أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسن أحراث - رحلت أخي الحُسين، فجأة وقبل الأوان..














المزيد.....

رحلت أخي الحُسين، فجأة وقبل الأوان..


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 6923 - 2021 / 6 / 9 - 08:33
المحور: سيرة ذاتية
    


رحلت يا شقيقي، يا ابن أمي وأبي..

الحسن والحُسين، علاقة أُخوة "مثالية" لم تعرف كبوة أو توترا أو فُتورا، ولو لمرة واحدة؛ علاقة احترام وتقدير متبادلين طيلة عُمرك القصير أخي الفقيد.. علاقة ود أخوي، ازدادت متانة مع اعتقالي الصادم. لن أنسى احتفاظك، وأنت طفلا، بصوري وتجميعها الواحدة تلو الأخرى إبان غيابي القسري.
لن أنسى إبداع أناملك، كخياط/فنان...
كيف أنسى اعتقالك بسبب التقصي الممنوع لأخباري بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد (موريزكو) بالدار البيضاء، بعد غيابي الطويل؟
لن أنسى هديتك الأخيرة، هدية آخر لقاء بيننا، وكأنه لقاء وداع غير مُعلن؛ إنها ساعتي اليدوية (DOGMA) التي احتفظت لي بها لما يزيد عن 37 سنة، أي منذ اعتقالي في 27 فبراير 1984.
أخي الغالي الحُسين، لستُ أدري هل حرمانك من السمع والنطق نعمة أم نقمة؟
فقط، أعرف أننا حُرمنا نحن كذلك من الحق في التواصل العميق معك، رغم أنك كنت المحاور الذكي واللبق والمُبدع. كُنت بحق، أروع من أصحاب السمع والنطق.. كنت الأجمل حكمة وأخلاقا وصدقا ووفاء...
أذكر إشاراتك وتعبيراتك الدقيقة بيديك وعينيك ورأسك وبقلبك الكبير..
أخبرك إنصافا ولو مُتأخرا، وشهادة في غيابك، أن كُل معارفك ذكروك ويذكرونك بخير واعتزاز، ويُسجلون طيبوبتك النادرة وسخاءك غير المحدود وتواضعك المشهود..
إنك رمزُنا ومفخرة بناتك وأبنائك..
رحلت أيها الأخ الأبي، كما رحل الأب الزكي..
لقد تشرفنا بحضور غفير لتشييعك، حضور أتى من تلقاء ذاته ومن كل حي و"فج" بعيد، حضور أبهرنا بحبه لك واعترافه ب"ملائكيتك"..
لقد مثل فُقدانك المُؤلم "استفتاء" محبة وتواصل إنساني، عبرا عن حاجتنا جميعا الى الإنصات الى بعضنا البعض واحتضان بعضنا البعض، بما يرقى بنا الى مستوى رفيع من العلاقات الإنسانية والاجتماعية والسياسية أيضا.
لقد تركت إرثا ودروسا ستبقى بوصلتنا ومسؤوليتنا اليوم وغدا، نحن أصحاب رسالة وقضية شعب..
اطمئن أخي الغالي الحُسين؛ لن أخذلك، وليس من "شيمي" الخذلان.. سأكون، عهدا والتزاما، الأب الثاني لأبنائك/أبنائي (ريان ومحمد وأُمنية وفرح) وسندا قويا لأختنا فاطمة أُم أطفالك المُكافحة..
أُحيي صمود الوالدة المكلومة هنية وتحديها للألم، وأنحني إجلالا لقدرتها على استيعاب هذه الصدمة وقساوتها..
لقد تعلمت الشموخ في زمن الرضوخ ..
تحية خالصة لأخواتي الرائعات مليكة وسعيدة ومينة وعائشة وأزواجهن وابنائهن وبناتهن. ولن أنسى أختي الراحلة فاطمة، وأحيي بناتها وأبناءها على حضورهم/هن ودعمهم/هن..
تحية عالية لرفيقتي المخلصة نعيمة على دعمها المستمر والسخي وتضحياتها المتواصلة، وتحية لبنتي أسماء وسامية وابني يونس على مؤازرتي في هذه اللحظة القاسية..
تحية خالصة لكافة أفراد العائلة الكريمة..
شكر خاص لكل الأصدقاء والصديقات والرفيقات والرفاق على دعمهم/هن المتفاني ومساهماتهم/هن العظيمة، في تقليص هول الفاجعة المفاجئة التي ألمت بعائلتنا.
تواصلكم/كن المباشر وغير المباشر (الهاتف والفايس والواتساب) شكل مصدر قوة لنا ومعينا على تجاوز هذه المعاناة..
أشكر كل من حطم الحواجز الوهمية التي تفصلنا عن بعضنا البعض..
أشكر كل من يُفكر في بناء المستقبل بأمل وفرح وبدون حقد أو ضغينة...
دعمُكم/كن ومساهمتُكم/كن دين على عاتقنا..
لتكُن "رُب ضارة نافعة"..
وداعا أخي الجميل والطيب الحُسين.. إنك حاضر في ومن خلالي ما دُمتُ حيا..



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احذروا التنمية.. احذروا العدالة!!
- الوفاء لاُمي الغالية..
- أُم الشهيد مزياني تغيب..
- الشهيد محمد كرينة: اختلط الحابل بالنابل..
- من إضراب الى آخر، حتى متى...؟
- الحيّاحا
- في الذكرى 66 لتأسيس الاتحاد المغربي للشغل: أي إنجازات؟
- في ذكرى رحيل أمنا السعدية، أم الشهيد بوبكر الدريدي
- استراحة مناضل..
- انتفاضة 20 فبراير: دروس متجددة..
- عيد الحب.. عيد الحياة..
- الجبهة الاجتماعية المغربية عنوان رديء لمرحلة صعبة
- انتصار معركة عمال امانور نقطة ضوء في زمن الهزائم..
- يتحدثون عن -الوحدة-..
- هدية غالية من رفيق عزيز ضمن مجموعة مراكش 1984
- التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية
- انتفاضة يناير 1984
- على رؤوس الأشهاد وللتاريخ
- في الذكرى 12 للشهيد عبد الرزاق الكاديري
- تفسير الواضحات من المُفضحات


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسن أحراث - رحلت أخي الحُسين، فجأة وقبل الأوان..