أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نايف عبوش - نقل المعارف والعلوم باللغة العربية














المزيد.....

نقل المعارف والعلوم باللغة العربية


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 7105 - 2021 / 12 / 13 - 12:33
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


 نقل المعارف والعلوم باللغة العربية


 لاريب أن تراكم العلوم والمعرفة، يعد من بين أهم وسائل التنمية والتقدم، حتى بات ما يمتلكه بلد ما من المتراكم منها في حوزته من المعرفة والعلوم، معيارا لمستوى تقدمه في شتى الميادين، العلمية والتقنية والصناعية والتجارية.

 ولاهمية العلوم والمعارف المعاصرة،باعتبارها عنوانا للقوة، فقد دابت الدول الصناعية المتقدمة على احتكار العلوم والمعارف والتقنيات، بما تراكم لديها من رصيد معرفي هائل يفوق التصور . ولهذا السبب فإنها حرصت على أن تكون مبدعة للعلوم والمعارف والتقنيات، ومصدرة لها إلى البلدان النامية في نفس الوقت، حيث سادت معاييرها المعدة بلغتها، واللغة الإنجليزية بالذات في التلقي، والتعاقد والاستخدام والتطبيق والتشغيل لدى المستهلكين، والمتلقين، مما عمق التبعية العلمية والمعرفية للأسواق العالمية.

ولا ريب إن تحصيل العلوم والمعارف بغير اللغة الوطنية الأم، وخارج الإطار الثقافي للمجتمع، يظل محدود الفائدة،مهما كانت كفاءة استخدام اللغة الأجنبية، لاسيما وان اللغة لم تعد مجرد وسيلة تفاهُم واتصال، وحسب، وإنما هي منظومة فكرية، ووعاء للأفكار والمعرفة عامة، وبالتالي فإن اللغة الأم، تظل هي الوعاء الأنسب للتمثل، والإبداع، والإنتاج المعرفي، ناهيك عن مواكبة واستيعاب مايستجد من معارف وعلوم وتقنيات، في اللحظة .

وما دام الأمر كذلك، فلا شك إن التعليم باللغة الوطنية الأم، يظل مفيدا وايحابيا، في رفع القدرات التحصيلية ، والإبداعية، للمتلقين ، ورفع الكفاءات التعليمية، ناهيك عن توفير الجهد والزمن، وتقليل الأكلاف، لإستيعاب العلوم والتقنيات المستوردة، وبالتالي فان اللغة العربية قادرة على استيعاب المعرفة العلمية، والتكنولوجيات المعاصرة بجدارة ،وذلك بسبب كثرة مفرداتها الأصلية منها، والمنحوتة، وغناها اللغوي، حيث تزخر بالكثير من الألفاظ والدلالات، خاصة وأنها كانت يوماً ما، هي لغة العلوم في فترة ازدهار  الأمة الحضاري، إذ لا تزال الكثير من الإصلاحات العلمية والمعرفية، تستخدم في الحضارة الغربية المعاصرة، بنفس مسميات ومصطلحات الكثير من إنجازات ذلك الحال العربي المزدهر، وكما وضعها العلماء العرب، ودون أي تعديل . 

والسؤال الذي يطرح نفسه في الأوساط العلمية والاكاديمية، هل ان اللغة العربية، بل واللغات الوطنية الأخرى، قادرة على أن تكون وسيلة لنقل المعارف، وتسهيل عملية استيعابها، وتوطينها، بما يمكن البلدان النامية المتلقية لها، من تجاوز تحديات احتكار عولمة التعامل، ونقل المعارف إليها، باللغات الأجنبية، والانجليزية منها، على وجه الخصوص،حيث باتت اللغة الإنجليزية في عالم اليوم، هي الشباك المتاح، الذي تطل من خلاله الدول النامية على سوق المعرفة، والتقنيات في العالم الصناعي المتقدم؟

