أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صادق العلي - الرهبنة المسيحية والتصوف الاسلامي .















المزيد.....

الرهبنة المسيحية والتصوف الاسلامي .


صادق العلي

الحوار المتمدن-العدد: 6911 - 2021 / 5 / 28 - 03:10
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


مدخل :
تؤمن اديان الشرق الاقصى ( الهندوسية مثلاً) بثنائية الروح والجسد بمعنى اخر ان الجسم هو الجزء النجس عند الانسان لذلك يحرق عند الموت كي لا يلامس عناصر الحياة الطاهرة بينما تمثل الروح الجزء الطاهر لذلك يعتقدون بأنها تنزل في مخلوق اخر طبعاً بحسب اعماله .
تبلورت فكرة الروح والجسد عند افلاطون بعد ان اخذ الكثير من الافكار ( الخاصة بالروح ) من اديان الشرق الاقصى التي عملت على اذلال الجسد مقابل تمجيد الروح للوصول الى الاتحاد .
,,,,,,,,,,,,,,,
فكرة سمو الروح والارتقاء بها والاتحاد مع الاله هي فكرة قديمة وتطورت بحسب الدين و المجتمع الذي تناولها وتعامل معها بطريقته الخاصة .
كان لاحتلال السكندر المقدوني للعالم ( تحديداً الشرق الاقصى ) الاثر الواضح لدخول فكرة ثنائية الجسد والروح للشرق الاوسط طبعاً مع بعض الفلسفات اليونانية ( الكلبية مثلاً )* والتي تهمل الجسم لدرجة كبيرة وتركز على الروح , لهذا فإن الحديث عن ( الرهبنة المسيحية او التصوف الاسلامي ) يفترض وجود روح ( الروح هنا تختلف عن النفس ) هذه الروح هي جزء من الروح الكلي ( الرب - يسوع - الله ) وعليه يجب التعامل مع الاله على اساس ان الانسان يحمل جرء من روحه التي سترجع يوماً ما اليه اما الجسد فمصيره الفناء , هذه الثنائية موجودة في اغلب الاديان بل هي مقياس الافضلية من بين اتباع الدين ( الافضلية هنا تُترجم الى مصطلحات مثل نور الرب -يسوع-الله او وجه رباني وغيرها من المصطلحات , هذا النور يظهر في وجه المؤمن ممن يختارهم الرب لتقواهم وورعهم وايمانهم المطلق ).
تناولت المسيحية وتناول الاسلام هذه الثنائية على شكل رهبنة او تصوف على التوالي كل بطريقته الخاصة تتشابه حيناً وتختلف حيناً اخر ولكنها في الاصل تعمل وفق منطق واحد لانها بالاساس من مصدر واحد وهو ما طرحه افلاطون اعتماداً على فلسفات اديان الشرق الاقصى إذ يقوم الراهب و المتصوف بـ :
1-اهمال الجسد .
2-العمل على معرفة الإله ( الرب- يسوع- الله ) اكثر فأكثر .
3-الابتعاد عن مُتع الحياة بكل اشكالها .
4-الزهد بكل شيء .
هناك المزيد قطعاً ولكنها ابرز اوجه التشابه ليس بين المسيحية وبين الاسلام فقط وانما بين الكثير من الاديان ان لم تكن جميعها.
الرهبنة في المسيحية :
( لانه يوجد خصيان ولدوا هكذا من بطون امهاتهم , ويوجد خصيان خصاهم الناس , ويوجد خصيان خصوا انفسهم لاجل ملكوت السماوات , من استطاع ان يقبل فليقبل )متى19-12.*
(إذ من زوّج فحسنا يفعل , ومن لا يزوج يفعل احسن ) كورنثوس 7-38.
