أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميلة شحادة - نحرس الحُلم، ونرعاه بالعلم والثقافة حتى يزهر














المزيد.....

نحرس الحُلم، ونرعاه بالعلم والثقافة حتى يزهر


جميلة شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 7102 - 2021 / 12 / 10 - 17:43
المحور: الادب والفن
    


احتفى نادي حيفا الثقافي وبرعاية المجلس الملي الأرثودوكسي الوطني يوم الخميس الفائت بتاريخ 9.12.2021 بالأديب قاسم توفيق، وبإشهار روايتيْه: نشيد الرجل الطيب، وجسر عبدون؛ في أمسية أدبية، وثقافية ماتعة ومثرية.
هو جسرٌ؛ يصل بيننا نحن الأدباء والمثقفين الفلسطينيين الضاربةِ جذورُنا عميقًا في ترابِ أرضنا هنا، وبين إخوتنا الأدباء والمثقفين الفلسطينيين في الشتات وفي مناطق السلطةِ الفلسطينية. هو جسر؛ يصل بيننا نحن الذين نحرس الحُلم، ونرعاه بالعِلم والثقافةِ لحينِ أن يزهر. هو جسر؛ يصل الأدباء والمثقفين من إخوتنا العرب معنا، بل ويصل كل مَن يحب فِلَسطين معنا، نحن الذين نتمسّكُ بهويتنا الفلسطينية، والذين نأبى أن نتجردَ من إنسانيتنا، رغم سوادِ العتمةِ من حولِنا.
إذن؛ إن نادي حيفا الثقافي عدا عن كوْنه يؤدي رسالة ثقافيةً واضحة المعالم؛ هو أيضًا يقومُ بدورٍ وطنيٍّ هام.
فشكرًا للأستاذ المحامي، فؤاد نقارة، مؤسس ومدير النادي، وشكرًا لزوجته ورفيقةِ دربهِ السيدة سوزي نقارة الداعمة والمساندة دومًا؛ وشكرًا للمجلسِ الملي الأرثودوكسي الوطني، ممَثلا بالأستاذ جريس خوري، وشكرًا للكاتبة خلود فوراني سرية على تغطيتِها لنشاطاتِ النادي، وأمسياتِه الأسبوعية.
الحضور الكريم، إن المكانَ ليس أرضًا، ولا سماءً، ولا بشرًا أو مبانيَ ومحلاتْ، ولا حتى مَن يسكنون فيها. بل هو، ما في داخل الناس الذين يشغلونَ الأمكنة. هذا، ما يقوله ضيفُنا المحتفى به الليلة في روايته "جسر عبدون" عن المكان. هو البعيدُ الآن عن مكاننا والقريبُ من وجداننا. إنه الأديب قاسم توفيق الذي نحتفي بإصدار روايتيْه في أمسيتنا هذه: الرواية الأولى نشيد الرجل الطيب، والرواية الثانية، "جسر عبدون". هو الآن موجود في عمان، لكنه معنا ولو عن بُعد.
قاسم توفيق، قد تجاوز في رواياته كثيرًا من التابوهات، ولاسيما الثالوث: الدين والجنس والسياسة، ولو بتحفظ؛ ويشهد على ذلك قولُه: "الكتابةُ المكشوفةُ والثائرةُ والصارخةُ هي بطولة، ومغامرة، وأنا؛ لست بطلاً، ولكنّي مغامر". إذن الروائي قاسم توفيق يصرخ في كتاباته لكن بدون صوت، ويعوّلُ على القارئ الذكي بأن يسمعَ صوتَ صرخته المتواريةِ بين كلماتِه. فهو يتوقع من القارئ لرواياته أن لا يقرأ الكلماتِ فقط، وإنما ما وراءَها أيضًا. فها هو في روايته "جسر عبدون" يتطرقُ لعدةِ نماذج من الآباء، معظمها نماذج قامعة، قاسية، مقيتة، مرفوضة وغير مستحبّة. هذه النماذجُ خلّفت أبناءَ منحرفين، كارهين لآبائهم، بل ولذواتهم لدرجة الرغبة في الانتحار مثل رائف في الرواية على سبيل المثال. وهنا، قد يَسأل القارئُ العادي: لماذا يشوّهُ قاسم توفيق صورةَ الأبِ بعرضِهِ لهذه النماذج من الآباء؟ غير أن القارئَ الذي يقرأُ ما وراءَ الكلماتِ، سيتضحُ له أن توفيق قد أتى بنماذج الآباء هذه، لكي يُسمع صرختَه تجاهَ السلطاتِ السياسية والأنظمة الحاكمة في الدول العربية. حيث أن الأب، يمثّلُ السلطة، وأما الأبناء؛ فما هم الا الشعوبَ المقموعة والكارهة للسلطة. هذه السلطة التي بسببها مالتْ أحوال الشعوب واختلّتْ حياتهم. حتى سلافة العاملة في دار النشرٍ والتي أحبّتْ والدَها وخنعتْ له بالرُّغم من مساوئه لأنها تربّتْ على احترام الوالديْن؛ اكتشفت بعد ذلك أنها كانت واهمة، بعد أن قرأت روايةَ كاتبةٍ مبتدئةٍ تحكي في روايتها عن علاقتها بوالدها. وكأن توفيق أراد هنا أن يقول: بأن الشعبَ المسالمَ والذي يُظهرُ الولاءَ لحاكمهِ ليل نهار، لا بدَّ من أن يأتيَ الوقتُ ويكتشفَ خديعتَه، ويستفيق من وهمه، بعد أن ينيرَ الحرفُ فكرَه.
أما في القسم الثاني من الأمسية؛ فقد تناولت الناقدة الأدبية، الدكتورة لينا الشيخ حشمة، رواية: "جسر عبدون" للروائي توفيق بالنقد والشرح؛ بعد أن عرّفت عليها مديرة الأمسية وعلى الرواية أيضًا. وقد جاءت قراءة الدكتورة لينا لرواية "جسر عبدون" قراءة وافية ومثرية وماتعة.



#جميلة_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في يومهم، تحية تقدير لهم
- الفرق بين الكتابة للأطفال والكتابة للكبار
- خواطر
- قبل المحطةِ الأخيرة
- مَن أنا؟
- يا خسارة يا بو خالد
- تُجّار الكلام
- في الخريفِ تبعثرتْ أوراقي
- حكماء تعساء
- غُربة
- سأنزل في هذه المحطة
- ارحمونا من التعقيد والتركيب
- هذا البحر لنا؛ فأنصفوه
- ورود أمير
- صوت ذاك الآخر
- في القدس
- مقدسيون كرام أنتم
- رمضان
- نفاق
- هي خمس دقائق فقط


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميلة شحادة - نحرس الحُلم، ونرعاه بالعلم والثقافة حتى يزهر