أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - لاجئة كورونية/1














المزيد.....

لاجئة كورونية/1


عماد ابو حطب

الحوار المتمدن-العدد: 7142 - 2022 / 1 / 21 - 02:51
المحور: الادب والفن
    


لاجئة كورونية!
يا لهذا الشعب تحمل ما لم يتحمله احد.كل شيء من حوله يقول له:" أنت في الجحيم،فلترحل باحثا عن منفى جديد".قررت الذهاب إلى الضاحية الجنوبية، لإنجاز بعض الأوراق الرسمية عند مختار حارة حريك.وحين وصلت مدخل الضاحية قلت لسائق "السيرفيس"على مفرق البرج.فهم السائق أنني غيرت تجاهي إلى مخيم برج البراجنة،وجدتها فرصة لازور عائلة أخت صديقة لي عرفتها منذ أن كنت طالبا في بغداد،وتقطن مع زوجها وأولادها في المخيم.كنت خائفا أن لا استدل على منزلهم بعد انقطاع دام أربعين عاما خاصة أن المخيم لم يعد مخيما كما كان، أو كما أتذكره. على المدخل كان بضعة شباب مسنودين على حائط، بادرتهم السلام،لم يردوا التحية ،توجهت إليهم لأستفهم كيف اصل الى العنوان؟. كانوا يشربون الشاي ويدخّنون ،نظروا إلي نظرة إستهتار وقال احدهم:"ما تكون من جماعة الخواجات اللي بيجوا بيتمنظروا علينا وبيكتبوا بأوراق بعدين بيديروا طيزهم وبيفلوا واحنا تيتي تيتي متل ما رحتي متل ما جيتي،".اجبته:" يا اخي انا متلكم عايف التنكة،بدي اندل على هالعنوان ،انا من سنين طويلة ما جيت على البرج". مباشرة قالوا: هذا الشارع نصه مدمر من حرب المخيمات،ان شاء لله تلاقي جماعتك مع انه المنطقة خرابة هناك".لم ااخذ واعط معهم.شكرتهم وتوجهت الى الشارع.المنظر لا يتحمله بشر،دمار وقمامة واولاد تلعب بين الانقاض.لم اجد إلا بقايا منزل في العنوان،وختيارة سالتها اين ذهب خليل وعائلته ،أن كانت تعرفهم؟.واوضحت:"خليل الحلاق اللي كان محله هناك على الزاوية".أشارت الختيارة إلى زاروب فرعي ،،مردفة"همه سكنوا هنال من زمان".في أزقة المخيم المتعرجة، تسيل قطرات المياه فتدخل أسلاك الكهرباء المتشابكة بشكل فوضوي خارج النوافذ الصغيرة. تذكرت انه في كل عام، يلقى أطفال حتفهم عند لمسهم الأسلاك المبللة أو الدَوْس عليها.ما زال سكان المخيم يتذكرون انه توفي أكثر من 67 شخصًا في السنوات السبع الماضية بسبب أسلاك الكهرباء هذه. كان من بينهم أطفال.قالت :اسأل في نص الزاروب،همه بيعرفوا أكثر مني ". وجدت شابا بالعشرين من عمره،سألته إن كان يعرف بيت خليل الحلاق؟قال؛"مبله استنى شوي ".وصرخ بأعلى صوته:" يابه في واحد شكله غريب بيسال عليك". خرج شخص هرم كأنه سبعيني من مدخل شبه مهدم ،ما ان رأيته حتى عرفته رغم تغير ملامحه بشكل كبير.ما ان عرفني حتى بكى بحرقة قائلا :"شايف اخرتها عيشة ولا عيشة الكلاب".سحبني من يدي إلى الداخل باتجاه غرفة صغيرة شحيحة الإنارة تجمعت فيها مجموعة من النساء ،كن خليطًا من الفلسطينيات والسوريات واللبنانيات اللواتي وُلد بعضهنّ في المخيم وفرّ بعضهنّ الآخر إليه من الحرب في سوريا، بينما تزوجت أخريات بلاجئين فلسطينيين. كان صراخهن عاليا ،احدهن ما ان شاهدتني ظنت اني مندوب احد الجمعيات ،وجهت لي حديثها قائلة:" والله الله ما بيقبلها ما بنشوف الكهرباء اكتر من ساعتين في اليوم هذا اذا اجت اصلا ، والله عفنا حالنا، وعلق قال كورونا ولازم النظافة ،اي نظافة يا عمي،احنا حمام من شهر ما شفناه.جيبوا الميه بعدين تفلسفوا عن النظافة".



#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مترجم رغم انفكم
- حنين لما قبل العزلة
- شذرات من الذاكرة/2: انسحاب المقاتلين من الفاكهاني
- شذرات من الذاكرة/1
- Epilepsy/3
- ورنيش
- امير الناطور
- هروب
- ١١/١١
- Epilepsy /2
- Epilepsy
- مارك الاسود
- الناس بالناس والفصائل بالانفاس
- من الداعوق: طالع لك يا عدوي طالع من كل حارة وشارع ! *
- خيمة بلا سقف
- ؟
- بالرصاصة ولا بالكورونا
- حصاد2021
- اغتصاب ذاكرة
- لا شيء إلا السواد


المزيد.....




- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...
- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - لاجئة كورونية/1