أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حسن أحراث - محنة الشهيد بلهواري قبل اعتقاله..














المزيد.....

محنة الشهيد بلهواري قبل اعتقاله..


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 7131 - 2022 / 1 / 9 - 02:21
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


عانى الشهيد مصطفى بلهواري كثيرا قبل اعتقاله، وكذلك عائلته. لا نعتبر النضال معاناة، رغم الجهد المبذول والتضحيات المطلوبة. لأن درب النضال يفرض تحمل المسؤولية والقيام بالمهام النضالية...
قد نعتبره محنة ومعاناة فترة التضييق والخنق والملاحقة...، وهو ما أدى الشهيد مصطفى ثمنه غاليا.
كان الشهيد ملاحقا لفترة طويلة قبل اعتقاله، بل وقبل اندلاع انتفاضة يناير الشعبية لسنة 1984. كان ينتقل من دار إلى دار بمدينة مراكش، والأصح من غرفة الى غرفة، وخاصة بأحياء الداوديات وإيسيل، حيث توجد كلية العلوم وجل رفاق الشهيد...
والمُثير في محنة الشهيد هو اعتقال أفراد عائلته واستفزازهم (الأخ والأب...) بهدف الضغط على الشهيد وكشف أماكن اختفائه...
لقد تابعت والرفيق لحبيب لقدور (12 سنة سجنا نافذا) محنة العائلات، لأن اعتقالنا كان متأخرا (اعتقلت في 27 فبراير 1984).
وأتذكر لحظة مُعبرة جمعتني والرفيق لقدور مباشرة بعد علمنا باعتقال الشهيد مصطفى في يناير 1984.
صرخ الرفيق لقدور بحسرة وانفعال باديين، كيف يُعتقل مناضل في حالة فرار دون تدخل أو دعم من طرف الحركة الماركسية اللينينية المغربية (الحملم)، أو على الأقل بعض مكوناتها، علما أننا جزء منها رغم عدم انتمائنا التنظيمي اليها؟!
استنكر الرفيق بحرقة ترك الشهيد لمآله لوحده، خاصة أن للشهيد إرث نضالي كبير، ومنذ التحاقه بالجامعة بالرباط (كان مؤتمرا قاعديا إبان المؤتمر 17 للاتحاد الوطني لطلبة المغرب سنة 1981).
تقاسمنا حينه نفس الاستنكار، وإن بتفاوت. وخلصنا بامتعاض وبعد نقاش أو دردشة عابرة إلى أن إمكانيات الحملم محدودة، ومن واجب المناضل في ظل ذلك الواقع الصعب تدبر أمره. فلا يمكن لأي تنظيم ثوري حماية كل مناضليه من الاعتقال أو الاغتيال. قد يكون ذلك ممكنا بالنسبة للمناضلين القياديين، لكن في حدود. واستحضرنا اعتقال الشهيد عبد اللطيف ز وال والشهيدة سعيدة المنبهى وكذلك ابراهام السرفاتي والعديد من المعتقلين السياسيين الذين عانوا محنة الملاحقة قبل الاعتقال...
اتفقنا في الأخير على توخي الحذر وفي نفس الآن مواصلة فعلنا النضالي. كنا نُردد "المناضل آخر من يُعتقل"، وتبين لنا أن ذلك ليس صحيحا دائما. وبالمناسبة، يتبين أن الثوار لا ينبعون دائما من قلب السجون...
وسقطنا رغم ذلك أمام شراسة القمع ودموية النظام القائم.. لكننا قمنا بالواجب: صمود ومعركة بطولية (معركة الشهيدين) وتضحية رفيقين غاليين بوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري..
اليوم، في غياب التنظيم الثوري، من يحمي من؟
إن مهام التنظيم الثوري ليست فقط حماية المناضلين، بل أيضا تأطيرهم. أما المهام الكبرى فهي تنظيم الجماهير الشعبية وتأطيرها والانخراط الميداني في معاركها، وفي المقدمة الطبقة العاملة.
ومسؤوليتنا ومهمتنا الجوهريتان هما بناء التنظيم الثوري الماركسي اللينيني، على خطى الحملم، وبدون تحريف أو تشويه. وذلك وفاء للشهيد مصطفى بلهواري ولكافة شهداء شعبنا...
كان الشهيد مصطفى (10 سنوات سجنا نافذا) مُلهمُنا ومُعلمُنا. لقد صنعني (لا أقول صنعنا) ثوريا... كانت تجربتي بسيطة أمام تجربة الشهيد البطل.. ويُشرفني أن أكون استمراريته النضالية المتواضعة.. وأذكر ليلة إصدار الأحكام القاسية في حق مجموعتنا (مجموعة مراكش 1984)، عندما خاطبني بنظرة تفاؤلية: "طوالة أبا حسن" (15 سنة سجنا نافذا)، وكأني به قال: "أحملك المسؤولية رفيقي...".
كل الحب للشهيد المتواضع والخلوق بلهواري ولكافة الشهداء ولشعبنا.. وإني على العهد باق...
ألست القائل رفيقي بباب الزنزانة رقم 1 بسجن بولمهارز بمراكش (جناح العزلة): "لا للولاء"؟
لا للولاء رفيقي حتى النهاية...
لا يحق الحديث عن الشهداء إلا لمن يسير على دربهم..
كفى من الارتزاق باسم الشهداء..
كفى من توظيف الشهداء في مشاريع سياسية بعيدة عن مشاريعهم ومواقفهم..
للشهداء مشاريعهم، إما أن نلتحق بها ونواصل المسير على هُداها أو لنصنع مشاريعنا الخاصة..
كتب أحد الرفاق عن حق ما معناه "لنرفع صور الشهداء، أما غيرهم فقد يتغير". بالفعل، المناضل مصطفى بلهواري استُشهد ماركسيا لينينيا، وإنه كذلك دوما وأبدا. أما الكثير من رفاقه "الأحياء" فلم يعودوا كذلك.. فأي صور نرفع؟!! وليخجل من يرفع صورة الشهيد بلهواري أو صور باقي الشهداء توظيفا أو تحريفا.. لا داعي للسرعة، فإنها تقتل.. ولنا في التاريخ عبرة..
ما أبشع وأقبح أن تخون رفيقا شهيدا تقاسمت وإياه الحلم والمستقبل وعشت وإياه ملح الزنزانة وظُلمة الدهاليز..
إنه البون الشاسع بين الوفاء والخيانة، بالأمس واليوم...
المرجو احترام الشهداء...



