أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - نوفل شاكر - لانريد وطن- بقيادات دموبة بعثية














المزيد.....

لانريد وطن- بقيادات دموبة بعثية


نوفل شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 6706 - 2020 / 10 / 17 - 02:47
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أرسل لي أحد الأصدقاء، مقطعاً فيديوياً، يتضمن مقابلة مع السيد أحمد الأبيض، الناطق الرسمي لما يسمى ب "ثورة تشرين". يقول فيه: " قد يكون بعثيون في المظاهرات... بعثي لكن عنده وطنية. نحن لا نستطيع نزع صفة الوطنية عنهم... قد يكون من كفاءات البعث: على مستوى ضباط الأمن.. المخابرات... قادة الجيش كذا موجودين يتفاعلوا مع هذا الحراك الشعبي. ماكو إشكال! وأحياناً تجدهم قيادات! تدير الشأن بشكلٍ كبير! لأنهم رجال دولة يعرفون شلون يديرون الشأن!!"
إنتهى كلام الأبيض.

مذهلٌ، شأن الناشطين التشارنة. بالأمس كانوا يقولون بأن "ثورتهم وطنية خالصة"، بعيدة عن الميول والإتجاهات، وغير مرتبطة بأي أجندات سياسية، وهي مستقلة من كل شيء إلا العراق! وهم ينزعجون جداً، عندما يصفهم خصومهم بالبعثيين، ويقولون بإن ذلك هو تسقيط سياسي، تمارسه أحزاب الإسلام السياسي ضدهم. اليوم يظهر المتحدث باسم ثورتهم ليقول لنا: بأنّ "كفاءات حزب البعث من ضباط الأمن والمخابرات هم من يقودون الثورة" مبرراً ذلك: لخبرتهم الكبيرة في إدارة الشأن! يا سلام على المعايير الوطنية التشرينية!

أغلب الأدباء والمثقفين العالميين، الذين كانت لهم تجربة مأساوية مع الشموليات، التي قهرت شعوبها والعالم، مثل: النازية والستالينية؛ لجأوا عند صحوة ضميرهم إلى العزلة، والعيش في تأنيبٍ حادٍ يأكل من أرواحهم، حيث الندم والتمرغ في شقائه. بل أدت صحوة الضمير الأخلاقي، لدى كاتب كبير حائز على نوبل، كالأديب الألماني الشهير (غونتر غراس)؛ إلى تأليف كتاب سيرة ذاتية في نهاية حياته بعنوان ( تقشير البصلة)، تضمّن هجاءً للنازية، ونقداً ذاتياً وصل إلى مرحلة جلد الذات وتعنيفها، لكون غراس قد انتمى في مرحلة مبكرة من حياته إلى الحركة النازية.

موقف غراس الآنف، هو موقف أغلب المثقفين الأحرار في أي بقعة من بقاع العالم. فقط المثقف العراقي المتلوث بتمجيد الدكتاتورية، هو من يمثل استثناءً أخلاقياً شاذاً عن هذه القاعدة. ولا زال من كتب، وغنى، ومجّد بصدام... للآن يتفاخر بصلف وغرور ب"منجزه" التطبيلي، ولم يقدم أياً منهم اعتذاراً للشعب العراقي لتاريخ كتابة هذه السطور.

قوانين الفيزياء السياسية تقول: بإنّ لكل فعلٍ سياسي، رد فعل سياسي آخر، يعادله في القوة، ويعاكسه في الإتجاه، مثلاً: أنت لا تستطيع فهم سبب صعود الإسلاميين الشيعة إلى الحكم، بدون معرفة حقبة القمع الصدامي لهم في فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن المنصرم. صحيح أن صداماً "كان عادلاً في توزيع ظلمه"، ولكن الإسلاميين تمكنوا من توظيف هذا الظلم، ليغدو "سردية ثقافية كبرى" بعنوان "المظلومية"، استطاعوا من خلالها الاستحواذ على تعاطف جماهيري، حقق لهم رصيداً انتخابياً بعد 2003

