أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - هل اقتربت الحرب الأمريكية الإسرائيلية على إيران؟















المزيد.....

هل اقتربت الحرب الأمريكية الإسرائيلية على إيران؟


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 7101 - 2021 / 12 / 9 - 21:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عودة للتحليل السياسي

أمريكا وإسرائيل الآن يهددان بعمل عسكري ضد إيران لوقفها عن مشروع إنتاج أسلحة نووية، وقرأت خبرا في رويترز منذ قليل عن لقاء "بيني غانتس" وزير الدفاع الإسرائيلي مع مسئولين بالبنتاجون لتنسيق ضربة عسكرية مشتركة لإيران بعد تعثر مفاوضات فيينا التي تهدف لعودة الاتفاق النووي الموقع عام 2015 والذي انسحب منه ترامب عام 2018

ولأن هذه التحركات السياسية ذات الطابع العسكري تحدث بهذا الشكل لأول مرة، فربما هي رسالة لإيران أن أمريكا تأخذ الضربة العسكرية على محمل الجد وليس مجرد تهديد..

طب تعالوا بنا نحلل المشهد بواقعية

قبل 10 سنوات من الآن كانت تهديدات أوباما لإيران بنفس الدرجة والحجم، وأفضى هذا الضغط لعقد اتفاق نووي هو مصلحة لأمريكا أيضا بعدم التورط بنزاع عسكري مباشر مع إيران، لكن انسحاب ترامب (عطّل) كل شئ وعاد الصراع كما هو لنقطة الصفر كما كان عليه في عهد جورج بوش وأوباما معا..

- إيران تقول أن مفاوضات فيينا ليس لعقد اتفاق نووي جديد، فهو قائم بالفعل لكن أمريكا انسحبت منه بالتالي فالواجب على الأمريكيين إذا أرادوا التهدئة أن يعودوا للاتفاق فقط..

- أمريكا تقول أن مفاوضات فيينا هي لعقد اتفاق نووي جديد بشروط جديدة تسمح بتضمين ملف الصواريخ الإيرانية وأمن إسرائيل ضمن الاتفاق، وهذه نفس الشروط التي وضعها ترامب ولم يتخلى عنها بايدن..

بالتالي ما فعله بايدن هو طلب اتفاق نووي جديد مع الإبقاء على عقوبات ترامب (كوسيلة ضغط) وهذا بالأساس خدم موقف إيران بتحويل المفاوضات لإمكانية رفع العقوبات فقط..وصار الحديث لا يخص الاتفاق النووي نهائيا ، بل لا يمكنه المساس بأنشطة إيران النووية كونها تحدث ضمن إطار تصاعدي للضغط فقط لرفع العقوبات

والسؤال الآن: هل لإسرائيل وأمريكا إمكانية لضرب إيران؟

الجواب على ذلك أنه صعب جدا لستة أسباب:

أولا: إيران تقدمت نوويا بشكل ملحوظ عن ما كان عليه الوضع قبل 10 سنوات، فهي الآن تملك يورانيوم مخصب بنسبة 60% وتعمل على زيادة النسبة ل 90 وفقا لتصريحات المرشد قبل أسابيع، إضافة لامتلاك إيران أجهزة طرد مركزية أكثر تقدما وأسرع في التخصيب مما يعني أن هامش الخطأ المعرفي لإنتاج (قنبلة نووية) صار ضئيلا جدا، وهذا الذي كان يمنع أمريكا من الضغط على إيران في زمن جورج بوش حيث كانوا يعتقدون أن تصريحات إيران بتخصيب اليورانيوم ونوايا امتلاك سلاح نووي هي مجرد تهديدات أكبر من قدرة الإيرانيين في الواقع..

