أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - موسى فرج - وجدانيات...ح 2:المكتبة المهانه...















المزيد.....

وجدانيات...ح 2:المكتبة المهانه...


موسى فرج

الحوار المتمدن-العدد: 7191 - 2022 / 3 / 15 - 22:34
المحور: المجتمع المدني
    


قبل ثلاثة أيام نشر صديقي الفاضل نضال موسى جعفر هذه الصورة وكتب تحتها الآتي: "تم تقسيم الأموال والعقارات على الورثة ، وبقيت المكتبة في البيت القديم ، لا يهتم بها أحد .. فقام المالك الجديد بالتخلّص منها بإلقائها في الشارع !!رحم الله مالكها الأصلي وهذا قدرها من بعدك..." !
لحظتها عجزت أصابعي عن كتابة أي تعليق واكتفيت بوضع علامة "حزين" تحت المنشور فقد اجتاحني مزيج من الشعور بالغضب والحزن والخيبة والاشمئزاز ...
عدت للمرة الرابعة للمنشور فوجدت أن معظم إن لم يكن كل السادة الذي علقوا عليه انما ينصب أسفهم وتوجعهم على الكتب واهراقها بهذا الشكل باعتبار ان ذلك يشكل هدراً للأموال وكان من الممكن قيام الورثة ببيعها بنصف الثمن لأية مكتبه، وباعتبار إن هذا الفعل يشكل هدراً لثروة معرفية واهانة للفكر والعلم وكان من الممكن التبرع بها الى أية جهة معرفية أو المنظمات والناشطين في مجال "أنا أقرأ..."،وطبعاً مع احترامي لكل التعليقات واصحابها إلا ان اهتمامي كان في وادٍ آخر...
أحد المعلقين كتب يقول: "يعني المرحوم كل هاااي الكتب وطلّع هاااي الخلفة...؟، العتب على المرحوم مو على الاولاد...!". فأزاد طيني بلّه...
بعدها بسويعات خابرت صديقي القاضي المتقاعد ابو أحمد وهو من أفضل قضاة العراق في حقبة ما بعد 2003...ذكرت له موضوع المنشور والمكتبه والهجمة الأخلاقية المرتدة في زماننا ودار الحوار التالي بيننا:
أنا: أبو أحمد آنا موضوع الكتب كقيمه ماليه مليونين ثلاثه مو مشكله وحتى القيمه المعرفيه للكتب مو مهم بالنسبة لي فالسوق حالياً مليان كتب واذا كتب أبوهم متعجبهم المكتبات تغص بالكتب وحتى من خلال التسوق الإلكتروني متوفره واذا هم اصلاً ميهتمون بالمعرفه فهذا شأنهم ولا اعتراض على ذلك، لكن آنا سامع إن بعض الأقوام اعتقدوا انهم وجدوا حافر الحمار الذي كان يركبه السيد المسيح فابتنوا على الحافر كنيسة وباتت مزاراً... ليش هذولا الأبناء ما اعتبروا كتب ومقتنيات ابوهم حافر زمال للأبوّه ويحترموها ما لازم يقدسونها... أشو الأب بعده ينشّغ يلفوه ببطانيه وكَبل للطب العدلي يطلعون شهادة وفاة ما يخلوه ولا ليله وحده لإلقاء النظره الأخيرة عليه تحت شعار: اكرام الميت دفنه...!
وبمجرد ما يرجعون من الدفن يتوجهون لإنجاز شغلتين على وجه السرعه الأولى: التخلص من مقتنياته الما تجيب فلوس بالسوكَ خصوصاً الملابس والمقتنيات الشخصيه لشطب ذكراه وليس لما يدعونه زوراً طلباً للثواب للميت والا لو كانوا صادقين بطلب الثواب لأبيهم حقيقة لتبرعوا بفلوسه، بسيارته ، ببيته... حتى يكون الثواب أكبر وفقاً لقاعدة الثواب على قدر المشقه ليش يروحون لملابسه وصوره...؟
والثانيه: ينتظرون الصبح شوكت يصبّح حتى تلكَيهم يتلبكَون بالمحكمه يسوون القسام الشرعي...! حتى ان أحد اصدقائي يكَول حطيت صورة العباس ووكَفتهم بالسرا وحلفتهم بالعباس ابو راس الحار كون ما يوقعون على بيع البيت بحياتهم أما أبناءهم فبراحتهم يبيعوه يخلوه... وفعلاً حلفوا لكنهم والكلام ما زال لصديقي لا شأن لهم بالقيم الأخلاقية التي تحترم مكانة الأب وتلزمهم بما قطعوه على انفسهم له من وعد وانما يدينون بالمنظومة الدينية وهذه أمر التجاوز عليها سهل فمجرد كفاره بدراهم معدودات يتنصلون مما ألزموا به انفسهم...
أبو احمد: مع ان الصورة مؤلمه لكنها غيض من فيض فقد صادفت بعض الممارسات التي أثناء عملي في المحكمة مما لا يشيب لها الرأس فحسب ولكن يندى لها الجبين...وأضاف: أنت ترى انه لا يمر أسبوع دون قراءة خبر في وسائل الأعلام عن شخص قتل والده أو زوجة قتلت زوجها إن بالسم أو تقطيع أوصاله عدا عن تلك الأفعال التي لا يؤبه بها كثيراً مثل رمي الأم أو الأب للشارع أو احتيال الزوجات على الأزواج وسلب عقاراتهم أو أموالهم...
