أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوفل شاكر - توغل الدبابات وتغوُّل العقوبات والقطب الثالث














المزيد.....

توغل الدبابات وتغوُّل العقوبات والقطب الثالث


نوفل شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 7190 - 2022 / 3 / 14 - 00:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ملأت الأزمة الأوكرانية الدنيا، وشاغلت الناس بتحليل تداعياتها الخطيرة على النظام العالمي الذي تمت عملية ترصين قواعده منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، والذي يتعرض اليوم لتصدعٍ كبير، بعد أن تململ الدب الروسي، ونزل من قمم جبال الأورال، ليمد مخالبه نحو حدود غابته القديمة، التي هجرها منذ أكثر من ثلاثة عقود.

وكلما تقدمت الدبابات الروسية، وتوغلت في العمق الأوكراني؛ كلما تفاقمت العقوبات الغربية المفروضة على روسيا وتغولت، والسؤال الذي سيبقى مطروحاً على قارعة طرق العواصم الغربية هو: هل ستستطيع موسكو التحمل؟؟

يقول باحثٌ أميركي مقرب من وزير الخارجية الأميركي " أنتوني بلينكن"، أنّ أمام العالم الغربي " الديمقراطي" ولا سيما الأوربي خياران: الأول، هو الاعتراف بالهزيمة أمام تخطيط بوتين التوسعي، والسذاجة في التعاطي السياسي معه، عندها يجب أن يعض على الجراح، ويتعامل مع روسيا كقوةٍ عالمية كبرى على قدم المساواة مع الصين والولايات المتحدة. وهناك خيار الدخول في حربٍ باردةٍ، تستنفد روسيا في صراعٍ طويل وغيرها، وهو ما ألمح إليه نائب رئيس الوزراء و وزير العدل البريطاني " دومنيك راب" في مقابلة له مع قناة ال " بي بي سي" يوم الأحد الماضي، عندما قال: " إنّ حرب أوكرانيا يمكن أن تمتد لعشر سنوات وستكون مكلفة للجميع".

ويبدو بأنّ الخيار الثاني هو الذي يتم اللجوء إليه الآن من خلال شحن أوكرانيا بالأسلحة الغربية التقليدية والبايولوجية، والمضي قدماً في فرض حزمة من العقوبات الغربية بهدف إنهاك الاقتصاد الروسي الذي بناه بوتين على أنقاض الانهيار السوڤياتي المدوي في بداية التسعينيات من القرن الماضي.

وإذا كان الاتحاد السوڤياتي قد صدّر الآيديولوجية فيما مضى؛ فإنّ روسيا البوتينية تقوم اليوم بتصدير الطاقة والقمح والمعادن الثمينة، وهذا ما يجعل العقوبات الغربية يسري عليها المثل العربي " يداكَ أوكتا وفوكَ نفَخ"، ومهما تبجحت الدول الغربية بعقوباتها على روسيا؛ فإن مصالحها هي من يكون لها القول الفصل، وليس مشاعرها.

إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية تمتلك ترف التعويض عن مصادر الطاقة الروسية ببدائل فنزويلية، أو جزائرية، أو حتى إيرانية؛ فإن الدول الأوربية لاتتمتع بهذا الترف في الوقت الراهن، وهذا ما عبرت عنه بصريح العبارة السفيرة الألمانية لدى واشنطن في حديثٍ لقناة " سي إن إن" قبل أيام بقولها: " سنتمكن من العيش دون الوقود الروسي ولكن ذلك لن يحدث اليوم أو غداً" وحتى يأتي اليوم الذي ستتمكن فيه السفيرة الألمانية من العيش بدون الوقود الروسي، ستكون أوكرانيا كلها قد سقطت، ومعها أوربا الشرقية بدول بلطيقها!

لم يقرأ الغرب جيداً ما أقدم عليه بوتين في جورجيا وشبه جزيرة القرم وكازخستان، لم يحسبوا أن ما يمدهم به من طاقة وقمحٍ ومعادن، إنما هو في حقيقة الأمر سلاحٌ سيشهره بوجوههم في المستقبل! وهذا ما جعل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تصرّح علناً في 17 شباط الماضي؛ بأنها لا تفهم حقاً ماذا يدور في رأس بوتين، ذلك بعدما سحبت عام 2017 عميلاً لها، سبق وأن دسّته في الحلقة الداخلية المقربة المحيطة بالرئيس الروسي ڤلاديمير پوتين.

