أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحاج - حذاؤك المغبر دليل على عملك الميداني الاصلاحي بعيدا عن التنظير !














المزيد.....

حذاؤك المغبر دليل على عملك الميداني الاصلاحي بعيدا عن التنظير !


احمد الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 7127 - 2022 / 1 / 5 - 12:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اذا كان مقياس ريختر المؤلف من تسع درجات مخصصا لقياس قوة الزلازل وشدة الهزات الارضية ، فهنالك مقياس آخر يصلح ان يكون مخصصا لصدق الاصلاح من عدمه وبإمكانك التمييز من خلاله بين المثرثر بالاصلاح والتغيير وتحقيق العدالة الاجتماعية ورفع الظلم ومحاربة الفساد مكتبيا وورقيا فقط ،عن نقيضه العامل العالم المكافح والمناضل الميداني ،كل ذلك من خلال "حذائه " نعم حذائه !
ذاك أن المطالب بالاصلاح لا بد من أن يكون حذاؤه مغبرا بأتربة الأرصفة التي يفترشها المشردون ، ملطخا بأوحال العشوائيات التي يسكنها العاطلون ، ممزوجا بأطيان المخيمات التي يقطنها النازحون ، وهذا دليل دامغ على ان الثاني - العامل العالم -مصلح اجتماعي فاعل وميداني يتجول بشحمه ولحمه بين الفقراء والمساكين ولايكتفي بالتنظير الذي لايسمن ولايغني من جوع فحسب ، بينما الاول هو مصلح تنظيري مكتبي فحسب ...وتأسيسا على ذلك اقول ثرثر من مكتبك قليلا واعمل في الميدان كثيرا فإنما تنهض الامم بالقدوة لا باللغوة ..فعندما يكثر العالمون العاملون، يقل المثرثرون والورقيون والتكييفيون والمنظرون ، واذا قل المثرثرون والمنظرون والتكييفيون - نسبة الى المكاتب الوثيرة الانيقة البرجوازية المكيفة - صارت الدعوة ميدانية واقعية عملية تخلب الالباب وتثير الاعجاب وتصلح للاستنساح في كل مكان بالقدوة ، وليس بالتنظير وباللغوة ، ثرثر قليلا واعمل كثيرا فإنما تنهض الامم بالعمل الميداني الملموس ، لا بالثرثرة المكتبية التكييفية الورقية البرجوازية الفضائية المساسة والمسيسة والممسوسة..!
ما وطأت أقدامنا صالة الانتظار في مطار بغداد الدولي يوما الا وطلب منا خلع احذيتنا - المستوردة الستوك - وافراغ جيوبنا لغرض التفتيش وفي كل مرة كان زميلي يرفض وبحزم خلع الحذاء معللا الامر بانه اهانة له وللوفد الاعلامي المرافق، والغريب في الامر أن المفتشين كانوا يذعنون لرأيه ويسمحون له بالدخول الى الصالة من دون اجباره على خلع الحذاء الاجنبي الذي يرتديه مع ان اعضاء الوفد كلهم قد اجبروا على دخولها حفاة يترحمون على عشرات المصانع العراقية وحرفييها ممن اضطروا الى غلق ابوابها وتسريح عمالها بسبب الاجنبي المستورد.
ومن تراجيديات- الأحذية - ان العراقيين وانا منهم قد عانوا الامرين ابان الحصار الاميركي الجائر من ظاهرة سرقة الأحذية حيث كان السرّاق يتسللون خلسة ليسرقوا عددا من الأحذية وكان على المجني عليه ان يهرول حافيا من فوره الى سوق الحرامية في ساحة التحرير عقب انتهاء الصلاة ليشتري حذاءه من دون ان ينبس ببنت شفه!!
ومن ابجديات ما تعلمناه في مراكز تدريب المشاة ان شجاعة الجندي من عدمها انما تكمن في حذائه العسكري، فالجندي الذي يقتل مرتديا حذائه يعد جنديا شجاعا آثر الموت في سبيل الوطن على الهروب من ارض المعركة، على النقيض تماما من الجندي الذي يموت حافيا.
ومن غرائبها ان عقيلة الطاغية التونسي المخلوع زين العابدين بن علي وكذلك عقيلة طاغية الفلبين اميلدا ماركوس كانتا تحتفظان بالالوف من الاحذية الفاخرة في خزانتيهما ولعل اشهر شخصية تخصصت بصناعة الأحذية الرجالية الفاخرة في العالم هي الراهبة السابقة الايطالية المولد، الفرنسية الجنسية اولغا بيرلوتي فأمام هذه المرأة الحديدية خلع المشاهير احذيتهم لأخذ المقاسات ولتصميم القوالب وبسبب زوجين من احذيتها المبتكرة تفجرت فضيحة كبرى في فرنسا اطاحت برئيس وزراء فرنسا الاسبق (رولان دوما) بعد ان تلقاهما كرشوة من عشيقته .!!
وبعيدا عن اولغا بيرلوتي ولكن ليس بعيدا عن الأحذية فقد القى الدكتور زوران جكومفتش عضو الحزب الديمقراطي الاشتراكي البوسني محاضرة قيمة في جمع من الناخبين حول افضل السبل للفوز بالانتخابات قال فيها وبالحرف الواحد : "لقد طلب مني الامين العام للحزب ان ارفع له بمذكرة تتضمن اهم احتياجات الحزب للفوز في الانتخابات المقبلة فبعثت اليه برسالة من سبع كلمات فقط، نريد الف زوج من الأحذية محلية الصنع"!!.
وظن الامين العام للحزب البوسني ان ما يطلبه د. زوران في رسالته لا يعدو ان يكون مجرد شيفرة سرية اشبه ما تكون بشيفرة - دافنشي - فبعث في طلبه وذهب الدكتور زوران ليؤكد امامه الطلب معللا ذلك: "لديَّ الف متطوع على اتم الاستعداد لنصرة الحزب وتوزيع الكراسات وتعليق الملصقات واللافتات والبوسترات وتوزيع الهدايا وتحشيد الناخبين لصالح حزبنا سيرا على الاقدام في طولي البوسنة وعرضها ولذلك فهم بأمس الحاجة الى الف زوج من الأحذية المصنعة محليا لتشجيع المنتوج الوطني اولا ولمحاربة الخصخصة ثانيا وللقضاء على البطالة ثالثا، ولا يخفى على سيادتكم ان هذه المطالب الثلاثة تمثل اهداف حزبنا في حملته الانتخابية المقبلة".
ولا نخال أن شعبنا الأبي في العراق وبعد انخفاض قيمة الدينار العراقي مقابل ارتفاع سعر صرف الدولار والتي اتبعها ارتفاع اسعار المواد الغذائية والادوية والمعدات والملابس والتجهيزات ، بأمر من صندوق - الحقد -الدولي ، ونظيره - البق - الدولي الذي أثر سلبا على اسعار المواصلات فضلا على كثرة الحواجز والسيطرات الا وهو سائر زرافات الى اللا مكان أما باقدام عارية او بأحذية مستهلكة او مستوردة صنعت في أي مكان في هذا العالم ما خلا .. العراق! اودعناكم اغاتي



