أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد بن زكري - إيمان بـ (الوراثة) جبرا ، و ليس بـ (التعقل) اختيارا














المزيد.....

إيمان بـ (الوراثة) جبرا ، و ليس بـ (التعقل) اختيارا


محمد بن زكري

الحوار المتمدن-العدد: 7146 - 2022 / 1 / 26 - 23:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كتبت هذه العجالة ، كرد على مقال للزميل الاستاذ سعود سالم ، يحمل عنوان : (قراءة القرآن) . غير أنه لطول الرد نسبيا ، رأيت نشره منفصلا في شكل مقالة قصيرة .. كالآتي :

صحيح أن اللغة تخضع - كأية ظاهرة اجتماعية - للتطور و التغير ، زمكانيا و في شتى الاستعمالات الوظيفية ، سواء من حيث دلالة الكلمة منفردة أم من حيث دلالتها في تركيب إصطلاحي . غير أن ذلك يظل محصورا داخل فضاء الجماعة الاجتماعية الواحدة التي تتكلم أصلا تلك اللغة ، بما هي اللغة رموز صوتية مشحونة بالدلالات ، كوسيلة تواصل بين أفرادها .
و من ثَم ، نلمس أن المسلم (المؤمن) الباكستاني أو الافغاني ، يقرأ القرآن في نصه (العربي) ، متعرفا على الحروف و الكلمات ، و قادرا على النطق بها نطقا صحيحا ؛ لكن دون أن يفهم معاني تلك الكلمات و دون أن يعي مدلولاتها ، في سياق ما يقرأه من النص القرآني ؛ فهو إذن يقرأ القرآن ـ دون ان تتأتى له إمكانية إجراء تلك العملية المعقدة ، من آليات الادراك و التذكر و التخيل و التحليل و الاستنتاج (أي دون تعقل) . لكونه لا يفهم - أصلا - اللغة العربية التي يقرأ بها القرآن في الكتاب المفتوح أمامه . و ذلك لسبب بسيط ، هو كونه مسلما (بالوراثة) لا غير ، أي أنه مسلم بالتكييف الاجتماعي ، و إسلامه مفروض عليه من خارجه .

و على سبيل المثال ، فإنه حتى خمسينيات القرن الفائت ، كان أطفال الكتاتيب الأمازيغ في ليبيا ، يحفظون القرآن - جزء عمَّ - عن ظهر قلب ، دون أن يفهوا (يتعقلوا) منه كلمة واحدة ، فهم لا يبدءون بتعلم اللغة العربية إلا بدخول المدرسة الابتدائية .
و إن المؤمن المسلم ، كما كل مؤمني الديانات الاخرى ، هو - عموما - مؤمن بالوراثه و التكييف التربوي و البرمجة الاجتماعية ، و ليس لأنه قد (اختار) الإسلام طريقا له في الحياة ، بعد تفكير و تدبير وتعقل . ذلك ان (الاختيار) بين العقائد ، لا يكون إلا بفهمها و المقارنة و المفاضلة فيما بينها ، و ذلك لا يتأتى إلا عبر أدوات اللغة ، و الحال أن المسلم (العادي) الباكستاني أو الأفغاني / مثلا ، لا يفهم لغة القرآن ، التي هي ليست لغته ، بالرغم من أنه يستطيع - بالتلقين و الإجبار - قراءة القرآن (العربي) و حفظه . فالإيمان هنا لا يدخل فيه العقل ، و تنتفي عنه صفة العقلانية .

