أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - الفلسطينيون وصعوبة الحياد في الصراعات الدولية والإقليمية















المزيد.....

الفلسطينيون وصعوبة الحياد في الصراعات الدولية والإقليمية


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 7185 - 2022 / 3 / 9 - 16:43
المحور: القضية الفلسطينية
    


للفلسطينيين تجارب مريرة مع الحروب والصراعات الدولية وحتى الإقليمية والعربية، فبالرغم من أنهم لم يصلوا بعد للدولة المستقلة وما زالوا خاضعين للاحتلال إلا أنهم يجدون أنفسهم في موقف حرج كلما اندلع صراع دولي أو إقليمي أو حرب أهلية في بلد عربي، حيث تضغط عليهم دول وكيانات متحاربة ليتخذوا موقفا مناصرا لها مما يعني معاداة الطرف الثاني من الصراع الأمر الذي يُعرِض الفلسطينيين لعقوبات هم في غنى عنه.
الحياد الفلسطيني معضلة وله قصة تبدأ منذ تأسيس منظمة التحرير. كانت منظمة التحرير منذ تأسيسها حتى نهاية الحرب الباردة تساند دوما المعسكر الاشتراكي وتعلن موقفا معاديا للغرب وهو موقف مقبول لأن الغرب حليف لإسرائيل والمعسكر الاشتراكي كان حليفا للفلسطينيين و لحركات التحرر في العالم، إلا أنه ومنذ انهيار المعسكر الاشتراكي وبداية عملية التسوية السياسية برعاية أمريكية، في مؤتمر مدريد 1991 و أوسلو 1993 ثم قيام السلطة الوطنية، والمنظمة تحاول الوقوف موقفا محايدا من أي صراعات أو خلافات دولية، وبالنسبة للخلافات بين الدول العربية تبنت منظمة التحرير مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية العربية والوقوف موقف الحياد في النزاعات العربية، ومع ذلك كانت أحيانا تضطر لمناصرة طرف على حساب طرف آخر وحتى إن وقفت موقف الحياد كانت تدفع ثمن حيادها.
فمثلا، عندما كانت خلافات حادة بين سوريا والعراق خلال سبعينيات القرن الماضي وقفت المنظمة موقفا محايدا ومع ذلك شكلت سوريا منظمة تابعة لها (منظمة الصاعقة) وشكل العراق منظمة تابعة له (جبهة التحرير العربية) وفرضها على المنظمة.
أثناء الحرب الأهلية وانقسام لبنان لمعسكرين، معسكر ماروني تسانده أمريكا وإسرائيل ومعسكر مسلم سني مؤيد لفلسطين وقضايا الأمة العربية، لم يكن أمام المنظمة إلا أن تتحالف مع المعسكر الثاني، ومع أن بذور الحرب الأهلية موجودة قبل وجود منظمة التحرير في لبنان حيث اندلعت حرب أهلية في عام 1958 و تدخلت أمريكا عسكريا ردا على التدخل المصري، كما استمرت الحرب الأهلية حتى الآن بالرغم من خروج قوات المنظمة بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 1982، بالرغم من ذلك حمل البعض المنظمة المسؤولية عن الحرب الأهلية!!!.
في حرب الخليج الثانية 1990 تم اتهام المنظمة بمناصرة العراق وتم محاصرتها ماليا وقطع التواصل معها وخصوصا من دول الخليج وهو الحصار الذي عجَّل بذهاب المنظمة نحو التسوية السلمية وتوقيع اتفاق أوسلو لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من القضية الفلسطينية التي كان يُراد شطبها.
خلال الخلافات الأخيرة بين دول الخليج حاولت القيادة الفلسطينية الوقوف موقفا محايدا بين المحور الذي تقوده قطر والآخر الذي تقوده السعودية والإمارات، إلا أن حيادها لم يمنع أن تقوم قطر بدعم حركة حماس ومساندة انقلابها ضد السلطة ولم يمنع الإمارات من مساندة محمد دحلان الذي يقود انشقاقا وتمردا على حركة فتح والرئيس أبو مازن.
مع الحرب الحالية في أوكرانيا وهي حرب عالمية حتى وإن كانت ساحتها العسكرية المباشرة حتى الآن مقتصرة على أوكرانيا، يواجه الفلسطينيون موقفا لا يُحسدون عليه. صحيح أن مواقف روسيا تجاه الفلسطينيين أفضل من مواقف الدول الغربية وللروس فضل على الفلسطينيين يعود لزمن الاتحاد السوفيتي وأن الفيتو الروسي في مجلس الأمن كان في كثير من المواقف مفيدا للفلسطينيين، وصحيح أن مواقف أوكرانيا رئيسا وحكومة معادية للفلسطينيين و متحيزة كثيراً للكيان الصهيوني، ولكن روسيا اليوم ليست الاتحاد السوفيتي والسلطة الوطنية ليست منظمة التحرير الفلسطينية.
