أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - إبراهيم ابراش - موقع العرب في جيوبولتيك الصراع الدولي















المزيد.....

موقع العرب في جيوبولتيك الصراع الدولي


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 7189 - 2022 / 3 / 13 - 20:47
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


نظم القانون الدولي العام وميثاق الأمم المتحدة مسألة حياد الدول وقت الحرب، والحياد موقف سيادي تتخذه دولة تمتنع بمقتضاه عن المشاركة في حرب دائرة بين دولتين أو أكثر كما تمتنع عن اتخاذ موقف مناصر لأحد طرفي الصراع، ولكن الذي يحدث أن الدول الصغيرة تجد نفسها مُقحمة في الحرب دون إرادتها، خصوصاً إن كانت خاضعة للاستعمار من إحدى الدول المتحاربة أو بينها وبين الدول المتحاربة اتفاقات أمنية أو فيها قواعد عسكرية لإحدى الدول المتحاربة، وقد رأينا كيف تورط العرب في الحربين العالميتين دون إرادتهم ودفعوا ثمن ذلك.
فمع اندلاع الحرب بين روسيا والغرب على جبهة أوكرانيا وجدت دول وكيانات سياسية عديدة نفسها في موقف حرج ومترددة ما بين الانحياز لهذا الطرف أو ذاك، وإن كانت التحالفات زمن الحرب الباردة تقوم على الأيديولوجيا فإن العلاقات والتحالفات الدولية اليوم تقوم على المصالح، والمصالح في زمن العولمة وما بعد نهاية الحرب الباردة متداخلة على كافة المجالات.
الغرب تمكن من تشكيل تحالف دولي يضم النيتو ودول أخرى في مواجهة روسيا التي ما زالت وحدها تقريبا في المواجهة المباشرة مع تأييد عن بعد لدول صديقة كالصين وفنزويلا وسوريا وكوريا الشمالية وبعض دول الجمهورية الإسلامية الجارة لروسيا والتحالف ليس فقط عسكري بل واقتصادي ومالي يتمثل في العقوبات المفروضة على روسيا، أما غالبية الدول العربية فما زالت حذرة وتبدو محايدة من ناحية ظاهرية وتنتظر تطورات الحرب لاتخاذ موقف منها، إن كانت مضطرة إلى ذلك.
ظهر هذا الحذر في عدم تصويت الإمارات لصالح الغرب في الأمم المتحدة وموقف السعودية المتردد في الاستجابة لمطالب واشنطن بتعويض النقص في الغاز والنفط الذي قد ينتج عن توقف الإمداد الروسي، وموقف البلدين يحتاج لقراءة متأنية دون تَسرُع في إصدار الأحكام، أما سوريا فقد أعلنت انحيازها لروسيا ويمكن تفهم هذا الموقف ارتباطاً بالدور الغربي في الحرب الدائرة في سوريا والدعم العسكري والاقتصادي الذي تقدمه روسيا لها .
الحياد موقف مطلوب لأن التجارب السابقة مع الحروب العالمية أو المواجهات بين القوى العظمى كانت مؤلمة على العرب، وكان هؤلاء يدفعون الثمن حتى دون أن يشاركوا فعلياً ورسمياً في الحرب كما جرى في الحرب العالمية الأولى حيث تم توقيع اتفاق سايكس- بيكو 1916 بين فرنسا وبريطانيا وتقسيم بلاد الشام بينهما وأيضاً كان وعد بلفور 1917، وكان قيام دولة الكيان الصهيوني إحدى نتائج الحرب الثانية، حتى في زمن الحرب الباردة تحولت بلاد عربية لساحة صراع أيديولوجي وسباق بين المعسكرين على استقطاب هذه الدول وإقامة قواعد عسكرية فيها.
مع أنه من الصعب الجزم بما ستؤول إليه الحرب العسكرية المباشرة الدائرة في أوكرانيا إلا أننا نعتقد أنها ستتحول لحرب استنزاف لروسيا على الجبهة الأوكرانية وفي الداخل الروسي، وحرب عالمية اقتصادية وسياسية وإعلامية وسيرانية وتكنولوجية ستطول لسنوات وتؤسس لنظام دولي جديد. في حالة تطور الأمر لحرب عالمية وحتى في ظل بقاء الصراع في حدوده الحالية لفترة طويلة سيحتاج كل من الغرب وروسيا لحشد حلفائه وتوظيف قواعده العسكرية في الخارج وتفعيل الاتفاقيات الأمنية الاستراتيجية الموقَعة مع هؤلاء الأصدقاء.
وفي هذا السياق تأتي الأهمية الاستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط وخصوصاً المنطقة العربية التي هي بمثابة قلب العالم من منظور الجيوبولتيك وبها من الثروات الطبيعية وخصوصاً الغاز والنفط ما يجعل الدول الكبرى المتصارِعة الآن تفكر بتوظيف ما لها من علاقات وتحالفات في المنطقة في مواجهة خصمها، وإن كان لإسرائيل وتركيا وإيران مواقف ومصالح خاصة بها ومواقفها قد تتبلور أكثر مع قادم الأيام، فإن للعرب خصوصية تتطلب منهم بلورة موقف موَحد قدر الإمكان من الحرب و خصوصاً أن في كثير من الدول العربية قواعد عسكرية أمريكية و روسية وفي المنطقة العربية ممرات مائية استراتيجية وهي مهمة أيضا لطرفي الحرب في سياق الحرب الاقتصادية والمالية ورغبة الغرب في تفعيل العقوبات على روسيا، بالإضافة إلى اعتماد العرب شبه الكلي على شحنات القمح التي تأتي من الدول المتحاربة وخصوصاً روسيا وأوكرانيا.
