أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صادق العلي - الروح ... الروحانية ... الروحانيات !.















المزيد.....

الروح ... الروحانية ... الروحانيات !.


صادق العلي

الحوار المتمدن-العدد: 6534 - 2020 / 4 / 10 - 07:28
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


توطئة :
توطئة :

من اكثر المواضيع احتداماً على مر التاريخ لدرجة انه من المستحيل الوصول الى اتفاق بين من يعيش كل حياته بعالم الروح وبين من يراه عالم وهمي لا وجود له الا في عقول مؤمنة مريضة .
الاكثر تعقيداً في موضوع الروح والروحانيات ان الفلسفة التي تؤمن بالدليل او بالبرهان قد انقسمت هي الاخرى بتحديد ما هية الروح ؟, وهل هناك روح بالفعل ام لا ؟!, فكيف انقسمت الفلسفة البرهانية بخصوص الروح الايمانية ؟:
عند افلاطون
Idealism
الروح هي كينونة الانسان وجوهره لذلك يعتبر فيلسوف مثالي وتسمى فلسفته الفلسفة المثالية , تطوت فيما بعد على يد افلوطين الى ( الافلاطونية المحدثة ) الذي اعتبر الجسد وعاء الروح هذه الجسد مرتبط بالشهوات والغرائز بينما تحاول الروح تطهير هذا الجسد من شهواته وغرائزه يُطلق على الفيلسوف هنا بالفيلسوف الالهي .
عند ارسطو
Materialism
الجسد الانساني موجود بالفعل وليس هناك شيء منفصل عن هذا الوجود وبالتالي الروح والجسد هو شيء واحد , تسمى فلسفة ارسطو بالفلسفة المادية .
بالرجوع الى بدايات ظهور مصطلح الروح فان التاريخ يُخبرنا بان الانسان القديم لم يستطيع تفسير كل ما يجري حوله لذلك اخذ بتأجيل بعض ما يجري حوله لعدم قدرته على تفسيرها , بدليل انه كان يخاف من الرعد والبرق والموت المفاجئ و المرض ناهيك عن الولادة وغيرها الكثير الكثير , ايضاً يخبرنا التاريخ بان المعرفة الانسانية عبر مئات الالاف من السنين وعبر حضارات متنوعة ومتفرقة قامت بتفسير بعض ما يواجهه الانسان وهذا ما خلق حالة من التراكم المعرفي الانساني , هذا لا يمنع من وجود طقوس خاصة بكل حضارة فيما يتعلق بالاله او الحياة والموت اوغيرها ولكن ليس هناك حضارة بدأت من الصفر حتى الحضارة السومرية التي هي اقدم حضارة على الاطلاق لم يتوصل العقل الانسان الى تفاصيل بداياتها بالضبط او الكيفية التي توصل اليها وكم طال زمنها .
استفادت الاديان بشكل كبير من موضوع الروح واستخدمته لصالحها اذا ما تعارض المنطق الانساني السائد مع ما تطرحه خصوصاً في الوقت الحاضر فالعلم الحديث قام ويقوم بتفسير كل شيء ويضع الاجوبة لاي سؤال .
العلم متغير بحسب الاكتشافات وبحسب تطور العقل الانساني المتطلع نحو مستقبل افضل لذلك انحسرت فكرة وجود روح على الاديان وبما ان المسيحية والاسلام هما الاديان الاكبر حجماً والاكثر تأثيراً على صنع القرار العالمي فلابد ان افكارهما تصدرت المشهد العالمي السياسي والاقتصادي والديني واهم تلك الافكار هو الروح , ولكن كيف تناولت الاديان الاخرى موضوع الروح ؟.
الشامانية :
Shamanism
من اقدم الاديان التي عرفتها الانسانية ( لا يعتبرها البعض ديانة لعدم وجود كتاب مقدس او رب ) لكن لديها تفسيرات خاصة جداً بخصوص الروح وبالتحديد ارواح اسلافهم ولديهم طرق خاصة للتعامل من عالم الارواح هذا لدرجة انهم يؤمنون بأنه يمكن للروح مغادرة الجسد والعودة اليه فيما بعد , طبعا هناك طرق مختلفة للشامانية بحسب المكان الذي تتواجد فيه .
يستطيع الشامان (هو الكاهن او كبير القساوسة او العالم الديني ) يستطيع التواصل من اسلافهم الاموات كذلك يستطيع الاتصال بعالم الالهة الخفي ايضاً هو فقط الذي يقوم بتفسير ما يجري ويشفي المرضى ويأمن الخائف ويرزق المحتاج ... الشامان هو صوت الرب وهو نائب الرب والمتحدث بأسم الرب اما اذا لم يستطع الاجابة على اي سؤال او خانته قدرات على القيام بما مطلوب منه فهناك الجواب الجاهز وهو ( لا يعلمها الا الرب ) !.
الهندوسية :
Hinduism
هي ديانة الاقدم تاريخياً , معقدة من حيث تعددها وتطورها كذلك مفاهيمها فيما يخص الحساب والعقاب او ما يسمى بـ ( كارما ) , تركز الهندوسية على القيم الروحية الباقية الى الابد لانها انعكاس لـ (ابراهما ) وهو الاله الاكبر ما يعني ان الروح ليست مخلوقة مثل الجسد الذي يفنى بالموت لذلك تؤمن الهندوسية بتناسخ الارواح بمعنى عندما يموت الانسان يفنى جسده بحرقه بينما تنزل روحه بمخلوق اخر بحسب الافعال التي كان يقوم بها صاحبها ان كان طيباً او شريراً .
