أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - لا ثقة بعد اليوم في القانون














المزيد.....

لا ثقة بعد اليوم في القانون


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 7159 - 2022 / 2 / 11 - 21:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


من أكثر العبارات المتداولة اليوم، في وسائل الإعلام الغربية والعربية: «يتابع الاتحاد الأوروبي/ هيئة الأمم المتحدة/ الولايات المتحدة الأمريكية باهتمام ما يجري في تونس، ويبدى «قلقه الشديد» حول مآل التجربة التونسية...». ولكن هل أن لهذا الانزعاج أو الخوف أو الشعور أهميّة في نظر التونسيين؟
فباستثناء الحقوقيين المهتمين برصد ردود الفعل العالمية أو السياسيين المتابعين لمواقف الدول لمعرفة مدى قدرتها على الضغط أو المنتظرين «للرجل الأبيض المخلّص» لا يكترث عموم التونسيين بصورة تونس بين الأمم ولا بمواقف رؤساء العالم فهل نفسّر حالة اللامبالاة بـ«استواء الأضداد»؟
قد نجد في القراءة السياقية ما يبرّر حالة عزوف التونسيين عن السياسية والتدقيق في دستورية الإجراءات والالتزام بالقانون فعندما تسقط الأقنعة وتختلط المعايير ويعمّ الخراب وتستشري الفوضى والشعبوية وتتمأسس أزمة الشكّ، وتنهار منظومة القيم تفقد المعايير أهميتها وتغدو الكلمات غير مؤثرة في النفوس. وكلّما تعقدت الأوضاع وكثرت الأخبار حول القضاة والأمنيين والإعلاميين الفاسدين والسياسيين «الخونة» ومن والاهم (لجنة الدفاع عن الشهيدين بلعيد والبراهمي) تقوقع القوم على ذواتهم وصاروا أكثر رغبة في الالتفاف راء رجل/مختلف/«مستبد عادل» ... وأكثر ميلا إلى متابعة شؤونهم اليومية وأشدّ عزوفا عن عقلنة المواقف وأكثر تحصنا بمعارفهم التقليدية بل إنّهم أضحوا أكثر رغبة في تصديق الروايات والإشاعات والخرافات وغيرها.

انطلاقا من هذا الوضع نتفهم التفاف الناس حول الرئيس وتصدّره لقائمة الأسماء المرشحة لنيل ثقة التونسيين في الانتخابات القادمة رغم إقدامه على اتّخاذ قرارات تخلخل بنية المعرفة القانونية وتربك دلالات المفاهيم والمبادئ القانونية، وتثير «قلق» الدول والمنظمات والهيئات...فبعد سنوات من النقاش حول المفاهيم القانونية والمواثيق والمعايير وتجارب الانتقال الديمقراطي والعدالة والمساواة وغيرها من المصطلحات والقيم والمبادئ والمصطلحات الملغزة التي لا يفقه معناها إلاّ أهل الاختصاص فقدت المفاهيم دلالاتها ومعانيها وأدرك القوم أنّ ممارسات النخب لا تختلف عن ممارسات عامة الناس بل لعلّها أشدّ خطورة على مستقبل التونسيين.

وليس إقرار الرئيس، وهو من أهل القانون، (شهد شاهد من أهلها) بأنّ ترسانة المفاهيم والتعريفات والنصوص قد تم التلاعب بها، وتوظيفها لصالح أطراف بعينها على حساب «الشعب» إلاّ برهانا على تواطؤ النخب بمن فيهم أهل القانون وأهل المعرفة لخدمة الحاكم.تُضاف إلى ذلك التقارير التي قدمتها لجنة الدفاع عن الشهدين بشأن أدوار اضطلع بها قياديون ومسؤولون وسياسيون وقضاة من أجل إخفاء الحقيقة، وهي معلومات تزعزع الثقة في المنظومة الأمنية والمنظومة القضائية وتعيد إلى الأذهان حكايات فقهاء السلاطين، وأخبار تطويع رجال القانون ورجال الأمن في عهدي بورقيبة وبن عليّ للنصوص القانونية لصالح صاحب السلطة الفعلية.

