أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - مباهج الديمقراطية الامريكية في السودان!















المزيد.....


مباهج الديمقراطية الامريكية في السودان!


سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)


الحوار المتمدن-العدد: 7142 - 2022 / 1 / 21 - 21:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما امر الرئيس كلينتون باطلاق الصواريخ على مصنع الشفاء للادوية في السودان 1998 مدعياً انه يستخدم "لتصنيع الاسلحة الكيماوية" فقد كان ذلك بكل المقاييس عملاً ارهابياً له خطورته. فقد كان معروفاً ان ذلك المصنع هو المصدر الوحيد لتسعين فى المائة من الادوية الاساسية لواحد من اكثر الدول فقراً في العالم. كان المصنع الوحيد الذي ينتج مادة الكلوروكين، وهى الاكثر تأثيراً في علاج الملاريا والادوية المضادة لمرض الدرن الرؤي، والتي تعد شريان الحياة لما يزيد على المائة الف مريض بتكلفة تبلغ جنيهاً استرلينياً واحداً في كل شهر. وليس هناك مكان اخر في العالم يتم فيه انتاج الادوية البيطرية المستخدمة في علاج الامراض الطفيلية التي تنتقل من الماشية الى الانسان، والتى تعد احد الاسباب الرئيسية لوفيات الاطفال في السودان.
جوناثان بيلكى، من مؤسسة الشرق الادنى، كتب يقول: "نتيجة لهذا الهجوم الامريكي فان عشرات الالاف من الناس والكثيرون منهم اطفال، قد عانوا ولقوا حتفهم من جراء الاصابة بالملاريا والدرن الرؤي وغيرهما من الامراض التي يمكن معالجتها. وجاءت العقوبات الامريكية على السودان لتجعل من المستحيل استيراد الكميات الكافية من الادوية لتغطية تلك الفجوة الخطيرة الناجمة عن تدمير مصنع الادوية".
كم هو عدد السودانيين الذين لقوا حتفهم منذ ذلك الحين نتيجة لقرار كلينتون قصف مصنع الادوية؟!، الاجابة وفقاً لما يقوله السفير الالماني لدى السودان هى "ان عدة عشرات من الالاف يبدو تخميناً معقولاً". وقد حالت واشنطن دون قيام الامم المتحدة بتشكيل لجنة استقصاء بناء على طلب الحكومة السودانية. ولم يرد ذلك فى الاعلام باعتباره مجرد خبر من الاخبار. وعندما قام نعوم تشومسكي بالمقارنة بين هذا العمل الارهابي وبين الهجوم الوحشي على برجي نيويورك، كانت الاساءات الموجة اليه بانه "متراخ في مواجهة الفاشية".(1)



بعيداً عن البروباجندا الامريكية عن دعم الحكم المدني في السودان:
مكتب تنسيق الرئاسات العربية بتل ابيب، يبلغ البرهان اخر التعليمات!
في يوم الاربعاء 19 يناير الحالي، صباحاً: انطلقت طائرة خاصة تقل بعثة إسرائيلية هبطت في العاصمة السودانية الخرطوم، والتي انطلقت من مطار بن غوريون في الصباح، ونفذت "توقفا دبلوماسيا" في شرم الشيخ في مصر، ومن ثم واصلت طريقها إلى السودان واجتمعت مع البرهان وبعض القادة العسكريين، ليعود الوفد الاسرائيلي في المساء الي تل ابيب بعد ان ادى المهمة.

في مساء نفس اليوم: اجتمع البرهان مع المجلس الرئاسي ومجلس الوزراء، (المجلس الذي شكله المجلس العسكري دون مشاركة من المكون المدني، وفقاً لاتفاق "المركب ام ريسين"!)، وابلغهم باخر تعليمات مكتب تنسيق الرئاسات العربية بتل ابيب.

وكان المجلس العسكري قد بدأ طريق التطبيع مع اسرائيل بعد الثورة السودانية وقرب موعد تسليم السلطة للمكون المدني وفقاً لاتفاق "المركب ام ريسين"، فالتقى البرهان مع نتنياهو في اوغندا في فبراير 2020 دون موافقة المكون المدني وفقاً ما ينص عليه الاتفاق، او حتى علمه. وكان آخر وفد إسرائيلي قد زار السودان في نوفمبر الماضي، بعد اتفاق التطبيع بين الخرطوم وتل أبيب العام الماضي، لكن الأزمة السياسية في السودان وما آلت إليه الأمور بعد انقلاب العسكر على الخيار المدني حالت دون تسريع تطبيع العلاقات أكثر بين إسرائيل والسودان.

