أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بن زكري - كان حاكما فوق التصنيف و لم يكن مواطنا عاديا !















المزيد.....

كان حاكما فوق التصنيف و لم يكن مواطنا عاديا !


محمد بن زكري

الحوار المتمدن-العدد: 7013 - 2021 / 9 / 8 - 12:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في تدوينة على موقع تويتر ، قال السيد عبد الحميد الدبيبة ، رئيس ما يسمى (حكومة الوحدة الوطنية !) : أنه تحقيقا للمصالحة و العدل و إنفاذ القانون و احترام مبدأ الفصل بين السلطات ، تم الإفراج عن المواطن الساعدي القذافي ! .
و ردا على رئيس الحكومة ، و مثله السيد محمد المنفي رئيس ما يسمى (المجلس الرئاسي) ، الذي كررتْ المتحدثة الرسمية باسمه ، نفس مزاعم رئيس الحكومة بشأن الإفراج عن الساعدي القذافي ! ..
هذه مقالة رأي أكتبها بسرعة ، منتظرا عودة التيار الكهربائي المقطوع و عودة الانترنت (LTT) المقطوع ، لأتمكن من إرسالها للنشر . (*)


الساعدي القذافي لم يكن أبدا مواطنا ليبيا عاديا ، لقد كان واحدا من طبقة حكام ليبيا النافذين و المؤثرين و ذوي السطوة السلطوية المطلقة ، باعتباره ابن الزعيم الأوحد قائد ثورة الفاتح العظيم ملك ملوك أفريقيا إمام المسلمين في مشارق الأرض و مغاربها ؛ فذلك هو (اللواء مهندس) الساعدي معمر القذافي ، الذي سجل للدراسة بكلية الهندسة العسكرية و تخرج منها بتقدير ممتاز (دون أن يداوم للدراسة بها أسبوعا واحدا !) .
الساعدي القذافي ، لم يكن مواطنا ليبيا عاديا ، كباقي أبناء الليبيين من جيله . بل كان واحدا من أبناء الإله كليّ الوحدانية و السلطان و الجبروت فوق الأرض الليبية : الأخ الأكبر " معمر القذافي " .
الساعدي معمر القذافي ، لم يجع كما جاع أولادنا ، بل كان متخما بأكل (الموز) عندما كان الليبيون من جيله لا يعرفون شكل الموز أصلا ، و لم يشرب المياه عالية الملوحة ، لسنوات طوال ؛ بل كانت مساكن العائلة الحاكمة ، تزود يوميا بمياه نبع بن غشير المعدنية ، بواسطة سيارات الصهاريج ، لكل الاستخدامات (حقيقة لا مبالغة) .
و عندما كان الساعدي القذافي و إخوته ، يلهون - بالموتورات - في مياه شاطئ نادي الغوص بطرابلس (ضاحية قرقارش) ، الذي حوله والدهم إلى منتجع عائلي خصوصي ؛ كان أولادنا من طلبة الثانوية و الجامعة ، يكدحون هناك كعمال جمع قمامة (كناسين) ، يلتقطون مخلفات الساعدي القذافي و إخوته ، لينظفوا أرض الحدائق المدرجة المزروعة بشجيرات الورود و الزينة ، مسرح لهو و نزهة الساعدي القذافي و إخوته ، في منتجعهم العائلي المخملي ذاك .
الساعدي القذافي ، لم يكن مواطنا ليبيا عاديا من عامة الناس في ليبيا ، و لا حتى من خاصتهم ؛ بل كان مع باقي إخوته ، يشكلون أعلى قمة الهرم الطبقي ، لنخبة اجتماعية عليا ، فوق التصنيف . يرتاد المنتجعات السياحية المخملية في الريفييرا الإيطالية ، و الملاهي الليلية فاحشة الغلاء ، في جزر البحر المتوسط و بحر إيجة و البحر الكاريبي ، ينفق ملايين الدولارات ، بين أرتال الغواني الشقراوات ، من الراقصات و المغنيات و الممثلات و عارضات الأزياء ، يتنقل بطائرة خاصة ، و بيخته الفاخر الخاص ، و يقيم بفنادق السبعة نجوم ، على حساب الخزانة الليبية العامة ! .
و هذه شهادة إحداهن ..
https://www.echoroukonline.com/%D8%B1%D8%A7%D9%82%D8%B5%D8%A9%E2%80%AD-%E2%80%AC%D8%A8%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A9%E2%80%AD-%E2%80%AC%D8%AA%D8%B9%D8%AA%D8%B1%D9%81%E2%80%AD-%E2%80%AC%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%AF
و من بين عشرات التقارير الصحفية ، بمختلف اللغات ، و مقالات صحف التابلويد الأوربية ، حول مغامرات الساعدي القذافي و إخوته ؛ يصفهم أحد التقارير بأنهم ملوك الليل و البذخ و الفضائح .
و يقدم التقرير هذا العرض المثير ، لنمط حياة الساعدي القذافي في أوربا : " يطوف بيخته الفسيح (370 مترا) ، على شواطئ الريفييرا وموناكو وسان ريمو ونيس الفرنسية وفي جزيرة سردينيا ، حيث يقضي سهراته منفقاً ملايين الدولارات من موازنة الجماهيرية ... يحتل طابقاً كاملاً في أفخم فندق في مدينة بيروجيا الإيطالية ، و يحجز غرفة لكلبه ، و غرفة أخرى لسائقه ... يتميز على مسارح الرقص أكثر منه في الملاعب الرياضية ؛ طويل و أسمر و معروف بسيارته « لمبرغيني ديابلو » الصفراء ، المصنعة بكمية محدودة ، و التي يبلغ ثمنها 300 ألف يورو " !
http://sahafaa.net/show468168.html

