أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد بن زكري - أبو الأنبياء .. ....!















المزيد.....

أبو الأنبياء .. ....!


محمد بن زكري

الحوار المتمدن-العدد: 6519 - 2020 / 3 / 21 - 22:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كتاب العهد العتيق (أسفار التوراة الخمسة و أسفار تاريخ بني إسرائيل) ، الذي هو النص المرجعي - العبريّ - الأساس للديانتين المسيحية و الإسلامية . يروي قصة النبي ابراهيم ، بدءً من مولده في أور الكلدانيين ، و من ثّم خروجه منها - برفقة أبيه تارح - قاصدا أرض كنعان ، مرورا بحاران ، و إقامته في بلاد الكنعانيين ، و هجرته منها إلى أرض مصر ، انتهاء إلى عودته للتوطن في أرض الكنعانيين (بمنحة من الرب شخصيّاً) ؛ فلا نجد في كل الرواية التوراتية عن ابراهيم ، ما يشرّف ذلك الأب التوراتي المزعوم .
تزوج أبرام (ابراهيم لاحقا) من أخته لأبيه ساراي (سارة لاحقا) ، و طلب منها ، أنه كلما تطلع إليها الآخرون ، طامعين بها ، أن تقول إنها أخته .. لا زوجته ، حتى لا يتخلص منه الرجال المفتتنون بجمالها ، فيقتلونه ، و يُبقون عليها حيةً للاستمتاع بمضاجعتها .
و عندما حل الجفاف بأرض كنعان ، ارتحل ابراهيم مع زوجته سارة إلى مصر ، طلبا للرزق . قال للناس هناك ، إن المرأة التي برفقته (سارة زوجته) هي أخته ، و ذلك حتى لا يقتلوه و (ينكحوها) . و سرعان ما انتقلت الأنباء عن جمال سارة إلى فرعون مصر ! فضمها الفرعون إلى نسائه ، و أنعم على ابراهيم بخير و فير ، مقابل (نكحه) لسارة .
نقرأ في الإصحاح الثاني عشر من سفر التكوين : " و حدث جوع في الأرض ، فانحدر أبرام إلى مصر ليتغرب هناك ، لأن الجوع في الأرض كان شديدا ، و حدث لمّا قرُب أن يدخل مصر ، أنه قال لساراي امرأته ، إني قد علمتُ أنك امرأة حسنة المنظر ، فيكون إذا رآكِ المصريون ، أنهم يقولون هذه امرأته ، فيقتلونني و يستبْقونك ، قولي إنك أختي ، ليكون لي خير بسببك ، و تحيا نفسي من أجلك .
فحدث لما دخل أبرام إلى مصر ، أن المصريين رأوا المرأة أنها حسنة جدا ، و رآها رؤساء فرعون و مدحوها لدى فرعون ، فأُخِذت المرأة إلى بيت فرعون ، فصنع لأبرام خيرا بسببها ، و صار له غنم و بقر و حمير و عبيد و إماء و أتُن و جِمال " .
غير أن فرعون مصر ، اكتشف أن سارة هي زوجة ابراهيم ، و ليست أخته كما ادعى كذباً ؛ ذلك لأن الرب عاقب فرعون بضربات موجعة ، انتبه معها إلى أن ما حل به من ضربات اليد الإلهية ، هو عقاب له ، جرّاء زواجه من زوجة ابراهيم (و يلاحظ هنا أن رب اليهود ، لم يعاقب ابراهيم الديوث ، بل عاقب فرعون مصر البريء !) ؛ فما كان من فرعون إلا أن استدعى ابراهيم ، و عاتبه على فعلته ، و أعاد إليه زوجته ، و أمر له بمال وفير ، و كلف من يشيعه بما حصل عليه من هِبات مَلَكية ، ثمنا لقوادته . فنتابع القراءة في سِفر التكوين : " فضرب الرب فرعون و بيته ضربات عظيمة بسبب ساراي امرأة أبرام ، فدعا فرعون أبرام و قال : ما هذا الذي صنعتَ بي ؟ لماذا لم تخبرني أنها امرأتك ؟ لماذا قلتَ هي أختي .. حتى أخذتُها لي لتكون زوجتي ؟ . و الآن هوذا امرأتك ، خذها و اذهب . فأوصى عليه فرعون رجالا ، فشيعوه و امرأته و كل ما كان له " .
و في وصف التوراة لحالة ابراهيم الموسرة ، عندما خرج من مصر ، عائدا إلى ارض كنعان ، نقرأ في الإصحاح الثالث عشر : " فصعد أبرام من مصر ، هو و امرأته وكل ما كان له ، و لوط معه ، إلى الجنوب (يُفهَم أنه جنوب ارض كنعان) ، و كان أبرام غنيا جدا في المواشي و الفضة و الذهب " ..
و عند رجوعه - مصحوبا بما أنعم عليه فرعون مصر - إلى بلاد الكنعانيين ، و إقامته في أرض جَرار بفلسطين ، كرر ابراهيم ، نفس فعلته (القوادة على زوجته سارة) ، مع ملك جَرار (ابيمالك) . فنقرأ في الإصحاح عشرين من سفر التكوين ، قول ابراهيم لزوجته سارة : " قال يا سارة ، ليس على وجه الأرض مؤمن غيرك و غيري ، و إن هذا سألني عنك ، فأخبرتُه أنك أختي ، فلا تكذبيني " . (و هنا نجد الكتاب المقدس ، يصف الديوث ابراهيم ، بأنه المؤمن الوحيد على وجه الأرض !) .
