أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - هل يستوي الذين يقاطعون والذين لا يقاطعون؟














المزيد.....

هل يستوي الذين يقاطعون والذين لا يقاطعون؟


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 7001 - 2021 / 8 / 27 - 20:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المقصود طبعا هو مقاطعة الانتخابات أو المشاركة فيها من طرف القوى السياسية. وأفترض من البداية أن المقاطعين يعلمون وأن غير المقاطعين يعلمون كذلك، اقتباسا عن صيغة "هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون". كما أني أحترم غير المقاطعين، أي المشاركين، الذين لم يسبق لهم أن تورطوا في جرائم في حق شعبنا، ومنهم بالخصوص عموم الجماهير الشعبية المنشغلة بقوت يومها والغارقة في همومها. علما أن بعض المقاطعين متورطون في هذه الجرائم.
ومادام المقاطعون يعلمون والمشاركون بدورهم يعلمون، فهل يستوون؟
جوابي: لا، أي لا يستوون.
يعلمون، نعم. وهنا، فإنهم يتحملون المسؤولية ويضعون أنفسهم محط المساءلة والمحاسبة.
مسؤولية المشاركين، سواء متورطين أو غير متورطين، تتمثل في تزكية لعبة مكشوفة لا تخدم مصالح شعبنا، وخاصة الجماهير الشعبية المسحوقة وفي مقدمتها الطبقة العاملة. إنها آلية سياسية بدون أساس ديمقراطي، آلية من بين أخرى لإضفاء المشروعية على المخططات الطبقية للنظام القائم، بما يضمن استمراره وهيمنته القائمين على القمع والاستغلال والاضطهاد..
ولا أعتقد أن المشاركين غير المتورطين، وخاصة منهم النخب "المثقفة" والمتعلمة، يجهلون حصيلة هذه اللعبة المحكومة بدساتير ممنوحة منذ بداية الستينات من القرن الماضي (لا يُعذر أحد بجهله ماضي وحاضر اللعبة)، أي بعد حوالي ستين (60) سنة. والخطير أنهم على دراية كبيرة بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المأساوية لأوسع الجماهير الشعبية. والأخطر أنهم على علم بأعداد المعتقلين السياسيين والمعطلين والمطرودين والمُسرحين من العمال والفلاحين الفقراء والمستخدمين... دون الحديث عن جرائم الماضي المستمرة اليوم أيضا، أي لا حقيقة ولا "إنصاف" ولا "مصالحة"، حيث لا يعدو الأمر سوى كذبة لا يُصدقها سوى المتخاذلين.
ومعرفة ما أحاط باللعبة من إجرام وفساد قد يُسائل المشاركين، وقد يُشكك في صفة "غير المتورطين" بالنسبة للبعض..
لا داعي للمزيد من "الإغراق" من باب "الاحترام" لغير المتورطين.
بالنسبة للمقاطعين، خاصة غير المتورطين، يُحسب لهم عدم تزكية هذه اللعبة وبالتالي الطعن في مصداقيتها.
وكما سبق أن أشرت، أكرر أن المقاطعين ليسوا كلهم مبدئيين رغم أنهم يعلمون؛ كما أن هناك من يقاطع بتلقائية وعفوية ولأسباب خاصة. ويعنيني الآن المقاطعين الذين يهمهم فعلا مصلحة شعبنا، أي التغيير الجذري.
أعتقد أن المسؤولية الأخلاقية والسياسية هنا أعظم. فمن يطرح على عاتقه خدمة قضية شعب، لابد أن يرقى الى التجسيد الفعلي لهذا الطموح المشروع والنبيل. نعلم أن المتربصين يُبدعون في إلصاق التهم الجاهزة بالمناضلين المقاطعين، مثل العدمية والكسل واللاوطنية...، وقد وصل بهم الحقد و"الاجتهاد" حد الدعوة الى إجبارية المشاركة (التسجيل في اللوائح الانتخابية والتصويت) وترتيب الجزاء عن ذلك، أي اعتقال المناضلين المقاطعين؛ لكن ذلك لن يثني عزيمة المناضلين عن مواصلة معركة الفضح والتشهير والبناء أيضا، مهما كلفهم ذلك من ثمن، مستحضرين بطولات شعبنا وتضحيات شهدائه.
نعلم جيدا أن المقاطعة ليست شعارا فقط للمزايدة أو التميز أو تصفية الحسابات. وهناك بالفعل من يقتصر على رفع هذا الشعار وشعارات أخرى عبر وسائط التواصل الاجتماعي دون أن يسكنه هم تنزيلها على أرض الواقع.
ونعلم أيضا الإكراهات التي تحول دون التواصل مع المعنيين، أي أبناء شعبنا، سواء في الميدان (التضييق والحصار والقمع...) أو عبر الإعلام "العمومي" الذي يُمول من جيوبنا (المنع والإقصاء...).
وأكبر فضيحة أن يسكت المشاركون، وخاصة غير المتورطين عن إقصاء المقاطعين من حقهم في الإعلام "العمومي" دفاعا عن موقف المقاطعة ودون أن ينبسوا ببنت شفة.
إنها ليست فضيحة النظام وأزلام النظام من أحزاب إدارية (الحيتان الكبيرة) وأخرى صارت كذلك متناسية دم "رفاقها".. فالأمر ليس جديدا أو غريبا عن الديمقراطية المُفترى عليها والمُتغنى بها من طرف النظام؛
إنها فضيحة من يدعي الديمقراطية البديلة (الحيتان الصغيرة) بما تعنيه من مشاركة وإشراك...، وينشد حرية الرأي والتعبير والحق في الاختلاف...، ويُعاهد الشعب على أنه عكس أسلافه "حيجيب الديب من ديله، ويشبع كل جعان"...
ومن باب النقد الذاتي ودون جلد للذات المناضلة، ف"حريرتنا" نحن المقاطعين غير المتورطين، أننا ندور في حلقة مُفرغة فرادى وجماعات. إن كل انتخابات ونحن "نتباكى" بالهامش ونُبدع المشاجب لنُعلق عليها عجزنا وضعفنا، وبعضنا البعض في أحيانا كثيرة.
إن المقاطعة المطلوبة هي مقاطعة الجماهير الشعبية المضطهدة المنظمة والمؤطرة من طرف الحزب الثوري. والمسافة التي تفصلنا عنها هي نفس المسافة التي تفصلنا عن هذا الأخير، أي عن الحزب الثوري.
أما المقاطعة العفوية فهي حاصلة دائما، وحتى نسب المشاركة الرسمية تعجز عن إخفاء هذه الحقيقة الساطعة...
لنتحمل مسؤوليتنا ولنواصل حضورنا على هزاله، بل لنُقوي هذا الحضور النضالي المستميت حتى لا يستوي حقا المقاطعون وغير المقاطعين؛ وحتى تنتصر قضية شعبنا..



