أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسراء العبيدي - ماذا بعد الضجر














المزيد.....

ماذا بعد الضجر


اسراء العبيدي
كاتبة واعلامية

([email protected])


الحوار المتمدن-العدد: 7105 - 2021 / 12 / 13 - 18:32
المحور: الادب والفن
    


هذا الضجرُ المتمددُ على أسرةِ الأيّام ، يقتلُ فينا اشياء كثيرة ، ويُحيي ذكرياتٍ متعددة ، تلك الاشياء التي تموتُ شيئا فشيئا ، لم تكنُ توافهَ أمورنا ، كانت الأهم ، الأقوى ،الأحبّ إلى قلوبنا ذاتَ وقتٍ وذاتَ زمنٍ ..لكن خذلاننا لها ، أماتها وهيّ رضيعةٌ بين ذراعي حاضرنا ..فنحن لم نتشبث بها ، لم نقاوم تآكل صبرها أمام صدأ الملل ، ولم نُلملم قطعها المتناثرة أمام رياح الرتابة والروتين ..بل على العكس تقاعس الأمل فينا ، وشاخ التفاؤلُ بنا ، وتراجعنا قليلا نحو الوراء بل كثيراً ، ورأينا الدنيا من ثقبِ الباب سوداء، لونها قاتمٌ لا يشعُ منه نورُ الصباح ، إتسعت أحداقنا ، و جحظت أعيننا لكننا لم نغيّر ثقب الباب بنوافذنا بل العكس ، تشتت النظر ،ولم نحدد زاوية الفرح جيّدا- فاصطدمنا- بما يسمى الضجر ..
وبعد الضجر تغيّرت ملامحنا وشخنا داخليا قبل أن تشيخَ اوصالنا ، ورسمنا على جدران واقعنا دوائر لا تنتهي ، مُحكمة الاغلاق ، حتى لا ننفذ منها وكأننا نستسلم سريعا لليأس ... وننسى أنّ العالم يتغير ويندفعُ بقوته نحو الأمام ليرسلَ لنا رياح الربيع ، ونسائمهُ العذبة حتى تُحيي أمل التغيير بنا ، تزرع بذور الفرح ، تسقي أزهار الأمل وتُفرج عن اسارير التفاؤل ، فنبتسم ، نأخذ قليلا من الورق ،وقلما حبرهُ لا يجفُ ، تتسخُ اصابعنا ونحن نكتب وندون قوتنا على بعض من الورق .. نتحسس ملامحنا المبتسمة ، نضعُ بصمة المداد على خدودنا ، شفاهنا ونبحث عن أقرب مرآةٍ فنبتسم ...
ويخرجُ الصوتُ شيئا فشيئا حتى يكسر جدارَ الحزن ونضحك بقلوب تملؤها السعادة ، نقهقهُ كأطفال يلعبون بالشارع ..فيتبسم كلّ ما حولنا ويرحلُ الضجر عنّا ، وتصبح الكتابة أول بابٍ ينفذُ منه الأمل ،
كنافذةٍ يغزوها نور الصباح ، كذراعِ والدة تحتضننا بكلّ حنان أحرفها ،
حتى نزفرَ الحزن بين أسطرها ، وكَدمعتنا السخيّة التي تشهدُ على آخر أوجاعنا ....
بعد الضجر هنالك الكتابة ثم الكتابة فالكتابة هي روح آخرى تسري بأجسادنا .. فكم من ابتسامة بعد حزن وكم من حزن تخلف عن موعده فقط حينما
يرى أنّ الفرح زائر لا يرحل... والأمل صديقٌ لا يخون والتفاؤل كأبٍ يُغننيا عن الحلم ... ألم يحن الوقت بعد لكي نتبه لأنفسنا ؟ ونرى ماذا يفعل الضجر فينا ؟ أيعقل أن يحدث بعد الضجر تغيّر لملامحنا فنقول الوقت قد فاتنا وها نحن شخنا داخليا قبل أن تشيخَ اوصالنا ، نعم كل شيء معقول فالضجر إما ضجر الوحدة أو ضجر اللاوحدة ... وماذا سيكون غير ذلك ؟؟؟ لربما هنالك أيام تنقضي وهموم تنجلي وأخرى تبقى في غياهب الفؤاد, فنسير وبنا غصة ونحن نتحين الفرصة لنسقط دمعة
تهوي وهي تصرخ لم ؟ فيجيبها القلب لا عن اليوم بل عن الأمس وتظل تهوي وهي حائرة أين المفر ؟ أين المفر ؟ وفي نهاية المطاف قد يزول الضجر وتبقى آثاره فننسى السبب . ونحاول أن نبدأ بحديث جديد وشعور جديد فتذهلنا الشمس كل يوم حين تشرق ونتمنى معها أن نشرق ... وهكذا هي سنة الحياة الظلمة يعقبها النور فلا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة .....



#اسراء_العبيدي (هاشتاغ)       [email protected]#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاريخ والحضارة الانسانية
- حسين عجاج : لم يأتيني دور كوميدي حقيقي واضح المعالم وهو أمرٌ ...
- هاشم سلمان ومروة هاشم : يجب حماية الطفل من التشرد والتسول ور ...
- إلى جيل الكبار ... مع التحية
- دائرة العلاقات والاعلام في وزارة الداخلية العراقية شكرا لهذه ...
- السلبيات والايجابيات في حياة المغتربين العراقيين/ ( تقرير صح ...
- إلى الجهات الحكومية ... وإلى من يهمه الأمر ( مناشدة من الطفل ...
- للفساد وجوه كثيرة
- مهلا أيها النقاد
- إشادة دولية وعربية بمهرجان بابل رغم بعض السلبيات بسبب قلة ال ...
- سيناريوهات المشهد السياسي وسط الطعون وهيمنة الترقب لتشكيل ال ...
- انتخابات العراق مابين المقاطعين وسقوط عروش الفساد
- سدية وبندقية وردهات الحجر الصحي وأبطال الجيش الابيض وهيئة ال ...
- إلى اعلامي العراق لا تجعلوا من الحمقى مشاهير
- التطبيل الفني للسياسيين مزايدات وشعارات كاذبة
- هذا ما يحدث في المؤسسات الاعلامية من ثرثرة فارغة
- كابتن فريد لفتة : الذوق العام يحتاج إلى شغل كثير ويجب على ال ...
- دع الضوء ينبعث من داخلك
- كابتن فريد لفتة : الذوق العام يحتاج إلى شغل كثير ويجب على ال ...
- حوار مع اسراء العبيدي جريدة الزمان


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسراء العبيدي - ماذا بعد الضجر