أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ازهر عبدالله طوالبه - -الأفكار لا تُشخصَن، والاختلاف بالفكِر سبيل لتقدُّم الأُمم-














المزيد.....

-الأفكار لا تُشخصَن، والاختلاف بالفكِر سبيل لتقدُّم الأُمم-


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 7161 - 2022 / 2 / 13 - 14:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إنَّ ‏إحدى أهم المُعضلات التي فتَّكت مُجتمعاتنا، وشرَّختها، وعمِلت على تجّزأتها، ورسّخت مبدأ الوصاية المُطلَقة بينَ أعضائها، هي أنّنا ما زلنا غير قادرين على أن نُفرِّق بينَ الحوارات/النِّقاشات التي تدور في فلكِ العلاقات الشخصيّة، وبين الحوارات/النِّقاشات التي تدور في فلَك الأفكار، بصرفِ النَّظر عن ماهية هذه الأفكار. فكثيرًا ما يصطَدم الشّخص الذي يرفُض أن يكونَ مُقيَّدًا بفكرهِ، مِن خلالِ نقاشاتٍ متعدِّدة النّوع، بأُناسٍ يُنصّبونَ أنفُسهم كأعداءٍ لهُ، ولكُلّ مَن يرفُض أفكارهُم، لمُجرَّد أنَّهم يختَلفونَ معهُم فكريًّا، ويرفضونَ أن يرضخوا لفكرةٍ معيّنة، وأن يؤمنوا بأنَّ الأفكار المُتناقلة، لا يأتيها الباطِل لا مِن خلفها ولا مِن أمامها، مَع أنَّ الليّنينَ بفكّرهم، الغير جامدين، يرفضونَ أفكارَ غيرهم، لكن، هذا الرَّفض لا يُسحَب لمَن يُخالفهم، بذواتهم، أي على العكس، تمامًا، مِن المُتشدّدينَ برفضهم لمَن يُخالفهم.

وهُنا، نتساءل بتعجُّب، كيفَ لإنسانٍ أن يزدرء مِن إنسانٍ آخر لمُجرَّد أنّ هناكَ ثمّة اختلاف بالرؤى الفكرّية لكُلّ واحدٍ منهُما، مع علمِهما بأنّ هُناكَ واحد مِنهُم يصّعُب عليهِ أن يبقى مُقيّدًا في حدودٍ فُرِضَت على غيرِه ممّن سبقوه، دونما أيّ حُجّةٍ تُذكَر ؛ سوى حُجّة أنّ الحُدود التي فُرِضت عليهِ، تتمتَّع بقِدمِ رسمها، وتحليل أقرَب للمادةِ المُحلَّلة، مِن حيثِ الزَّمن.

إنّ النَّظر للاختلافات الفكريّة -التي تتمتَّع بالاختلاف المنطقيّ والعقليّ، الذي بدورهِ سيجّعَل الإنسان لاعبًا مهمًّا في ملاعبِ الاجتِهاد- على أنّها مِن أقسى وأسوأ المُعضلات التي فسّخَت نسيج المُجتمعات، هي نظرةٌ تدلّ على أنَّ النّاظر مُصاب بتلبُّك عقليّ، وتصلُّب دماغي، وتعنُّت جاهليّ ؛ إذ لا يُمكِن أن تكونَ المُجتمعات مُستقرَّة دونما أن يكونَ هناكَ اختلاف فكريّ، حتى لو كانَ هذا الإختلاف بسيط.

نعم..مِن حقِّ أيّ شخص أن يتوقَّف عند الأفكار، وأن يُهروِلَ أو يركُض حولها ؛ ليَقِف عند خُطوطها العريضة . كما أنَّهُ من حقّه أيضًا أن يُقارِع الفِكرة بالفِكرة، وأن يُفكِّر بهزيمة و/أو دحِض الفِكرة . لكن، ليسَ مِن حقّه أن يُشخصِن الأفكار، وأن يدخُل ساحة الصِّراع الفكريّ، وهو يحمِل بُندقيّة لا يُطلَق منها الرّصاص إلّا على أساس "الشَّخصنة"، أي على مَن هو حامِل الفِكر، وليسَ على الفِكر بذاته.