تمعّن في كلام الأبيض، ماذا تجد؟ هناك "ثورة" وهناك "كفاءات بعثية" تقود هذه الثورة... وما بينهما فراغ! كيف أصبح حزب دكتاتوري قمعي حكم العراق 35 سنة وسلمه للإحتلال، بخزينة خاوية، وديون تقدر ب600 مليار دولار، وعقوبات دولية، وشعب محطم، أنهكته الحروب، وضحايا بمئات الآلاف، ومقابر جماعية، وحلبچة، وأنفال، وسجناء بالآلاف، و و و... الخ؛ كيف أصبح هذا الحزب وطنياً؟! وكيف أصبح ضباط الأمن والمخابرات (وهي من الأجهزة البوليسية القمعية التي تماثل الغستابو في إجرامها) كفاءات، ويشرفون على قيادة ثورة تدعو إلى حقوق الإنسان العراقي؟! كيف يدعو إلى الحرية والديمقراطية والعدالة والعيش الكريم، إنسان يحمل عقيدة دكتاتورية، لا تؤمن بالآخر كأيديولوجية البعث؟! وماهي معايير الوطنية والكفاءة لدى السيد أحمد الأبيض؟
لا نعرف!

ظاهرة القفز على التأريخ والحقائق ، هي ظاهرة علمانية عراقية بامتياز. ظاهرة الانسحاب من الضمير الأخلاقي، و التنكر لآلام ومآسي العراقيين، بكل صلافة، هي رياضة علمانية عراقية بامتياز. ليس مهماً أن يكون حزب البعث هو السبب في جزء كبير من الدمار الذي نعيشه الآن. المهم هو القضاء على " المشروع الإسلامي" مع تحفظي الكبير على هذا المصطلح، ومع رفضي الكبير للممارسات الخاطئة،التي قام بها الإسلاميون في تجربتهم بالحكم.

ظاهرة إرتداد الذات من مساحة الضمير الأخلاقي، هي عاهة مستديمة في الخطاب التشريني. ظاهرة القفز على حواجز الفعل التأريخي، وتخطي الكوارث التي حلت بهذا الشعب، بذرائع وطنية انتهازية، هي مرضٌ مزمن في الخطاب " الوطني" العلماني.

منطق ال"براءة" الوطنية، هو منطق الناشط المدني التشريني. التشريني إنسان بريء، يجلس على قارعة الطريق، غير مرتبط بأجندات خارجية، "يريد وطن"، يأتي رجل الأمن فيضربه بدخانية تهشم جمجمته، هكذا بدون سبب، ربما السبب لأن التشريني وطني عراقي، ورجل الأمن "ذيل إيراني" يحمل أحقاداً فارسية، يعبد النار، ويريد نشر المجوسية في العراق.

التشريني يعيش في براءته التأريخية، يحلو له أن يتغذى على قصص " الحقد المجوسي الفارسي" و " البوابة الشرقية للأمة العربية"، قصة " كسرى الطامع في عرش النعمان بن المنذر" تدغدغ مشاعره القومية، وبالمناسبة؛ فإن المؤرخين يقولون بإن للنعمان هذا يومان: يوم نعيم من لقيه في أكرم وفادته، ويوم بؤسٍ من لقيه فيه قتله!!
لو كان النعمان يعيش في عصرنا الراهن، لتم وضعه في مصحة نفسية، ولتم تصنيفه كمجرم سايكوباثي خطير.

مازال الوطني العراقي، يعتقد أنّه لا يوجد هناك أسوأ من إيران، و من الإسلاميين الشيعة. هذا الغبش الفكري هو سبب كل ما يجري من مهازل في العراق. رجاءً قولوا له: أن هناك ما هو أسوأ منهم، أن هناك "الحضن العربي" الذي أرسل لنا آلاف الإنتحارين، والسيارات المفخخة... أن هناك داعش التي ذبحت 3 الاف طالب عراقي في يوم واحد، أن هناك حزب البعث الدموي، الذي حكم العراق لثلاث عقود ونصف، أهلك فيها الحرث والنسل، ودمر البلاد والعباد.وأن أسوأ من هؤلاء جميعاً، هي أميركا التي كانت السبب في كل هذه المأساة.



#نوفل_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشرين من الغضب إلى اللطم
- كلمة الملك سلمان، رقصة موت أفريقية.
- حائكُ السجادة الفارسية، يسخرُ من رجل المارلبورو.
- ديمقراطية على طريقة الويسترن الأمريكي
- نوستالجيا وطنية!
- الويل لثقافةٍ تقودها شخصياتٌ بوفارية
- لن ننسى... كيلا يتناسل الشر!
- القرن الأميركي لن يكون أميركياً


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - نوفل شاكر - لانريد وطن- بقيادات دموبة بعثية