أمّا إصرار الرئيس على أنّ مسار التصحيح يقتضي تعليق العمل بالمألوف والمتعارف عليه دوليا، وتأويل النصوص بطريقة مختلفة وتغيير المؤسسات وانتزاع السلط فإنّه لا يعدّ في نظر عموم التونسيين، أمرا مثيرا للقلق أو خطيرا فما يطرحه الرئيس(وبحوزته كل الملفات كما يزعم)يمثّل البديل والممكن والمقبول بل لعلّه الشكل الوحيد للتشفي من هذه النخب وتأديبها.

وحين يثبت في نظر أغلب التونسيين، أنّ اللجوء إلى القانون لا يساعد دائما على استرداد الحقوق والكشف عن الحقائق وفضح أساليب تعطيل مسارات المحاسبة يغدو البحث عن البدائل من خارج المنظومة القانونية مقنعا. وهكذا يلوح أنّنا أمام خطر حقيقي له تداعيات لا على المستوى السياسي فحسب بل على المستوى الاجتماعي والعيش معا وإدارة الأزمات وعلى المستوى المعرفي. فكيف يمكن استرجاع ثقة التونسيين في القانون وفي أهل المعرفة القانونية وفي نمط تدبير مختلف العلاقات؟
وأمام تشرذم التونسيين (تفرَّقهم بشكل فوضويّ) وعجزمختلف مكونات المجتمع المدني عن توحيد صفوفها وتضارب مواقف الشخصيات الوطنية وفقدان أغلب ممثلي الأحزاب للقدرة على مواجهة التغيير القسري والراديكالي باستراتيجيات جديدة يبقى «الرضا بالمقدّر والمكتوب» هو المتاح والمريح نفسيّا.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء الحكومة المحجوبات والصامتات
- لقاء احتفالي أم تصفية للحسابات ؟
- الاستشارة الإلكترونية؟
- 14 جانفي وأشكال توظيف التواريخ
- أن تكون نصف مواطن/ة
- واقع الحقوق والحريات بعد 25 جويلية
- هل تحوّل موقع المؤسسة العسكرية؟
- «صمت الدولة يقتل النساء»
- الأحزاب المعارضة وأزمة إثبات الوجود
- رئيسة الحكومة من «صمت القصور» إلى «كسر حاجز الصمت»
- «شهادة للتاريخ» عن الخروج من التاريخ
- في أشكال الردّ على العنف الممارس في الفضاء المدرسي
- التونسيون وخطاب الكراهية
- يوتوبيا «الشعب يريد»
- رئيسة الحكومة ومسار الاختبارات
- هل ما زالت فسحة من الأمل ؟
- رئيسة الحكومة التونسية بين المفعولية والفاعلية
- لِم العجلة؟ في التأنّي السلامة
- مواقف القيادات «الجهادية» من «خروج » النهضة من الحكم
- الإسلاميون: من «الصعود» إلى سدّة الحكم إلى «الهزيمة»


المزيد.....




- متى تتوقعون الهجوم على رفح؟ شاهد كيف أجاب سامح شكري لـCNN
- السعودية.. القبض على شخصين لترويجهما مواد مخدرة بفيديو عبر و ...
- مئات الغزيين على شاطئ دير البلح.. والمشهد يستفز الإسرائيليين ...
- بايدن يعلن فرض الولايات المتحدة وحلفائها عقوبات على إيران بس ...
- لماذا تعد انتخابات الهند مهمة بالنسبة للعالم؟
- تلخص المأساة الفلسطينية في غزة.. هذه هي الصورة التي فازت بجا ...
- شاهد: لقطات نشرها حزب الله توثق لحظة استهدافه بمُسيرة موقعًا ...
- ألمانيا تطالب بعزل إيران.. وطهران تهدد بمراجعة عقيدتها النوو ...
- مهمات جديدة أمام القوات الروسية
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - لا ثقة بعد اليوم في القانون