ومن الملفت انه قد تم عزل المبعوث الامريكي الي القرن الافريقي جيفري فيلتمان بعد تصريحاته ضد الرباعي الداعم للانقلاب بقيادة اسرائيلية، فتم الاعلان عن تنحيته جيفري عن منصبه ولم تمضي عليه سوى بضعة اشهر، وتعين ديفيد ساترفيلد السفير الأمريكي المنتهية ولايته في تركيا بديلاً له.

وكان فيلتمان تعليقا على تصريح أحد الصحفيين، بأن دولا مثل مصر والسعودية والإمارات، لم تعرب عن إدانتها للأحداث في السودان، أجاب، بأن "دعمهم الضمني لن يفيد السودان كثيرًا، خاصة في حل المشاكل الاقتصادية الوشيكة".
وواصل قائلا: "السودان كان بصدد إعادة هيكلة ديون بقيمة 85 مليار دولار، لا أعتقد، أن الدول، التي ذكرتها (مخاطبا الصحفي) ستكون قادرة على استبدال المجتمع الدولي والمؤسسات المالية في حل مشاكل البلاد الاقتصادية".
ولكن يجب علينا بدورنا ان نسأل: من الذي قال ان المطلوب حل مشاكل السودان الاقتصادية، او غيرها؟!
اليس من المفترض ان فيلتمان يعرف ان تعثر السودان عن تسديد القروض، بعد اغراقه بها، هى اسمى امانينا، حتى نستحوذ على الاصول؟ً! .. لو لم يوجد التعثر، لاخترعناه؟!.(2)

ان الدعم الامريكي الفعلي هو للمكون العسكري، وفي العلن مجرد دعم "لفظي" للمكون المدني، وفقاً للبروباجندا الامريكية عن دعم الديمقراطية والحكم المدنى!، انه المغزى الحقيقي لكون كل مناشدات الولايات المتحدة لا توجها للمكون المدني ممثلاً في قوى الحرية والتغيير، وانما توجهها الى المجلس العسكري، رغم انتهاء مدة رئاسته وفقاً لاتفاق "المركب ام ريسين" في 17 يوليو 2021، او حتى في 17 يناير الجاري، بعد التمديد القسري لمدة عام آخر!. بل وصل الامر الى حد ان المقترح الاممي لحل ازمة الحكم فى السودان لم يتم تسليمه لقوى الحرية والتغيير الا بعد ثلاثة ايام من وصوله للخرطوم .. ان اليمين الحاكم للعالم كلهم يد واحدة. ان الحكم العسكري للسودان هو الارادة الحقيقية للولايات المتحدة، قائدة حكام اليوم، والتنفيذ تحت اشراف القائد الاقليمي القوي لمنطقة الشرق الاوسط، اسرائيل.



والسؤال الذي يطرح نفسه بشده:
هل لو كان الغرب بقيادة الولايات المتحدة جاد فعلاً في رفض حكم العسكر، هل كان عسكر السودان تجرؤا على استخدام كل هذا العنف القاتل ضد مظاهرات سلمية؟!
ان كل دعاوي الولايات المتحدة الاعلامية عن نشر "الديمقراطية والسوق الحرة" في الشرق الاوسط، هدفها الحقيقي هو الشطر الثاني من الشعار "السوق الحرة"، والوظيفة الحقيقية والوحيدة للشطر الاول "الديمقراطية" هو فقط، للتغطية الشكلية التجميلية على الهدف الحقيقي "السوق الحرة"، وهو ماينفذه بالفعل المجلس العسكري في السودان، من تحرير سعر العملة، الجنيه السوداني، والغاء الدعم تقريباً، عن السلع الاساسية.