أنا: ابو احمد أنت سامع طبعاً بقضية صراع الأجيال والتي تعني عدم تقبل الأبناء لأفكار الآباء ودائما يشار الى كلام منسوب للإمام علي وبعضهم ينسبه لسقراط أو افلاطون والذي مفاده "لا تقسروا أولادكم على آدابكم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم"...يابه احنا بوكتنا همين شاكسنا أبهاتنا بس اولاً ابهاتنا كان معظمهم أميين واحنا متعلمين وما نختلف عليه معهم ناجم عن تقدم جيلنا عن جيلهم فكرياً هسا هذولا خيرهم ما قاري كتابين وابهاتهم بعضهم انسكلوبيديا متنقله وابهاتهم يناقشون الماورائيات وهم قدوتهم حميد المهاجر وعلي الشيباني فأين هي الأفضلية الفكريه التي يبزون بها آباءهم...؟
ثانياً: وتأسيساً على ذلك فإن قضية صراع الأجيال بالعراق بالذات وفي زماننا هذا بالذات باتت مجرد خرافه ...؟ لأنه حاشى للإمام علي أن يقول بخروج الأبناء على الثوابت الأخلاقية من الصدق والأمانة والبر والشرف والاستقامة لمجرد ان آباءهم يتمسكون بها وانهم خلقوا لزمان غير زمان آباءهم إنما قصد بقوله تلك المستجدات السلوكية الفرعية والهامشية فأنا لا اعترض على قصة شعر أبني مع أني امتعض منها ولا على بنطرونه اذا كان چارلس أو بوري وحتى لو كان برمودا ومال يدخن لو يشرب بيره أمور تخصه...شكل علاقته برب العالمين مو اختصاصي متبنياته الفكرية والسلوكية بشرط ان لا تشكل عدواناً على الآخرين ما عندي عليها أي اعتراض ...
بس آنا اعترض عليه اذا كان ينطبق عليه مفهوم "الإنسان النصف" الذي جاء به المفكر الجزائري الراحل مالك بن نبي والانسان النصف هو: ” الإنسان الشديد الإلحاح بطلب حقوقه ولكنه لا يقوم بالحد الأدنى من واجباته ولا يتحلى بالمتاح من الثقافة المتوفرة بين يديه... ! يذهب للمدرسة ليمضي الساعات فقط وهمه الأكبر الحصول على تلخيص أستاذه أو المادة المطلوبة للامتحان دون أن يكون هدفه التعلم! يذهب للعمل ويقضي ساعاته بأي طريقة المهم بالنهاية أن ينقضي الوقت و يعود لحياته ويحصل على معاشه! لا يدرس كطالب ولا يعمل كموظف و لا يبدع في معمل و لا يبتكر في متجر ولا ينجز في مشروع! هو باستمرار إنسان النصف .. يطالب بحقوقه ولا يقوم بواجباته. “.
وأضيف أنا الى أبن نبي الآتي:
"الانسان النصف" يريد منك تزوجه وتزوجه والبيت ينترس جهال ويتحمل الأب معيشة المحروس وجهاله وأمهم بطيبة خاطر لكن المحروس من يطلع من الباب ويشوف قنينة غاز مليانه بالباب ميدخلها ينتظر من الأب أو الأم أو الزوجه القيام بذلك...!
"الانسان النصف" توكَف وياه بكل شرف وترعاه صغيراً وصبياً وشاباً وتمده بأسباب النهوض كبيراً دون ان تنتظر منه أن ينفق عليك ولا تسأله عن ذلك أجرا انما المودة بالقربى فقط وهذه تعني احترامك في قوتك والقيام بواجبات البنوة في مرضك ينقلك للطبيب مثلاً أو يجلب لك الدواء من الصيدلية بفلوسك...لكن الانسان النصف يواجه هذا العطاء بركلك بقدميه القذرتين ويهاجر للنرويج أو الدنمارك لمجرد نزوه ودون ان تكون لفعله مبررات ملجئه مثلما كنا نعانيه قبل 2003 من قهر السلطه أو تكرار الاستدعاء للعسكريه وحتى دون أن يهيئ اسباب النجاح في هجرته فالذي كان يستنكف من ادخال قنينة الغاز في بيت ابيه تجده ينظف مداخن المنازل في الغربه ...أنا لا اتكلم عن الناجحين الذين يوظفون ما يجدونه متوفراً من بيئة في بلاد الغربه فيصنعون من أنفسهم شيئاً...
هذا الانسان النصف قد يفشل ولا يتحمل متطلبات الغربة فيعود اليك وهو الذي هجرك ليطالب بكل شيء لكن دون أن يقدم شيء وهنا أيضاً لا أقصد الجانب المالي انما فقط موجبات البنوه من احترام وما في حكمه...كلاهما العائد فاشلاً والباقي ينظف مداخن المنازل في الغربة ينتظران بنفاذ صبر رحيلك حتى يسوون شغلتين: يتلبكَون ثاني يوم بالمحكمه يسوون قسام شرعي لما يمكن مقايضته بالفلوس مما ابقيته لهم والتخلص بأسرع وقت مما خلفته من ملابس وصور ومقتنيات لا تجلب كمية كافية من الفلوس لكن كل واحدة منها أثمن ألف مره من حافر حمار المسيح...
ولو قيض لك العودة من وادي السلام ولو ساعة نزول كتلك التي يمنحونها في الجيش لوجدت مكتبتك مهانة مثل تلك التي في الصوره التي نشرها صديقي نضال موسى جعفر وكتبك ومقتنياتك وكل ما كنت تعتز به تعبث بها البزازين في كومة النفايات...أفإن واجهت الهجمة الأخلاقية المرتدة بما يليق برجولتك تلام على ذلك وتعنفُ...؟؟؟
انا لن اسمح بذلك البته.....
أما عن هذا اللي معلق على الصوره بقوله: "يعني المرحوم كل هاااي الكتب وطلّع هاااي الخلفة...؟، العتب على المرحوم مو على الاولاد...!". فـ خل يحصل بعد الموت على نزول لساعه ويشوف فانيلته بيا مزبله صارت....