و تمضي الرواية التوراتية ، في سرد ما حدث بين أبيمالك (ملك جَرار) و بين ابراهيم و سارة ؛ فنجد أن أبيمالك يتزوج سارة ، على اعتبار أنها أخت ابراهيم (و ليست زوجته) . لكن رب اليهود يتدخل للحيلولة دون قيام أبيمالك بـ (نكح) سارة ، إذْ أن الله جاء إلى أبيمالك في الحلم ، و توعده بالموت لو أنه اقترب من سارة ، و أخبره أنها امرأة متزوجة . (و نلاحظ هنا أن الله يأتي إلى أبيمالك في الحلم و يتوعده بالهلاك ، لكنه لا يمنع خليله النبي ابراهيم من القوادة على زوجته ، و لا يعاقبه على فعلته المشينة !) . و تكملة القصة التوراتية ، أنّ أبيمالك (ملك جَرار) ، يستدعي ابراهيم ، و يعاتبه عتابا مُرّاً على عار الخطيئة التي كاد أن يقع فيها ، من جرّاء كذب ابراهيم و ادعائه أن سارة هي أخته و ليست زوجته . و بكل الشهامة يرد أبيمالك سارة إلى زوجها ابراهيم ، و يعطيه ألفا من الفضة و غنما و بقرا و عبيدا و إماء ، و يسمح له بالإقامة في أي موقع يختاره من أرض جَرار . فنتابع قراءة بقية القصة في الإصحاح عشرين من سفر التكوين : " و انتقل ابرهيم من هناك إلى أرض الجنوب ، و سكن بين قادش و شور ، و تغرّب في جَرار ، و قال ابرهيم عن سارة امرأته هي أختي ، فأرسل أبيمالك ملك جرار ، و أخذ سارة ، فجاء الله إلى أبيمالك في حلم الليل و قال له : ها أنت ميّتٌ من أجل المرأة التي أخذتها ، فإنها متزوجة ببعل . و لكن لم يكن أبيمالك قد اقترب إليها ، فقال ياسيد أَ أمّةً بارّةٌ تَقتل ! ألم يقل هو لي إنها أختي و هي أيضا نفسها قالت هو أخي ؟ بسلامة قلبي و نقاوة يدي فعلت هذا . فقال له الله في الحلم : أنا أيضا علمتُ أنك بسلامة قلبك فعلت هذا ، و أنا أيضا أمسكتك عن أن تخطئ إليّ ، لذلك لم أدعْك تمسها ، فالآن رُد امرأة الرجل ، فإنه نبيّ فيصلي لأجلك فتحيا ، و إنْ كنتَ لست تردها ، فاعلم أنك موتا تموت أنت وكل مَن لك ... ثم دعا أبيمالك ابرهيم و قال له : ماذا فعلت بنا ! و بماذا أخطأتُ إليك حتى جلبت عليّ و على مملكتي خطيّة عظيمة ؟! ... فقال ابرهيم : إني قلت ليس في هذا الموضع خوف الله البتة ، فيقتلونني لأجل امرأتي . و بالحقيقة هي أيضا أختي ابنة أبي ، غير أنها ليست ابنة أمي ، فصارت لي زوجة ، و حدث لما أتاهني الله من بيت أبي ، أني قلت لها هذا معروفك الذي تصنعين إليّ في كل مكان نأتي إليه ، قولي عني هو أخي ... فأخذ أبيمالك غنما و بقرا و عبيدا و إماء و أعطاها لابرهيم . و قال لابرهيم : هو ذا ارضي قدامك ، اسكن في ما حسُن في عينك . و قال لسارة : إني قد أعطيت أخاك ألفا من الفضة . ها هو لكِ غطاءُ عيْنٍ مِن جهةِ كل ما عندكِ و عند كا واحدٍ ، فأُنصِفتْ " . (لاحِظ إلحاح كتبة التوراة ، على أن أبيمالك لم يضاجع سارة ، تَحسُّباً للاشتباه في نسب مولودها إسحاق ، و إيحاءً للقارئ بالنقاء العرقي لبني إسرائيل) ! .
هذا ما أورده الكتاب المقدس ، عن افتقاد النبي ابراهيم لنخوة الرجال . أما عن افتقاره للشهامة ، فتخبرنا التوراة ، عن تخلصه من ابنه اسماعيل و أم ابنه هاجر ، بالتخلي عنهما و تركهما عرضة للهلاك المحقق ، في صحراء قاحلة لا ماء فيها و لا زرع ، نزولا عند رغبة زوجته (العاهرة) سارة ، جرّاء غيرتها من هاجر. " فقال أبرام لساراي ، هوذا جاريتكِ في يدكِ ، افعلي بها ما يَحسُن في عينك ، فأذلتها ساراي ، فهربت من وجهها " . و هكذا بهروب هاجر إلى البرّيّة ، ضمنت ساراي ألّا يكون اسماعيل منافسا لابنها اسحق ، في ميراث أبيهما ابراهيم من أرض فلسطين ، التي وهبها له رب اليهود .
أما رواية التوراة عن حبَل سارة بابنها اسحاق ، و هي عجوز في التسعين ، و زوجها ابراهيم شيخ في المائة ؛ فهي بمنتهى السخف و الهلوسة ، مما لا يقبله عقل طفل ، من تخاريف الجدات العجائز ، حتى إن ابراهيم نفسه لم يصدق ما أنبأه به الرب عن حمل سارة بابن ، لتكون منه أمم و ملوك ؛ فنقرأ في الإصحاح السابع عشر من سفر التكوين : " و قال الله لابرهيم ، ساراي امرأتك لا تدعو اسمها ساراي ، بل اسمها سارة ، و أباركها و أعطيك أيضا منها ابنا ، أباركها فتكون أمما و ملوك شعوبٍ منها يكونون ، فسقط ابرهيم على وجهه و ضحك و قال في قلبه : هل يولد لابن مئة سنة ! و هل تلد سارة و هي بنت تسعين سنة ؟! " .
لكن .. هل لامرئً في القرن الواحد و العشرين ، يتوفر في رأسه على عقل يعمل بنصف طاقته الافتراضية على التفكير السوي ، أن يتقبل هذه التخاريف و الهلوسات ، في الكتاب المقدس (المصدر الرئيس للديانات الإبراهيمية) ؟!



