أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحاج - هرول خلف بناة المستقبل وصناع الحياة ودع عنك مدمني بناء النُصِب والتماثيل والمولات!















المزيد.....

هرول خلف بناة المستقبل وصناع الحياة ودع عنك مدمني بناء النُصِب والتماثيل والمولات!


احمد الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 7025 - 2021 / 9 / 20 - 14:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاشك أن النصب والتماثيل والمولات والمتنزهات والمطاعم والكافيتريات والمجسرات والجزرات وحدها لاتبني وطنا ولاتنهض بشعب ولا بأمة قط وان كانت من مظاهر الرفاهية الزائفة المخادعة،واذا ما كنت وطنيا مخلصا تأمل جادا ومن خلال الانتخابات-على حد وصفك وقناعتك وادعائك -أن تصلح أحوالك وتغير من واقعك وواقع بلدك وشعبك المظلوم الذي يعيش بكل فئاته وشرائحه البؤس بأجلى صوره وهو يمشي على أرض من الذهب، فعليك أن لاتنخدع بالنافورات والمولات والمتنزهات والمجسرات والمدن المائية ومدن الألعاب والنشرات الضوئية والاشجارالصناعية والفنادق والمنتجعات والجداريات، ولا بنصب بشع هنا ،ولابتمثال - يخرب من الضحك -هناك،ظنا منك بأنها من طلائع ومقدمات الرخاء والرقي والتقدم والازدهار، فهذه كلها انما هي تحصيل حاصل فيما بعد ونتائج للتقدم والرخاء والاعمار وبمثابة افرازات لها بعد ان يتحول الازدهار الى واقع معاش تتنفس كل الجماهير عبقه وتتنسم اريجه، وكلها بمجملها عبارة عن ملهاة وتسلية ثدي ومنافذ للتنفيس وبوابات -للتقفيص -وهي ليست وفي اي حال من الاحوال ركائز ولامقدمات للنهضة الواعدة أو خط شروع جدي لها في بلد دمرته الحروب المتلاحقة ومزقته الكوارث المتعاقبة واتت على كل بناه التحتية من القواعد بتاتا (بخلاف ذلك فنحن ننهض ونبرمج اعادة الاعمار بالمقلوب ونضع الحصان خلف العربة وليس امامها ونحشر بهذا الصنيع الاحمق كل العصي في دواليبها ،ربما لخداع العقول والحصول على الاصابع البنفسجية في الانتخابات المحلية والبرلمانية ولكسب قلوب المضحوك على ذقونهم ببريق نهضة كارتونية ورقية وهمية هزيلة تخطف أبصارهم وتخلب ألبابهم فيما لاتقدم لهم شيئا نافعا يذكر ..اذ ماذا يعني ان تبني العشرات من مدن الالعاب واماكن اللهو والسهر تريد ان تخدع الناس بنهضة عمرانية مزيفة بينما مدارسك سدسها طينية ، خمسها كرفانية من تبرعات المنظمات الانسانية ، ثلثها رباعية أو ثلاثية بوجود 7 ملايين امي امية ابجدية ؟ بماذا نفسر أن تبني مولا ،فندقا ،متنزها عاما ،مطعما راقيا بالمليارات على انها بدايات النهوض لتخدع جماهيرك ببهرجتها وزينتها واضوائها وعلى بعد امتار قليلة من المول والمتنزه والفندق المضاء،مصانع معطلة مظلمة مهجورة ينعق في خرائبها البوم ، وينعب على اطلالها الغراب ،مصانع انتاجية وطنية ضخمة ذات تأريخ ناصع وسمعة طيبة تلبي احتياجات المواطنين وتغطي حاجة السوق المحلية وتوفر العملة الصعبة وتشغل الاف الايدي العاملة وتقضي على البطالة واذا بها كلها قيد التجميد ، أو التأجيل ، أو النهب ، او الاهمال ...اي هراء هذا ياقوم واية نهضة -فالصو - تلك التي يخدعونكم بها وبالمليارات ؟! ) ، هذه كلها داخلة في لعبة تدوير الاموال بين الاغنياء منكم من دون المسحوقين والكادحين والفقراء ،وبعضها لغسيل الاموال القذرة ايضا ، وكلها صور حية تؤسس للفجوات الطبقية واتساع الهوة السحيقة بين الاغنياء والفقراء ، واختفاء الطبقة المتوسطة بالتدريج ، وابتلاعها عبر ثقب انتهازي وبرجوازي واقطاعي وإقصائي وحزبي وفئوي نتن اسود ، جلها مشاريع كالخشب المرفع يضر ولاينفع وجميعها تشكل جزءا لايتجزأ من البزنس والاستثمارات والعقود والفساد المالي والاداري والسياسي والعشائري وصورة من صور الرأسمالية البشعة وهي بالنسبة لمستقبل العراق وشعبه مجرد كماليات لاتسمن ولاتغني من جوع أشبه ما يكون بهاتف ايفون 12 بيد كهل ، أمي ، فقير ، مستأجر ، غارق في الديون ، صاحب علل وعيال ، عاطل عن العمل كليا = مكدي وعليجته قديفة ، بمعنى - هواء في شبك - فهذه المشاريع الترفيهية والتخديرية لشعب مسحوق عن بكرة ابيه يعاني من الغلاء والوباء والبلاء ما لا اذن سمعت ولاعين رأيت ، مشاريع هزلية لن تؤمن لك ولا لعيالك بمجملها مسقبلا ، لن تبني لك دارا ، لن تعمر لك وطنا ، لن تقوي لك دولة ،لن ترفع لبلدك اسما ، لن تعلي لك راية ، انها لن تعيد لك نازحا ، لن تأوي لك مشردا ، لن تكفل لك يتيما، لن تطعم لك جائعا ، لن تكشف للمفقودين ولا للمغيبن ولا للمختفين قسريا مصيرا ، لن تحقق لك أمنا " أمن اقتصادي ، أمن صحي ، أمن صناعي ، أمن زراعي ، أمن مجتمعي ...الخ " .