ونعم...هُناك مسطرَة في المقلَمة الفكريّة التي توجَد بحقيبة كُلّ إنسان، وبالتّحديد، الإنسان الذي يُفكّر. لكن، هذه المسطَرة تختَلِف في عرضِها وطولها عند كُلّ واحد منّا ؛ إذ من الاستحالة أن يكونَ هُناك مسطَرة قادِرة على أن تحدِّد طول وعَرض الأفكار بينَ البشَر، وإن كانَ هناكَ مسطرة تقوم بهذه المُهمّة، فهذا يعني أنّ المقلَمة سبب هلاك مَن يحملها.

سيقول البَعض، بأنّني أدعو إلى عدَم النَّقد لكُلّ مُخالِف بالفِكر، أو العَكس، وأنَّ الأفكارَ يجب أن تبقى تسير بأقدامها الكبيرة، وبكتِفيها الرّشيقين، وبقوّتها أو ضُعفها أيًّا كانَ مصدَرهما، فهذا ليسَ منطِقي، ولا أعتَرف به كنمط حياة، إطلاقًا .

فأنا ‏لستُ ضدّ النَّقِد، بل لا يُمكِن أن أكونَ ضدّه ؛ إذ أنَّني أؤمِن بأنَّ المسألة التي تخلو مِن النَّقد، لا تحتَمِل الوقوف على أقدامها كثيرًا، ومِن المؤكَّد، بأنَّها ستسّقُط عند أوّل درجةٍ تُحاوِل أن تعتَليها.
لكن، هذا لا يعني أنَّني مَع النّقدِ على إطلاقِه . فهُناكَ آليّة للنَّقِد ‏وهُناك معايير وأُسس خاصّة بالنَّقد. فلا يحقّ لأيّ واحدٍ أن يكونَ ناقِدًا، أو أن يكونَ له"رأي نقديّ"في أمرٍ لا يفقَه مِنهُ شيئا، كما أنَّ مَن يحقّ لهُ النَّقِد، يجب أن يُنحّي نقدهُ بعيدًا عن الشَّخصنة، بمعنى أن ينتَقد الفِكرة والرأي، لا أن ينتَقد حامِل الفِكرة وصاحب الرّأي بذاته.



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن من نصنع طغاتنا
- شُهداء الوطن وأبناء الأصالة الوطنيّة.
- الإنسان وتغيُّر السّنين
- السُلطة التشريعيّة...ما بينَ الهدِم والبِناء
- تجّار الدّين يشترونَ الإستبداد.
- وصفي الماضي والحاضِر والمُستقبل..
- سياسة النُّخبة، أضاعَت البلاد وذهبَت بها إلى الهاوية.
- صراع الأقوى : الدولة ومراكز صُنع القرار
- حُزن العِراق، لا يشبههُ حُزن.
- استغلال حرب اليمن:الإمارات كمثال .
- أميركا لَم تُهزَم مِن قبلِ طالبان.
- تعطَّلت مواقِع التّواصُل، فبانَت هشاشتنا.
- عبيدٌ لما صنعناهُ بعقولنا....مواقع التواصُل الاجتماعي
- صيدليّات تبيع الدّاء بدلًا من الدّواء.
- النظام الفارسي والهيمنة على الأراضي العربية
- الحياة الشخصيّة في المُجتمعات الحشريّة
- أيّ عبثٍ تعيشهُ هذه البلاد..!!
- سوريا والخارطة الإقليمية الجديدة
- العرَب، والقيمة المعنويّة لهُم
- مِن خلالِ نحتهِ بالصّخر، يسعى كُلّ فلسطينيٍّ حُر إلى التحرُّ ...


المزيد.....




- “ثبتها فورًا للعيال” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد لمتابعة ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا هدفا حيويا في إيلات ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا هدفا حيويا في إيلات ...
- متى موعد عيد الأضحى 2024/1445؟ وكم عدد أيام الإجازة في الدول ...
- تصريحات جديدة لقائد حرس الثورة الاسلامية حول عملية -الوعد ال ...
- أبرز سيناتور يهودي بالكونغرس يطالب بمعاقبة طلاب جامعة كولومب ...
- هجوم -حارق- على أقدم معبد يهودي في بولندا
- مع بدء الانتخابات.. المسلمون في المدينة المقدسة بالهند قلقون ...
- “سلى أطفالك واتخلص من زنهم” استقبل دلوقتي تردد قناة طيور الج ...
- جونسون يتعهد بـ-حماية الطلاب اليهود- ويتهم بايدن بالتهرب من ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ازهر عبدالله طوالبه - -الأفكار لا تُشخصَن، والاختلاف بالفكِر سبيل لتقدُّم الأُمم-