في 1 نوفمبر2021،
سألت سؤال الساعة:
هل تتحقق مصالح حكام العالم، بقيادة امريكية، بديمقراطية فى السودان؟!
"انقلاب" السودان، باق ومستمر!
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=736330
وفي 10 اكتوبر 2021، كتبت عن:
مآزق الثورة السودانية!
واشرت الى انني فى 1/5/2019، فى مقال:
انتباه: لن تنجح ثورة بمفردها!.
"اللى اتلسع فى مصر، ينفخ فى السودان والجزائر"!.
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=635920
سألت: لماذا يشارك المجلس العسكرى فى الحكم؟!.
ذلك تعقيباً على الاتفاق السياسى الذى وقعته قوى الحرية والتغيير مع المجلس العسكرى على فترة انتقالية مدتها تسعة وثلاثون شهراً، يتولى المجلس العسكرى رئاستها خلال فترتها الاولى ومدتها واحد وعشرون شهراً.
وقلت: ".. ان قبول هذا من حيث المبدأ، يعنى البداية الفعلية لتنفيذ سيناريو "النموذج المصرى" على الحالة السودانية، بداية هزيمة الثورة ..".
وفى 18/7/2019، فى مقال:
السودان .. رحلة الهزيمة تبدأ بخطوة!
"وعايزنا نرجع زى زمان، قول للزمان ارجع يا زمان"!.
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=643805
سألت مجدداً:
من اين تأتى مشروعية حتمية ان يكون المجلس العسكرى شريك فى الحكم؟!.
مع ملاحظة هامة، ان الفترة الزمنية للاتفاق السياسى الذى وقعته قوى الحرية والتغيير مع المجلس العسكرى على فترة انتقالية مدتها تسعة وثلاثون شهراً، يتولى المجلس العسكرى رئاستها خلال فترتها الاولى ومدتها واحد وعشرون شهراً، هى نفسها، تقريباً، الفترة الزمنية، التى فصلت بين 25 يناير 2011، وبين استعادة الحكم للسلطة فى مصر، من 25 يناير 2011، مروراً، بالسنة البائسة، للالتفاف حول 25 يناير عبر رأس الرجاء، "رأس الاخوان"، الصالح، الى 3 يوليو 2013.
"خبرة يناير: بين "براءة" الثوار، و"دهاء" النظام العتيق!"
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=501507
وذكرت بمقولة "ميدان التحرير موجود، هو حيروح فين" !، التى روج لها بعضً من النخبة يتقدمهم ضياء رشوان، الذى نال عن جدارة منصبى، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ونقيب للصحفيين.
وكانت هذه الدعوة "ميدان التحرير موجود، هو حيروح فين"!، تم الالحاح عليها فى الفترة ما بين 25 يناير و 11 فبراير 2011، وكان هناك الحاح على ان يترك الشباب ميدان التحرير بعد ان قدم الرئيس مبارك بعض التنازلات الشكلية، على ان يترك الرئيس مبارك يكمل مدته، وهو قد وعد بانه لن يعيد ترشيح نفسه كما انه لن يرشح نجله جمال للرئاسة، وفى سياق تقديم المبررات لاقناع الشباب بترك ميدان التحرير، كان هناك مقولة جرى ترديدها على كثير من الالسنه، بعضها بحسن نيه وبعضها بدون، تقول هذه المقولة "ان ميدان التحرير موجود، ولو لم تلتزم السلطة بما وعدت به يمكنكم العودة الى ميدان التحرير، هو الميدان حيروح فين"..

وللاسف، الاحداث الاخيرة فى السودان، تثبت صحة ما توقعته وحذرت منه فى المقالين، فمع اقتراب الموعد "الوهمى" لتسليم السلطة للمدنيين وفقاً للاتفاق، كان "الشريك" العسكرى، قد اخذ نفس الفرصة الزمنية، واعد المسرح لازالة الاوهام عن وهم تسليم السلطة للمدنيين، بدءاً من "الانقلاب العسكرى الفشنك"، الى تصريحات "الجيش هو الوصى الوحيد على البلاد"، الى افتعال الاضطرابات من الوقود للكهرباء للغذاء والخبز، مررواً بالانشقاق المدبر لـ"تمرد" شرق السودان، وقطع الامدادات عن العاصمة وباقى السودان، مع فتح ثغرة تمرير الادوية حتى لا ينقلب سلاح التمرد المدبر الى عكس هدفه، الى تصريحات حميدتى الذى عين نائباً للحاكم العسكرى خارج الاتفاق مع القوى المدنية، وتصريحه "الفخ"، بان الشرطة والمخابرات جهازان عسكريان!، وانه لن يتم تسليمهما للشريك المدنى، وانما الى رئيس منتخب!، الى زرع الشقاق بين القوى المدنية ذاتها، مستخدمين التكتيك الاسرائيلى، لمن سنسلم السلطة.