نلاحظ دعوة المسيح ( كما ورد على لسان متى اعلاه ) لمن يؤمن طبعاً به ان يدعو للامتناع عن اهم غريزة انسانية وادامته الا وهي الجنس طبعاً للرهبان او الراهبات , لكننا نجد اختلاف في دعوة بولس الرسول لعدم الزواج بشكل عام وليس للرهبان ( كما ورد في رسالته اعلاه ) إذ نلاحظ اعتبار عدم الزواج هو الاحسن ربما لان بولس لم يتزوج او لديه مشكلة في تأسيس عائلة بشكل طبيعي .
لقد كانت الاديرة خارج المدن المكان الاكثر ملائمة لممارسة التأمل والانقطاع عن العالم الخارجي والتفرغ التام لمعرفة الرب ولكن الرهبان خرجوا منها لممارستها في الخارج والتفنن بها والمنافسة فيما بينهم لاثبات ايهما اكثر زهداً او الذي يقوم بأذلال الجسد اكثر تقرباً للمسيح .
التنافس هنا ان يقوم راهب ما بالصوم لمدة شهر مثلاً يقوم راهب اخر بالصوم لمدة شهرين وهكذا ينطبق هذا المثل على الكثير من اعمال الرهبنة التي يرى البعض انها مقززة وغير انساني مثلاً عدم الاستحمام وعدم تغيير الملابس لمدة طويلة ... الخ , اعتقد بأن القديس سمعان العامودي كان الابرز والاكثر اذلالاً لجسده إذ كان يقضي اياماً واشهر وهو جالس على عمود مرتفع بدون ان ينزل ويقوم البعض بمساعتده باحضار الطعام والشراب طبعاً تقرباً للمسيح وكان يتبرز ويتبول في مكانه لمدة طويلة مما جعل رائحة المكان لا تطاق وهو سعيد بهذه الحالة !.
لابد من التذكير بـ :
هناك اديرة للرجال فقط واخرى للنساء فقط .
هناك اديرة الرجال لا تقبل حتى الاناث من الحيوانات .
احياناَ تحدث فضائح جنسية في الاديرة وهذا امر طبيعي إذ يستحيل السيطرة على الغريزة الجنسية بالمطلق وعند جميع الرهبان بنفس القدرة لذلك يضعف البعض منهم ويقوم بهذه الافعال الشنيعة وهي على اي حال حالات لا يمكن تعميمها ولا تحسب كأنها قاعدة ولكنها موجودة ولا يمكن اغفالها.
التصوف الاسلامي :
هناك اختلاف حتى على التسمية فهل كانوا يجلسون على شكل صف واحد في المسجد النبوي ؟, ام انهم يرتدون الصوف ملبساً لهم وهو خشن وغير مريح ؟, اي كانت التسمية فأنهم اناس اختاروا هذا المنهج لتقربهم من الله ومعرفته كما يستحق .
الاسم الانثوي الاشهر هي رابعة العدوية كانت تعيش في البصرة ( قدمتها السينما بطريقة بشعة ) فهي تعتبر اول من قدم لنا مفهوما اسلامياً جديداً وهو العشق الالهي , إذ اتجهت لما كان يسمى العّباد ( جمع عابد ) وكانت تكتب الشعر بحب الله وعليه اصبح لدينا مصطلح العشق الالهي الذي سيتبناه او يعمل عليه الكثير من المتصوفين .
لا يحتاج المتصوف المسلم الى مكان محدد ولا يحتاج الى طقوس معينة , كل ما يحتاج اليه هو احتياجه النفسي لمعرفة الله وهذا يتطلب بالضرورة الى قطب * كي يتدرج نقيباً او نجيباً اوغيرها من الدرجات الصوفية الاسلامية .
لم تكن هناك طرق صوفية كما هو معروف حالياً ولكن كان هناك شخصيات صوفية كبيرة لا مجال لذكر احدها على حساب الاخرين ولكن الملفت للنظر انها تعرضت للتكفير وللقتل كما في حالة الحلاج والسهروردي الذي قتله صلاح الدين الايوبي مع الاشارة الى ان القاضي الذي اصدر الحكم عليه بالاعدام ولعدالته فلقد اعطى السهروردي فرصة اختيار الطريقىة التي يموت بها ,,, ولقد اختار السهروردي ان يموت جوعاً وعطشاً في سجنه.
