أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعيد عيسى - 2021 إيديولوجيا البقاء على قيد الحياة














المزيد.....

2021 إيديولوجيا البقاء على قيد الحياة


سعيد عيسى
كاتب - باحث

(Said Issa)


الحوار المتمدن-العدد: 7123 - 2021 / 12 / 31 - 17:15
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


دكتور سعيد عيسى

يمكن أن نقول أنّنا مُشبَعين بجملة من القيم والمشاعر والمعتقدات، وهي تشبه الفلتر الذي نرى من خلاله العالم، متمسّكين بها لأنّها تشكّل معتقداتنا وأفكارنا عن العالم.
في الواقع، هذه المعتقدات والأفكار غالباً تكون قريبة جداً لنا لدرجة أننا لا نشعر بوجودها. ونحن نظن أن معتقداتنا وأفكارنا هي الشيء الطبيعي والحقيقي بشكل واضح، حتى لو كانت تلك المعتقدات خاطئة، فإن عقلنا يجعلنا نعتقد أنها الحقيقة، لأنها جزء من مجموعة أفكار نؤمن بها. هذه المعتقدات والأفكار التي دخلت على وعينا أو أُدخِلت إليه، تتحكّم فينا، تصقل شخصياتنا وتعطيها صفات، يمكن للآخرين بسهولة تحديدها والحكم عليها.
وما أعني به هنا، هو وقع الإيديولوجيا في النّمط المسيطر على حياتنا من مأكل ومشرب ومَلبَس وسكن وعلاقات وسلوك وثقافة وغيرها من العناصر التي كنّا حتى الأمس القريب نتباهى بها على بعضنا البعض أو على غيرنا من الأقوام. وبالطبع هذا كله من صنيعة تلك الأفكار والمعتقدات أو ما يصطلح عليه باسم "الإيديولوجيا المسيطرة".
لكنّ تغيّر الأوضاع المالية والاقتصادية في البلاد قلب الإيديولوجيا المسيطرة رأسا على عقب، فاتّجهت الناس مرغمة لا طواعية نحو إيديولوجية مغايرة، وهي إيديولوجية التقطير والاكتفاء بما هو ضروري على النافل والعودة للتمسّك بما كان سائدا في الماضي كردّ فعل دفاعيّ عمّا يسود في الحاضر.
ولربط ما نتحدّث عنه أعلاه في الواقع يمكن رصد التحوّلات التالية:
- اتجهت الناس مجددا نحو حلويات كانت أنِفتها سابقا إلا ما ندر وهي المشبّك والمعكرون والنّمورة والصفوف والقناديل وغيرها مما يصطلح على تسميته بالحلويات العربية.
- تضاعف الطّلب على الأعشاب والنباتات مثل الزهورات والبابونج والقصعين والميرميّة والزوفا وغيرها لغليها لشربها ساخنة بديلا عن الكابتشينو والنّسكافيه والكافي لاتيه وغيرها، أو للتداوي بها بديلا عن الحبوب والمهدئات، أو لاستخدامها كمستحضرات طبية تجميلية ولترطيب البشرة مثل زهر اللوز والورد، وهذا بالطبع أدى لتضاعف محلات العطارة بعد أن كانت في سائرة نحو الأفول والنسيان.
- أصبح رواد المقاهي يفتشون عن المشروبات الساخنة ذات الأسعار المتدنية وغير المكلفة وحتى أنّ البعض بات يفضّل شراء مشروبه الساخن أو البارد من محلات الخدمة السريعة لها المنتشرة على الطرقات على الطرقات(الاكسبريس) نظرا لانخفاض سعرها كثيرا عن مثيلاتها في المقاهي ومن ثمّ الانتحاء على إحدى الزوايا وشربها في الطرقات العامة.
- أصبح هناك وسائل نقل للعامة لا تتقاضى بدلا من الرّكاب إنما لكسب الأجر فقط، أي الإفادة من دعاء الرّكاب للسائق الذي يراكم الحسنات في الدنيا لمصلحته وعائلته وأولاده وأهله في الآخرة.
- تزايد قصد الناس لمحلات "البالة" أو الستوكات الأوروبية بحثا عن الماركات العالمية بعد عجزهم عن شرائها من محلاتها الأصلية أو من حتى من المحلات التي تبيعها مقلّدة. وبالتالي ارتفاع نسب محلات البالة الستوكات بشكل كبير وحلولها مكان محلات الماركات.
- زيادة استيراد الألبسة ذات النوعية الرخيصة ومن أسواق لم يكن لبنان يستورد منها إلا ما ندر.
- إقفال ما لا يقلّ عن 12 ألف متجر لبيع الملابس والأحذية والتحوّل نحو البيع أونلاين عبر التطبيقات الإلكترونية أو وسائل التواصل الاجتماعي.
- ازدياد أعداد الأفراد والجماعات الذين يؤمنون بالقضاء والقدر وبنظرية "المؤامرة" بدليل أنّ 60% من الموجودين في لبنان وبعد مضي 3 سنوات على انتشار جائحة كورونا لم يتلقوا ولا حتى جرعة واحدة من أيّ لقاح.
- ازدياد حدّة تقوقع وانعزال الجماعات عن بعضها البعض بدليل تلقي عددا من الشابات والشبّان ضربا مبرحا في أحد المناطق لمجرّد توزيعهم منشورات للمواطنين في الطريق.
- ارتفاع نسبة اليأس بين الأفراد والجماعات وبين الفئات المتعلّمة والأكاديميّة لدرجة أنّ طبيب أسنان مات غرقًا وهو يحاول الوصول عبر البحر إلى اليونان لينفذ منها إلى أوروبا للخلاص من الحالة التي وصل إليها.
إنّ سنة 2021 حملت كثيرا من المؤشرات على تحوّلات في الاجتماع اللبناني وجعلت من الإيديولوجيا التي كانت مسيطرة حتى الأمس القريب تتراجع لمصلحة إيديولوجيا مختلفة أساسها محاولة البقاء والاستمرار على قيد الحياة.



