أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - الحيّاحا














المزيد.....

الحيّاحا


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 6853 - 2021 / 3 / 29 - 04:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


برزت بالمشهد السياسي المغربي منذ مُدة ليست بالقصيرة عادةٌ مشينةٌ يقودها مجموعة من دهاقنة التضليل والتشويش والتجييش (الحيّاحا)؛ منهم من صنع نفسه من خلال "النضال" الناعم (الإطارات الصفراء وشعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان...) وحتى عبر "النضال" الخشن (الاعتقال/القمع السياسي والطرد والتوقيف...)، ومنهم من تسلق سلالم الحظوة بواسطة الشهادات الجامعية والعلاقات المشبوهة والوشاية والجنسيات الأجنبية...
وللعلم، حَيّحْ تعني أكثر من الصيّاح والضّجيج. وتُستعمل بمعنى الصراخ الذي يقوم به القناصون فترة القنص لاصطياد الفريسة... واليوم، "الحيّاحا" ترمز الى "دهاقنة التضليل والتشويش والتجييش". إنهم لوبي انتهازي مقيت تلتقي مصالحُه في نهاية المطاف مع مصالح النظام القائم.
إنهم "قوم" يدّعي مُناصرة الضحية وفضح الخرق الذي لحقها من طرف هذه الجهة أو تلك. وعندما يكون النظام القائم مسؤولا مباشرا عن الخرق، تراهم يضببون الصورة ويتهمون زيد أو عمر أو جهات منفذة لا تملك زمام أمرها (لا أبرئ أيّ مُتورط في الإجرام سواء كان مُنفذا أو آمرا).
وحقيقة الأمر، إنهم يغذون أرصدتهم ويرفعون من شأن إمّعات متواطئة مجندة لخدمة أجندات مفضوحة من خارج الأحزاب السياسية والنقابات والجمعيات، إمّعات تضع نفسها فوق المحاسبة. وكل تدخلات "الحيّاحا" المحسوبة تتم تحت الأضواء والكاميرات، وكاميرا الخارج أساسا. فلا تجد لهم أثرا حيث القضايا الحارقة والمحاصرة. إنهم ينتقون زبائنهم بعناية، خاصة في صفوف المعتقلين السياسيين أو معتقلي الرأي كما يدعون أو يحلو لهم (الصحافيون بالدرجة الأولى...). وليس أدل على ذلك من معركة عمال امانور بطنجة وتطوان والرباط التي تواصلت لأزيد من سنة في ظل شروط قاسية مع مؤامرة كوفيد-19، ولم يحرك ذلك عواطفهم الجياشة ولا "مبدئيتهم" ولا غيرتهم المزعومة... ولا "حيّاح" واحد أو "حيّاحة" واحدة التفتت اليهم.. إنه جبن وانبطاح يفضحان "الحيّاحا" ويدين رفاقهم في صفوف الأحزاب والنقابات والجمعيات...
لا يهم "الحيّاحا" مستقبل فرائسهم، ولا يهمهم موقفهم "الجديد".. الأهم بالنسبة "للحيّاحا" هو الاستفادة من الأضواء وإغناء سجلاتهم لربح المزيد من الحظوة والشهرة والتربع على معاناتنا ومآسينا...
وأذكّر من له ذاكرة بما عُرف ب"شباب" 20 فبراير. كم من شاب بتسريحات شعر غريبة وكم من شابة بمكياج مثير امتطوا "الهوندات" وجابوا شارع محمد الخامس بالرباط!! ما مصيرهم اليوم؟ والسؤال الأساس: من قلدهم تلك المسؤوليات وهم القادمون من العدم ولا علاقة لهم بمن استُشهد ومن اعتُقل؟ ومن وضعهم بغتة فوق جراحنا؟ من أساء بهذه الوضاعة الى شهداء انتفاضة 20 فبراير؟ من فتح لهم المقرات ووضع بأياديهم الميكروفونات ولوائح الشعارات المُلحّنة؟ نحن مع الشباب، لكن الشباب المناضل حقا وبالمكان وفي الوقت المناسبين...
وآجلا أو عاجلا، سيُحاكم شبابُنا المناضل حقا "دهاقنتنا" بجرمهم في حق شعب مكافح جدير بالحرية والديمقراطية...
وأُذكّر من له ذاكرة، أين الصحافيون الذين قامت من أجلهم الدنيا ولم تقعد؟
وأُذكّر من له ذاكرة، أين القضاة الذين لبسوا ثوب التقاة والورع؟
وأُذكّر أخيرا من له ذاكرة، ماذا عن "الدكاترة" و"المؤرخين" ذوي الجنسيات المزدوجة الذين يقتلون الشهداء ويبرئون قتلة الشهداء؟
واليوم، هناك اعتصامات العمال والفلاحين الفقراء، أين "الحيّاحا"؟
هناك معتقلون سياسيون بجل السجون بالمغرب، أين "الحيّاحا"؟
هناك اعتصامات المعطلين، أين "الحيّاحا"؟
أين لجن الدعم التي تُصنع بين عشية وضُحاها؟
أين البندير؟ وأين الطعريجة؟ وأين الكاميرا "الشاعلة"؟
ليخجل "الحيّاحا".. أما "الأبطال" فقد صُنعوا بصنع صانع من أجل ذلك...
وللعمال والمناضلين الكلمة غدا...



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى 66 لتأسيس الاتحاد المغربي للشغل: أي إنجازات؟
- في ذكرى رحيل أمنا السعدية، أم الشهيد بوبكر الدريدي
- استراحة مناضل..
- انتفاضة 20 فبراير: دروس متجددة..
- عيد الحب.. عيد الحياة..
- الجبهة الاجتماعية المغربية عنوان رديء لمرحلة صعبة
- انتصار معركة عمال امانور نقطة ضوء في زمن الهزائم..
- يتحدثون عن -الوحدة-..
- هدية غالية من رفيق عزيز ضمن مجموعة مراكش 1984
- التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية
- انتفاضة يناير 1984
- على رؤوس الأشهاد وللتاريخ
- في الذكرى 12 للشهيد عبد الرزاق الكاديري
- تفسير الواضحات من المُفضحات
- فلسطين حبيبتي..
- التطبيع القديم/الجديد، وماذا بعد؟
- الشهيد زروال، هل سألت الرفاق؟
- التوجيه -التربوي- القسري
- رسالة -مشفرة- من رفيق..
- اليوم العالمي للمدرس: كذبة سوداء..


المزيد.....




- فيضانات وانهيارات أرضية مميتة.. عواصف عاتية تضرب مناطق آسيا ...
- شاهد.. مادورو يحتسي فنجان قهوة علنا منهيًا شائعات فراره من ف ...
- تسلق المنحدرات الصخرية البكر في أنغولا.. هكذا تتغلب على الشع ...
- أكثر من ألف قتيل في فيضانات كارثية ضربت إندونيسيا وتايلاند و ...
- ما الكريم المناسب للبشرة ليلا؟
- ?نقص اليود.. أعراضه ومخاطره
- ما ?أسباب تنميل الأطراف؟
- كوريا الجنوبية تحاكم -الأم المقدسة- بتهمة الفساد
- قفزة قياسية في إيرادات شركات السلاح العالمية عام 2024
- أطفال النزوح في السودان يواجهون خطر الانقطاع عن التعليم


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - الحيّاحا