اثر قبحا؟.
2-الا يمكن للمجتمعات العربية ان تعيش بدون ايدولوجيات؟.
3-هل الالحاد المعادل الموضوعي للدين؟ .
4-مشاركة الاخرين بالدين ( مواساة ) ام الانفرادية بالفكرة الالحادية ,ما هي الاكثر واقعية بمنطق الفقير وليس بمنطق ترف المهاجر؟.
5-لماذا الكثير من الملحدين هم متدينين سابقاً ؟.
6- ( ابن المتدين متدين وابن الملحد ملحد ) ما الغريب في هذه الفكرة ؟.
7-هل الملحد الجاهل اكثر خطراً من المتدين الجاهل ام العكس؟.
هناك مجموعات من الملحدين على شبكة الانترنت او قنوات او صفحات وسائل التواصل الاجتماعي تطالب المجتمع بالتحرر من اغلال الرب وترك الايمان بالخرافات بكل اشكالها والدخول الى حدائق الالحاد الخضراء ! طبعاً يتم هذا تحت اسم ( التنوير العربي ) وهو بالحقيقة لا تنوير ولا عربي بدليل ان دول العالم الاول ( الدول التي تحكمها قوانين ودساتير انسانية لا تتضمن اي اشارة دينية ) تكون مزيج من مؤمنين ( اديان مختلفة ) وملحدين ( بقناعات مختلفة ) , على سبيل المثال اكثر من نصف المجتمع الامريكي يؤمنون بـ ( الرب -الملائكة-الارواح-يوم القيامة-الولادة العذرية للمسيح ) مع انه بلد علماني يحكمه دستور يعامل الجميع بدرجة واحدة ولا يتبنى اي دين او مذهب ومع ذلك يعتبر المجتمع الامريكي مجتمع مؤمن وهو بالتأكيد مجتمع متنور .
مجموعات ( الالحاد التنويري ) تقدم الالحاد على انه المعادل الموضوعي للايمان بالرب ولكن بطريقة فلسفية بمعنى اما ان تكون مؤمناً او ان تكون ملحداً مع عدم وجود خيارات اخرى وكون الالحاد حالة خاصة او كقناعة شخصية توصل لها الانسان بعد ان طرح العديد من الاسئلة مقابل الدين الذي يتم توريثه للابناء بشكل عام ( هنا يحرز الالحاد هدفا في مرمى الايمان كون الملحد اختار طريقه بنفسه وخرج على القطيع )! .
تحويل فكرة البحث المعرفي للانسان المتسائل عما يجري حوله سياسيا واقتصاديا ودينيا وعلميا ومحاولة الحصول على اجابات للاسئلة المتجددة دون الاكتراث لنهاية البحث او للنتيجة ايضاً كون الباحث عن المعرفة لا يحمل تصورات مسبقة او اجابات مفترضة والا اصبح متدين ولا يمكن تسميته الانسان الباحث عن المعرفة ,,, من خلال هذا التعريف للانسان الباحث عن اجوبة نتأكد ان بعضاً من مجموعات الالحاد قد تحولت من باحثين عن الحقيقة كما يقدمون انفسهم الى دعاة لفكرتهم التي توصلوا اليها وهم بهذه يمارسون ذات الدور الذي يمارسه رجل الدين اقصد الدعوة او التبشير !.
عبر التاريخ كان الالحاد حالة فردية كان مقتصراً على النخب الفكرية والادبية اما في الوقت الحاضر اصبح منتشراً بشكل كبير في العالم حتى غير المتعلمين وهذا من حقهم الذي يمنحه القانون للجميع ولكن تحويل الالحاد الى ( فكرة جماعية ) بوصفها قناعة يشترك بها الجميع دون اي تفكير ودون اي سؤال عن صحتها وتكون هذه القناعات صحيحة بالضرورة ( الخروج من قطيع الايمان والدخول الى قطيع الالحاد) !.
يتحدث المؤمن والملحد على حد سواء بصيغة ( نحن – هم ) هذه الصيغة بالتعامل من اخطر ما يكون على المجتمع وعلى الافكار ذاتها لانها تخلق حالة عداء وحالة من رفض الاخر الذي هو مواطن مثلك ( ربما يكون صديقك او جارك او احد اقاربك ) اليس الوطن مجموعة من الناس يعيشون وفق منظومة اخلاقية ؟ .
عندما نوجه النقد لسلوك معين سواءاً كان سلوك ديني او سياسي او اجتماعي فاننا نقصد هنا ما يخص المجال العام للمواطنين وليس ما يخص قناعات الانسان او النوايا التي تسكن العقول بمعنى ادق :
جارك متدين متشدد وليس بينكم اي مشتركات سوى التعامل المحترم بين الجيران , عندما يوقفك ويطلب منك ان تعتنق دينه وان تلتزم بتعاليم الرب وان ترتدي زوجتك الحجاب و,,,,, الخ , هنا تستطيع ان تقول له وبكل صراحة طز بك وبدينك وبربك بكل بساطة( تقول هذا ليس لانه متدين ولكن لانه سمح لنفسه وتطفل عليك على خصوصيتك) هنا هل نستطيع ان نطبق هذا المثال على الملحد الذي يدعوا الناس الى فكرته ؟, بمعنى عندما يطلب الملحد من الناس ترك دينهم ( الغريب ان الكثير الدعاة الى الالحاد بسطاء ) والتوجه الى الالحاد سوف نقول له بكل صراحة طز بك وطز بالفلسفة والفلاسفة وبعصر التنوير وبالالحاد وطز بكل قناعاتك .
لابد من الاشارة الى اهم اسم في عالم التنوير الاوربي وهو جون لوك 1632م-1704م في كتابة رسالة في التسامح يقول ( لا يجوز مطلقاً التسامح مع رافضي وجود الرب لان قيم المجتمع لا تمثل اي شيء بالنسبة للملحدين ....الخ ,) , اعرف انه قد مرت عقود على كتابة هذه الافكار واصبحت قديمة لما يجري في الوقت الحاضر ولكنها اشارة مهمة الى ان التنوير الاوربي رفض الافكار الالحادين .
هناك معايير واليات يجب اتباعها لرفع مستوى المجتمع الفكري والاجتماعي وهناك خطوات لابد من اتخاذها للوصول الى المواطن البسيط الذي هو ضحية الايدولوجيات الثلاث القاتلة ( الدين والسياسة والاقتصاد ) منذ تكوين او مجتمع بدائي .
ارتفاع مستوى الفقر والجهل وتراجع التعليم اهم مشكلات المجتمع العربي وبدلاً من تناول نظريات وافكار واسماء لا يستفيدون منها شيئاً واذا كنت مهتم باصلاح الحالة المزرية لهذه المجتمعات حاول تقديم ما يرفع من كرامتهم امام انفسهم وامام الاخرين كي لا تخلق اي نوع من الصدام بينهم وبين السلطات الحاكمة وهي متعددة ومتكالبة عليهم الذين تسعى لاخراجهم الى عصر التنوير .