تعدد الكتب الدينية في الهندوسية او شورحها لذلك جعلت للروح النصيب الاكبر لان الانسان يرتبط روحيا بابراهما الذي يسمى الروح الاقدس او الاسمى وكلما كان الانسان طيباً كان ارتباطه الروحي بابراهما اقوى لذلك يعمل الهندوسي على الجانب الروحي اكثر بكثير من الجانب الجسدي .
المسيحية :
Christianity
تعمل المسيحية على فكرة هناك عالم خفي يحيط بنا او هو حولنا ربما فوقنا او تحتنا لا احد يستطيع تحديد مكانه ولكنهم يقولون انه بداخلك انت ايها الانسان كونك ابن الخطئية ( الخطيئة الاولى وهي ادم وحواء ), هذا ادعاء من يؤمنون بالمسيح وهو حقهم بحكم القانون المدني المعاصر .
من نصائحهم ايضاً ( افتح قلبك للمسيح ) ! لانهم يعتقدون بأن القلب يمتلك باباً خشبياً او حديداً لا اعرف وصاحب هذا القلب يمتلك المفاتح وعليه ان يفتح باب قلبه كي يدخل المسيح وهذا من اغرب ما سمعت فكيف يدخل رجل مكتمل النمو الى قلب انسان اخر لا يزيد حجم قلبه عن حجم كف اليد الواحدة ؟!, الجواب هو انه النور الرب الذي يدخل روحياً وليس بالجسد !.
ايضاً تمنح الديانة المسيحية النور الالهي ( الرب او ابنه ) تنمح الانسان والمكان هذا النور , السؤال هنا هو المراقب للكنسية ليلاً هل يشاهد اي نور يخرج منها اذا قام احدهم بأطفاء المصابيح كهربائياً !, سيكون الجواب لا طبعا ولكنه انه بور الرب او نور ابنه الذي لا يراه الا المؤمن به حتى وان كان التيار الكهربائي منقطع !.
يقوم القساوسة والرهبان والاباء المسيحيين بتفسير اي شيء وكل شيء واذا تعذر عليهم سؤال سيرجعون للقاعدة الدينية القديمة والقديمة جداً وهي ( ان الرب يعلم ما لا يعلمه الانسان ) .
الاسلام :
Islam
يعتبر الاسلام ديانة روحانية بأمتياز , فهي ديانة قائمة على الايمان الوهمي او الغيبي ( الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ) سورة البقرة الاية 3 .
يعتقد المسلمون بعالم الملائكة الموازي لعالمنا هذا !, فهناك ملائكة تصعد واخرى تنزل لاعمال قد كلفهم الله بها , ايضاً هناك ملائكة تقوم بحسابات دقيقة فيما يخص افعال الانسان كي يحصل الجميع على ما يستحق فيما بعد هذا كله روحياً لان الايمان بوجود ملائكة جزء لا يتجزء من الايمان بالله وبرسله وبكتبه الذي هو بالاساس ايمان غيبي .
كذلك يؤمن المسلم بعالم البرزخ الذي هو عالم ما بعد الموت , يمكن ان يكون عالم ابيض ناصع البياض كأفعال صاحبه حيث الاضواء الملونة والناس الشرفاء والاكل والشرب وكل ما يجعل الحياة سعيدة , ويمكن ان يكون عالم الافاعي والديدان بالنسبة لصاحبه غير المسلم او من لم ينطق بالشهادتين قبل موته او حتى المسلم غير الملتزم الذي لم يؤدي ما هو مطلوب منه .
هناك ذات الجواب الموجود في الاديان الاخرى القديمة موجود في الاسلام ايضاً وهو ( الله يعلم وانتم لا تعلمون ) مع تغيير اسم الاله لان ( الله ) تسمية اسلامية ولا مكان لها في الاديان القديمة وعليه فرجال الدين الاسلامي على اتم الاستعداد لتفسير اي سؤال وهذه وظيفة الدين الرئيسية اما اذا تعذر عليه ذلك فأنه يحيل السؤال الى عالم الروح القديم والقديم جداً الذي هو ( الله يعلمه ما لا تعلمون ) .
_______________________________________________________
نلاحظ هنا جمود مفهوم الروح بين الاديان عبر الزمن !, نلاحظ ايضاً تطور الحياة الانسانية وتقدمها علمياً ومعرفياً ولكن بقى موضوع الروح بنفس المكان !.
هذا الكلام غير صحيح وغير عقلاني وغير منطقي لشخص يؤمن بوجود روح لانه ببساطة عندما يتجه لمكان عبادته فأنه يتأثر روحيا ويأخذ قلبه بالخفقان اكثر وفي احيان كثيرة يتصبب عرقاً اما اذا قابل شخصية كبيرة في دينه فأنه وهذااحتمال كبيرة يمكن ان يدخل في غيبوبة .
هذه الحالات صحيحة وصحيحة جداً ومن حق هذا الانسان ان يكون في هذا الموضع ( موضع المؤمن الخائف في مكان عبادتته او الذي يدخل في غيبوبة لمجرد انه واجه شخصية كبيرة في دينه ) ولكن علماء النفس وضعوا اجوبة لهذه التساؤلات ولهذه الحالات وهي بعيدة كل البُعد عما يدعيه هذا الشخض وبالتالي ليس هناك زيادة في عدد ضربات القلب بل مجرد افرازات هرمون معين !, هذا الهرمون خاضع لاوامر العقل فقط ولا دخل للمكان والزمان او للاشخاص به بدليل ان غير المرمن به لا يتعرض لما تعرض له هذا المؤمن وعليه فأن عقل المؤمن المسؤول عما يجري وليس لدار العبادة او للشخصية الدينية .