#محمد_بن_زكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فصلٌ من الكوميديا الليبية السوداء (3/3)
- فصلٌ من الكوميديا الليبية السوداء (2/3)
- فصلٌ من الكوميديا الليبية السوداء (1/3)
- جرة قلم !
- المرأة و إعادة إنتاج الهيمنة الذكورية
- كشف التزوير في ثورة التكبير
- رسكلة أو إعادة إنتاج النظم التسلطية (ليبيا / نموذجا)
- متوفر حسب الطلب
- أكذوبة الجيش (الوطني) الليبي في دولة الميليشيات
- مشكلة الإنسان المجوف فاقد الأبعاد
- دكتاتورية سلطة الكومبرادور
- ( لا ) مرفوعةً إلى الأسّ العشريّ
- هل هي إصلاحات اقتصادية ؟ (2/2)
- هل هي - إصلاحات - اقتصادية ؟ (1 / 2)
- لا .. لمشروع الدستور الجديد / 4
- لا .. لمشروع الدستور الجديد / 3
- لا .. لمشروع الدستور الجديد / 2
- لا .. لمشروع الدستور الجديد / 1
- الحيادُ في الدستور ، وهْمٌ وخديعة / الحالة الليبية نموذجا
- الجماهير الرثة لا تصنع ثورة و لا تبني دولة


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد بن زكري - أبو الأنبياء .. ....!