عماد ابو حطب
الحوار المتمدن-العدد: 7151 - 2022 / 2 / 1 - 10:23
المحور:
الادب والفن
لم يخطر لي حتى في أشد كوابيسي أن أنتهي إلى تلك النهاية:جثة مجهولة ملقاة على قارعة الطريق بعد أن أطاحت قذيفة سافلة برأسي ودحرجته بعيدا عن جسدي.لم أكن وحدي فقد كان برفقتي عشرات من الجثث المجهولة لنساء وأطفال ورجال.بقينا في الشارع بضعة أيام لتصورنا عدسات المراسلين القادمين في ناقلات الجند.إلى أن اقترب مني ذلك الصحفي الأجنبي وصرخ بالجنود إنها جثة مقاتل أعرفه من أفغانستان...سريعا ما ألقي القبض على جثتي ونقلت إلى فرع الأمن...بينما كومت الجثث الأخرى في شاحنة سارت بها على غير هدى.في الفرع احتار الملازم في كيفية إستجوابي...حولني إلى الأسفل لعل التعذيب يفيد في استنطاقي...لكن لا حياة لمن تنادي...لم يكن أمام المحقق وخوفا من الإعتراف بالفشل إلا أن دون على مجموعة من الأوراق المتناثرة أمامه:لقد اعترف وهو بكامل قواه العقلية أنه قام بسلسلة من الإغتيالات والتفجيرات والمجازر...وفيما يلي اعترافاته الكاملة.انفرجت أسارير الملازم ورفع التقرير إلى من هو أعلى رتبة منه.
في اليوم التالى أحيلت جثتي إلى القضاء وأمام اعترافاتي المدونة أصدر القاضي حكمه المبرم بإعدامي وإحالة أوراقي الى سيادة المفتي.
أنا الأن مرمي في حفرة حفرت على عجل بعد اعدامي رميا بالرصاص.
#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