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى 37 للشهيدين الدريدي وبلهواري
- في الذكرى 32 للشهيد عبد الحق شبادة..
- في الذكرى السابعة للشهيد مزياني: تانديت غاضبة..
- رحيل والدة الشهيد كرينة..
- لنُخلد ذكريات الشهداء، يا رفاقي..
- تونس المعاناة: من بنعلي الى قيس..
- كيف نقهر السجن والسجان..؟
- نكبة الفدرالية..
- دروس سياسية مغربية بالجُملة..
- إسماعيل هنية يبارك التطبيع مع الكيان الصهيوني..
- انقذوا حياة الريسوني.. كيف؟
- رحلت أخي الحُسين، فجأة وقبل الأوان..
- احذروا التنمية.. احذروا العدالة!!
- الوفاء لاُمي الغالية..
- أُم الشهيد مزياني تغيب..
- الشهيد محمد كرينة: اختلط الحابل بالنابل..
- من إضراب الى آخر، حتى متى...؟
- الحيّاحا
- في الذكرى 66 لتأسيس الاتحاد المغربي للشغل: أي إنجازات؟
- في ذكرى رحيل أمنا السعدية، أم الشهيد بوبكر الدريدي


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - هل يستوي الذين يقاطعون والذين لا يقاطعون؟