أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح المشعل - مالم يقله الوزير ..!














المزيد.....

مالم يقله الوزير ..!


فلاح المشعل

الحوار المتمدن-العدد: 7119 - 2021 / 12 / 27 - 09:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وجهت سهام النقد والاتهام لوزير المالية العراقي علي علاوي بعد تصريحه الذي توقع فيه انهيار اسعار النفط خلال السنوات العشر المقبلة، مايجعل العراق يسرح موظفيه لأنه غير قادر على دفع رواتبهم، والسبب في ذلك اعتماد العراق علي عائدات النفط بنسبة أكثر من 90% من ايرادات الدولة .
كلام السيد علاوي سليم 100% بكون اقتصاد العراق أحادي الجانب، اقتصاد ريعي يعتمد على بيع النفط ومن وارداته يشتري احتياجات البلد ويسدد رواتب معيشة الموظفين في الدولة، ولنا مثال خلال عام 2020 وبسبب انتشار وباء كوفيد 19 تراجعت اسعار النفط الى الصفر ، وبات العراق يقترض من مصادر خارجية وداخلية لتسديد رواتب الموظفين، مادفع بتراكم الديون التي اعطيت للدولة العراقية لأنها دولة نفطية والثابت بتقدير اقتصاديات العالم أن النفط سيعود لاسترداد قيمته السلعية بأسواق العالم وهو ماحصل بالضبط .
السؤال المهم يأتي بما تتحدث فيه مراكز بحوث الطاقة في العالم من توفر واستخدام الطاقة البديلة والنظيفة خلال السنوات العشر المقبلة، لتحل بديلا عن البترول بنسبة قد تصل الى 60% ، أي الطاقة الكهربائية والشمسية والنووية السلمية وغيرها مما يجري البحث عنه بوتائر متصاعدة، مايجعل النفط سلعة منخفضة السعر بالأسواق العالمية !؟
أذن كيف تعيش المجتمعات التي تعتمد على النفط فقط في حياتها كما هو حال العراق منذ ثلاثين سنة وأكثر ؟
دول النفط في الخليج العربي فكرت بوقت مبكر بهذا التحول الذي ستقدم عليه الدول الصناعية الكبرى في إيجاد الطاقة البديلة، حضرت مؤتمر دول الأوبك عام 2008 بالرياض ضمن الوفد العراقي، وكان المؤتمر وخبراء النفط والطاقة في العالم يقدمون قراءاتهم بهذا الشأن ويؤكدون على أن اعتماد اقتصاديات العالم على النفط سوف تستمر لفترة تتراوح بين 25-30 سنة مقبلة وبعدها سوف تنخفض قيمته واهميته في شؤون الطاقة، وهذا ما أثبتته السنوات وخطوات التقدم المتسارعة بالعالم، وبالمناسبة كان الوزير العراقي حسين الشهرستاني الحاضر بالمؤتمر يوعد بانجازات عراقية كبيرة خلال السنوات الخمس المقبلة أي 2008 _2012 أذهلت العديد من الحاضرين ..لكن لم يتحقق شيئا منها، بل حدث العكس وخسرنا كثيرا في هذا الشريان الوحيد المغذي للحياة العراقية .
ماقاله الوزير علاوي صحيح جدا بعد عشر سنوات سينزل النفط عن عرش الأسعار ، وتجنبا ً لهذا المصير شرعت دول الخليج العربي مثل السعودية والكويت والامارات وقطر باعتماد واردات النفط والغاز باستثمارات هائلة في آسيا واوربا وافريقيا ، استثمارات زراعية وبناء مدن خضراء ودخول عالم الصناعات والشراكات مع دول أخرى، والتخلي عن مبدأ ربط الاقتصاد بالسياسة، كما جرت العادة في الدول القومية والاشتراكية المتهالكة، وفوق كل هذا عمدت الى وجود صندوق الأجيال الذي يوفر نسبة من عائدات النفط للأجيال المقبلة في نظرة تنطوي على تحقيق العدالة في توزيع الثروة بين الحاضر والمستقبل ، الذي ماعاد مجهولا كما يحدث بالسياسية العراقية المتخلفة .
مالم يقله الوزير ..!
أن الأزمة العراقية عميقة جدا وليس من اليسير معالجتها، بل تستدعي تغييرا جذريا في الطبقة السياسبة الحاكمة وتراتبية مفاصل الدولة وفلسفتها الاقتصادية والمالية التي تعاني التخبط والضياع وغياب التوجهات السليمة .
