أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حسن أحراث - الوفاء لاُمي الغالية..














المزيد.....

الوفاء لاُمي الغالية..


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 6903 - 2021 / 5 / 19 - 08:16
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


احتراما لباقي الأمهات واعتذارا، وخاصة أمهات الشهداء؛ "أجمل الأمهات التي انتظرت ابنها… أجمل الأمهات التي انتظرتهُ، وعادْ… عادَ مستشهداً" (شعر حسن عبد الله وغناء مارسيل خليفة)؛ أنت أمي هنية أجمل الأمهات.. أنت أمي أروع الأمهات..
كل الأمهات جميلات ورائعات، وكل أم أجمل الأمهات وأروع الأمهات.. وأخص بالذكر أم الشهيد الدريدي، أمنا السعدية، وأم الشهيد بلهواري، أمنا الباتول..
من حرك المواجع؟ مشكورا..؟!!
مناضلتان جميلتان، الرفيقتان مارية مصباح وخديجة العطروز، أجمل المناضلات (كل المناضلات جميلات، وكل مناضلة أجمل المناضلات).
مناضلتان خصبتا الذاكرة، ذاكرة مراكش، ذاكرة انتفاضة يناير الشعبية لسنة 1984، ذاكرة مجموعة مراكش (44 معتقلا سياسيا، وثلاثة قرون وعشر سنوات -310- من السجن النافذ).. ذاكرة سجن بولمهارز السيء الذكر، كما المعتقل السري درب م. الشريف بالدار البيضاء...
مناضلتان حققتا الإنصاف في زمن شح الإنصاف والاعتراف..
مناضلتان اخترقتا ستار الصمت الرهيب..
مناضلتان كسرتا جدار التواطؤ والرعب..
مناضلتان دقتا أجراس الخزان الصدئ، أجراس الحقيقة والوفاء المفقودين..
أن تُعانق اُمًا، فأنت تصنع الحياة وتسقي زهرة الأمل وتُعيد البسمة الضائعة في زمن البؤس..
أن تُعانق اُمًا من الماضي المنسي، فأنت تُؤسس للمستقبل المنشود..
أن تُعانق اُمًا تنتظر الرحيل البارد، فأنت تُبدع خيوط الدفء وملحمة الخلود..
رن هاتفي، رقم مجهول.. صوت لطيف..
مارية.. عاد بي الزمن الى سنة 1984، عندما زارتنا الرفيقة مارية بمستشفى محمد الخامس بمدينة اسفي بعد استشهاد رفيقينا بوبكر ومصطفى..
إنه التاريخ، شئنا أم أبينا..
أذكر قفشاتنا، نحن رفاق الشهيدين، عندما كان يمازحني الرفيق البوزياني بكلمات الأغنية المغربية "با سيدي با الله يهديك أللا هنية"..
كم بكت أمي، يا عالم.. بكت بجنون يوم اعتقالي (27 فبراير 1984)، أي يوم إجهاض حلمها الجميل.. كانت تردد على مسامع العائلة والأصدقاء، وبكل فخر، "ابني بالمدرسة العليا..." (تقصد المدرسة العليا للأساتذة ENS)..
بكت، بل انفجرت عندما سمعت الحكم "خمسة عشر (15) سنة سجنا نافذا"، والتهمة "المؤامرة الغاية منها قلب النظام" (ليلة 25 ماي 1984)..
انهارت وفقدت الوعي.. وعندما استفاقت، لم تستسلم ولم تخذل ابنها الغارق في متاهة السجون والكاشوات والإضرابات عن الطعام.. قررت "التمرد" على التقاليد المريضة وتحدي السجان وأسياد السجان..
وأول "تمرد" رفض استمرارها "حاجبة"، أي تحت وصاية مفرطة، بل مخجلة للزوج (مغادرة البيت بشروط مجحفة). فبعدما كان أبي يرافق العائلات، وخاصة الأمهات وبعض الآباء، انتزعت منه الزعامة. وصارت الى جانب باقي الأمهات والأخوات رفيقة الرحلات الى اسفي والدار البيضاء والرباط..
كم مرة تاهت بالأزقة المجهولة وهي التي لم يسبق أن انفردت بنفسها بالشارع العام.. كم مرة أخفقت في امتطاء الحافلات والقطارات، ليلا ونهارا.. كم مرة أغلقت أبواب السجون في وجهها، وفي أوقات حرجة..
كم مرة سقطت مغمى عنها، إبان الوقفات وبالشارع..
كم مرة.. وكم مرة..
كم عانت، وكم بكت في صمت.. وكم رددت في وحدتها "حسن، ابني.. لن أتخلى عنك..."..
إنها حال كافة الأمهات، كل العائلات...
إنه الوفاء المتبادل..
والوفاء لأم هو الوفاء للقضية.. وفاء للحق.. وفاء لفلسطين، الأم فلسطين..
عفوا أمي الغالية، لم أستطع، في غمرة الحياة القاسية، رد جميلك؛ كما لم أستطع رد جميل كافة الأمهات والعائلات..
شُكرا مرية، شُكرا خديجة على نُبلكما وشهامتكما..
إن "صفعتكما" اللطيفة، لنا ولغيرنا من الرفاق والمناضلين، درس للتاريخ والحقيقة..
المرجو الكثير من الصفعات، لعلنا نستيقظ من سباتنا...
كل الوفاء للشهيدات والشهداء..
كل الحب للأمهات والأخوات والزوجات (الحاضرات والغائبات)..
كل الحب للآباء والإخوة والأزواج (الحاضرين والغائبين)..
كل التقدير للرفيقات والرفاق والمناضلات والمناضلين..
النصر للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة..
النصر للأم الفلسطينية.. النصر للمرأة الفلسطينية..
النصر لشعبنا المكافح..
بالفعل وبإصرار وثقة، مازال على أرضنا الطيبة ما يستحق الحياة، وبكل فخر..



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أُم الشهيد مزياني تغيب..
- الشهيد محمد كرينة: اختلط الحابل بالنابل..
- من إضراب الى آخر، حتى متى...؟
- الحيّاحا
- في الذكرى 66 لتأسيس الاتحاد المغربي للشغل: أي إنجازات؟
- في ذكرى رحيل أمنا السعدية، أم الشهيد بوبكر الدريدي
- استراحة مناضل..
- انتفاضة 20 فبراير: دروس متجددة..
- عيد الحب.. عيد الحياة..
- الجبهة الاجتماعية المغربية عنوان رديء لمرحلة صعبة
- انتصار معركة عمال امانور نقطة ضوء في زمن الهزائم..
- يتحدثون عن -الوحدة-..
- هدية غالية من رفيق عزيز ضمن مجموعة مراكش 1984
- التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية
- انتفاضة يناير 1984
- على رؤوس الأشهاد وللتاريخ
- في الذكرى 12 للشهيد عبد الرزاق الكاديري
- تفسير الواضحات من المُفضحات
- فلسطين حبيبتي..
- التطبيع القديم/الجديد، وماذا بعد؟


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حسن أحراث - الوفاء لاُمي الغالية..