أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - تحية إكبار «لشباب/ات تونس» في أوكرانيا














المزيد.....

تحية إكبار «لشباب/ات تونس» في أوكرانيا


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 7182 - 2022 / 3 / 6 - 09:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



لن نتحدّث عن إدارة الديبلوماسية التونسية لأزمة ترحيل التونسيين /ات من أوكرانيا فالبيان الرئاسي كفانا هذا العناء إذ أشاد الرئيس بالجهود المبذولة من أجل إجلاء مئات من الطلبة والأسر، ولم يتخلّف وزير الخارجية بدوره،عن شكر السفراء/ات والمسؤولين منزّلا عملهم في إطار التدرّب على إدارة الأزمات معتبرا أنّ هذا الأمر يُعدّ تمرينا جيّدا . ولكنّ ما يعنينا هو العقلية السائدة والتي يطلق عليها الشبّان نعتا بليغا: القديمة لأنّها عقليّة لازالت مسيّجة بمجموعة من الثنائيات لعلّ أهمّها المركز/الهامش.
إنّ المحتفى بإنجازاتهم منذ وصول رحلات الإجلاء، هم الذين يحتلّون موقعا في المركز، ويرتبطون بشكل أو بآخر، بدوائر السلطة. وفي المقابل تتجاهل الرواية الرسمية ما فعله الشبّان/ات من أجل إنقاذ التونسيين لا لشيء إلاّ لأنّ هذه الفئة تنتمي في نظرها، إلى الهامش. ولا ضير في إسدال الحجاب على أفعال الشبّان/ات فما يعني السلطة هو نجاح الأعوان في حفظ سلامة الجالية ، أي مرئية الديبلوماسية التونسية فهذه العناصر مطلوبة وتسخدم لإضفاء مزيد من الإشعاع على سياسات الدولة. وانطلاقا من هذا التصوّر الموصول إلى حقب تاريخية وسياسات ما عادت تتلاءم مع السياق الجديد، ورؤية ما عاد يفهمها الجيل الجديد يستمرّ شعور الشبّان بالتهميش .
لقد عبّر آلاف الشبّان التونسيين طيلة هذه العشرية، عن سخطهم وغضبهم واستيائهم من نخب سياسية ومسؤولين استمرّوا في ممارسة الحقرة أو التهميش أو الإقصاء لأنّهم ببساطة لم يتعوّدوا على رؤية الفاعلين من منظور مختلف يتجاوز معايير السنّ والجندر والطبقة والفقر والأيديولوجيا وغيرها. كما أنّهم لم يملكوا يوما الرغبة في تغيير ذواتهم وتصوراتهم لبنية العلاقات الاجتماعية ولم يريدوا إرباك تمثلاتهم للآخرين، وليس لهم استعداد لفهم مطالب هذا الجيل، وعلى رأسها الحقّ في الاعتراف، والحقّ في المشاركة في بناء الوطن ووضع السياسات....
ما ضرّ لو نوّهت الرئاسة أو وزير الخارجية بالدور الذي نهض به عدد من الطلبة/ات من أجل رعاية غيرهم ومساعدتهم والتعاطف معهم ؟ لِم تجاهل من هم في المركز للمبادرات الفردية والجماعية التي أطلقها عدد من الشبّان من أجل إنقاذ مجموعات كبيرة؟
يكفي أن نطّلع على محتوى صفحاتهم وتدويناتهم لنتبيّن مستوى الوعي وسرعة البديهة ونتفطن إلى هذه القدرة على البحث عن الحلول وعلى ابتكار الحيل والمخارج و...إنّه جيل ثقافة الرقمنة المعولمة آمن أغلبهم بأنّ الخلاص لابدّ أن يكون جماعيا وقدّروا أنّ التضامن في المحن هو أبهى صورة عن الأنسنة، ولذا وجدنا تعاطفا مع المغاربة والمصريين والأوكرايين الفارّين ...ورأينا عزما وتصميما وشجاعة وإرادة على تجاوز الأهوال ، وقدرة على التحاور وفهم المغالطات والتضليل الإعلامي ...ولمسنا لديهم/ن مبادئ وقيم تدفعهم إلى إنقاذ العالقين والتنديد بأشكال الفرز والتمييز فعلى الحدود جنود يمرّرون النساء فقط، وآخرون يمارسون العنف فيصفعون ويضربون، ...وأدركنا مدى حرصهم على التضحية بالمال والطعام والماء في سبيل إنقاد روح بشرية وانتبهنا كذلك إلى هذا الحسّ الإنساني الذي يجعل أحدهم لا يفرط في قطته فيعود بها إلى أرض الوطن فهي «العشيرة» والمؤنسة في ليل الغربة الطويل.
قصص هؤلاء الشبّان تغيّر الصور النمطية التي تروّج لها بعض البرامج التلفزية وتكشف النقاب عن خصال هذا الجيل المتمسّك بالقيم والمثل والمصمّم على التحصيل المعرفي...أمّا شهادات الشابّات ففيها دروس وعبر عن نضال آخر تقوده التونسيات خارج الوطن وفي زمن الحرب يقوّض التمثلات التي تقرن المرأة بالضعف والجبن...
لم يطالب الشبّان/ات بحقهم/نّ في الاعتراف غاية ما ألحوا عليه هو أن تواصل الدولة إجلاء العالقين/ات ولعلّهم فهموا أنّ ممارسات التهميش متجذرة في البنى الذهنية وأنّ الكبير لا يثمّن في الغالب ما ينجزه الصغير وأنّ التقليل من شأن الآخر في بلد تضخمت فيه الأنوات صار شريعة ومنهاجا.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في علاقة الدولة بالمجتمع المدني
- الهامش يتحرّك
- لا ثقة بعد اليوم في القانون
- نساء الحكومة المحجوبات والصامتات
- لقاء احتفالي أم تصفية للحسابات ؟
- الاستشارة الإلكترونية؟
- 14 جانفي وأشكال توظيف التواريخ
- أن تكون نصف مواطن/ة
- واقع الحقوق والحريات بعد 25 جويلية
- هل تحوّل موقع المؤسسة العسكرية؟
- «صمت الدولة يقتل النساء»
- الأحزاب المعارضة وأزمة إثبات الوجود
- رئيسة الحكومة من «صمت القصور» إلى «كسر حاجز الصمت»
- «شهادة للتاريخ» عن الخروج من التاريخ
- في أشكال الردّ على العنف الممارس في الفضاء المدرسي
- التونسيون وخطاب الكراهية
- يوتوبيا «الشعب يريد»
- رئيسة الحكومة ومسار الاختبارات
- هل ما زالت فسحة من الأمل ؟
- رئيسة الحكومة التونسية بين المفعولية والفاعلية


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - تحية إكبار «لشباب/ات تونس» في أوكرانيا