و الساعدي القذافي بعد فشله كلاعب كرة قدم و خسارة شرائه حصة من أسهم نادي كرة قدم إيطالي ، تحول إلى الاستثمار في صناعة الأفلام السينمائية بهوليوود ! فدفع 100 مليون دولار ، كعربون تعاقد ، لشركة « ناتشورال سيليكشن » الأميركية ، التي كانت قد قررت إنتاج 20 ، خصص لكل فيلم منها ميزانية قدرها 15 مليون دولار . كما ورد في التقرير الصحفي الغربي سالف الذكر .

الساعدي معمر القذافي ، لم يكن مواطنا ليبيا عاديا ؛ بل كان حاكما من حكام ليبيا ، خلال العشرية - الأخيرة - النيوليبرالية ، السوداء ، من حكم معمر القذافي العائلي :
فالساعدي كان على رأس صنف الهندسة العسكرية ، يتصرف بميزانية مفتوحة .. لا أحد يعرف قيمة المبالغ التي سيلت لمشروعاتها ، و لا رقابة على إنفاقها . و الساعدي كان مسؤولا لاتحاد كرة القدم ، و قد بلغ به طغيان السلطة المطلقة ، أن طرد المؤسسة الوطنية للنفط من مقرها ، ليجعله مقرا لاتحاد (الكورة) ! و الساعدي كان مكلفا بالإشراف على تنفيذ مشروع مدينة المناطق الحرة - بالقرب من زوارا - الذي خصصت له عشرات مليارات الدولارات ! . و الساعدي استولي لنفسه - بقوة نفوذ السلطة المطلقة - على عشرات الهكتارات من الأراضي المملوكة للدولة .
و الساعدي القذافي ، لا شك في أنه يملك من الأرصدة و الأسهم و الشركات المسجلة باسمه ، ما ليس معروفا لدى الأجهزة الرقابية الليبية (فأفراد عائلة القذافي كانوا فوق الرقابة) ، كتلك التي كشف عنها فريق الخبراء المعني بليبيا ، التابع لمجلس الأمن الدولي ، و هما شركتان في جمهورية تانزانيا ، يملك الساعدي حصة 99% في كل منهما ، عبر سيدة من جنوب أفريقيا اسمها (دالين ساندوز) ..
http://alwasat.ly/news/libya/93732

و لقد ورد اسم الساعدي القذافي ، في قضية التحقيق مع نائب المدير التنفيذي السابق لشركة « SNC-Lavalin » الكندية سامي بباوي ، و هي القضية التي يحاكِم فيها القضاء الكندي ، المدعو سامي بباوي ، بتهمة دفع أكثر من 26 مليون دولار ، كرشاوى ، لنجل القذافي الساعدي و أفراد آخرين في الحكومة الليبية ، لإنهاء عقد الشركة ، الخاص بالنهر الصناعي .
https://www.218tv.net/%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%81-%D8%AE%D8%B7%D9%8A%D8%B1-%D8%A8%D9%82%D8%B6%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B4%D8%A7%D9%88%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%86%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%B9/

