|
لا شئ سوى الموت ، بابلو نيرودا
محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)
الحوار المتمدن-العدد: 7109 - 2021 / 12 / 17 - 22:33
المحور:
الادب والفن
لا شئ سوى الموت بابلو نيرودا *** نقل معانيها إلى العربية محمد عبد الكريم يوسف ***
هناك مقابر منعزلة ، قبور مليئة بالعظام لا تصدر صوتا ، القلب يتحرك عبر نفق ، مظلم ،مظلم، مظلم ، نموت مثل حطام السفينة، نلوذ بأنفسنا و نغرق في حزن قلوبنا وكأننا عشنا حياة بلا روح أو جسد.
هناك جثث و أقدام مصنوعة من البرد و الطين اللزج ، الموت يعشعش داخل العظام وينبح حيث لا يوجد كلاب ، يخرج من الأجراس في مكان ما ، ومن القبور في مكان ٱخر ، ينمو في الهواء الرطب مثل دموع المطر.
أحيانًا لوحدي أرى توابيت تحت الأشرعة ، تشرع في الموت الباهت ، مع النساء لديهن شعر ميت ، مع خبازين بيض البشرة مثل الملائكة ، وفتيات صغيرات متأملات متزوجات من كتاب العدل ، وصناديق تبحر فوق النهر العمودي للموتى ، النهر الأرجواني الداكن ، تتحرك في اتجاه المنبع بأشرعة ممتلئة بصوت الموت ، يملأه صوت الموت الذي هو الصمت.
يأتي الموت بين كل هذا الصوت كالحذاء لوحده بلا قدم فيه ، مثل البدلة الخاوية التي لا يرتديها رجل ، يأتي ويقرع حلقة مدورة لا حجر فيها ولا اصبع فيها ، يأتي ويصرخ بلا فم ولا لسان ولا حلق. ومع ذلك يمكن سماع خطواته وملابسه تصدر صَوِّتاً كحفيغ الشجر.
لست متأكدًا ، أنا أفهم القليل فقط ، بالكاد أستطيع أن أرى ، لكن يبدو لي أن غناءها له لون البنفسج الرطب ، من البنفسج الموجود في المنزل على الأرض ، لأن وجه الموت أخضر ، والنظرة التي يعطيها الموت خضراء ، مع اختراق رطوبة أوراق البنفسج ولون الشتاء القارس الكئيب.
لكن الموت أيضًا يجول العالم مرتديًا حلته يتصرف مثل المكنسة ، يلف الأرض ويبحث عن الجثث ، الموت يسكن داخل المكنسة والمكنسة هي لسان الموت يبحث عن الجثث إنها إبرة الموت التي تبحث عن الخيط.
الموت يعشعش داخل الأسرة القابلة للطي: يقضي حياته في النوم على الحصر البطيئة ، وداخل البطانيات السوداء ، ويزفر فجأة: ينفخ بصوت حزين يضخم الملاءات ، وتذهب الأسرة مبحرة نحو الميناء حيث الموت ينتظر ، مرتدياً زي الأدميرال.
العنوان الأصلي Nothing but death Pablo Neruda Translated into English by Robert bly Monday, January 13, 2003
#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)
Mohammad_Abdul-karem_Yousef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المبادرات الدولية ضد الرشوة وأشكال الفساد الأخرى
-
أغنية الصباح ، سارة تيسديل
-
ستمطر ماء النار، سارة تيسديل
-
الدليل الكامل للقيادة التحويلية
-
مفاهيم سيادة القانون ومصطلحاته
-
خلود ، ماثيو أرنولد
-
توق ، ماثيو أرنولد
-
كيف استعادت باليرمو نفسها؟
-
الإخلاص، توماس هاردي
-
نحو سيادة القانون
-
قدماك ، بابلو نيرودا
-
تحذير ، جيني جوزيف
-
حيواني الأليف، جون أ. بولارد
-
ألبوم صور ، مارثا إيريس بلو
-
محبوب و ضائع , سيرين روبرتس
-
هذا الجسر ...هنا..من أجلك, سيرين روبرتس
-
قصيدة لفتاة لم أقابلها قط، أدريان هنري
-
المفاهيم ذات العلاقة بمكافحة الفساد
-
محبوب و ضائع ، سيرين روبرتس
-
وداعا أيتها المعرفة ! وداعا!
المزيد.....
-
فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ
...
-
انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا
...
-
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة
...
-
الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف
...
-
حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال
...
-
الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
-
الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم
...
-
الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
-
أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم
...
-
-جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|