وفي 14 نوفمبر العام الماضي، ذكرت في مقال تحت عنوان:
"ليس هناك اخطر على الثورة، من تضليلها!
هل حقاً تريد امريكا نظام ديمقراطي فى السودان؟!".
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=737681
ان الاستعمار ليس وجهة نظر، يمكن ان تصيب او تخيب، كما انه ليس موضة "صرعة" حتى يصبح موضة قديمة، كما ان الفكرة عنه مازالت لا تعتبر من الافكار البالية، العكس تماماً هو الصحيح، على اساس ان الاستعمار الجديد "العسكرى/الاقتصادى/ الثقافى"، ما هو سوى "التطور الطبيعى" للاستعمار القديم، فعلى حين آمن الاستعمار القديم توسع النظام الرأسمالى فى بدايته، بنهبه لثروات الشعوب، باحتلالها، اليوم و"غداً"، تؤمن "النيوليبرالية" الاقتصادية، الاستعمار الجديد، توسعاً جديداً للرأسمالية، بأستعمار الحكومات ذاتها، ببيع اصولها وخدماتها العامة، التعليم الرعاية الصحية، السكن، السكك الحديدية والاتصالات والبريد، انتالج وتوزيع الكهرباء وماء النيل .. الخ، وبعد ان تكون قد هيأت ساحة المعركة "السوق"، بتنفيذ الشروط الرئيسية الثلاثة لصندوق النقد الدولى (الذراع التنفيذى لحكام العالم)، الشروط التى يرفق بها صندوق النقد الدولى القروض التى يقدمها، مطالب "العلامة التجارية" الثلاث – الخصخصة، والحد من دور الحكومة، والوقف الحاد للانفاق الاجتماعى -. وبعد 11 سبتمبر، اصبحت تباشر فرضها بالقوة عن طريق الذراع العسكرى للـ"النيو ليبرالية" الاقتصادية، "الحرب العالمية على الارهاب"، ليهيأ السوق كى تغزوها الشركات العملاقة والمؤسسات المالية الدولية، جيوش واسلحة الاستعمار الجديد، "النيوليبرالية" الاقتصادية. لتتحول الدولة الى دولة تحكم فيها الشركات، مما يعنى ان تكون الدولة عبارة عن حزام ناقل يقوم بايصال الاموال العامة الى القطاع الخاص العابر للقوميات.

وتسائلت من يحكم عالم اليوم؟!، وفي الاجابة اشرت الي ان صندوق النقد او البنك الدولى ليست مؤسستا تمويل، فهذا ما تردده الدعاية المضللة التى تروجها المؤسستان واتباعهم من اساتذة وخبراء الاقتصاد، وهما فى الحقيقة، مؤسستان يمثلان الذراع التنفيذى لحكام عالم اليوم بقيادة امريكية، القيادة المكونة من اباطرة الشركات العملاقة العابرة للقوميات ومؤسسات الاقراض المالية الدولية، "من بنوك ومصارف وشركات ائتمان واوراق مالية، دولية .. الخ"، والاثنان، الشركات العملاقة العابرة للقوميات، ومؤسسات الاقراض المالية الدولية، يتبعان نفس الملاك، حكام عالم اليوم بقيادة امريكية، قياصرة "النيوليبرالية" الاقتصادية، هدفهم الحقيقى وهو ما يلتزم به صندوق النقد والبنك، الدوليان، هو فرض مبدأ "تغيير السياسات" على الحكومات "الوطنية" "المحلية" لتغيير سياساتها لتنسجم مع سياساتها. (3)



وعن الشعار المضلل للولايات المتحدة "الديمقراطية والسوق الحرة" تسائلت: عن اى ديمقراطية نتحدث؟!، فبالرغم من الترويج الهائل والمستمر للنسخة الامريكية لهذا الشعار الا انه فى الحقيقة، شكلت الديمقراطية عائقاً امام التطبيق الكامل لسياسات "النيوليبرالية" الاقتصادية، "العلاج بالصدمة الاقتصادية"، نتيجة لقدرة الناس على المقاومة فى ظل النظام الديمقراطى، اى انه فى حين ان نموذج ميلتون فريدمان، مؤسس "مدرسة شيكاغو" الاقتصادية، "النيوليبرالية" الاقتصادية، "العلاج بالصدمة الاقتصادية"، نموذج يمكن تطبيقه بشكل جزئى فى ظل نظام ديمقراطى، فان الشروط القاهرة، "القمع"، مطلوبة لتطبيق رؤية فريدمان الحقيقية، هذه الشروط التى تحتاج الى سلطة مركزية قوية، ببساطة، يمكن ان يحققها الحكم العسكرى بسهولة.