و التحقيق الجنائي الأهم مع الساعدي القذافي ، كان يجب أن ينصب - بالدرجة الأولى - على الثروات من الأموال و الاستثمارات الخاصة ، التي يملكها الساعدي القذافي بالخارج (مباشرة أم عبر وسطاء) ، و مصدرها الوحيد هو المال العام الليبي .
أما أن يصدر حكم ببراءة الساعدي القذافي ، من ارتكاب جريمة قتل فردية ، فيُفرج عنه (و يُنقل بطائرة خاصة إلى خارج البلاد !) .. بدعوى الامتثال لحكم القضاء ؛ فهو ضحك على ذقون الشعب الليبي ، و استهانة بعقول الليبيين ، و مؤشر على وجود مخطط تآمري واسع متعدد الأطراف المحلية و الخارجية ، يستهدف مصير الدولة الليبية و مستقبل أجيال قادمة من أبناء الشعب الليبي و الأموال الليبية المنهوبة .
و سؤال إلى حكام ليبيا الجدد (و تحديدا المجلس الرئاسي و الحكومة) ، و إلى جهاز النيابة العامة ، و إلى جهاز القضاء : إذا كان إفراجكم عن الساعدي القذافي ، نزولا عند حكم محكمة الاستئناف ببراءته من تهمة القتل ، فلماذا إذن لا تلتزمون بتنفيذ حكم أعلى هيئة قضائية ليبية ، هي المحكمة العليا بكامل دوائرها مجتمعة ، التي قضت بحل برلمان طبرق ، و بطلان انتخابه ، و اعتبار جلساته و ما يصدر عنها .. هي و العدم سواء ؟!
و إذا كان الإفراج عن الساعدي القذافي ، قد تم في إطار المصالحة الوطنية و العدالة الانتقالية و جبر الضرر ؛ فلماذا إذن لا تجبرون ضررنا نحن سجناء الرأي (بلا محاكمة) في حملة اعتقالات خطاب النقاط الخمس ، التي نصّت إحداها على أننا " مرضى نفسيون " ، و أن علاجنا يجب أن يتم في سجن الحصان الأسود (بالفلقة) ؟! .. و الحساب يطول .
و مرة أخرى ، أعود فأقول : إن نظام فبراير هو ابن سِفاح و امتداد للعشرية (النيوليبرالية) السوداء الأخيرة من نظام سبتمبر ، و إن نظام فبراير هو إعادة تدوير لأسوأ ما في نظام سبتمبر . و ها هو حساب المصالح يجمع .
(*) ملاحظة : كُتبت هذه المقالة ليلة 5 سبتمبر الجاري ، و انتظرت حتى عاد الانترنت اليوم - 8 سبتمبر - منذ بضع دقائق ، لأسرع بها للنشر على موقع الحوار المتمدن ، قبل انقطاع الكهرباء أو انقطاع الانترنت ! (و فهم القارئ كفاية) .



#محمد_بن_زكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم أكن شيطانا أخرس أو شاهد زور
- من زوايا رؤية أخرى
- الولايات المتحدة : أفول الحُلم و ضلال الاتجاه
- خدعوكم فقالوا إنها ثورة ! (2/2)
- خدعوكم فقالوا إنها ثورة ! (2/1)
- عشتاريات
- عيد المغيرة بن شعبة
- بلد غنيّ و شعب فقير و حكام (مْخانب) 2/2
- بلد غنيّ و شعب فقير و حكام (مْخانب) 2/1
- هي فوضى .. فلِمَ لا ؟
- ... و باعوها في سوق النخاسة الدولية 2/2
- ... و باعوها في سوق النخاسة الدولية 2/1
- الخطر الأكبر الآتي من الشرق 3/3
- الخطر الأكبر الآتي من الشرق 3/2
- الخطر الأكبر الآتي من الشرق 3/1
- (نهر الكفرة) يفجر الأطماع المصرية بليبيا 2/2
- (نهر الكفرة) يفجر الأطماع المصرية بليبيا 1/2
- لن تدخلوها (قراءة في الحرب على طرابلس)
- أبو الأنبياء .. ....!
- فصلٌ من الكوميديا الليبية السوداء (3/3)


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بن زكري - كان حاكما فوق التصنيف و لم يكن مواطنا عاديا !