ركز على تأهيل وبناء المصانع الوطنية لأن الدول القوية انما تحلق عاليا بصناعاتها الوطنية لتفاخر وتنافس بها وبفوة ، لضمان الاكتفاء الذاتي وتقوية الاقتصاد المحلي وتشغيل العاطلين وتحجيم البطالة - والبطالة هي أم الجرائم - وللحفاظ على خزين العملة الصعبة وتقوية العملة الوطنية واعلاء قامتها ورفع قيمتها فضلا عن زيادات الصادرات على حساب الواردات .
ركز على احياء الارض والاستصلاح الزراعي وبناء السدود وحفر الابار والقنوات وانشاء البحيرات والاحواض الصناعية وتأهيل البساتين والمزارع والنهوض بالثروة الحيوانية في كافة المجالات وعلى مختلف المستويات ، على حل مشكلة نقص المياه مع تركيا وايران ، على توطين الفلاحين والمزارعين في اراضيهم وايقاف الهجرة العكسية من الارياف الى المدن لأن الزراعة معين لاينضب لضمان الأمن الغذائي والامن الوطني " أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ " ، واية دولة في العالم لازراعة ولا صناعة ولاتجارة ولا ثروة حيوانية حقيقية ومزدهرة وممنهجة فيها ، فلاخير ولا أمن ولا آمان فيها وهذه ستعيش طوال حياتها عالة على من سواها ، ستأكل مما لاتزرع ، ستلبس مما لاتصنع ، ستستورد وتستورد وتستورد ولن تغطي حاجتها الفعلية ولن تشبع ، ستستدين وتقترض ربويا و لن تقنع ، ستطأطيء رأسها وتنزل رايتها ولن ترفع ، ستهان وتركل وتستباح وتحتل ولن تحمي ارضها ولاعرضها ولا نفسها ولا كرامتها ولادينها ولكل غاز أجنبي ستخضع صاغرة ذليلة وتركع ، امة لن تقف بوجه الصائلين ايا كانت خلفياتهم وعناوينهم ولن تدافع عن شرفها وعن حياضها فلن تدفع : " وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ" .
ركز على استحداث منظومة نقل معتبرة على مختلف الصعد ، على القطارات الحديثة ومترو الانفاق وخطوط السكك الحديد ، على الموانئ والمرافئ العملاقة ، على الانفاق والطرق والخطوط السريعة والجسور والمطارات .
ركز على تنويع مصادر الدخل وبناء المستشفيات والمدارس الانموذجية والمطابع الحديثة والمكتبات المركزية والملاعب الرياضية والمعاهد والكليات والجامعات الاهلية منها والحكومية ، ركز على بناء وتأهيل البنى التحتية وتوفير وسائل ومصادر الطاقة المختلفة وتوفير المياه والخدمات .
ركز على النهضة العمرانية المبرمجة الحقيقية الشاملة ،ركز على اولئك الذين يسعون مثابرين وجادين للحفاظ على المعالم الفلكلورية والتراثية والسياحية والاثارية من عبث العابثين وكيد الكائدين ، ركز على الاستثمار الوطني الامثل البعيد كل البعد عن الشركات الاحتكارية الاجنبية الاستدمارية للمعادن والخيرات والثروات ، اما عن المولات والكافيتريات والجزرات الوسطية والنشرات الضوئية والفنادق والمطاعم والمجسرات فهذه كلها مجرد مكملات ترفية وترفيهية لاقيمة نهضوية فاعلة وحقيقية لها البتة -وبعضها غسيل اموال قذرة - من دون ان تسبقها ثورة عمرانية حقيقية ، نهضة صناعية كبرى،وثبة زراعية هائلة ، قفزة اقتصادية وتجارية وصحية وتعليمية وخدمية وعلمية وتربوية وعسكرية رصينة تخلب الالباب وتثير الاعجاب لتعود بالعراق رقما صعبا بين الامم والشعوب ،بين الاعداء والاصدقاء ،بين الاغراب والاحباب !
ولايفوتني ان انوه الى ان أسهل الطرق لتسقيط مدعي الاصلاح وايقاعهم في الحفرة والشَرك هي بتسهيل صعودهم فالى ماقبل عام 2000 كان منع مدعي الاصلاح والتغيير من الوصول الى الحكم بأية وسيلة كانت هو الاسلوب الرائج والتكتيك الناجع للحكومات الخفية والدويلات العميقة ولكن وبعد هذا التأريخ تغير التكتيك وصار"اذا اردت ان تسقط مدعي اصلاح ونويت اهانته بنظر اتباعه علاوة على معارضيه فأوصله بنفسك الى الحكم وبارك له وسهل له عملية الوصول والجلوس على الكرسي ، ساعتها ستكتشف الجماهير فضلا عن مدعي الاصلاح نفسه بأن الجعجعة والتغريد المتواصل بالاصلاح للدعاية والنشر وتأليب الشارع وكسب قلوب الجماهير المسحوقة عاطفيا ولسانيا شيء ، والحكم بالاصلاح واقعيا وفعليا وسط كم لايحصى من المخاطر والتحديات شيء آخر تماما لاسيما حين يسهم بصعودك الفاسدون انفسهم ...ولزيادة التنكيل يتم تأجيل كل المشاريع التطبيعية والاستخذائية والاستسلامية والانبطاحية والاحتكارية واللا اخلاقية لحين وصول المصلح المزعوم الى الحكم لختمها بنفسه وتوقيعها بقلمه ، وتبريرها بلسانه ، والدفاع عنها بإعلامه ، ليكون السقوط مدويا ومخزيا ومذلا ولاقيام من بعده ابدا ....!
الخلاصة ،والنصيحة ان " الصعود الذي يعبد طريقه الانتهازيون والاقطاعيون والفاسدون والمنحطون امام المصلحين على حين غرة ويفرشون على رصيفيه الورود ،ويمدون على طول شارعه السجاد الاحمر أمامهم ...هو صعود مشبوه غايته تشويه الصورة وتسهيل عملية التسقيط النهائي المذل والى لا رجعة في ما بعد ، لا لتمكين الاصلاح ولا لنصرته ولا لتفعيله وما حن ثعلب على دجاحة ، ولا ذئب على خروف، لا ورب الكعبة ".اودعاكم اغاتي