في اعتقادنا أن الشرق الأوسط سيكون ساحة حرب رئيسة في حالة توسع الحرب الأوكرانية وتحولها إلى حرب عالمية وفي هذه الحالة ستلجأ الدول المتصارعة لتوظيف قواعدها العسكرية المنتشرة في كثير من الدول العربية، أيضاً محاولة السيطرة أو التأثير على حركة الممرات المائية في المنطقة، وقد تنزلق الدول العربية إلى الحرب في حالة مشاركة دول الجوار – إيران وتركيا وإسرائيل- .في الحرب ولهذه الدول الثلاثة ملفات وخلافات عالقة مع دول عربية بل ولها تواجد عسكري وأمني في أكثر من بلد عربي.
تكمن الأهمية الجيوبوليتيكية للمنطقة العربية في وجود القواعد العسكرية الأجنبية وفي الممرات المائية الدولية.
بالنسبة للقواعد العسكرية المُعترف بها رسمياً المتواجدة في الدول العربية أهمها:
1- قطر: قاعدة العيديد الأمريكية، بالإضافة إلى قاعدة تركية
2- الإمارات العربية المتحدة: قواعد أمريكية، قاعدة فرنسية ،قاعدة أسترالية
3- الكويت: قواعد أمريكية، قاعدة بريطانية
4- العربية السعودية: قواعد أمريكية
5- البحرين: قواعد أمريكية ،قاعدة بريطانية
6- العراق: قاعدة عين الأسد الأمريكية
7- سلطنة عمان: قواعد أمريكية
8- جيبوتي: قاعدة صينية، أمريكية، فرنسية، إيطالية، يابانية
9- سوريا: قواعد روسية، قاعدة أمريكية، قاعدة بريطانية
10- ليبيا: قاعدة تركية
11- الأردن: هناك تواجد أمريكي ينسق مع الجيش الأردني في محاربة داعش
هذا بالإضافة إلى معلومات غير مؤكدة عن وجود قاعدة أمريكية في المغرب، ووجود قواعد عسكرية لتركيا والإمارات في ليبيا واليمن، واتفاقات أمنية ذات طبيعة عسكرية استراتيجية بين إسرائيل والإمارات والمغرب والبحرين، دون أن ننسى أكبر قاعدة أمريكية في العالم العربي وهي إسرائيل.
بالإضافة إلى القواعد العسكرية فإن المنطقة العربية تُشرف أو تتحكم بعدة مضائق مائية لها أهمية عسكرية وتجارية وقت الحرب وهي :
1- مضيق باب المندب
2- مضيق هرمز
3- مضيق جبل طارق
4- مضيق تيران
5- قناة السويس
من المعروف والمؤكد أن الدول الكبرى عندما تُقيم قواعد عسكرية لها في مناطق استراتيجية ليس من أجل الوجاهة السياسية والعسكرية أو لحماية أنظمة الدول المضيفة بل كقواعد عسكرية يتم استعمالها في أي حرب مستقبلية، والدول المستضيفة لهذه القواعد لا تملك من أمرها شيئاً إن أرادت الدول صاحبة هذه القواعد استعمالها في الحرب، وبهذا قد تتورط الدول العربية بالحرب دون إرادتها.
بالرغم من أن حالة الانقسام العربي/ العربي لا تبشر بإمكانية اتخاذ موقف عربي موحد لصيانة الأمن القومي إلا أن خطورة الوضع واحتمال تدخل تركيا وإيران وإسرائيل في الصراع يتطلب على أقل تقدير بحث الموضوع بشكل جاد في قمة عربية أو على مستوى الوزراء المعنيين كوزراء الخارجية والاقتصاد والمالية والدفاع.
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصين لن تقبل بهزيمة روسيا
- الفلسطينيون وصعوبة الحياد في الصراعات الدولية والإقليمية
- ما خفي أعظم في الحرب الأوكرانية
- غزو أوكرانيا يؤسس لنظام دولي جديد
- هل انتهت منظمة التحرير الفلسطينية كحركة تحرر وطني؟
- المناكفات حول المرسوم الرئاسي بخصوص تبعية المنظمة للدولة
- تداعيات حرب عالمية مُحتملة على جيوبولتيك الشرق الأوسط
- قيادات ال (الشو الإعلامي)
- خلافة الرئيس قضية وطنية عامة وليس فتحاوية
- المجلس المركزي الفلسطيني يربك المشهد السياسي
- يتباكون عليها ولا يريدونها
- واشنطن وازدواجية التعامل حتى مع حلفائها
- حول الجدل على عقد اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلس ...
- العنصرية الصهيونية مرة أخرى في دائرة الاتهام
- التباس شرعية ووظيفة الأحزاب والفصائل الفلسطينية
- تفاؤل الروح والإرادة وتشاؤم الجسد
- على الفلسطينيين الحذر من فشل حوارات الجزائر
- حوارات المصالحة الفلسطينية: لماذا في الجزائر ؟ولماذا الآن؟
- ما أشبه الليلة بالبارحة
- تكامل أدوار وليس صراع بدائل


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - إبراهيم ابراش - موقع العرب في جيوبولتيك الصراع الدولي