أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - صادق العلي - انا علماني فهل انت علماني ؟!.















المزيد.....

انا علماني فهل انت علماني ؟!.


صادق العلي

الحوار المتمدن-العدد: 6540 - 2020 / 4 / 17 - 01:22
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


تنويه :
العنوان عبارة طرح بسيط وهو من الاخطاء الشائعة او يتم استخدامها دون معرفة .
______________________________
Secularism العلمانية ترجمة لمصطلح
صحيح ان المصطلح انكليزي ولكنه مأخوذ عن اللغة الاتينية ويعني العالم المتغير او المتحرك ويختلف عن
Globalismمصطلح
العَلمانية في اللغة العربية بفتح العين وليس بكسرها فما هو الفرق ؟...
فتح العين يعطينا المعنى الدقيق وهو العالمية - الفكرة المتغيرة بتغير الزمان والمكان فقط , لان كسر العين من العلم وهذا مالا ينطبق عليه ولا يتوافق مع المصطلح سواءاً بالانكليزي او باللاتيني ولكن يصر على استخدامه اتباع الاديان بصراعهم مع مناهضيهم من العلمانيين لاثبات ان ما ينتجه العلم هو جزء من اعجاز اديانهم تارة او هي حالة من العداء الدائم للعلم اذا ما سمعنا بعضهم يقول ان العلمانية هي فهم ما يجري في هذه الحياة من زاوية العلم تارة اخرى .
فما هي العلمانية :
هناك تعريفات كثيرة للعلمانية لانها مرت بمراحل كثيرة وكبيرة بين الفلاسفة فمنهم من دعى الى فصل السلطة السياسية عن السلطة الدينية واخرين طالبوا بفصل ما هو زمني او مؤقت ( السياسة والاقتصاد ) عما هو روحي ( الدين ) الى ان صاغ الفيلسوف الانكليزي جورج هوليوك مصطلح العلمانية بالمفهوم الحديث لذلك يعتبره البعض مؤسس العلمانية الحديثة .
وعليه فان العلمانية هي نظام حكم سياسي واجتماعي يتم فيه تنحية اي تأثير ايدولوجي او عقائدي من المرافق والحياة العامة ويكون القانون فوق الجميع , بمعنى اخر ليس الغاء الدين وانما تنحيته عن الحياة العامة على ان لا تتخذ الدولة دين معين وليس هناك دين رسمي لها ,هذا لا يمنع ان الحرية الدينية للمواطنين موجودة ومتاحة ايضاً حرية تغيير الدين او حتى الالحاد او حتى تغيير الجنس بدون اي تأثيرات خارجية سواءاً من الدولة او من المواطنين المختلفين عقائدياً او عرقياً.
هناك من يرى ان العلمانية هي وجه اخر للإلحاد على اعتبار ان الدولة تفرض قيودها وشروطها على الاديان وهو ما يحد من حرية المواطن في التعبير عن شعائر دينه او ممارستها او حتى فيما يخص الزي الديني الذي يُجبر على ارتدائه دينياً وغيرها من الشعائر , بالمقابل ترى الحكومات تنحيتها هو مناسب جداً للحفاظ على كينونتها وخلق حالة من المساواة بين مواطنيها بينما يراها البعض من مواطنيها على انها حالة من تقييد الحريات لان دساتيرها تقول بحرية الدين وليس حرية نصف الدين .
هنا لابد من تناول بعض نماذج العلمانيات في العالم الحديث :
العَلمانية الفرنسية ...
ما ان نتناول فرنسا حتى نتذكر كيف منعت الحجاب الاسلامي في الاماكن العامة !, لان العقل العربي وكعادته لا يهتم للتفاصيل ولكن ينشغل بالعنوان الرئيسي , لان قرار الحكومة الفرنسية وقتئذ يقول ( يُمنع استخدام الدين او الاشارات الدينية في الاماكن العامة 1) وهذا ما يُطلق عليه العلمانية المتشددة بمعنى اخر ان رفض اي اشارة دينية في الاماكن العامة حتى وان كان غطاء الرأس او الوجه هو نوع من كسر النظام الاجتماعي الذي قام الشعب و الحكومة ببنائه على مدى قرون ولان العلمانية متغيرة بتغير الزمان والمكان ولان نظام الهجرة الفرنسي يسمح بدخول الجميع والعيش على ارضها ومن ضمنهم المسلمين فقد ادركوا ان نظامها الاجتماعي يمكن ان يتزعزع بطريقة او بأخرى لذلك قامت بسن هذا القانون ولم تكن هناك اي اشارة فيه الى العداء للاسلام او للاديان الاخرى .
لا ننسى ان فرنسا من اعظم دول العالم بكل المجالات واهمها حقوق الانسان التي تعتبر فيه فرنسا الحجر الاساس ايضاً للحربة والمساواة .
العَلمانية البريطانية ...
النموذج البريطاني يؤمن ويطبق العلمانية بشكل مثالي ولكن توجد مرجعية دينية للدولة وهي الكنيسة الانجليكانية التي يتم فيها الكثير من المراسيم الرسمية ومع ذلك لم تفرض الحكومة البريطانية يوماً تعاليم هذه الكنيسة على المواطنين او لم تفرض شروط او قيود على الاديان الاخرى , صحيح كانت هناك بعض الاختلافات مع الكنيسة الكاثولوكية وصحيح انها قدمت مفاهيم مثل ( الحق الالهي للملك ) وغيرها من الافكار الدينية ولكن في الوقت الحاضر تعتبر من افضل العلمانيات الليبرالية تطبيقاً بدليل انها ( بريطانيا ) تعتبر قبلة الباحثين عن الحرية الدينية وغيرها من الحريات .
تتعامل الحكومة البريطانية مع المسلمين حتى المتشددين منهم وتمنحهم حق اللجوء والعيش على ارضها جعلت الكثير منا يشعر بأنها تدعمهم 2, والا ماذا يعني وجود دعاة ارهابيون في لندن صحيح ان السلطلت البريطانية سلمت بعضهم الى اوطانهم الاصلية ولكن هذا لا يمنع من تكاثرهم بشكل جرثومي .
العَلمانية الامريكية :
شخصياً اعتبرها من افضل النماذج العلمانية تطبيقاً فهي ليست متشدداً كالنموذج الفرنسي ولا يمتلك كنيسة للدولة رسمية كالنموذج البريطاني هذا لا يمنع ان يكون الرئيس متدين او يعلن دينه في وسائل الاعلام كما حدث مع الرئيس باراك اوباما الذي حاول جاهداً تقديم نفسه على انه مسيحي وليس مسلم في وقت الانتخابات ليكسب اصوات اضافية .
يقول البعض صحيح ان الدستور الامريكي يؤكد على انها دولة علمانية ومن المستحيل انشاء حكم ديني ولكن الاغلبية هم بروتستانت وكاثوليك بمعنى سوف يقومون بأنتخاب الرئيس الامريكية وفق خلفيها الدينية وعليه ليس هناك اي فرصة لانتخاب رئيس بعيداً عن هذين المذهبين المسيحيين .
في كل مرة نتنصر العلمانية الامريكية على التعصب الديني وهناك احداث كبيرة وقعت بعد الاعتداءات الارهابية الاسلامية في نيويورك سنة 2001م وكان القضاء الامريكي يقف بوجه اي محاولة للنيل من العلمانية الامريكية والتعايش بين المواطنين , من هذه الاحداث على سبيل المثال لا الحصر تظاهرات قام بها متشددين يطالبون بعدم بناء مسجد للمسلمين ولكن المحكمة تصدر حكمها بالسماح للمسلمين ببناء مسجد وحسب القانون كذلك قيام قس بحملة حرق القرآن في مدينة ذات اغلبية مسلمة ولكن المحكمة اصدرت حكماً بعدم استطاعته الدخول الى المدينة .
هنا لابد من طرح بعض الاسئلة :
هل تستطيع الدول العربية بناء علمانيات خاصة بها ؟.
هل يستطيع المواطن العربي ان يتقاسم الوطن مع الاخر بعيداً عن تاثيرات دينه ؟.
هل تستطيع البرلمانات العربية التخلي عن وجود دين رسمي للدولة الذي تستمد منه قوانينها ؟.
العَلمانية ليس كما تقدمها المؤسسة الدينية على انها مجموعة من السلوكيات الشاذة او انها مجموعة من القوانين التي تنشر الفساد والالحاد في المجتمع بدليل وجود الاسلام بكامل تفاصيله في المجتمعات الغربية ولم يمارس الشواذ او الفساد بل بالعكس هناك المدارس الاسلامية والمؤسسات الاسلامية التي يتزايد عددها وحجمها يوماً بعد اخر كذلك الزي الاسلامي حتى الشعائر الدينية موجودة وبقوة ولم تفرض الدولة ( امريكا مواطن امريكي ) لم تفرض شروطها على المسلم او تطالبه بسلوكيات شاذة كما تدعي بعض المؤسسات الدينية .
_____________________________
1-الاماكن العامة هي الاماكن الحكومية وليس الشارع او المسجد او اماكن المواطنين الخاصة .
2-وجود خطاب اسلامي ارهابي في بعض الدول الغربية يدعو للكراهية من خلال وجود الفصائبات ومحطات الراديو