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكوكب المراكشي..
- تأمل البحر جيدا..
- -الرفاق- تائهون..
- شعارات ضعيفة في محطة قوية.. هل نُناهض التطبيع حقا؟
- الشهيدة سعيدة: هل بقي ما نقول للشهداء أو عنهم..؟
- شكر على التكريم والاحتفاء..
- هدية بنموسى للنقابات التعليمية
- إننا نُكرر أخطاء الماضي ببشاعة..!!
- النقابات التعليمية تعانق الوهم..
- هل الشهداء -فرحانين- حقا؟
- نقد ذاتي
- معتقل سياسي سابق ومحنة التقاعد المُجحف..
- سوق الخميس بمراكش.. تُحف نادرة
- أمي (قيد حياتها) بين جناحين دافئين..
- رحلت -القديسة- أمي..
- هل يستوي الذين يقاطعون والذين لا يقاطعون؟
- في الذكرى 37 للشهيدين الدريدي وبلهواري
- في الذكرى 32 للشهيد عبد الحق شبادة..
- في الذكرى السابعة للشهيد مزياني: تانديت غاضبة..
- رحيل والدة الشهيد كرينة..


المزيد.....




- على وقع حرب غزة.. مشاهد لاقتحام متظاهرين في اليونان فندقًا ي ...
- هل تقود الولايات المتحدة العالم نحو حرب كونية جديدة؟
- م.م.ن.ص// -جريمة الإبادة الجماعية- على الأرض -الحرية والديمق ...
- تمخض الحوار الاجتماعي فولد ضرب الحقوق المكتسبة
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 554
- الفصائل الفلسطينية ترفض احتمال فرض أي جهة خارجية وصايتها على ...
- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- حزب يساري بألمانيا يتبنى مقترحا بالبرلمان لدعم سعر وجبة -الش ...
- الشرطة الألمانية تفرق مئات المتظاهرين الداعمين لغزة في جامعة ...
- -لوسِد- تتوقع ارتفاع الإنفاق الرأسمالي لعام 2024


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حسن أحراث - محنة الشهيد بلهواري قبل اعتقاله..