ضمن الواقع القائم الآن فإن روسيا دولة في مقابل تحالف غربي يفوق الخمسين دولة وفي هذه الدول جاليات و سفارات ومصالح فلسطينية، كما أن ما تقدمه دول الغرب من دعم مالي للفلسطينيين يفوق كثيراً ما تقدمه روسيا، مع إدراكنا أهداف الغرب من دعمه السلطة وشروط الدعم، كما أن القيادة الفلسطينية الملتزمة بعملية السلام لا يمكنها أن تعادي دول الغرب بما فيها أمريكا لأن أي عملية تسوية سياسية لن تكون إلا بموافقة وحضور أمريكا والغرب ولا تستطيع روسيا أن تحل محلهم.
الضغط الذي تمارسه دول الغرب على القيادة الفلسطينية لإدانة الغزو الروسي غير مقبول وغير أخلاقي لأنه يستغل حاجة الفلسطينيين للمساعدات الغربية، ولأن الغرب يتصرف بازدواجية المعايير وبشكل لا يخلو من عنصرية، فإن كانت روسيا تغزو أوكرانيا في انتهاك واضح للقانون الدولي كما يقول الغرب فإن إسرائيل غزت دول عربية في حرب 1967 وما زالت تحتل كل فلسطين بالإضافة إلى الجولان السورية كما سبق وان غزت أمريكا أفغانستان والعراق ولم تقف دول الغرب نفس الموقف الذي تقفه تجاه الغزو الروسي، وهذه ازدواجية في المعايير لأن الاحتلال مرفوض ولا يجوز إدانة احتلال دولة غربية مسيحية والصمت على احتلال دولة عربية أو إسلامية!.
فإلى أي مدى تستطيع القيادة الفلسطينية الصمود في وجه الضغوط الغربية؟ الأمر متروك للقيادة الفلسطينية التي نتمنى عليها البقاء محايدة قدر الإمكان مع إدراكنا أن حيادها قد لا ينقذ الفلسطينيين من مغامرة ما تقوم بها إسرائيل إن تطور الصراع وتوسعت الحرب وامتدت خارج حدود أوكرانيا.
وفي هذا السياق فإن حرب أوكرانيا ترسل رسالة خطيرة مفادها أن العالم محكوم بالقوة وموازينها وبالمصالح، وأن لا قدرة للشرعية الدولية على كبح جماح أي دولة كبرى تسعى لتغيير الواقع بالقوة، وبالتالي فكما أن روسيا تجتاح أوكرانيا وسبق ذلك اجتاحت القرم، وكما أن أمريكا اجتاحت أفغانستان والعراق، والجيش التركي غزا أراضي سورية وعراقية، والجيشان السعودي والإماراتي يقاتلان في اليمن، و قطاعات من الجيش والميليشيات الإيرانية متواجدة في اليمن والعراق وسوريا ... فما الذي يمنع إسرائيل أن تستغل الوضع الراهن لتقوم بعملية كبرى على الجبهات التي تعتبرها مصدر تهديد لها كإيران أو سوريا أو لبنان أو على الجبهة الفلسطينية كأن تُعلن ضم الضفة أو تهجير جماعي للفلسطينيين وقد لمح قادة إسرائيل في الأيام الأخيرة باحتمال ضم غور الأردن، مستغلة انشغال العالم بما يجري في أوكرانيا؟.
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما خفي أعظم في الحرب الأوكرانية
- غزو أوكرانيا يؤسس لنظام دولي جديد
- هل انتهت منظمة التحرير الفلسطينية كحركة تحرر وطني؟
- المناكفات حول المرسوم الرئاسي بخصوص تبعية المنظمة للدولة
- تداعيات حرب عالمية مُحتملة على جيوبولتيك الشرق الأوسط
- قيادات ال (الشو الإعلامي)
- خلافة الرئيس قضية وطنية عامة وليس فتحاوية
- المجلس المركزي الفلسطيني يربك المشهد السياسي
- يتباكون عليها ولا يريدونها
- واشنطن وازدواجية التعامل حتى مع حلفائها
- حول الجدل على عقد اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلس ...
- العنصرية الصهيونية مرة أخرى في دائرة الاتهام
- التباس شرعية ووظيفة الأحزاب والفصائل الفلسطينية
- تفاؤل الروح والإرادة وتشاؤم الجسد
- على الفلسطينيين الحذر من فشل حوارات الجزائر
- حوارات المصالحة الفلسطينية: لماذا في الجزائر ؟ولماذا الآن؟
- ما أشبه الليلة بالبارحة
- تكامل أدوار وليس صراع بدائل
- سلطة سياسية وليس حركة تحرر وطني ومقاومة
- ما هو أحطر من احتلال الأرض


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - الفلسطينيون وصعوبة الحياد في الصراعات الدولية والإقليمية