أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - على الفلسطينيين الحذر من فشل حوارات الجزائر














المزيد.....

على الفلسطينيين الحذر من فشل حوارات الجزائر


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 7142 - 2022 / 1 / 21 - 14:44
المحور: القضية الفلسطينية
    


مع أن حوارات المصالحة الفلسطينية فقدت مصداقيتها كما فقدت الفصائل المعنية بالأمر مصداقيتها، وربما بعض الأحزاب والفصائل المتوجهة إلى الجزائر هيأت مسبقاً بيانات تبرير فشل الحوارات واتهاماتها للطرف الثاني بالمسؤولية عن الفشل... إلا أن هذه الجولة من حوارات المصالحة تختلف عن سابقاتها وسيكون لفشلها انعكاسات خطيرة على مجمل القضية الفلسطينية لأن الجزائر ليست كغيرها من الدول التي استضافت حوارات مصالحة، وفي هذا السياق نضيف الملاحظات التالية إلى ما كتبناه قبل ذلك حول نفس الموضوع:
1- المبادرة كانت من الرئيس الجزائري وليس من الأطراف الفلسطينية وهذا يعني أن هذه الجولة من الحوارات تعبير عن إرادة ورغبة جزائرية لتحقيق انجاز في هذا الملف تمهيداً للقمة العربية التي ستستضيفها الجزائر بالإضافة إلى اعتبارات لها علاقة بما يجري في المنطقة المغاربية، ولكن ليس من المؤكد حتى الآن وجود إرادة عند الأحزاب بالخروج من مربع الانقسام وانجاز الوحدة الوطنية، فالأحزاب تذهب للجزائر تجنباً للإحراج ولتسويق نفسها كحريصة على المصالحة ولكسب الوقت حتى يعزز كل طرف سلطته في مناطق نفوذه، ولو كانت الاحزاب جادة فمصر لم تغلق أبوابها أمامها، بل لكان من الممكن أن تتحقق المصالحة في رام الله أو غزة ولا داع لهذه الفضائح من الفشل في عواصم العالم.
2- ما يميز الاستضافة الجزائرية لحوارات المصالحة أن هناك تجربة مشتركة أو متشابهة حيث شهدت الجزائر استعمار فرنسي أمتد 132 سنة ومقاومة شرسة تواصلت حتى الحصول على الاستقلال 1962، كما أن الحركة الوطنية الجزائرية قبل الاستقلال شهدت خلافات ما بين الوطنيين والإسلاميين والشيوعيين والليبراليين، بل كان داخلها فصائل تعاملت مع الفرنسيين وطالبوا بتسوية سياسية معهم بدلاً من الكفاح المسلح، ومع ذلك وحدوا جهودهم في مواجهة الاحتلال الفرنسي.
3- تستطيع الجزائر بسبب ما سبق وبما لها من فضل على الفلسطينيين بشكل عام إحراج الأحزاب الفلسطينية ودفعها للتوقيع على تفاهمات على الورق كما حدث في مصر عامي 2011 و2007 وفي الدوحة 2012 واستنبول 2021، وربما تفكيك وانجاز بعض ملفات المصالحة ، ولكن هناك ملفات أخرى تحتاج لدولة وسيطة مثل مصر لها علاقات مع إسرائيل والجهات الدولية الأساسية وخصوصاً اللجنة الرباعية.
4- ستكون المبادرة الجزائرية ناقصة إن اقتصرت الدعوة على الأحزاب، لأن هذه متمترسة حول مواقف مسبقة بل تراجعت عن القضايا التي سبق وان اتفقت عليها كما أنها مقيدة بعلاقات وأجندة خارجية، وعدد المنتسبين لها فعليا لا يزيد الآن عن 35%، لذلك نتمنى على الأخوة في الجزائر دعوة ممثلي المجتمع المدني وشخصيات وطنية مستقلة، وإن لم يحدث ذلك فإن أي تفاهمات ستكون شكلية أو محاصصة بين نفس الأحزاب المأزومة.
5- إذا ما فشلت حوارات الجزائر فلن تغفر الدولة الجزائرية والشعب الجزائري للفلسطينيين ما سببوه لهم من إحراج، ولن تكون الجزائر قادرة على الدفاع عن القضية الفلسطينية في القمة العربية القادمة وخصوصا في مواجهة الأنظمة المطبِعة، وقد تتجاوز ردة الفعل الغضب على الأحزاب إلى إعادة نظر في دعمهم ومساندتهم للفلسطينيين، وقد يشجع الفشل الأصوات النشاز في الجزائر التي تطالب بالتطبيع مع إسرائيل .
6- في حالة فشل هذه الجولة من حوارات المصالحة سيتعزز الانقسام أكثر ويتعزز حضور حركة حماس في المشهد السياسي المحلي والإقليمي والدولي وتتزايد القناعة خارجياً بأن حركة حماس هي الجهة الرسمية التي تمثل قطاع غزة وهذا يعتبر انتصار لحركة حماس.
7- كل جولة مصالحة فاشلة ستزيد من تشويه صورة الشعب الفلسطيني ومن إحباطه كما تسيء لمكانة منظمة التحرير وقيادتها التي تمر بأسوأ الأوقات.
8- فشل هذه الجولة من الحوارات بالإضافة إلى أنه سيُفقِد حركتي حماس وفتح ما تبقى لهم من مصداقية فإنه سيضعف جهود السلام الفلسطينية وسيجعل القيادة الفلسطينية ضعيفة في أية مفاوضات مع الإسرائيليين أو مؤتمر سلام قادم، كما أن استمرار الانقسام سيضعف من فاعلية مقاومة الاحتلال سواء كانت مقاومة سلمية أو مسلحة.
9- إن فشلت هذه الجولة من الحوارات لن تُقدِّم أية دولة عربية على استضافة جلسات مصالحة فلسطينية في المستقبل، ولكن قد يتم تدويل مشكلة الانقسام والخلافات الفلسطينية وتتدخل أطراف دولية، ليس لإنهاء الانقسام وتوحيد الفلسطينيين بل لتنظيم العلاقة بين كياني غزة والضفة وتنظيم توزيع المساعدات الدولية، وربما يتم استدعاء قوات أو مراقبين دوليين للمرابطة على حدود غزة.
10- هناك مفارقة غريبة وخطيرة، فبالرغم من التداعيات الخطيرة للانقسام على القضية الفلسطينية بشكل عام وعلى حياة غالبية الشعب المتضررة من الانقسام، وبالرغم من أن الأحزاب لا تشكل إلا نسبة صغيرة من الشعب، بالرغم من كل ذلك هناك غياب لأي حراك شعبي فاعل للمطالبة بأنهاء الانقسام والضغط على الأحزاب التي يتهمها الشعب نفسه بأنها مسؤولة عن الانقسام ومنتفعة من استمراره!!!



