أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق العلي - فقه العروبة وتوريث الهزائم














المزيد.....

فقه العروبة وتوريث الهزائم


صادق العلي

الحوار المتمدن-العدد: 5878 - 2018 / 5 / 20 - 18:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعتبرها البعض الفكرة الاكثر ملائمة للمجتمعات الناطقة بالعربية , ولن ترتقي هذه المجتمعات بين الامم ما لم تتوحد تحت مظلتها .
يؤكد المنظرون لها على هذه المجتمعات بأن تتبع الافكار المناسبة التي وضعوها لها كذلك الانتماء للاحزاب التي اسسوها كي تنهض من واقعها المزري الذي يجتهد الاعداء ان تبقى فيه , لانها الفكرة الوحيدة القادرة على اكتشاف ومواجهة المتربصين بها والتغلب عليهم في ذات الوقت .
بالمقابل هناك من يتهمها بأنها الاداة الاكثر فتكاً بتلك المجتمعات , فهي غير قادرة على انتاج استراتيجيات طويلة او قصيرة الامد , بل لم تنتج غير الدمار والصراعات والتفرقة بين هذه المجتمعات كما حصل في العراق وكيف لعب الارهاب العربي لعبته القذرة بعد 2003 ؟!.
انها القومية العربية .
الفكرة الوحيدة على مدى تاريخها القصير التي تعيش على وجود اعداء , بمعنى ان القومية العربية تضمحل وتموت بدون فزاعة العدو المتربص , فالقومية العربية لا تملك مقومات ديمومتها او لا تمتلك مقومات وجودها بالاساس , لذلك ذهب البعض على انها صنيعة الاستعمار ( الجامعة العربية مثلاً ) بالضبط مثلما كانت بعض الاحزاب الدينية في المجتمعات العربية هي صنيعة قوى خارجية .
ولدت فكرة القومية العربية خارج الوطن العربي وانتعشت على يد الضباط الانقلابيين في بعض الدول العربية , ترعرعت وازدهرت على وجود دولة اسرائيل التي تعتبره العدو الملائم والانسب لها إذ تتغذى على ما يسمى الصراع العربي الاسرائيلي من جهة ومحاولة ربطها الدين الاسلامي السني من جهة اخرى مع انها فتكت بالاحزاب الدينية كما حدث في مصر .
فكرة القومية تعتمد على اللغة العربية فقط بوجودها , إذ تنادي بإتحاد عدة مجتمعات لا تجمعها مع بعضها البعض سوى بقايا لغة في طريقها للانقراض , هذه المجتمعات تختلف عن بعضها البعض تماماً بأغلب بنيتها وتقاليدها بل حتى بوجودها !, ناهيك على ان هناك مجتمعات استقطعها الاستعمار الاوربي على اساس اقتصادي من مجتمعات اخرى اصيلة قديمة بل هي اقدم من اللغة العربية واقدم من الاسلام حتى لها آرثها الديني والقومي الخاص المختلف عن الاخرين ومع ذلك تحاول القومية العربية طمسها , مجتمعات اخرى قدست الانثى وعبدتها لالاف السنين وهناك مجتمعات لم تصل الى مرتبة مجتمع ذات بنية خاصة بعد واخيرا ً هناك دولة سميت بأسم قبيلة لتصبح ملكية خاصة لهذه لقبيلة دون اي اعتراض من قبل سكانها !, فكيف يمكن ان تتعايش هذه المجتمعات فيما بينها وأي منطق يمكن ان يجمعها ؟!.
لماذا فقه العربية ؟ :
الفقه في العقل الجمعي العربي مرتبط بالمقدس بالتحديد في الدين الاسلامي , لكنه انساني ( ناسوتي وليس لاهوتي ) على اعتبار ان الفقهاء يستنبطون الاحكام الشرعية من النص المقدس الاول كون اللغة العربية هي اللغة الاولى والمعتمدة من قبل رب الاسلام وهي لغة اهل الجنة كما يقولون , وقد اعطى هذا الاختيار وهذا الانتقاء الحق للبعض بأيجاد مكان لهم بين كلام الرب وبين عقول الناس لقيادتهم , وهو ما اطلقوا عليه ( الفقه و الفقهاء ) .
فما هو الفقه ؟.
الفقه هو تبيسط وتسهيل كلام الرب وجعله متداولاً عند الجميع , لان كلام الرب او النص المقدس الاول صعب الفهم والادراك بالنسبة لعامة الناس ( لست مؤيداً لهذا الطرح ولكنه الموجود ويحاول رجال الدين ترسيخه في عقول عامة الناس ) , لذلك خص الرب بعض الناس ( كما يزعمون ) خصهم بميزات ومهارات معينة كي يقوموا بأيصال فكرته الى عامة اناس , وعليه فلقد قام هؤلاء الفقهاء بالتسويق لهذه الفكرة الرهيبة وطالبوا الجميع بأعتناقها والعمل بها , وهي ان كلام الرب صعب الفهم ولا يستطيع البسطاء ادراك مقاصده ونواياه , وعليه لقد كلف الرب هؤلاء بشرح كلامه للناس ايضاً لان كلام الرب يتناول مسائل الاعتقاد الكبرى فأنه بالتأكيد يصعب على البسطاء .
العروبة او العربية وغيرها الكثير من المصطلحات كلها اشتقاقات او تصريفات او زيادات لكلمة واحدة وهي ( العرب ) , ولا احد يستطيع ان يخبرنا لماذا تم تهجير الكثير من الاقليات الدينية والعرقية الاخرى من الدول العربية مع انهم يعيشون على هذه الارض لالف السنين ؟!, ولا احد يستطيع ان يخبرنا لماذا يتم ربط اي صراع مذهبي او ديني بالقومية العربية ؟!.
شخصياً لقد جمعت مصطلح الفقه مع العربية ليس قناعة مني بقدسيتهما لا طبعا , بل لانني لا اعتقد بصحتهما الاثنين معاً!, فالفقه الاسلامي هو تصورات وافكار اناس وصلوا لمكانة دينية او علمية ولكن كلامهم غير مُلزم لي شخصياً , فهم يمتلكون الحق بطرح ما يعتقدوه وانا وغيري من الناس لنا الحق بأخذ ما نراه مناسباً او تركه جانباً , كذلك بالنسبة للعروبة او القومية العربية يمتلك البعض الحق الادعاء والتنظير لها على انها امل الامة وسفينة نجاتها وغيرها من الشعارات التي يطلقونها دائما , ولنا الحق ايضاً في رفض هذه الفكرة جملة وتفصيلاً وان لا نكون جزء من حروب وصراعات لا نعرف لها اساس او مبرر ناهيك عن عدم وجود استفتاء او انتخاب لرموزها وبالتالي يمكن ان يكونوا قتلة وطغاة كما في النموذج الاسوء في التاريخ الحديث وهو الجرذ صدام حسين وحزبه المقيت .
اما بخصوص الصراع الاسلامي اليهودي في المنطقة بشكل عام وفي فلسطين بشكل خاص فأن الحروب عادة ما تأخذ اشكال وطرق يصعب معرفتها من قبل الطرف الخاسر , والعرب بكل مصطلحاتهم وشعاراتهم خاسرين وبكل المجالات بل هم افضل من يخسر وافضل من يرقص للخسارة ويحولها الى انتصار تاريخي كبير يدخله في مناهج التعليم كي تطلع علينا اجيال من الخاسرين بالوراثة .



