أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - الهامش يتحرّك














المزيد.....

الهامش يتحرّك


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 7166 - 2022 / 2 / 18 - 00:52
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


قد تتسبّب التحولات السياسية في نظام الحكم والإجراءات المتخذة بعد 25 جويلية في التقليل من شأن القضايا الاجتماعية والاقتصادية والفكرية،وقد يتعاطى الإعلام مع «سياسات قيس سعيّد» وأتباعه وخصومه بطريقة تجعل «الرئيس» يحتل الصدارة في المشهد الإعلامي فتهيمن مواضيع ذات صلة بتحليل خطاباته وطريقة كلامه وصورته ... في نقاشات «المحللين». ولكنّ ضغط الواقع سرعان ما يذكّر القوم بالقضايا الجوهرية «الحارقة» التي يتجاهلونها.
ففي مقابل ما تروّج له أغلب تليفزيونات الواقع من برامج فاقدة للجودة والمهنية، وما تعرضه أغلب القنوات الخاصة من برامج «ترفيه» تسلعن النساء وتكشف مدى إقبال بعضهن على ثقافة الاستهلاك والتفاهة والهوس بصناعة الجسد المثير... تتحرّك اليوم المهمّشات المنضويات تحت ما يسمّى بالآلية20 من أجل الدفاع عن حقوقهن الطبيعية لاسيما بعد اتساع الفجوة بين الطبقات وتفشّي مظاهر اللاعدالة الاجتماعية. وليس احتجاج القادمات من مختلف الجهات إلاّ علامة على وعيهن بأنّ وقع السياسات التي فرضتها العولمة والمناويل الاقتصادية على حيواتهن يزداد شدّة، وأنّ «الأخطاء» التي ارتكبها «هواة السياسة» طيلة عشرية من الزمن، ستتحمّل الفئات الهشّة تبعاتها، ومن هنا أثبتت المغيّبات والمنسيات أنّ بإمكانهن أن يخترن مواضيع النضال وأشكال الاحتجاج ويحدّدن أزمنته وأماكنه، وأنّ من حقهن أيضا أن يبدين آراءهن في السياسة والاقتصاد وأن يناهضن الرأسمالية العالمية والعولمة، وأن يواجهن أرباب المال الذين يستغلون جهود الناس ويدوسون على آدميتهم وحقوقهم من أجل مراكمة رأس المال والتوسّع وتحقيق الأرباح.

لقد أدركت المهمشات أنّ الدولة تتنصّل من واجباتها ولا تعير وزنا لمطالب النساء المستغلات بل إنّها لا تريد التفاوض أو إيجاد الحلول أو القيام بالتسوية لذلك قرّرت هؤلاء الدخول في إضراب جوع وحشي: «إضراب الكرامة» انطلاقا من 14 - 2 2022- أمام وزارة الشؤون الإجتماعية. فهل سيستمع المسؤولون إلى الزعيمات وهن يشرحن وضعيتهن للمارّين ويحفّزن النساء على الصمود أم أنّهم سيستمرون في تجاهل نساء «لا وزن لهن» بحكم انتمائهن إلى طبقة لا يُحسب لها حساب؟

لا تُطالب المهمّشات بإدماجهن في الوظيفة العمومية وتوفير الحماية الاجتماعية لهن فحسب بل إنّهن يُنزّلن تحركاتهن في إطار منظومة قيمية تختبر التضامن النسائي ومدى إيمان الحقوقيين بحقّ الجميع في المساواة والكرامة والعدالة الاجتماعية لذلك تهتف النساء عاليا: «حقّي في بلادي» و«حق الزوالي» لا «تراجع ولا خضوع حق الإدماج مشروع...

تلتقي نساء كتب عليهن الوصم: «نساء الآلية 20» بزملائهم وزميلاتهن «فلاحات بلا أرض» في «القصّاب» الّذين دخلوا منذ أسبوع ونيف في اعتصام مفتوح بضيعة المصير فكانوا عنوان الصمود في العراء. ولا مطلب لهؤلاء سوى الحقّ في العمل واستثمار أراضي «الدولة» في مناطقهم، والتي توزّع على المستثمرين على حساب الأهالي الذين يفنون حياتهم في العمل في الأرض. ولكن قرّرت اليوم النيابة العمومية بسليانة إحالة «المشاغبين» على المحكمة، استجابة لدعوى قدّمها «المستثمر» ضدّهم.