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوارات المصالحة الفلسطينية: لماذا في الجزائر ؟ولماذا الآن؟
- ما أشبه الليلة بالبارحة
- تكامل أدوار وليس صراع بدائل
- سلطة سياسية وليس حركة تحرر وطني ومقاومة
- ما هو أحطر من احتلال الأرض
- لماذا حركة فتح وليس غيرها؟
- فلسطين ليست حقل تجارب للفاشلين
- استشراف مستقبل فلسطين ما بين التشاؤم والتفاؤل
- الصهيونية الإسلاموية
- مظاهر تخلف وليس دين أو أصالة
- الكتابة مهمة نضالية وليس ترف فكري أو مجرد ثرثرة
- اغتراب علم السياسة والتباس مفاهيمه ومصطلحاته
- قراءة في جولات الرئيس أبو مازن والمبادرة الجزائرية
- من خذلتهم أمريكا لن تنفعهم إسرائيل
- ماذا يعني يوم عالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني؟
- ملاحظات على مقابلة أمين عام حركة الجهاد الإسلامي مع قناة الم ...
- الكلاحة السياسية
- ما وراء اتهام بريطانيا لحركة حماس بالإرهاب؟ ولماذا الآن؟
- حول لقاءات الرئيس أبو مازن بشخصيات إسرائيلية
- مصر التي نخاف عليها ونخاف منها


المزيد.....




- رغم تصريحات بايدن.. مسؤول إسرائيلي: الموافقة على توسيع العمل ...
- -بيزنس إنسايدر-: قدرات ودقة هذه الأسلحة الأمريكية موضع تساؤل ...
- إيران والإمارات تعقدان اجتماع اللجنة القنصلية المشتركة بعد ا ...
- السعودية.. السلطات توضح الآلية النظامية لتصريح الدخول لمكة ف ...
- هل يصلح قرار بايدن علاقاته مع الأميركيين العرب والمسلمين؟
- شاهد: أكثر من 90 مصابا بعد خروج قطار عن مساره واصطدامه بقطار ...
- تونس - مذكرة توقيف بحق إعلامية سخرت من وضع البلاد
- روسيا: عضوية فلسطين الكاملة تصحيح جزئي لظلم تاريخي وعواقب تص ...
- استهداف إسرائيل.. حقيقة انخراط العراق بالصراع
- محمود عباس تعليقا على قرار -العضوية الكاملة-: إجماع دولي على ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - على الفلسطينيين الحذر من فشل حوارات الجزائر