#صادق_العلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في العراق .... القضاء على الشرفاء ام القضاء على الفاسدين !.
- في امريكا يوم العنف ضد المسلمين .
- المرأة العربية من المظلومية الجماعية الى التسلط الفردي .
- الصراع على السلطة الاسلامية في امريكا
- غزوات اموية وليست فتوحات اسلامية .
- حضرة الدكتور ........ ط باللغة العربية .
- نظرية الفيض من افلوطين الى الفارابي .
- احتفالات القنصلية العراقية في ديترويت ومعاناة عوائل الشهداء ...
- الشيعي من الانضمام لحزب البعث الى فساد الحكم .
- الملحد بين عيد الفطر واعياد الميلاد المجيدة !.
- اين المؤامرة في كتاب بروتوكولات حكماء صهيون ؟.
- وهكذا اسدل الستار على مسرحية ( القدس عروس عروبتكم ).
- تشريع قانون بيع المخدرات .
- مسافة وطن
- الجاليات العربية في امريكا
- المجتمع الاسرائيلي في الافلام والمسلسلات العربية .
- الصراع الاسرائيل العربي ... ديني ام قومي
- رئيس شريف وعادل
- استحقاق النجاح ... اشتراطات النجاح .
- تجديد آليات التفكير وبناء منظومة المفاهيم والمصطلحات .


المزيد.....




- -كابوس لوجستي-..أمريكي يزور جميع بلدان العالم للتأقلم مع الو ...
- 7 نجمات ارتدين الفستان الأسود الضيّق بقصّات مختلفة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية 4 مسؤولي استخبارات بإيران بينهم ...
- ولا تزال السماء تمطر غارات وصواريخ في معركة كسر العظم بين إي ...
- دمار واسع وارتفاع في حصيلة القتلى.. استمرار التصعيد العسكري ...
- ألمانيا تستضيف محادثات دولية حول المناخ قبل قمة البرازيل
- الوحدة الشعبية: الرفيق الدكتور عصام الخواجا حر كما عهدناه
- إيران: على أمريكا أن تعلن موقفا واضحا من العدوان الإسرائيلي ...
- وأطلق الكوريون الشماليون النار على الطائرات الأمريكية!
- انفجار بمصنع ألعاب نارية في هونان جنوب وسط الصين (فيديو + صو ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق العلي - فقه العروبة وتوريث الهزائم