أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امال قرامي - في علاقة الدولة بالمجتمع المدني














المزيد.....

في علاقة الدولة بالمجتمع المدني


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 7175 - 2022 / 2 / 27 - 16:01
المحور: المجتمع المدني
    




هل يعتبر عرض مشروع إعادة النظر في شروط عمل الجمعيات وتأكيد الرئيس في اجتماع مجلس الوزراء الأخير على «ضرورة مراقبة تمويل الجمعيات»

من قبيل «الصدفة»؟، وما السبب وراء اهتمام الرئيس بـ«مراقبة تمويل الجمعيات» والحال أنّ الآلية موجودة وغير معمول بها؟

يدفعنا الأمر إلى التساؤل حول طبيعة العلاقة بين «الدولة» و«المجتمع المدني»: هل هي علاقة مبنية على احترام مبدإ التشاركية والتعاون أم التصادم؟ وهل تغيرّت طبيعةُ هذه العلاقة بعد 25 جويلية؟

لاشكّ أنّ الناظر في صلة الدول بالمجتمع المدني يتفطّن إلى تعدّد التجارب وتفاوتها من بلد إلى آخر وفق نظام الحكم والإرادة السياسية لأعضاء الحكومات، ومدى إيمان الفاعلين بالديمقراطية التشاركية وممارسة المواطنة التامة كذلك مدى قدرة الناس على الصمود أمام الأنظمة الدكتاتورية. ومن هنا لم تكن هذه العلاقة ثابتة بل ديناميكية إذ خضعت للتطور والتغيير وعرفت في بعض الفترات مواجهات حادّة.

وينطبق هذا الأمر على الحالة التونسية إذ انتقلنا من دولة كانت تروّض الأفراد وتتحكمّ في الحركات الاجتماعية ولا تعترف بالمجتمع المدني إلاّ لماما، إلى دولة مجبرة على مواكبة التحولات المعرفية في العلوم السياسية والقانونية والاجتماعية..، ومسايرة الروح الثورية ومصغية إلى نبض الشارع ومطالب الجموع المنادية بالتغيير في تصوّر بنية العلاقات، وتنظيم الشأن العامّ وإرساء علاقة تشاركية بين الدولة والمجتمع المدني بجميع مكوناته.

ولا يمكن أن نغفل عن الوعي المجتمعي الذي ساد بعد «الثورة» والذي أبرز مدى تحمّس التونسيين/ت للاضلاع بأدوار متعدّدة (المراقبة، الضغط، التوعية، دعم الحريات وإصلاح التشريعات...) خدمة للمصلحة العامة وترسيخا للمواطنة المسؤولة. ولعلّ الدور الذي نهضت به بعض الجمعيات أثناء أزمة كوفيد19 كفيل بأن يوضّح الإرباك الحاصل في أداء الدولة إذ لجأ المتضرّرون وأصحاب الهشاشة إلى الجمعيات طلبا للمساعدة بعد أن تبيّن لهم أنّ الدولة غير قادرة على حمايتهم وتوفير أبسط الخدمات لهم.

كما لا يمكن أن نتجاهل دور المجتمع المدني بعد 25 جويلية في التواصل وفتح ورشات تفكير كثيرة حول طبيعة الإجراءات والمراسيم ووضع الحريات ومسؤولية الأحزاب وغيرها من المواضيع التي أثبتت أنّ مكونات من المجتمع المدني لازالت صامدة ومصرّة على العمل رغم قلّة الموارد وصعوبة السياق .
ولكن هل كانت هذه العلاقة التشاركية داعمة دائما للمسار الديمقراطية وموظفة لتحقيق الصالح العامّ؟

لاشكّ أنّ مراجعة تاريخ ما بعد «الثورة» توضح أنّ نشأة بعض الجمعيات والنقابات الخاصة وغيرها قد أدّت إلى ضرب تجربة «الانتقال الديمقراطي» في العمق إذ انحرفت عن المطلوب وصارت جسر عبور لخدمة شبكات التسفير أو الإرهاب ... أو وسيلة لتحقيق مصالح خاصة والاستثمار والاستغلال و... ومن هذا المنطلق كانت المطالبة بمراقبة تمويل الجمعيات متنزلة في إطار رغبة المجتمع المدني بالدرجة الأولى في كشف عمليات التزييف والتلاعب والهيمنة الخارجية والاستغلال الحزبي وفي الوقت ذاته، الدفاع عن الأهداف والمبادئ الحقيقية التي يلتزم بها كل من انضوى تحت المجتمع المدني.

ولكنّ انحراف عدد من الجمعيات عن المسار، وانخراطها في أعمال تضرّ بالمصلحة العامّة لا يسوّغ لأي طرف اتهام كلّ المنتمين إلى مختلف مكوّنات المجتمع المدني بالفساد أو التواطؤ مع جهات أجنبية... فكلّ تعميم يؤدي إلى شيطنة المجتمع المدني ، وضرب مصداقيته والتنكّر للأعمال الجليلة التي قدّمها الفاعلون الجمعاويون والحقوقيون لفائدة الوطن والتي جعلت العالم يمنح تونس جائزة نوبل للسلام. إنّ ضرب المجتمع المدني ليس إلاّ محاولة لقطع الوصلة وفكّ الارتباط بين الدولة والمجتمع المدني بدعوى أنّ «الآخر هو الجحيم»، وأنّ المعارضة لا يمكن أن تكون إلاّ هدّامة، ومن ثمّة وجب حصر دور الجمعيات في أضيق الحدود.

ونحسب أنّه يجب التذكير بأنّ الدولة كيان قام بالأساس بهدف منع علاقات القوّة والتوحّش، ومع ذلك فإنّه كان كيانا قابلا لتكريس بنى الهيمنة والتوحّش متّى حرص الحاكم على احتكار كلّ السلط بدعوى الإصلاح وتحقيق الخلاص الجماعي وتحقيق العدل في الأرض.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهامش يتحرّك
- لا ثقة بعد اليوم في القانون
- نساء الحكومة المحجوبات والصامتات
- لقاء احتفالي أم تصفية للحسابات ؟
- الاستشارة الإلكترونية؟
- 14 جانفي وأشكال توظيف التواريخ
- أن تكون نصف مواطن/ة
- واقع الحقوق والحريات بعد 25 جويلية
- هل تحوّل موقع المؤسسة العسكرية؟
- «صمت الدولة يقتل النساء»
- الأحزاب المعارضة وأزمة إثبات الوجود
- رئيسة الحكومة من «صمت القصور» إلى «كسر حاجز الصمت»
- «شهادة للتاريخ» عن الخروج من التاريخ
- في أشكال الردّ على العنف الممارس في الفضاء المدرسي
- التونسيون وخطاب الكراهية
- يوتوبيا «الشعب يريد»
- رئيسة الحكومة ومسار الاختبارات
- هل ما زالت فسحة من الأمل ؟
- رئيسة الحكومة التونسية بين المفعولية والفاعلية
- لِم العجلة؟ في التأنّي السلامة


المزيد.....




- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس
- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس في الشرق الأوسط
- سويسرا تمتنع في تصويت لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم ا ...
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين من حرم جامعة كولو ...
- بمنتهى الوحشية.. فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي لاعتقال شاب ب ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امال قرامي - في علاقة الدولة بالمجتمع المدني