#صادق_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يكون الاسلام المسيحية الثانية ؟!.
- دلائل الاثبات ودلائل النفي في جدل الإيحاد !.
- اشكالية مفهوم ( فصل الدين عن الدولة ) .
- هيباتيا وجيش الرب !.
- سيموت صديقي قريباً
- ( ثلاثة اذلوا كبرياء الانسانية ) !.
- العدو الشخصي للرب !.
- حوار في الإلحاد بين ابن الراوندي وبين سبينوزا
- كتب غيرت الدين الاسلامي .
- ماذا يعني ازدياد اعداد رجال الدين في المجتمع ؟.
- القنصلية العراقية في ديترويت فساد على فساد .
- فقه العروبة وتوريث الهزائم
- في العراق .... القضاء على الشرفاء ام القضاء على الفاسدين !.
- في امريكا يوم العنف ضد المسلمين .
- المرأة العربية من المظلومية الجماعية الى التسلط الفردي .
- الصراع على السلطة الاسلامية في امريكا
- غزوات اموية وليست فتوحات اسلامية .
- حضرة الدكتور ........ ط باللغة العربية .
- نظرية الفيض من افلوطين الى الفارابي .
- احتفالات القنصلية العراقية في ديترويت ومعاناة عوائل الشهداء ...


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صادق العلي - الروح ... الروحانية ... الروحانيات !.