ثانيا: أمريكا انسحبت عسكريا من الشرق الأوسط ومحيط إيران بشكل كبير، فقد انسحبت من أفغانستان..وحضورها في الخليج بات عبئا على الميزانية الأمريكية..في وقت أمريكا تصرح علنا بأنها تريد الانسحاب من الشرق الأوسط والتركيز على الصين التي استثمرت (الورطة الأمريكية في الشرق الأوسط) أفضل استثمار وصارت قوة اقتصادية وعسكرية وسياسية منافسة..وبالتالي فالتهديدات بالحرب على إيران كان يجب أن يسبقها حضورا عسكريا لامتصاص ردات الفعل الإيرانية على أقل تقدير والذي سيشارك فيه حزب الله بشكل مؤكد وربما حماس والحوثيين والحشد الشعبي العراقي بشكل شبه مؤكد..

ثالثا: علاقة أمريكا بالصين وروسيا الآن من أسوأ ما يكون بسبب النزاع في أوكرانيا وتايوان، ففي أوكرانيا حشدت روسيا أكثر من 100 ألف جندي على الحدود لتهديد الغرب باحتلال أوكرانيا وإسقاط نظامها السياسي في حال انضمام أوكرانيا لحلف الناتو، وهذه المسألة سبق أن صرح "فلاديمير بوتين" أنه خط أحمر للأمن القومي الروسي، ونفس الحال بالنسبة لتايوان..فالصينيون يهددون ايضا في حال تزويد تايوان بسلاح أو دعم عسكري أمريكي في بحر الصين الجنوبي..وهذه العلاقة المتوترة تخدم إيران بشكل رئيسي سواء بتعويض الفاقد من العقوبات الأمريكية مثلما فعلت الصين بعقد اتفاقات اقتصادية ضخمة مع إيران كمثال..أو بمساومة الإيرانيين الغرب على تلك العلاقة باعتبارها نقطة ضعف عند الأمريكيين بشكل عام..

رابعا: العقوبات الاقتصادية الأمريكية طبقت بأعلى معدلاتها على الإطلاق ولم يعد في جعبتها المزيد..بينما هذه العقوبات لم تؤثر بعد على الاقتصاد الإيراني بشكل يدفعها للاستسلام أو الضغط على حكامه لتقديم تنازلات، وشهدت هذه العقوبات أزهى عصورها في عصر ترامب منذ عام 2018 حتى 2020 وهي فترة تقترب من 3 سنوات لم تؤدي إلى شئ حرفيا

خامسا: الاختبارات الدفاعية الإيرانية مؤخرا التي عقدتها فوق منشآتها النووية تقول أن إيران مستعدة للحرب ولن تتنازل، وبالتالي فالرسالة الإيرانية هي (اضربوا فلن تثنونا عن موقفنا..لكننا سوف ننتقم) والقادة العسكريون الإيرانيون يذكرون الخصم بما حدث في قاعدة "عين الأسد" العراقية وأن عشرات الآلاف من جنود الولايات المتحدة تحت رحمة الحرس الثوري..علما بأن القوة العسكرية الإيرانية (دفاعيا وهجوميا) تقدمت كثيرا عن ما كان عليه الوضع زمن بوش وأوباما، وبالتالي صارت فكرة الحرب مع إيران أصعب على الأرض وبحاجة للتفكير في طبيعتها ومآلاها ألف مرة..

سادسا وأخيرا: النظام الإيراني ليس منفتحا بل متشددا..وإيران الآن يحكمها الصقور بولاية "إبراهيم رئيسي" الأقرب للحرس الثوري وعقيدته الدينية من إدارة روحاني السابقة، والبعض كان ينصح بايدن باستثمار ولاية روحاني قبل رحيله بعقد اتفاق نووي جديد لأن القادم بعده لن يرضى بذلك ، وإيمانه بالبراجماتية ضئيل جدا ..فبالتالي ستكون المواجهة الإيرانية الأمريكية الإسرائيلية واسعة جدا والعامل الديني فيها سيحضر بقوة، وسيؤثر ذلك على الوضعين العراقي واللبناني بشكل مؤكد..ثم الوضعين السوري واليمني بشكل شبه مؤكد..وتظل احتمالات تفجر الوضع بقطاع غزة قائمة وفقا لسياق المواجهات، وتلك الحروب سوف تشكل ضغطا شعبيا كبيرا على حلفاء أمريكا أنفسهم مما يرفع من الضغط السياسي على القادة الأمريكيين لإنهاء الحرب..ولنا ما حدث بقطاع غزة والضفة وأحداث الشيخ جراح نموذج أن انفجار الوضع الشعبي مرجح جدا في حال عدم السيطرة على الحرب مبكرا أو إنهاءها بشكل سريع..