#صادق_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الروح ... الروحانية ... الروحانيات !.
- هل يكون الاسلام المسيحية الثانية ؟!.
- دلائل الاثبات ودلائل النفي في جدل الإيحاد !.
- اشكالية مفهوم ( فصل الدين عن الدولة ) .
- هيباتيا وجيش الرب !.
- سيموت صديقي قريباً
- ( ثلاثة اذلوا كبرياء الانسانية ) !.
- العدو الشخصي للرب !.
- حوار في الإلحاد بين ابن الراوندي وبين سبينوزا
- كتب غيرت الدين الاسلامي .
- ماذا يعني ازدياد اعداد رجال الدين في المجتمع ؟.
- القنصلية العراقية في ديترويت فساد على فساد .
- فقه العروبة وتوريث الهزائم
- في العراق .... القضاء على الشرفاء ام القضاء على الفاسدين !.
- في امريكا يوم العنف ضد المسلمين .
- المرأة العربية من المظلومية الجماعية الى التسلط الفردي .
- الصراع على السلطة الاسلامية في امريكا
- غزوات اموية وليست فتوحات اسلامية .
- حضرة الدكتور ........ ط باللغة العربية .
- نظرية الفيض من افلوطين الى الفارابي .


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - صادق العلي - انا علماني فهل انت علماني ؟!.