كثيرون يعتقدون ان التصوف الاسلامي قد اعتنق نظريات فلسفية او الالحادية وادخلوها للاسلام اما متعمدين او جهلاً مثلا :
1-نظرية الوجود, التي يقول البعض بأن ابن عربي قد تبناها ومن بعده سبينوزا تبناها .
2-الحلولية , تعني ان يحل شيء ما بداخل شيء اخر ولا تعني ( الحل ) بوصفه ضد المشكلة, يعتقد هؤلاء بأن روح الله تحل بكل شيء .
هناك الاشراقات وهناك الفتوحات وهناك الكثير غيرها ممن ينعم الله على عباده من المتصوفين الحقيقيين , هذه التسميات يضعها المتصوفة إذ يؤمنوا بأن الله خصهم بها .
اوجه التشابه والاختلافات بين المسيحية والاسلام :
1-الراهب المسيحي لا يتزوج , الصوفي المسلم يتزوج.
2-الراهب المسيحي محدد في مكان واحد تقريباً الصوفي المسلم رحالة متنقل .
3-لم يتعرض الرهبان في المسيحية الى التكفير او الخروج عن الدين الا في حالات نادرة بينما تعرض معظم المتصوفين المسلمين الى التكفير او القتل .
4-الراهب والمتصوف لا تغريه الحياة بزينتها .
5-الراهب والمتصوف حقيقي مع نفسه اولاً ولا يبحث عن الظهور او عن الشهرة على عكس ما نراه ونعيشه اليوم من انتشار اعلامي ربما لوجود مواقع التواصل الاجتماعي .
6-الراهب والمتصوف لا يستطيع الرجوع والتخلي عما قام به ( في اغلب الاحيان )فلقد انغمس في هذا العالم الروحاني وتذوق حلاوة العشق الالهي .
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,هوامش
*الفلسفة الكلبية مذهب فلسفي يوناني ظهر في القرن الرابع قبل الميلاد ,اشهر معتنقيها هو ديوجانس او ديوجين الكلبي.
*الخَصي هو الانسان الذي لا يستطيع ممارسة الجنس وقد قام المسيح بتقسيمهم الى ثلاثة انواع :
1-الذي يولد مريضاً او يعاني تشويه خلقي .
2-العبيد الذين يتم اخصائهم كي لا يمارسوا الجنس مع النساء عند ذهاب رجال للحرب او للتجارة.
3-الرهبان الذين ينذرون انفسهم لخدمة الرب ولا يمارسوا الجنس البتة.
*قطب هو شيخ لديه مريدين او صاحب طريقة.



#صادق_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القتل في المسيحية وفي الاسلام .
- تفاهة (محنة خلق القرآن ) !.
- هل المسيح السابع عشر في الترتيب ؟!.
- ماذا يشأن الحوليات المارونية ؟.
- (المسيحية والاسلام ) المستوى الاول من التدين .
- اسرار الكنيسة السبعة
- المرأة في المسيحية وفي الاسلام .
- خطورة نواقض الاسلام العشرة .
- المسيحية والقضاء على الاديان الاخرى.
- الترقيع في كتاب العواصم من القواصم !.
- انقسام الكنائس المسيحية .
- الاسلام من ارهاب السنة الى فساد الشيعة .
- من التبشير المسيحي الى الدعوة الاسلامية.
- كتابة الانجيل وتجميع القرآن .
- من بولس الرسول الى معاوية.
- اجتماعات تحديد طبيعة المسيح .
- تطور الغنوصية عبر التاريخ .
- في العراق لا كرامة للفقير !.
- الديكتاتورية الدينية في ( إلجام العوام عن علم الكلام ).
- إما ابن متعة او ابن الرفيقات !.


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صادق العلي - الرهبنة المسيحية والتصوف الاسلامي .