ولعل الجواب يأتي بالإيجاب بكل تأكيد. فمع أن اللغة العربية تواجه تحديات علمية وتكنولوجية، بسبب هيمنة اللغة الانجليزية في النقل والتلقي والتعليم، فإن العمل الجاد على إنجاز هذه المهمة، يتطلب من المعنيين بالأمر، جامعات، ومراكز بحوث، وهيئات تدريسية، العمل على تمكين اللغة العربية من استيعاب حركة نقل المعارف والعلوم، من خلال تعريب المصطلحات أو اشتاققها، وتحديث المفردات ، واستعمالها في كل مجال العلوم الممكنة ،ومن ثم الشروع باستخدام اللغة العربية في تعليم العلوم والتقنيات، والمعلوماتية في كل مستويات التعليم الاولي والجامعي، دون تردد ، وزج اللغة العربية بالاستخدام الرقمي  الواسع على الشبكة العنكبوتية العالمية (الإنترنت)، لتكون عند ذاك واسطة نقل المعرفة وتوطينها، في الكليات والجامعات ومراكز البحوث .



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدب الومضة.. من التعبيرية اللغوية إلى التعبيرية الأيقونية
- في مواجهة تداعيات التفكيك بضجيج العصرنة
- الدكتور سامي محمود ابراهيم.. طاقة علمية متوهجة وكفاءة أكاديم ...
- الشاعر الدكتور حسين اليوسف الزويد.. والترنم وجدا في محراب ال ...
- الثقافة الرقمية.. تحديات التفاعل مع العصرنة ومتطلبات الحفاظ ...
- تداعيات العصرنة.. ومتطلبات الحفاظ على الهوية
- خبز تنور الطين
- البرية ودرب الضعون والبايسكل.. في ذاكرة أيام زمان
- فصاحة اللغة العربية في الحس العربي الفطري
- ورحلت لميعة عباس عمارة.. أيقونة الشعر الحداثي العراقي
- الشعر الشعبي.. بين النظم باللهجة العامية والانسلال المتناغم ...
- الرموز التعبيرية أيقونات تواصل رقمي.. وليست لغة حقيقية حية
- لا يزال الانتصار على الغطرسة الصهيونية ممكنا
- اليوم الدولي للأرض.. بين تحديات التلوث والتطلع لمستقبل أخضر
- هوية التراث المعماري الموصلي.. ضرورة تاريخية وتراثية
- تراث الأنساب الشفاهي.. والحاجة إلى التوثيق
- الرياضيات.. أم العلوم ولغة التقنية الحديثة
- التعليم عن بعد.. هل سيكون أسلوب تعليم العصر
- إخفاق نظام العولمة في التصدي للجائحة.. وإعادة تشكيل عالم ماب ...
- مذكرات غانم العناز.. سيرة ذاتية بنمط موسوعي يستحق التنويه


المزيد.....




- الأردن.. ميلاد ولي العهد الأمير حسين وكم بلغ عمره يثير تفاعل ...
- -صفقة معادن-.. ترامب يرعى اتفاق سلام بين رواندا والكونغو الد ...
- الولايات المتحدة: المحكمة العليا تحد من صلاحيات القضاة في تع ...
- فجوة -صارخة- في توزيع الملاجئ في القدس
- احتجاجات في إسرائيل للمطالبة بصفقة تبادل ووقف حرب غزة
- الاحتلال يواصل اقتحام مدن الضفة ويدمر منازل بجنين
- هل انتهى حلم إيران النووي بضربة واحدة؟
- ماذا أرادت إسرائيل من الغارات على جنوب لبنان؟
- في حال التطبيع مع سوريا.. ساعر يتحدث عن -شرط الجولان-
- بينها الكركم.. أفضل 5 أطعمة لتخفيف آلام التهاب المفاصل


المزيد.....

- نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي ... / زهير الخويلدي
- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نايف عبوش - نقل المعارف والعلوم باللغة العربية