أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوفل شاكر - عندما تهزم أميركا نفسها بذات نفسها!














المزيد.....

عندما تهزم أميركا نفسها بذات نفسها!


نوفل شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 7002 - 2021 / 8 / 28 - 11:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عميقٌ هو المستنقع الأفغاني، الذي وضعت الولايات الأميركية نفسها فيه؛ هجومٌ انتحاري ل " داعش" في إحدى بوابات مطار كابل، يسقط فيه خمسة عشر جندياً من مشاة البحرية الأميركية ( المارينز) ويجرح فيه عدد مماثل منهم.

تراجيكوميديا أميركا لا تنتهي فصولها على مدارج مطار كابل، بل تمتد خشبة مسرحها لتقطع 9000 كم لتعبر إلى ذلك الجانب من العالم، فهناك في واشنطن تراجيكوميديا أيضاً، قالت فيها متحدثة البيت الأبيض: بأنّ الرئيس جو بايدن، والجيش الأميركي " لديهما التفويض وكل الصلاحيات لشن هجوم على تنظيم داعش - خراسان في أفغانستان".

ماذا تستنتج لو وضعت هذا التصريح، أزاء تصريحٍ سابق لسيد البيت الأبيض، يبرر فيه الانسحاب من أفغانستان بقوله: " إنّ الإنسحاب الأميركي مبرّر، لأنّ القوات الأميركية قد تأكدت من أنّ أفغانستان لن تصبح قاعدةً للجهاديين الأجانب للتآمر على الغرب مرةً أخرى"؟؟!

الكذب هو سلاح المعركة الأميركية، ولعلّ هذا ما حدى بهنري كيسنجر " شيخ الدبلوماسية والسياسة الخارجية الأميركية"، أنْ يكتب مقالاً في مجلة " ذا إيكونوميست" يعربُ فيه عن خيبة أمله، أزاء ما جرى في أفغانستان، واصفاً ذلك ب " النكسة الذاتية التي لا تعوض"! واضحٌ جداً، بأنّ ما يعنيه " ثعلب السياسة الأميركية" بالنكسة الذاتية هو الهزيمة الأخلاقية.

كثيراً ما ثرثر الرؤساء الأميركيون في خطاباتهم - على امتداد تاريخ الهيمنة الأميركية على العالم؛ بعبارات رنّانة، عبارات منتفخة ب " القيم الأميركية"، و " المناداة نشر الديمقراطية في العالم"، هذه الجمل تفقد بلاغتها، وتتفكك جملها، وتصاب بالوهن، والخرس أمام جملة بايدن الدرامية: " لم نذهب إلى أفغانستان؛ لبناء دولةٍ هناك"!

جملة واحدة فقط، أسقطت " ورقة التوت" لتظهر سوأة أميركا أمام العالم، جملة تختصر وتكثّف العقلية الأميركية، بل والغربية أيضاً، جملة جعلت مفكراً مثيراً للجدل، نادى ذات يومٍ بسيادة " القرن الأميركي" بعدما أعلن عن " نهاية التاريخ، مفكر من طراز فرانسيس فوكوياما، يعيد حساباته من جديد، ليقول بأنه لم يكن التاريخ هو الذي انتهى، بل عصر التفوق والهيمنة الأميركية!

عندما احتلّ الأميركيون أفغانستان، قالوا بأنهم يريدون القضاء على " الإرهاب"، و أنهم _ كذلك_ يريدون بناء دولةٍ هناك… وتمضي السنون، وبعد عقدين من الزمان، يتمدد الإرهاب إلى أكثر من عشرين دولةٍ في العالم، و إذا بالأميركان يجلسون مع قادته وجهاً لوجه، ويتفاوضون معهم، بل يطالبونهم ب" الضمانات" لتأمين الانسحاب من أفغانستان! أما على صعيد " بناء الدولة" فتترجمه جملة بايدن السابقة!

يقول الكاتب الأميركي " جوزوف جوف" في كتابه " أسطورة الانهيار الأميركي" بأنّ أميركا هي وحدها القادرة على هزيمة نفسها، عندما تقرّر بنفسها الإنسحاب من العالم، و تسيطر عليها روحٌ انهزامية.


إنّ ما جرى في أفغانستان؛ هو بداية سيطرة ال" الروح الإنهزامية" على القرار الأميركي، و إنّ ما يجري الآن في الداخل الأميركي من استقطابات، و مناكفات، يزيد من تداعي كيان الهيبة الأميركي.
ماذا ستفعل واشنطن في حال قرّرت موسكو احتلال أوكرانيا مثلاً؟ كيف سيواجه " سيد البيت الأبيض" تحدي إيران التي أعلنت اليوم، بأنها ستمضي قُدماً ببرنامجها النووي، غير مكترثة بالمجتمع الدولي؟ كيف يردُّ الرئيس الأميركي، على الحراك الصيني الذي يجري الآن في بحر الصين الجنوبي؟ يبدو بأنه سيكتفي بإرسال نائبته في جولة جنوب شرق آسيوية؛ ل " تطمين" الحلفاء، و تحذيرهم _ في الوقت نفسه _ من أنّ ما تفعله الصين " يقوِّض النظام العالمي".



#نوفل_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطار كابل ورحلة الألف ميل
- حدث ذات مرةٍ في الشرق
- عن بغداد التي - لم تسقط- وأشياء أخرى
- مفارقة التقدم
- إحتقار المرأة في تأريخ الفلسفة ( من سقراط إلى نيتشه)
- خلجات (نص شعري)
- من المادية إلى الميتافيزيقا
- عندما تغدو الشتيمة الجنسية، معياراً للوطنية!
- لانريد وطن- بقيادات دموبة بعثية
- تشرين من الغضب إلى اللطم
- كلمة الملك سلمان، رقصة موت أفريقية.
- حائكُ السجادة الفارسية، يسخرُ من رجل المارلبورو.
- ديمقراطية على طريقة الويسترن الأمريكي
- نوستالجيا وطنية!
- الويل لثقافةٍ تقودها شخصياتٌ بوفارية
- لن ننسى... كيلا يتناسل الشر!
- القرن الأميركي لن يكون أميركياً


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوفل شاكر - عندما تهزم أميركا نفسها بذات نفسها!