#سعيد_عيسى (هاشتاغ)       Said_Issa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملخص تنفيذي لدراسة -واقع الحماية الاجتماعية للعمال أثر الانه ...
- قرأة نقدية لسياسات الحماية الاجتماعية للسلطة اللبنانية
- محسن إبراهيم…متعة اللقاء والموقف
- قدرة الشباب الفلسطيني على الفعل في عالم متغيّر
- لماذا يقبل الناس بالانصياع؟
- إذا الشرطية.. وخمول العامة وتكاسلهم
- شيزوفرينيا
- لمن يشتكي العمال في عيدهم
- المرأة من منظور الاقتصاد غير الرسمي
- دمج المصارف بين المضمر والمعلن...لعب الطوائف على أطراف الهاو ...
- التصوّرات المجتمعية لفيروس كورونا
- الكورونا: قِسمَة العالم إلى فسطاطين، بريطانيا والولايات المت ...
- الصراخ في الشوارع مفيد لإسماع الصوت، لكنّ للفوز شروطاً
- الّلعب على الوقت
- السّلطة تراجع أوراقها فقط: كلام الانهيار لا يعنيها
- الديمقراطيّة التي لم تغيّر شيئا
- نقاش جديّ في اقتحام المصارف اللبنانيّة
- في الطريق نحو أتون المعركة: أسئلة لا بدّ منها
- الثقة هي من يوقف الاحتجاجات في الشوارع
- بيان -لجنة الدعم الدوليّة للبنان-: إعادة تشكيل للسلطة في لبن ...


المزيد.....




- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- هل تحظى السعودية بصفقتها الدفاعية دون تطبيع إسرائيلي؟ مسؤول ...
- قد يحضره 1.5 مليون شخص.. حفل مجاني لماداونا يحظى باهتمام واس ...
- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب مطالبين نتنياهو بقبول اتف ...
- -فايننشال تايمز-: ولاية ترامب الثانية ستنهي الهيمنة الغربية ...
- مصر.. مستشار السيسي يعلق على موضوع تأجير المستشفيات الحكومية ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعيد عيسى - 2021 إيديولوجيا البقاء على قيد الحياة