تدفعنا الاحتجاجات الأخيرة إلى الانتباه إلى مجموعة من الملاحظات منها :مسارات تشكّل الوعي في سياق الأزمات السياسية والاقتصادية الخانقة، فالمهمشة تعيش أشكالا متعددة من العنف إذ ينظر إلى عملها في البيت وفي الحقل أو المصنع على أساس أنه تافه وغير مثمن، ولا تُؤخذ مطالبها بجدية أمام مطالب قطاعات أخرى فيكون مآلها الحجب. وهذه النظرة تؤكد عدم تقدير عمل النساء في القطاعات الهشة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وإعلاميا، ومنها أنّ تحركات هذه المجموعات النسائية تقوّض التمثلات الاجتماعية التقليديّة التي تعتبر العاملات، والفلاحات و... مجرد أدوات إنتاج، وأجساد للاستغلال فإذا بهنّ فاعلات يخضن نضالهن رغم التعتيم والحجب واسترايجيات التأديب، وسيتحولن على مر الزمن، إلى قوّة تتمرّد على كلّ أشكال الاستغلال، ومنها أيضا تبيّن جغرافية تحركات النساء وسعيهن إلى انتزاع الاعتراف بشرعية نضالهن حتى، وإن خضع النضال لتراتبية تفضي إلى التمييز بين نضال النسويات الذي تغطيه وسائل الإعلام، وبين نضال عاملات المصانع والعاملات الفلاحيات وغيرهن الذي لا يثير فضول الإعلاميين.

إنّ النضال من أجل الحقّ في العمل لا يشمل أصحاب/ات الشهادات العليا، والخبرة والكفاءات و... إنّها مسألة انتماء إلى الوطن وممارسة للمواطنية واستمتاع بالكرامة وتجذير للحرية والمساواة (الأجر العادل والتكافؤ) والعدالة الاجتماعية...
إنّ النضال برهان على أنّ الهامش بدأ يتحرّك فهل أنّ حكومة «بودن» مستعدّة للتعامل معه بطرائق مغايرة؟



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا ثقة بعد اليوم في القانون
- نساء الحكومة المحجوبات والصامتات
- لقاء احتفالي أم تصفية للحسابات ؟
- الاستشارة الإلكترونية؟
- 14 جانفي وأشكال توظيف التواريخ
- أن تكون نصف مواطن/ة
- واقع الحقوق والحريات بعد 25 جويلية
- هل تحوّل موقع المؤسسة العسكرية؟
- «صمت الدولة يقتل النساء»
- الأحزاب المعارضة وأزمة إثبات الوجود
- رئيسة الحكومة من «صمت القصور» إلى «كسر حاجز الصمت»
- «شهادة للتاريخ» عن الخروج من التاريخ
- في أشكال الردّ على العنف الممارس في الفضاء المدرسي
- التونسيون وخطاب الكراهية
- يوتوبيا «الشعب يريد»
- رئيسة الحكومة ومسار الاختبارات
- هل ما زالت فسحة من الأمل ؟
- رئيسة الحكومة التونسية بين المفعولية والفاعلية
- لِم العجلة؟ في التأنّي السلامة
- مواقف القيادات «الجهادية» من «خروج » النهضة من الحكم


المزيد.....




- تسجيل منحة المرأة الماكثة في البيت في الجزائر 2024..تعرف على ...
- العاطفة تغلبت على العقل.. مورينيو يكشف سبب رفضه تدريب البرتغ ...
- قدم الآن spf.gov.om.. التسجيل في منفعة الأسرة عمان 2024 وأهم ...
- قدم الآن spf.gov.om.. التسجيل في منفعة الأسرة عمان 2024 وأهم ...
- لبنان يطلب مساعدة قطر في إخراج مواطنات وعائلاتهن عبر معبر رف ...
- لولو بتتدلع بزياة.. تردد قناة وناسة wanash tv الجديد 2024 بج ...
- الكشف عن وجه امرأة نياندرتال عاشت قبل 75 ألف عام
- بقيادة دار الفتوى اللبنانية.. حملة تحريض ضد الكوميديان شادن ...
- أوركسترا الفردوس النسائية في دبي.. 28 جنسية من حول العالم تص ...
- الكشف عن تفاصيل جريمة اغتصاب وقتل مروعة في السعودية


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - الهامش يتحرّك