العراق يحتاج الى ثورة اصلاحات في بنية الدولة تبدأ بالاصلاح السياسي وإعادة النظر بتشكيلات الدولة الادارية وإعادة صياغتها على وفق مقدراتنا الاقتصادية الساعية للنمو ، وتحرير القرار الاقتصادي من هيمنة القرار السياسي الذي عادة مايعمل باجتهاد وارتجال وفق توجهات ومصالح ليس بالضرورة تنسجم مع مصالح المواطن والمصالح الاقتصادية للوطن، ولدينا أمثلة عديدة في الهدر كما حدث منذ عشر سنوات باستيراد الغاز من دول الجوار لتشغيل محطات توليد الكهرباء، بينما نحن بلد منتج للنفط بامتياز ويمكن اعتماد النفط الاسود او الكازويل بدل الغاز ، الذي تسبب بهدر عشرات المليارات من الدولارات لغرض توفير الكهرباء، أو شراء الكهرباء بدل انتاجها محليا في تكرار لخسائر أخرى، والدافع الأساس كان سياسيا وخيانة للأمانة الوطنية .
الزراعة نفط دائم ..شعار كان يغطي عمليا اقتصاديات العراق بنسبة تفوق 50% خلال ستين سنة أو أكثر من القرن الماضي، قبل أن تبدأ حروب صدام العبثية والطائشة، كيف الحال والعراق الآن يستورد نحو 70% من احتياجاته الزراعية اليومية ونحو 90% من سد النقص في الصناعة !؟
العراق يعيش أزمة حقيقية لاينبغي الهروب منها باتهام الوزير بالتشاؤم وعدم توفير العلاج ، أزمة لانعرف نخاطب مَنْ لغرض التصدي لها ؟ ووضع العلاجات الممكنة ؟ فالحكومات متعاقبة وهي تقف بقدسية بعيدة عن المحاسبة والمراجعة وتختم موازنتها السنوية دون حسابات ختامية مثل أي بقال أمي ؟ وليس بوسعها سوى تقديم برامج اقتصادية حكومية رنانة ..لكنها قبض ريح ، وبرلمان سياسي يعتاش طفيليا على وزارات وعقود الدولة في تراتبية فساد بغطيه السلاح المنفلت وبغفلة عن القضاء المهدد والمستلب سياسيا !؟
ليس من واجب أو اختصاص وزير المالية أن يضع الخطط للخروج من متاهة الفوضى الاقتصادية والسياسية، بل هو أقرب للتخصص بشؤون المال والموازنات المالية والتعامل مع الكتلة المالية وفق توازنات المدخلات والمخرجات، ومعالجة الديون وإدارة المال وحركة المصارف وآلياتها بالتعاون مع البنك المركزي الذي صار هو الآخر يخضع لسياسة الحكومة ومصالح الاحزاب، ولا ينتهج سياسة اقتصادية مستقلة كما ينبغي أن يكون، ويصبح شريكا ومساعدا في البنية الاقتصادية للدولة وتنمية سياستها المالية .
اجراءات الاصلاح ماتزال متاحة نسبيا لو أعطيت الصلاحية للاختصاص الاقتصادي بعيدا عن السياسة ، لكن هل تتقبل الأحزاب وقوى اللادولة المتطفلة والمتحكمة بنسبة كبيرة من واردات الدولة بهكذا إجراءات ؟ وكيف للاصلاح الاقتصادي أن يعمل في أجواء الفوضى والأمية والانفلات وحكومة غير قادرة على فرض القانون ، بل غير قادرة على حماية نفسها من تهديد السلاح المنفلت ؟



#فلاح_المشعل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مئوية عراقية في درجة الصفر .
- الاحتلال الأذكى .. والفشل الحتمي .
- المعارضة والنصف الميت !
- أهي جريمة أربيل ؟
- ترنيمة الغربة والاغتراب .
- تفكيك المفكك ..العراق اليوم وغدا .
- الأغنية القاتلة .
- ايران بلا قناع .
- العراق العلني ، العراق السري!
- مليارات ذكية وأخرى غبية .
- توارث الجريمة السياسية - الثقافية .
- الهتاف للسلطة بكونه عبودية مستدامة .
- ايران وضريبة النووي .
- أزمة الناصرية .. أزمة العراق . ح٢
- أزمة الناصرية ..أزمة العراق .
- الأزمة المستمرة .
- العراق .. حلم الديمقراطية وواقع الاستبداد .
- زيارة امريكا .. كيفية استثمارها ؟
- نظام فاسد ..أمن فاسد !
- العراق ..اللادولة .


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح المشعل - مالم يقله الوزير ..!