أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صادق العلي - المسيحية والقضاء على الاديان الاخرى.















المزيد.....

المسيحية والقضاء على الاديان الاخرى.


صادق العلي

الحوار المتمدن-العدد: 6785 - 2021 / 1 / 11 - 04:37
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


بما ان المسيحية دين تبشيري فأنها بالضرورة تقوم باستخدام العديد من طُرق , اهم تلك الطرق هي القوة والاكراه وهذا ما نجده في اوقات الاستعمار ( الاستعمار الاوربي لدول العالم مثلاً ) او في اوقات الازمات ( الكوارث الطبيعية او الحروب ) ففي الازمة السورية وفي اثناء الهجرة الجماعية المآساوية شمالاً وما احدثته من اختلالات على كافة الاصعدة ( الانساني والاقتصادي ) يصرح احدهم بالقول ( لقد كسبنا ثلاثة ملايين مسيحي ) وهو عدد الاجئين الهاربين كونهم اصبحوا هدف لبعض الكنائس التي تعمل بشتى الطرق لتغيير دينهم .
جرت العادة في المسيحية على كسب اناس جدد للكنيسة وهذا هو المهم وليس الايمان الحقيقي بقصة المسيح وولادته البتولية او قصة الفداء كوننا ابناء الخطيئة... الخ , لا طبعاُ بدليل ان فرض الديانة المسيحية على الاقليات الاخرى في بعض مناطق العالم ومراقبة هذه الاقليات بكل الاوقات لم يكن غريباً سواءاً بعد حروب الاسترداد مثلاً او كما حدث مع بعض الاديان ( موضوع المقال ) , بالاضافة الى ازاحتها اديان كاملة والقضاء عليها بشكل نهائي طبعاً تنفيذاً لفتاوى ( البطاركة والقساوقة ) وبتحريم التعبد بها داخل الدولة المسيحية التي تمتلك السلطة السياسية ( الحاكم او الامبراطور)على الارض والسلطة السماوية ( الكنيسة ) , اهم واكبر الاديان التي حطمتها المسيحية هي الديانة المصرية القديمة ولانه موضوع كبير ومتعدد الجوانب فانه يحتاج الى مساحة اوسع ربما لاحقاً ولكن هناك اديان اخرى عملت المسيحية على تدميرها بالكامل وانتهت على يديها وهي :
الديانة الميثرائية :
ميثرا
إله النور , إله المواثيق , المُخلص الذي سيملئ الدنيا نوراً .
في العشاء الاخير ( الخبز جسده - النبيذ دمه ) بعدها رُفع للسماء عند ابيه .
الاله الاكثر انتشاراً في غرب اسيا تحديداً فيما يسمى ايران حالياً , ايضاً انتشر في اليونان ولكن على مستوى بسيط لانه إله الاعداء ( الفرس ) .
انه الإله ميثرا وتنسب له الديانة المثرائية ,
الاله ميثرا ( ولد بمعجزة ) إذ ارسله ابوه إله الشمس من اجل ان يضحي بثوراً كي يقوم بخلق العالم شيئاً فشيئاً (تفاصيل وخطوات الخلق من الاضحية طويلة يصعب سردها الا منفردة لان كل خطوة تمثل خلق شيء في هذه الحياة وعليه فإنها تحتاج مقال منفرد ) .
ولانه الاله العادل المطلق والكلي المعرفة فانه سيأتي في اخر الزمان وينتصر للخير وضد اله الظلام ولانه يحفظ الحقوق بين الجميع بحكمته وبعدلة فلقد اعتنق بعض الاباطرة الرومان هذه الديانة من اشهرهم الامبراطور ( كاراكلا ) الذي حكم الامبراطورية الرومانية سنة 211 م .
استخدمت الديانة الميثرائية الرموز ( كالادوات الشخصية السيف والمصباح وغيرها ) والكواكب ( الشمس والقمر وزحل وغيرها ) كنوع من التدرج الايماني كي يصل من يعتقد بها الى اقصى درجات الايمان على ان يشرب المؤمن النبيذ ويأكل الخبز مع الكاهن الاكبر لتحل البركة , يتم كل هذا في مكان العبادة الذي يكون في الكهوف او تحت الارض حفاظاً على السرية لذلك تعتبر الميثرائية من الاديان السرية او الباطنية .
في القرن الرابع الميلادي وعندما اعتناق الامبراطور قسطنطين الكبيرة ( ابن هيلانا ) عند اعتناقه للمسيحية واعلان نفسه الكاهن الاكبر قام بأضطهاد اتباع الديانة الميثرائية والتضييق عليهم بل وقتلهم واحداً واحداً كونه يطبق اوامر الرب او اوامر ابن الرب , لم يكتفي بهذا بل قام بالقضاء عليها بشكل كامل لتختفي عن وجه الارض وتبقى منها بعض الاثار والكتابات هنا وهناك ولتصبح المسيحية بعدها الدين الرسمي لاتباع الديانة الميثرائية على ان يتم مراقبتهم بشكل مستمر لان بعضهم ( اتباع الديانة الميثرائية ) استخدم ( التقية ) وهو اظهاء شيء مختلف عما يؤمن به الانسان بشكل حقيقي طبعاً خوفاً من القتل .