#احمد_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخرافات والاساطير ..كوكايين الشعوب وهيرويين الأمم !
- صرخة حلم
- الخلاص من ظلم وظلام ..جلبوع!!
- حلف -التاتو-مهدد بالتفكك كما تفكك حلف -الالحاد- السوفيتي !
- وماذا بعد جمع الفرقاء المتخاصمين البُعاد في مؤتمر بغداد ؟!
- رامبو يترنح من جديد ويعود الى خيبات وحسرات الدم الأول ..!
- إعلامان متلونان متضادان و- كفشة شعر- جونسنية صفراء واحدة !
- سياسي يبني ويعمر ويحلم ...وآخر يأكل المال العام يبدد الثروات ...
- اذا كنت مراقبا ومحللا فابحث ما بعد سقوط كابول لأن السيناريو ...
- ابتسم وتواضع وتراحم فلعله اللقاء أو العشاء الأخير ....!
- سلسلة -تعرية الوعي الحزبي الجامد وتفكيكه قبل صناعة وصياغة وع ...
- الحجامة تظهر في اولمبياد طوكيو 2020 مجددا !
- هذا هو حالنا ...ولايعلم الى اين مآلنا !
- اسرار العمل الخيري والانساني واسلوب التربية الناجح الذي افتق ...
- جانب من المسخرة بمؤسسات ودوائر الشخير والثرثرة؟!
- اطلاق -رواق ابن المعتز- الثقافي في سامراء على غرار شارع المت ...
- دور القنوات الفضائية في نصرة القضية الفلسطينية ...الافلام ال ...
- ((مسح البَلاط ...بحاشية البِلاط ))
- التربية بحاجة الى روزنامة زراعية ومقاييس حرارية ومستشارين بع ...
- هل ستتحول أفغانستان وبقية دول الباذنجان الى بؤرة الصراع الدو ...


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحاج - هرول خلف بناة المستقبل وصناع الحياة ودع عنك مدمني بناء النُصِب والتماثيل والمولات!