وخلصت الي الاستنتاج التالي: ان الموقف الامريكى من انقلاب السودان، نموذج للتضليل، وللارباك الذهني، حيث انه ليس امام حكام العالم، بالقيادة الامريكية، سوى نوعان من القوى الموجودة بالفعل على ارض الواقع، التى يمكن لها ان تحكم الدول المسماة بالجمهوريات فى منطقتى "الشرق الاوسط الكبير، الجديد"، و"القرن الافريقى الكبير، افركانو"، ولان قوى الاسلام السياسى قد سقطت فعلياً فى كل التجارب العربية، مصر، السودان، تونس، المغرب .. فلا يتبقى امامها سوى القوى العسكرية، هكذا ببساطة غير مخلة، فى ضوء فشل كل محاولاتها وضع قوى "مدنية" – مصنعة دولياً "بحطة ايدها"، قادمة على ظهر الدبابات الامريكية - على رأس الحكم، كما التجارب الفاشلة فى العراق، اليمن، ليبيا، افغانستان.

كما حذرت من ان حكام العالم ينفقون التريليونات على الاعلام ومراكز الابحاث، لـ"اخفاء الاهداف الحقيقية" لسياساتهم الغير عادلة، وبالتالي لا يجب ان تؤخذ السياسة من السنة المتحدثين الرسميين، ولا من الاعلام ومراكز الابحاث المسيطر عليهم كلياً من نفس حكام العالم، قادة الاستعمار الجديد، فكما لا يمكن لمن يسرقك ان ينبهك لسرقتك، لا يمكن لمن ينهب الشعوب ان يصارحها بفعلته. فلا يجب ان تكون هناك اوهام بان الضغط الغربى عموما والامريكى خاصة، على قادة "الانقلاب"، هو من اجل الديمقراطية وحقوق الانسان، انه ليس سوى كونه مجرد جزء من صراعها مع الصين، وكذلك مع روسيا، على خيرات افريقيا "القارة البكر" وثرواتها، ضمن المشروع الامريكى لشرق افريقيا "القرن الافريقى الكببر، افريكانو".


كل المطلوب فقط، من الادارة الجديدة فى السودان، امران اساسيان:
اولاً: علاقات تبعية "طبيعية" مع اسرائيل، القائد الميدانى القوى للشرق الاوسط الجديد، وحامى مصالح حكام عالم اليوم، بقيادة امريكية، ومصدر تعويق لاى مشاريع استقلال وطنى فى الشرق الاوسط وافريقيا، بالهاء القوى الوطنية والدينية فى الشرق الاوسط وافريقيا، بصراع دينى مغرض.

ثانياً: تعديل سياسات السودان الاقتصاية لتتوائم مع السياسات الاقتصادية الدولية المسيطرة، "النيو ليبرالية" الاقتصادية، "العلاج بالصدمة الاقتصادية"، يعنى تعويم الجنيه والغاء الدعم ورفع يد الدولة تماماً عن السوق، تسعيراً، وانتاجاً، وتملكاً، وهذا كله ما فعله بالفعل المكون العسكرى ضد ارادة قطاع كبير من القوى المدنيه، والذى بدأ منذ اكثر من عام ونصف، هاذان العاملان هما الاهم، واى شئ اخر ممكن ان يمر، رغم كل التصريحات الاعلامية عن الديمقراطية وحقوق الانسان والحكم المدنى.

وها هو المجلس الرئاسى فى السودان، - قبل الانقلاب -، ينفذ بقيادة المكون العسكرى، كل شروط صندوق النقد، "النيوليبرالية" الاقتصادية، بحذافيرها، التطبيع مع اسرائيل، تعويم الجنيه السودانى، وقف الدعم، وقد اعلن عن هذه الاجراءات بكل فخر بأعتبارها انتصاراً مجلجلاً، كما يعلن الاعلام المصرى بنفس الحماس النجاح فى الحصول على قروض!.

