أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وهيب أيوب - الدوران حول المورَج ...!














المزيد.....

الدوران حول المورَج ...!


وهيب أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 7117 - 2021 / 12 / 25 - 14:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما زال العربان المسلمون يدورون في حلقة مُفرغة، بسبب نكرانهم وتنكّرهم لأصل المشكلة، بحيث ثبتَ في العشر سنوات الأخيرة بعد الانتفاضات الجماهيرية على أنظمة الاستبداد والفساد، أن المشكلة لن تُحل لمجرّد إجراء انتخابات وتغيير ، أو بالأصح تبديل تلك السلطات والأنظمة بسلطات وأنظمة أُخرى تُشبهها وتعتنق ذات الثقافة النمطية منذ قرون.
فقد ثبُتَ بما لا يجعل مجالاً للشكّ فشل كل هذا المسار، وسوف لن تنفع في هذا المجال كل المقالات والحوارات السياسية، لأن الأزمة والمُعضلة في الأساس ليست سياسية إلا في ظاهرها، فالسياسة هي السطح البائن من الأزمة، لكن المُعضلة أعمق وأخطر بكثير، وهي مشكلة البنية المجتمعية الثقافية التي تقوم عليها تلك الدول والمجتمعات؛ من دين وتراث وتاريخ وطوائف ومذاهب وقبائل وعشائر وقوميات ، وكل من هؤلاء ينظرون للوطن كُلٌّ من زاويته أو منطقه الاعتقادي الديني والطائفي والقومي والقبلي الخاص، ويتنافسون ويتناحرون في الانتخابات على هذا الأساس، أي أنه لا يوجد نظرة جامعة واحدة لمسألة الوطن والمواطنة الحقيقية لكل مكونات المجتمع بصرف النظر عن معتقداتهم، ولهذا يسعى كل طرف لإلغاء الأطراف الأُخرى والتنكّر لحقوقها، وأقصى ما قد يتوصّلون إليه من تسويات؛ هو تقاسم السلطة فيما بينهم كطوائف وعشائر، مع بقاء الأحقاد والنزاعات الطائفية والتاريخية فيما بينهم، وهذا ما هو حاصل في لبنان والعراق واليمن وليبيا، وسيكون هذا حال كل تلك الدول الباقية تنتظر دورها في ذات المصير، والتي لا ترقى تسميتها إلى مفهوم الدولة العلمانية الحديثة، بحيث المساواة في المواطنة والحقوق والواجبات وسيادة القانون والقضاء على الجميع.
إذاً؛ نتحدّث هنا عن عمق وجذور الأزمة الحقيقيّة الشبه مُستعصية على الحل حتى الآن، والتي يُهملها الغالبية الساحقة من مثقفين وكتّاب مقالات وتحليلات سياسية لا تُجدي ولن تُسمن عن جوع، بحيث يستسهلون الخوض في النقاشات السياسية والأزمات الظاهرة على السطح، فكما المثل القائل "ما قدر للحمار بيتشاطر على البردعة"!
غير مُدركين بأن تلك الشؤون والأزمات السياسية والمجتمعية والانتخابات وسواها من شكليات وتطبيقات؛ هي المرحلة الأخيرة من الحل وليست البداية، فلا يُمكن خلق فضاءات من الحريّة والديموقراطية والحوارات البنّاءة لإرساء دولة المواطنة، دون الولوج إلى عمق الأزمة وجذورها التي ذكرناها سابقاً، وإيجاد حلول لها، من خلال الاقتناع بالتغيير الحقيقي لتلك الثقافة المُهلِكة السائدة منذ عصور، التي أدّت وما زالت إلى شرذمة وتمزيق تلك الدول والمجتمعات في صراعٍ دمويٍّ مُميت.
أوروبا التي ترونها اليوم والتي يسعى المُشرّدون الهاربون من أوطانهم الممزّقة في اللجوء إليها، أوروبا هذه؛ عاشت مراحل من الصراع الدموي الطائفي استمر لعصور، ولم تخرج منها إلا بتغيير تلك الثقافة الطائفية القاتلة التي كانت تسود أوروبا، خاصة بين الكاثوليك والبروتستانت، ومن قام بتغيير تلك الثقافة وإرساء البديل لها؛ هُم كوكبة كبيرة من الفلاسفة والمفكرين والمثقفين والعلماء، أمثال روسو وفولتير وديدرو وكانت وجون لوك وديكارت وسبينوزا ومارتن لوثر وتوما الأكويني ونيوتن ونيتشه، والقائمة طويلة جداً لا يمكن حصرها في هذا المقال؛ هؤلاء تعرّضوا لكل الأزمات التي كانت سائدة في أوروبا، فكتبوا في التسامح والتعايش وحرية الرأي والديموقراطية وفي نقد الدين والمقدسات وهاجموا الكنيسة الكهنة والقساوسة والباباوات والأناجيل والكتاب المُقدّس والشرائع وكل ما يتعلّق بأزمات المجتمعات وثقافاتها وعاداتها وتقاليدها وتاريخها وتراثها، ووضعوا كل شيء على طاولة التشريح والتفكيك، بعدها قامت ثورات حقيقية في مجمل الدول الأوروبية بدءًا من عصر النهضة وما تلاها، حتى وصلوا إلى ما هم عليه الآن.
من هنا نقول؛ أنه على النُخب المثقفّة في مجتمعاتنا الدخول إلى عمق الأزمة وسبر أغوارها، وعدم إضاعة الوقت والتلهّي بالقشور والشكليات، التي لن تؤدّي إلى أي تغيير حقيقي، يجب خلق أرضيات وفضاءات وثقافة جديدة؛ تؤهّل تلك المجتمعات للانتقال للمرحلة الأخيرة وهي السياسة والانتخابات والتغيير الحقيقي للسلطة وأنظمة الحكم الاستبدادية، وهذا لن يكون ولن تصل تلك المجتمعات إليه؛ ما دامت النُخب المثقفّة تدور حول نفسها كما عدم المؤاخذة يدور الثور أو الحمار حول المورَج مغطّى بغمامات على العينين تحجب معظم رؤيته، إلا أمامه ويبقى يدور في ذات المحور ...!