#موسى_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجدانيات...
- زعل معدان...
- قرار المحكمة الإتحاديه وعبرة أم الدشيش...
- كل الانسداد مكروه إلا الانسداد السياسي في العراق فهو حالة صح ...
- الانسداد العراقي...
- ما تطير زنبرانه الا من النجف...
- كَوّام الخضر وكَوّام العراق...
- شيوخ العشائر بين الأمس واليوم...
- الله يذكرك بالخير يا كاكا شوان...
- محاولة اغتيال الكاظمي ..الشيء بالشيء يذكر...
- لا حول ولا قوة الا بالله...
- كيف تكون اسعيّد عراقي بخمسة أيام/ 2...
- كيف تكون اسعيّد عراقي بخمسة أيام...
- إما اللقاح أو المخيط والرفسات فاختاروا ما يناسبكم...
- انعكاسات انسحاب السيد مقتدى الصدر من الانتخابات...
- تقييم الحقبة الملكية في العراق بالاستناد الى معلقات كبار الش ...
- بهاء الدين نوري... صديقي الذي ترسمل ولم يتخلى عن وطنيته...‏
- تجري الرياح بما لا تشتهي السفن...‏
- أخيراً...الحلم العربي بالصلاة في الأقصى يتحقق...‏ ولكن عبر م ...
- مئالات الخراب في لبنان والعراق هي ذاتها وهي قادمة ولا ريب... ...


المزيد.....




- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - موسى فرج - وجدانيات...ح 2:المكتبة المهانه...