أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - عن تاريخانية الأنبياء














المزيد.....

عن تاريخانية الأنبياء


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 7062 - 2021 / 10 / 30 - 20:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بالنسبة لتاريخانية الأنبياء..فالقصة بدأت من اكتشاف حجر رشيد وفك رموز اللغة المصرية القديمة، كان حدثا عالميا استثنائيا شجع أوروبا وكنائس الغرب على اكتساح الشرق وإخراج كنوزه الأثرية لعدة أهداف:

أولا: للوصول إلى طبيعة دولة يوسف المذكورة في الكتاب المقدس، وبالطبع معرفة قصص الخروج وفرعون موسى..إلخ، فكل هذه الأحداث جَرَت في مصر وبعد سهولة قراءة لغتها القديمة أصبح التوصل لأنبياء إسرائيل قريبا جدا..بل ربما يصلوا لذكر إبراهيم ورحلاته من أور لحرّان وفلسطين كذلك..

ثانيا: الوصول لأدلة على قصص عبودية إسرائيل في مصر.. وقد ترافق هذا المسلك مع اتجاه آخر هو فك رموز اللغات العراقية القديمة للوصول إلى قصص عبودية إسرائيل في بابل..

ثالثا: الوصول لطبيعة الدين المصري القديم ودراسته عن قُرب، وبالتالي معرفة آلهة المصريين الحقيقية وماذا كان يعبد فرعون وشعبه..

رابعا: العثور على سجلات تاريخية بين مصر وجيرانها لمعرفة الشام والعراق وليبيا وصحراء الجزيرة العربية، وهذا الهدف مرتبط بقصص دينية أخرى كالطوفان وحوت يونس وعزرا ..وغيرهم..

الهدفان الأول والثاني لم يتحقق منهم شئ، فلم يصل العلماء بعد 150 عام من البحث التاريخي والأركيولوجي على أي أدلة وآثار على الأنبياء في مصر..بينما نجح الهدفين الثالث الرابع ونسبيا ، ووصلوا لنقوش دالة على مملكة داوود منها ما يسمى (نقش دان) الشهير الذي كتبه ملك الآراميين بعد انتصاره على الإسرائيليين في القرن 8 ق. م، علما بأن هذا النقش المكتشف على حجر صلب عام 1993 معروف (بنقش القاضي) وتم تسجيله كأحد أقدم الوثائق التاريخية على وجود دولة يهوذا وحكامها داوود وسليمان..

أما بالنسبة لمصر فلم يعثروا على شئ..بل اكتشفوا ثغرات وأخطاء في التواريخ منها مثلا ذكر إبراهيم على أنه (كلدانيا عراقيا) وعاش في الألف الثالث ق. م، بينما الحضارة الكلدانية العراقية لم تسجل تاريخيا سوى من القرن 10 ق. م وهذا يعني أن هناك خطأ على الأقل 1000 عام في حساب مدة إبراهيم وبالتالي تعريض رحلاته من أور حتى مصر للشك والبحث، فالذين رفضوا قصة ابراهيم في الكتاب المقدس قالوا أن تسجيلها حصل بعد أوأثناء الحضور الكلداني السياسي في الشرق الأوسط..وهذا يعزز فرضية كتابة أسفار التوراة والعهد القديم خلال تلك الفترة وعدم ظهورها في تاريخ أسبق ولو شفويا..

علاوة على أخطاء تاريخية أخرى بخصوص (زمن الخروج) في مقارنة حسابات السنين في الكتاب المقدس مع التاريخ المصري القديم..علاوة على مشكلة تبعية كنعان تلك الفترة للحُكم المصري وعدم معقولية هرب موسى وقبائل إسرائيل لها وهي واقعة تحت السلطة المصرية لمدة 300 عام أشهرها سلطة الملك "تحتمس الثالث" ، إضافة لأخطاء تاريخية في حساب مدة خلق الكون والبشرية، فالعلم الحديث وصل أن الإنسان مع أسلافه يعيشون منذ ملايين السنين، لكن النص الديني يحددها على الأكثر 13 ألف عام فقط..وأخيرا عدم العثور على أي أثر للإسرائيليين خلال ال 40 عاما التي تاهوا فيها بصحراء سيناء..

وشخصيا أرى أن المصري القديم لو عرف قصص موسى ويوسف لسجّلها باعتبارهما قادة سياسيين كبار، وليسوا بشرا عاديين، لكن عدم العثور على أي أدلة لهما فتح أبوابا واسعة للشك في القصص الديني بالمجمل وبالتالي الشك في الدين ذاته، وهذا الذي دفع بعض فقهاء المسيحية واليهودية والإسلام للقول بأن القصص الديني مذكور فقط للعظة والاعتبار لا بوصفه حدثا تاريخيا مثبتا..

وعلى كل فهذا الفارق واضح بين الرؤية الدينية والعلمية..فالعلم لم يثبت بعد قصص الأنبياء وإلى أن يثبتها أو ينفيها بشكل مؤكد فالإنسان غير مُطالَب بالبحث فيها بل بالنظر لكليات الدين العظمى ورسالته الأخلاقية الأصلية، فمن الغباء أن يرهن أحدهم إيمانه لقصة تاريخية هي عُرضة للعب والتوظيف والتدليس بأي شكل، فالدين جاء لإصلاح البشر أخلاقيا واجتماعيا بالأساس ولرفع الظلم عن الضعفاء ومساواة البشرية ببعضهم كي يبقى نسلهم ممتدا عبر التاريخ، بينما قدرات هؤلاء البشر مختلفة في تقبل وتنفيذ تلك الوصايا وبالتالي فالاجتهاد العقلي والعلمي يجب أن يظل مفتوحا لضمان نقاء تلك الرسالة وأهليتها على الأقل..



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العجل أبيس وقصة السامريّ
- أكذوبة الخمس رضعات في الفقه
- حسن حنفي فيلسوف اليسار والنوايا الحسنة
- الغباء ودوره في صناعة الكراهية..تحليل فلسفي
- عن سؤال هل القرآن كلام الله
- رحلة نقدية في تفاسير القرآن
- حامد عبدالصمد في قبضة سامح عسكر
- خطر بعض الملحدين على العلمانية
- السذاجة الإلحادية..حامد عبدالصمد نموذج
- خرافة الاقتصاد الإسلامي
- الشخصنة كمرض نفسي واجتماعي
- من تخاريف صحيح مسلم
- اليد القابضة في نسف (حديث الرويبضة)
- طالبان من المدرسة الدينية للحُكم
- أصول ما يسمى علوم القرآن
- التقية الوهابية..محمد حسان نموذج
- في البحث عن المتعة ومذاهب اللذة
- في العنف الزوجي ومصادره
- في فهم الشخصية الإنسانية
- في فلسفة الجمال


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - عن تاريخانية الأنبياء