و اتصالا بالموضوع ، فإنه حسب المتخصصين في لغات الشرق القديمة ، و في دراسات فقه اللغة المقارن ، نجد أن كلمة (قرآن) دخيلة على اللغة العربية ، خاصة و أنه لم يعثر على أي نص او نقش باللغة العربية قبل القرآن ، فالكلمة هي آرامية / سريانية الأصل - و السريانية لا زالت لغة حية محكية و مكتوبة بالحرف السرياني ، و هي الاصل الذي تفرعت منه اللغة العربية كما نعرفها اليوم - و أصل الكلمة في السريانية هو (قريانا) ، و تعني كتاب الصلوات أو التراتيل الكنسية . و كذلك هي كلمة (فرقان) ، فأصلها السرياني هو كلمة (فرقانا) ، و تعني (الخلاص) ، فهي كلمة ذات مدلول لاهوتي مسيحي ، يتصل بفكرة خلاص البشر بواسطة فداء المسيح ، فالعرب في جزيرتهم قبل الإسلام - و حسب التراث الإسلامي نفسه - لم يكونوا أمة قراءة .
إذن .. فالمسلم هو من قرأ القرآن بإيمان مسبق ، أي بعقل (مخدر) سابق البرمجة ، أو بوعي زائف ، فوضَع عقله - فعلا - بين قوسين . أما غير المؤمن - و أتجنب استعمال كلمة (الملحد) التي تساوي عند المسلم كلمة (كافر) ذات البعد الديني السلبي ، و التي يستعملها المسلمون كشتيمة مقذعة - فهو من قرأ القرآن ، و فهم مدلولات كلماته و نصوصه في بعديها التاريخي و الايديولوجي ، مستحضرا في عملية القراءة كل كيانه ، مركزا فيما يقرأه كل فعالياته العقلية (التعقلية) ، التي يمكن أن نسميها العقل العلمي النقدي ، ليخلص بذلك إلى الشك بتماسك بنية الموروث الميتافيزقي أو إلى رفض طروحاته - بالمطلق - كمقدات و نتائج .
و .. هذ وجهة نظر ، غير محصنة - طبعا - ضد النقض .
و آسف لعدم السماح بالتعليق ، تجنبا لضياع الوقت و الجهد سدى .



#محمد_بن_زكري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية تعدد الجنسية (ازدواج المواطنة) 1
- كان حاكما فوق التصنيف و لم يكن مواطنا عاديا !
- لم أكن شيطانا أخرس أو شاهد زور
- من زوايا رؤية أخرى
- الولايات المتحدة : أفول الحُلم و ضلال الاتجاه
- خدعوكم فقالوا إنها ثورة ! (2/2)
- خدعوكم فقالوا إنها ثورة ! (2/1)
- عشتاريات
- عيد المغيرة بن شعبة
- بلد غنيّ و شعب فقير و حكام (مْخانب) 2/2
- بلد غنيّ و شعب فقير و حكام (مْخانب) 2/1
- هي فوضى .. فلِمَ لا ؟
- ... و باعوها في سوق النخاسة الدولية 2/2
- ... و باعوها في سوق النخاسة الدولية 2/1
- الخطر الأكبر الآتي من الشرق 3/3
- الخطر الأكبر الآتي من الشرق 3/2
- الخطر الأكبر الآتي من الشرق 3/1
- (نهر الكفرة) يفجر الأطماع المصرية بليبيا 2/2
- (نهر الكفرة) يفجر الأطماع المصرية بليبيا 1/2
- لن تدخلوها (قراءة في الحرب على طرابلس)


المزيد.....




- الهجوم على كنيسة مار إلياس بدمشق يثير مخاوف المسيحيين في سور ...
- سوريا.. عملية أمنية ضد وكر إرهابي متورط بهجوم الكنيسة
- مفتي القاعدة السابق: هذا ما جعل بن لادن يجر أميركا لحرب في أ ...
- اعتقال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن
- الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى ويعتقل 4 من حراسه
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- toyour el-janah kides tv .. تردد قناة طيور الجنة على القمر ا ...
- سوريا: تنظيم -داعش- الإرهابي يقف وراء تفجير الكنيسة بدمشق
- البابا ليو: يجب عدم التساهل مع أي انتهاك في الكنيسة
- حماس: إغلاق المسجد الأقصى تصعيد خطير وانتهاك صارخ للوضع التا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد بن زكري - إيمان بـ (الوراثة) جبرا ، و ليس بـ (التعقل) اختيارا