#وهيب_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إخوان الصفا، وسطو ابن خلدون على رسائلهم !
- التلقين والترديد؛ فالتخلّف !
- لزوم الحضارة ؛ متحضّرون
- آفة الخوف والمجتمعات الممسوخة!
- - ناقصات عقلٍ ودين - !
- عن الدين والتربية والأخلاق
- بين المعرّي والشريف المرتضى، وطه حسين وشيخ أزهري
- مهزلة ومأساة العقل المسلم !
- خدعوك فقالوا -الحضارة العربية الإسلامية-
- لا تزدني من الشعرِ بيتاً !
- حكاية إبريق الزيت!
- الخالق العبقري ...!!!
- عندَ الامتحان يُكرم المرءُ أو يُهان
- الحروب المتعدّدة للإلَه الواحد!
- جرائم بلا شرف !
- الثقافات الكارثية
- جذور الاستبداد وأزمة النُخب
- مَن أطفأ النور - مَن سدَّ الطريق ؟!
- عن المرأة في قرى الجولان المحتل - القمر بدراً
- من يجرؤ على التفكير ...؟؟!!


المزيد.....




- نزلها عندك.. نزل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على الأقما ...
- شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل ...
- سيدة بريطانية يهودية تفضح محاولات وسائل الإعلام والسياسيين ف ...
- تونس: قرض بقيمة 1.2 مليار دولار من المؤسسة الدولية الإسلامية ...
- تونس تقترض 1.2 مليار دولار من -المؤسسة الدولية الإسلامية-
- مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية
- -لم توفر بيئة آمنة للطلاب اليهود-.. دعوى قضائية على جامعة كو ...
- البنك الاسلامي للتنمية وافق على اقتراح ايران حول التمويلات ب ...
- استباحة كاملة دون مكاسب جوهرية.. هكذا مرّ عيد الفصح على المس ...
- قائد الثورة الاسلامية سيستقبل حشدا من المعلمين 


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وهيب أيوب - الدوران حول المورَج ...!