#صادق_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلبة مصارعة الاديان !.
- الدين الرسمي للدولة .
- ما هي نظرية المعرفة او الابستمولوجيا؟.
- اين نحن من التحقيب الانثربولوجي .
- الاكنوتولوجيا ... المغالطات المنطقية .
- الاكثر اهمية ... ميلاد عيسى ام قيامته ؟.
- مغالطة الاسلام السياسي .
- القبح الاسلامي يتجلى في ( سبايكر).
- الرهبنة المسيحية والتصوف الاسلامي .
- القتل في المسيحية وفي الاسلام .
- تفاهة (محنة خلق القرآن ) !.
- هل المسيح السابع عشر في الترتيب ؟!.
- ماذا يشأن الحوليات المارونية ؟.
- (المسيحية والاسلام ) المستوى الاول من التدين .
- اسرار الكنيسة السبعة
- المرأة في المسيحية وفي الاسلام .
- خطورة نواقض الاسلام العشرة .
- المسيحية والقضاء على الاديان الاخرى.
- الترقيع في كتاب العواصم من القواصم !.
- انقسام الكنائس المسيحية .


المزيد.....




- مادورو: بوتين أحد أعظم قادة العالم
- مستوطنون يهاجمون قوافل المساعدات المتجهة إلى قطاع غزة (فيديو ...
- الخارجية الروسية تكشف حقيقة احتجاز عسكري أمريكي في فلاديفوست ...
- Times: عدم فعالية نظام مكافحة الدرونات يزيد خطر الهجمات الإر ...
- الجيش الاسرائيلي يعلن مقتل ضابطي احتياط في هجوم جوي نفذه حزب ...
- الجيش الألماني يؤكد على ضرورة جمع بيانات جميع الأشخاص المناس ...
- واجهة دماغية حاسوبية غير جراحية تساعد على التحكم في الأشياء ...
- -إذا اضطررت للعراك عليك أن تضرب أولا-.. كيف غير بوتين وجه رو ...
- إعلام: الدبابات الإسرائيلية تتوغل في رفح بعد موافقة مجلس وزر ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /07.05.2024/ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صادق العلي - الملحدون والتنوير العربي .