#احمد_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زفة باص وكوم رصاص ..فرحنا وحزننا عنبة وصاص !!
- تحذير الأنام من أكاذيب المنجمين وتنبؤات كل عام ...
- الفارابي وساحة الوثبة وجهل الشباب المطبق بتأريخهم وتراثهم وأ ...
- دع البطانية واللحاف في عصر العطش والتصحر والجفاف !
- أنقذوا ليلى قبل فوات الأوان !!
- خفض العملة المحلية سلاح ذو حدين واجراء اقتصادي لهدفين خسيس و ...
- لاتسألوا لِمَ يهجر الشباب أوطانهم واسألوا أنفسكم ماذا فعلتم ...
- حدث معي ولابد من اعلامكم بالتفاصيل !!
- لاتتهموا الفلافل وعينكم على محاولات خائبة لإثارة الفتن والقل ...
- بعيدا عن السياسة ... صِدام الشاي والقهوة على موائد المثقفين ...
- (الى غير المعنيين بتاتا بالرياضة المدرسية والجامعية وتنمية ا ...
- -مشروع صدقات العريس-خطوة رحمانية لافتة تستحق كل الاحترام !
- وجهة نظر لإنقاذ العراق من الطسات والحفر !
- المكتبات الخيرية العامة مطلب يحتمه الواقع وحلم يتمنى تحقيقه ...
- الصمت المطبق على الشر والظلم الطويل = تطاول وغطرسة وعويل !
- ردا على بودكاست البي بي سي كفتة ...في زمن فيفي كبده!
- لا تغيير ولا إصلاح بتدوير الوجوه والأسماء والأحزاب والعناوين ...
- اقدم نافورة في العالم آشورية الاصل عراقية الحضارة
- هرول خلف بناة المستقبل وصناع الحياة ودع عنك مدمني بناء النُص ...
- الخرافات والاساطير ..كوكايين الشعوب وهيرويين الأمم !


المزيد.....




- تحويل الرحلات القادمة إلى مطار دبي مؤقتًا بعد تعليق العمليات ...
- مجلة فورين بوليسي تستعرض ثلاث طرق يمكن لإسرائيل من خلالها ال ...
- محققون أمميون يتهمون إسرائيل -بعرقلة- الوصول إلى ضحايا هجوم ...
- الرئيس الإيراني: أقل عمل ضد مصالح إيران سيقابل برد هائل وواس ...
- RT ترصد الدمار في جامعة الأقصى بغزة
- زيلنسكي: أوكرانيا لم تعد تملك صواريخ للدفاع عن محطة أساسية ل ...
- زخاروفا تعليقا على قانون التعبئة الأوكراني: زيلينسكي سيبيد ا ...
- -حزب الله- يشن عمليات بمسيرات انقضاضية وصواريخ مختلفة وأسلحة ...
- تحذير هام من ظاهرة تضرب مصر خلال ساعات وتهدد الصحة
- الدنمارك تعلن أنها ستغلق سفارتها في العراق


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحاج - حذاؤك المغبر دليل على عملك الميداني الاصلاحي بعيدا عن التنظير !