في النهاية سيبقى الإيرانيون والأمريكيون باب الدبلوماسية مفتوحا فهم مهرة جدا بالسياسة ولديهم القدرة على التواصل والضغط في آنٍ واحد، ويبدو أن إيران تريد تحييد جيرانها العرب من المواجهة ، ولقاء الشيح طحنون بن زايد مع مسئولي إيران قبل أيام يأتي بنفس النسق باستغلال واضح لضعف إدارة بايدن في التواصل مع حلفائها العرب..أو إقناعهم بالمصير المشترك الذي كان يردده نتنياهو قبل رحيله أن العرب وإسرائيل في مواجهة مصيرية ضد إيران

وتقديري أن الوضع الآن هادئ لكنه سوف يتعقد إذا أعلنت إيران رسميا طرد الخبراء الدوليين ومفتشي الوكالة، مع الإعلان عن تخصيب اليورانيوم فعليا بنسبة 90% وإذا حدث ذلك سوف يوضع القائد الإسرائيلي والأمريكي في مأزق بسرعة اتخاذ قرار يبدأ الآن في التجهيز له وفقا لوكالة رويترز..مع العلم أن القدرة على ضرب إيران وتنفيذ تهديدات القادة الإسرائيليين تبقى محل نظر للاعتبارات الستة عالية

خبر رويترز عن تنسيق أمريكا وإسرائيل للضربة العسكرية على إيران

https://www.reuters.com/world/exclusive-diplomacy-stutters-us-israel-discuss-military-drills-iran-scenario-us-2021-12-09/?fbclid=IwAR1jxUJkC-j51vu7SdGffdIuu1pg-POxGV-0rv1DMO3Rbn7prjmYt5fLtAw



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل الهوية المصرية في مجتمع سلفي
- لمحات أوّلية عن فلسفة التاريخ
- مشكلة الفقيه الأناني
- الفلسفة كوسيلة فهم للتاريخ
- عن تاريخانية الأنبياء
- العجل أبيس وقصة السامريّ
- أكذوبة الخمس رضعات في الفقه
- حسن حنفي فيلسوف اليسار والنوايا الحسنة
- الغباء ودوره في صناعة الكراهية..تحليل فلسفي
- عن سؤال هل القرآن كلام الله
- رحلة نقدية في تفاسير القرآن
- حامد عبدالصمد في قبضة سامح عسكر
- خطر بعض الملحدين على العلمانية
- السذاجة الإلحادية..حامد عبدالصمد نموذج
- خرافة الاقتصاد الإسلامي
- الشخصنة كمرض نفسي واجتماعي
- من تخاريف صحيح مسلم
- اليد القابضة في نسف (حديث الرويبضة)
- طالبان من المدرسة الدينية للحُكم
- أصول ما يسمى علوم القرآن


المزيد.....




- هل يعيد تاريخ الصين نفسه ولكن في الولايات المتحدة؟.. وما علا ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يناقش مشروع قانون ترامب للإنفاق وسط انق ...
- محكمة إسرائيلية توافق على تأجيل جلسات محاكمة نتانياهو في قضا ...
- يضم معارضين سياسيين ومواطنين أجانب... القصف الإسرائيلي يلحق ...
- فرنسا تعتزم أداء -دور محوري- في مفاوضات النووي وطهران تبدي - ...
- مشاهد للجزيرة توثق قصف مسيّرة للاحتلال فلسطينيا يحمل كيسا من ...
- ماذا تعرف عن إنفلونزا العيون؟
- الفساد يطيح بوزير يوناني و3 نواب
- غزة تنزف منذ 630 يوما.. إبادة ممنهجة ومعاناة لا تنتهي في ظل ...
- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - هل اقتربت الحرب الأمريكية الإسرائيلية على إيران؟