الديانة المانوية :
ماني بن فاتك امه اسمها مريم .
ولد سنة 216 م في مدينة بابل العراقية .
نزل الوحي على ماني واخبره بأن ( بوذا -زرادشت -عيسى ) هم اسلافه وانه مبعوث للعالمين مبشراً ونذيراً وان تعاليمه تحرر روح الانسان من سجنها الجسدي لتعرف الله حق معرفته .
تؤمن المانوية بأن الله اصطفى ماني من بين كل عباده الصالحين وانه خاتم النبيين الذي يتحمل مسؤولية اكمال دين الله وهداية الناس اجمعين بعدما دخلوا في ضلال مبين , لذلك كتب ماني انجيله بشكل كامل على عكس بعض الاديان الاخرى التي يقوم اتباع النبي او الرسول بتدوين كتبهم المقدسة بعد موتهم .
في المانوية هناك معجزات خارقة للطبيعة مثلاً صعود ماني الى السماء ليتقلى الكلمات من ربه او يتلقى التعاليم التي سوف يوصلها بدوره الى الناس اجمعين , كذلك قام ماني برفع الملك سابور للسماء واخفاه عن الانظار الجميع وقتئذ , لذلك كان قبول الملك سابور لدين ماني فرصة لانتشار المانوية في العراق وبلاد فارس وما حولها من مناطق وهي بذلك بدأت تشكل خطراً كبيراً على الاديان الاخرى مثل الزرادشتية شرقاً والمسيحية غرباً .
في المانوية هناك إله النور وإله الظلمة وهناك الصراع بينهما ولكونه المنتصر فسيرث الله الارض ومن عليها او يورثها لعباده الصالحين , بالتأكيد يتم هذا الصراع عبر مراحل مكانية وزمانية مما يتطلب وجود إليات معينة مثل وجود الثالوث ( الاب – الام – الابن ) تارة او ان يخلق إله النور كائنات جديدة ( ملائكة او البشرية ) لمساعدته في حربه مع إلهة الشر والظلمة تارة اخرى .
لقد بذل حواريي ماني الاثنى عشر جهود عظيمة لنشر دينهم لذلك وصلت المانوية الى الامبراطورية الرومانية المسيحية وانتشرت فيها بشكل سريع وكبيرمما تسبب بخوف هائل لاباء الكنيسة الكبار خصوصاً بعد ان اعتنقه بعض اباء الكنيسة منهم القديس اغسطينوس وهو قديس المهم في التاريخ المسيحي لدوره الكبير فيها .
هذا ما حمل البابا ليون الكبير او البابا الاول ( بابا الفاتيكان ) ان يطلب من الامبراطور فالنتينيان الثالث ان يُصدر مرسوم امبراطوري ضد الديانة المانوية واتباعها كذلك قام بتحديد العقوبات لمن يتمسك بها ولم يتحول الى المسيحية , اقصى تلك العقوبات هي القتل طبعاً وهناك الطرد وغيرها .



#صادق_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الترقيع في كتاب العواصم من القواصم !.
- انقسام الكنائس المسيحية .
- الاسلام من ارهاب السنة الى فساد الشيعة .
- من التبشير المسيحي الى الدعوة الاسلامية.
- كتابة الانجيل وتجميع القرآن .
- من بولس الرسول الى معاوية.
- اجتماعات تحديد طبيعة المسيح .
- تطور الغنوصية عبر التاريخ .
- في العراق لا كرامة للفقير !.
- الديكتاتورية الدينية في ( إلجام العوام عن علم الكلام ).
- إما ابن متعة او ابن الرفيقات !.
- شق وسطيح في التراث العربي .
- الاحتجاج بالاستثناء
- نظريات سوسولوجية عراقية بأمتياز .
- اكذوبة اركان الاسلام الخمسة .
- غريب في السماء
- انا علماني فهل انت علماني ؟!.
- الروح ... الروحانية ... الروحانيات !.
- هل يكون الاسلام المسيحية الثانية ؟!.
- دلائل الاثبات ودلائل النفي في جدل الإيحاد !.


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صادق العلي - المسيحية والقضاء على الاديان الاخرى.