وبينما تعكف الولايات المتحدة على توسيع رقعة عقوباتها على روسيا؛ تطوي دبابات الأخيرة الأرض في زحفها نحو كييڤ، أما فاتورة الحرب، فعلى مايبدو سيتكفل فارضو العقوبات بتسديدها! ففي الوقت الذي بدأ العالم فيه بلملمة جراحات " كورونا" ومعالجة تداعياتها الاقتصادية؛ نشبت الحرب الأوكرانية التي ستشكل منعطفاً تاريخياً مهماً، وتوقعات مراكز الأبحاث تطرح معدلات مرتفعة من التضخم بوتيرة متسارعة، تزامناً مع هذه الحرب؛ ليصل التضخم إلى انحسار اقتصادي كبير، وازدياد في البطالة وفقدان الأمن الاجتماعي.

وسيكتشف العالم فجأة أهمية أوكرانيا، هذه الدولة المهيضة، والتي تنتج ربع احتياجات الكوكب من القمح وزيت الذرة وزيت دوار الشمس، والتي تربض على أرضها أربع مفاعلاتٍ نووية، وتخفي تربتها السوداء كنوزاً من المعادن الثمينة كالفحم الحجري والليثيوم والكريبتون والبلاتينيوم، أوكرانيا التي تقع فيها مدينة مهمة وخطيرة كمدينة أوديسا، والتي فضلاً عن موقعها الجيوسياسي المشرف على البحر الأسود؛ فإنها تضطلع بدور مهم في التكنولوجيا العالمية؛ فهذه المدينة مسؤولة عن تغطية 70‎%‎ من الصادرات العالمية من غاز النيون، هذا الغاز المهم في تشغيل أجهزة الليزر، التي تقوم بتصنيع رقائق الأجهزة الألكترونية، وهذه كارثة ألكترونية؛ فبدون تصنيع هذه الرقائق لا يمكن لأي جهازٍ ألكتروني في العالم أن يعمل، وبدون غاز النيون لا يمكن لأي جهاز ليزري أن يقوم بتصنيع هذه الرقائق الخطيرة، وبسيطرة روسيا على هذه المدينة، فإنها ستتحكم في سوق التكنولوجيا في العالم، ويكفي بأن نعلم بأن الولايات المتحدة الاميركية لوحدها تستورد 90‎%‎ من احتياجاتها من النيون من هذه المدينة الأوكرانية.

ستنجلي غبرة المعركة في أوكرانيا، وستنجلي معها أيضاً عودة روسيا إلى المجتمع الدولي، ولكن ليست عودة الإبن الضال، بل عودة القطب الثالث الذي كان يزمجر يوماً ما في قاعات مجلس الأمن الدولي أيام خروتشوف، ويهوي بفردة حذائه على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة.



#نوفل_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدب الروسي والقفص الأوكراني
- العاصفة الروسية تتجه غرباً
- الزرقاوي، شيخ الذباحين، ومفجر الحرب الطائفية
- تيار السلفية الجهادية
- ملابسات مصرع ثورة
- عندما تهزم أميركا نفسها بذات نفسها!
- مطار كابل ورحلة الألف ميل
- حدث ذات مرةٍ في الشرق
- عن بغداد التي - لم تسقط- وأشياء أخرى
- مفارقة التقدم
- إحتقار المرأة في تأريخ الفلسفة ( من سقراط إلى نيتشه)
- خلجات (نص شعري)
- من المادية إلى الميتافيزيقا
- عندما تغدو الشتيمة الجنسية، معياراً للوطنية!
- لانريد وطن- بقيادات دموبة بعثية
- تشرين من الغضب إلى اللطم
- كلمة الملك سلمان، رقصة موت أفريقية.
- حائكُ السجادة الفارسية، يسخرُ من رجل المارلبورو.
- ديمقراطية على طريقة الويسترن الأمريكي
- نوستالجيا وطنية!


المزيد.....




- رحلة -ملك العملات المشفرة-، من -الملياردير الأسطورة- إلى مئة ...
- قتلى في هجوم إسرائيلي على حلب
- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوفل شاكر - توغل الدبابات وتغوُّل العقوبات والقطب الثالث