هام جداً
الاصدقاء الاعزاء
نود ان نبلغ جميع الاصدقاء، ان التفاعل على الفيسبوك، انتقل من صفحة سعيد علام،واصبح حصراً عبر جروب "حوار بدون رقابة"، الرجاء الانتقال الى الجروب، تفاعلكم يهمنا جداً، برجاء التكرم بالتفاعل عبر جروب "حوار بدون رقابه"، حيث ان الحوار على صفحة سعيد علام قد توقف وانتقل الى الجروب، تحياتى.
لينك جروب "حوار بدون رقابه"
https://www.facebook.com/groups/1253804171445824



المصادر:
1-حكام العالم الجدد، جون بيلجر.
https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%AD%D9%83%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D8%AF-pdf?fbclid=IwAR2HOucQJuVf0kW7PYNW0nvwViCjtOICyg4RGmikIoa01g727IU58CyNXgA
2-عفواً المحمودان، وهبه وبكير، صندوق النقد ليس بنك تسليف! صندوق النقد والبنك الدوليان: لو لم يكن هناك عجز عن السداد، لخترعناه، الاستيلاء على الاصول هدفنا.
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=675264&fbclid=IwAR2HOucQJuVf0kW7PYNW0nvwViCjtOICyg4RGmikIoa01g727IU58CyNXgA
3-للمزيد:
عفواً المحمودان، وهبه وبكير، صندوق النقد ليس بنك تسليف!
صندوق النقد والبنك الدوليان:
لو لم يكن هناك عجز عن السداد، لخترعناه، الاستيلاء على الاصول اغلى امانينا.
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=675264
لا دولة ولا شبه دولة، فقط "شركة نوعية"؟!
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=598879
تفجير مصر من الداخل!
لماذا الاكتفاء بحلب البقرة، لما ممكن الاستحواذ على البقرة ذاتها؟!
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=619060



#سعيد_علام (هاشتاغ)       Saeid_Allam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعلان هام: اذا كنت مجرم دولي وتبحث عن ملجأ، فأهلاً بك في الو ...
- السيسي يرد على دعوتنا، بالدفاع عن صندوق النقد؟! طالبنا برد م ...
- الديمقراطية الامريكية، وحركات حقوق الانسان!*
- ماذا تعني، حركات حقوق الانسان بدون سياسة ؟! لا احتلال اقتصاد ...
- رسلة مفتوحة للنخبة المصرية، الواعون منهم والغافلون!. العملاء ...
- لماذا يحرص السيسي على اشعار الشعب بالذنب؟!
- خطايا النظام يتحملها الشعب؟!
- ماذا يعنى نشر الديمقراطية فى الشرق الاوسط؟!
- وجدتها وجدتها .. هنا التمويل، فلنرقص هنا!
- هل نجيب ساويرس معارض وطنى، حقاً ؟!
- آل ساويرس كممثلين للنيوليبرالية الاقتصادية، فى مصر والشرق ال ...
- صراع الديناصورات: آل ساويرس ك-ممثلين- للنيوليبرالية الاقتصاد ...
- -صخرة يوليو-!
- سد النهضة مشروع سياسى، قبل ان يكون تجارى!
- كيف نوقع على وثيقة تزور تصنف النيل ك-نهر عابر للحدود-، ثم نط ...
- متى تنتهى الحرب العالمية الثالثة، الغير معلنة؟!
- بمناسبة زيارة ماكرون للسعودية، والازمة اللبنانية: كلمة السر ...
- احدث -الاعيب شيحا-! ساويرس والهروب الى الامام.
- رسالة الى حسني النية فقط: بعيداً عن هدف الالهاء فى خناقة كتا ...
- -عصابة الاربعة-! -1- -ساويرس/دحلان/الامارات/اسرائيل-. عندما ...


المزيد.....




- أمطار غزيرة وعواصف تجتاح مدينة أمريكية.. ومدير الطوارئ: -لم ...
- إعصار يودي بحياة 5 أشخاص ويخلف أضرارا جسيمة في قوانغتشو بجن ...
- يديعوت أحرونوت: نتنياهو وحكومته كالسحرة الذين باعوا للإسرائي ...
- غزة تلقي بظلالها على خطاب العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض ...
- ماسك يصل إلى الصين
- الجزيرة ترصد انتشال جثامين الشهداء من تحت ركام المنازل بمخيم ...
- آبل تجدد محادثاتها مع -أوبن إيه آي- لتوفير ميزات الذكاء الاص ...
- اجتماع الرياض يطالب بفرض عقوبات فاعلة على إسرائيل ووقف تصدير ...
- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - مباهج الديمقراطية الامريكية في السودان!